من أرض المحنّة

المحليات والتحصيل للحساب الخاص
==============================
اتزكر ونحن صغار ودائما في العصريات يدق الباب وتخرج لتقابل شخص يحمل في يده دفتر ويعطيك ورقة ويقول لك اعطها الي والدك .
نعرف لاحقا انها ورقة خاصة بالرسوم والتي تفرضها البلدية علي المنازل وهي ماتعرف بالعوائد والعتب تفرض علي المنزل بحسب نوع المباني وعدد الغرف التي يحتويها المنزل .
من يقوم بهذا العمل اشخاص من قلب المدينة ومن اهل البلد والذين يعرفون الاحياء بيت بيت وقد فوضتهم البلدية اولا لاخلاقهم الكريمة وسمعتهم والتي لاتشوبها شائبة وكانوا يقال لهم شيوخ الخط يساعدهم في عملية التحصيل وتحت اشرافهم المباشر مجموعة من المحصلين يؤدون عملهم بكل نزاهة ويتم التحصيل وفق الايصالات المالية المعتمدة .
هذه المبالغ المالية المحصلة وعلى الرغم من ضالة قيمتها كانت تستفيد منها البلديات في دفع رواتب بعض المعلمين والذين تم تعينهم محليا ورواتبهم ليست علي وزارة التربية المركزية وكذلك دفع رواتب عمال النظافة وعمال مكافحة الملاريا وحملات رش المنازل بالمبيدات مثل الجمكسين وصيانة الطرق والرقابة الصحية علي الاسواق بمعنى ان مايؤخذ باليمين تتم اعادته خدمات يستفيد منها المواطن في مكان سكنه والتاجر في محله بالاسواق .
كانت هنالك راقبة صارمة في تحصيل هذه الرسوم واماكن صرفها والمتخلفين عن السداد تاتيهم بصفة دورية انذارات تزكرهم بالسداد وعند عدم السداد تتم احالتهم الي محكمة خاصة بالعوائد والعتب تلزمك في النهاية بالسداد .
ماذا يجري اليوم في المحليات المختلفة عدم وجود موارد وعن طريقها يتم تقديم الخدمات المختلفة للمواطنين علي الرغم من تضاعف هذه الرسوم وفرض رسوم علي أي شئ متحرك اوثابت علي كرسي ستات الشاي نعم يفرض عليهم في الاسواق رسوم بعدد الكراسي او البنابر وذلك كل يوم وليس شهريا او سنويا والرسوم ايضا علي كل درداقة يقودها صبي او شيخ غير رسوم اخري لا استطيع ان احصيها .
كل هذه الجبايات والمفروض ان يستفيد منها المواطن يذهب اغلبها الي رواتب لهولاء المحصلين انها ساقية جحا وشئ يدعوا الي الضحك هذا اذا وصلت مبالغ هذه الرسوم الي الخزينة العامة اصلا وحصلت وفقا للاورنيك المالي المتعارف عليه .
في الكثير من الاحيان قد يحصل التلاعب بالاتفاق مع المشرفين والمحصلين بان تدفع نصف المبلغ المربوط لك وذلك بدون مستند او اورنيك مالي ويطمئنك عديم الضمير بأنك في السليم ومافي زول سوف يسألك .
ماهي النتيجة خزائن المحليات خاوية ولا خدمات تقدم وتردي الحالة الصحية ويكفي المناظر والتي تشاهدونها الان في كل مكان .
التعدي علي المنتزهات والشارع العام بلغ ذروته في كل احياء المدينة والبلديات لاتحرك ساكانا يبدأ الامر تحت ظل التشجير واقامة سياج حول المنزل يبدأ خجولا ويتمدد ليشغل جزء كبيرا من الشارع العام او المنتزه يضييق علي الناس والعباد حتى السير في الطرقات لعدم وجود الرصيف الامن والذي يحمى من السيارات كما يحدث في كل بلاد العالم .
أنهم يقتسمون المنتزه هم وجيرانهم تكون البداية حبل الغسيل والمزيرة وصاج العواسة وعنقريب عنقريبين في السهلة تحت ادعاء الهمبريب والهواء الصحي بعد ايام قد ترى المنزل وقد رحل بي كامله الي المنتزه المطبخ والحمام وحتي غرفة الحياة السعيدة قد انتقلت خارج المنزل ليس هنالك من رقيب والمحليات تغط في نوم عميق زمان لو ظهرت طوبة واحدة للخارج في حيطة حوش منزلك تجد في نفس اليوم مهندسي البلدية والملاحظين واقفين عند رأسك ماذا يجري اليوم في مدينتنا عدم تنظيم واهتمام والكل يقول انا مالي من الكبير وحتى الصغير .
نموذج صارخ تمثله الفنادق والمحلات في شارع النيل وامتداده في حي الزمالك والواحة حتى عمدان الكهرباء صارت داخل حزام هذه الاماكن والمظلات المتعددة الاشكال وربع الشارع صار تحت محميتهم ومافي واحد يسال .
غدا ان شاء الله رؤية جديدة .