[size=5[color="#333399"]]
استقبالاتي في القصر الجمهوري
ما كنت داير أتوقف طويلاً عند المحطة دي تجنباً للدخول
في تفاصيل و شكلياتٍ يمكن تكون مملةً، لكنها لا تخلو من لقطاتٍ طريفةٍ.
ففيي بوابة القصر الجنوبية. لقيت حراس الأمن مصبوبين, و كأن على رؤوسهم الطير،
فلا يرمشون و لا حتى يناحون الذباب عن جلودهم .سألني كبيرهم (واحد مكرش شكلو مرفود جيش،
شبه حُراس كافور الأخشيدي، و من قال فيهم المتنبي لصدقه أبي يوسف يوم اعترضهما ساعة خروجهما
بخفي حنين من مصر:أفاضل الناس أغراضٌ لذا الزمن* يخلو من الهم أخلاهم من الفطن* وحولي بكل مكان منهمُ
خلقٌ .. تخطئ إذا جئت في استفهامهم بمن) . ما علينا ، فالمهم أن ذاك العملاق انتهرني و قال: قف! إلى أين؟ فمددت
له خطاب تعييني بالطبع بيدين راجفتين. قفز الرجل إلى آخر الورقة فالتوقيع ، دون أن يفقه شيئاً (فما هو بقارئ أصلاً).لكن يبدو أنه
فهم بحاسة المؤمن السادسة أنني جاي سالط و بعين قوية. فنظر لي بحدة ثم عبس في وجهيو بسر و قال:من الآخركدا، واستطك منو
ياخوي؟!! رددت عليه بإشارة إلى السماء. فهمني بسرعة مذهلة، ثم انتفض فجاة ليضرب لي تعظيم سلام و أمرني بأن أتبعه داخلاً بناحية
كنيسة غردون باشا (آلت إلى خرابةٍ أثريةٍ و مخزنٍ مهجورٍ لهدايا كبار زوار الدولة).و من هناك إلى مكاتب البيرسونيل حيث قال للجميع: قوموا على
حيلكم،جاكم موظفٌ (جعبةٌ تخينةٌ) و واستطهٌ فوق في السماء. و لدهشتي، قام الكل و اصطفوا لتحيتي كقيامهم لأجدع معلمٍ يوفُّونه التبجيلا. مع
إني كنت شاباً شديد النحافة عظيم "التفة"و شبه متلاشي ما بين المنكبين (بس قشة كبريتٍ على رأسا زيتونةٌ) . من ديك مكثنا شهراً أنا و هم في
ريبةٍ و غموضٍ. كلانا يتهيب الآخر .المهم أن عربةً مرسيدس بيضاء و أحيانا سوداء كانت تقلني كل صباح من و إلى أوسخ أزقةٍ في بحري (قايلين القبة
تحتها الشيخ حمد ود أم مريوم، و لا خوجلي أبو الجاز)، و هناك في القصر يحيطونني بحفاوة تتناسب و الواسطة المهيبة المفترضة كما فهموها من
هترشة ذاك الحارس و لكن الظاهر سوء فهمهم جاء في صالحي برضو. و يلا هاك يا جرايد عربي وأفرنجي و عصاير فيمتو و فطاير من أراك هوتيل.
فسرعان ما نطن لي كضيماتٌ يا زول(و أهلي الحنان بهناك الكريعات مغبشاتٌ للساق من المسوح بالليل و السرحة نهاراً) .الشاهد إنو علمتُ
لاحقاً أن دوامي مفروض في قاعة الصداقة.ذهبتُ إليها مصدوماً (حضارياً) حيث سلمني السيد مأمون/ مدير مكتب السكرتير الصحفي
مقاليد وظيفتي بكل حفاوة و أتحفني بأناتيكَ و نسخٍ فاخرةٍ من كتبٍ مثلَ (الرجلُ و التحدي) ,(النهجُ الإسلاميُّ لماذ؟ا) و (النهجُ
الإسلاميُّ كيفَ؟)؛و كلها من مؤلفات ( أبعاج أخوي يا دراج المحن) و الذي تدرج بين ليلةٍ وضحاها،من قائدٍ ثوريٍّ إلى أميرٍ
للمؤمنين مبايَع، إلى مؤلف ملهم لا يُشق له غبارٌ؛ و بعضها ينسب جزافاً لبنات أفكار مطبليه. كنت شاباً شديد النحافة
عظيم "التفة" و شبه متلاشي ما بين المنكبين كغيري من بقية مساحيق بلادي ممن صرفت عليهم الدولة
دم قلب الترابلة(دا كان منتهى الأنانية، لنعترف بذلك!).فقد بدأت آثار المجدة و السعة و الدعة ترتسم
على خلقتي و كساني لحمٌ و شحم ٌ موبــــالغة. لدرجة أنني فوجئت بمن يصادفني من المارة
من كورنجية مريخاب ، سرعان ما يتجمهرون و يشيعونني بالهتاف على أنني اللاعب
الخلوق الراحل/ سامي عزالدين ، طبعاً دا كان على الدهمة ساااه , و إلا
فشتان ما بين ( قرداً يونسك و غزالاً جافل) و الفارق طبعاً كان شاسعاً
كبعد ما بين المشرقين و المغربين، لمن يمعن النظر..
حتي أهلي يظهر إنهم ودروا شكلي نهائي!!
*********^^^^^^^^************
[/color][/size]
المفضلات