صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 26 إلى 40 من 40

الموضوع: الفَيْتُوْرِي/ المملوكً الهَوَى .. و سلطان العاشقبنَ !!

     
  1. #26
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    يمكن أن تعد قصائد ما بعد الحداثة قصائد تحريضية،
    لبتر سيقان جمود الماضي و كسر حدة السائد و المألوف ، في
    سرديات قصصية لما قبل الالفية الثالثة .لذا نجد في أعمال بعض الحداثيين
    إقحامات ملحة لبعض السوقيات ك (المرحاض) مثلاً، بوصفة أحدى أدوات التنفيس
    المتاحة عن الضغط النفسي ، و البدني معاً. في ما قد يبدو أكثر ل تماساً مع أبسط
    أبجديات الواقع و مخرجات تقانة العصر الحديث، لأن في ذلك نوعٌ من الانفتاح على كثيرٍ مما
    هو مسكوتٌ و متغاضى عنه ، حيث تعمل ثورة ما بعد الألفية الثالثة على تفكيك قواعد نمطية
    الخطاب التقليدي و تأسيس و إشاعة خطابٍ حداثيٍّ، يستنكر صورة الموت الدماغي الشائع الذي يطال
    كل شيء حيٍّ. مما يعدُّ بدوره ترويضاً للموروث حتى ينسجم مع مقتضيات حال ما بعد الحداثة. خطابٌ
    جديد جريء ، إذ إنه ينزع إلى تحوير مقولة أبي الطيب المتنبئ من أن : (مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ)
    إلى قولهم: (مراحيض قوم عند قوم محاضن) في إلماحةٍ لاذعةٍ إلى ظروفٍ اقتصاديةٍ مترديةٍ و معيشيةٍ
    مزريةٍ لأنسان عالمنا الواقع في الدرك الثالث، فما دون أسفل، في ظل سيادة نظريات أمراء حروبٍ
    مدججين بالمفخخات و النفاق السياسي المبطن. حقيقةً إن معايشة الواقع لتفرض إدانةً شاملةً
    واجبةٍ لكل ما يجري من حولنا. إن روح المفارقة تدفعنا للجنوح نحو التعلق في الهواء ما بين
    واقعية فائقة و متخيلة ، و بين الواقع ضبابيٍّ معاشٍ طابعه التملص من روح أية
    مواجهة لدرجة تكاد تنعدم معها الرؤية، حيث تتلاشى المنطقة الرمادية
    الوسطى الفاصلة لأي تمايز ما بين " ما هو مفترضٍ "و بين واقعٍ
    يفوق الخيال. هذه المفارقة من شأنها أن تنعكس سلباً
    على ضبابية النص ما بعد الحداثي.
    ******@@@@@******
    *******@@@@@*******

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 01-02-2016 الساعة 10:51 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  2.  
  3. #27
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    # يحيا العدل..ثم طظ في المساواة#
    في ما يمكن تصنيفه كنماذجَ حيةٍ لنصوص حداثية ،
    فما دونها. لك أن تقرأ لناثر حداثيٍّ و ثائرٍ مثلي ، ما نصه الآتي:
    كم نحن مثاليون لدرجة ِ(الواقعيةِ الفائقةِ) في تعلقنا بعولمة الغرب ، و دوننا
    (عدالة السماء)، كما يتشبث غريق بقشة قصمت ظهر البعير. فهيهاتَ لباطل أن يسود،
    و لو سطع من على جبينه القمر؛ كما أن هيهات لحق أن يموت و لو تدافع عليه من بأقطارها.
    ثم هيهات هيهات لعاشقٍ لترابه أن ينسَى. بلْ تظلُّ هائماً على وجهِكَ، كمن تحمله يدُ عنايةٍ إلهيةٍ
    من عين العاصفةِ إلى وادٍ غيرِ ذي زرْعٍ.. أن تعيش قابعاًَ في خانةِ الصفْرِ ، أو أدْنَى فرُبَّما. و لكنْ أنَّى لكَ أن
    تعيشَ عصِيَّ لم القلبِ، قصيّ الالتفات إلى ما يوجعُ و يجعلُ (وجعَ الوجعِ) وجهةً لِحَدِّ ذاتِهِ ، و إلى ما يرجعُ من
    صدَى وجدان تضعُ المكانَ على أُهْبَةِ السَّفَرْ. حيْثُ تمرُّ منْ هُنا و هُناكَ، كلَّ يومٍ جوقةٌ من فَتَياتٍ غجرْ.. مصاباتٍ بحمَّى
    الرَّقْصِ الشَّرْقِيِّ و الإغواءِ .. و بسُعَار بيعِ الهَوَى ، إذ علّقن سراويلهُنَّ على فروعِ الشجرْ .. و ارتدَيْنَ العري المتخفّي في
    رشاقةِ العُهْرْ. حيْثُ على الخيالِ وحدَه أن يَرَى فضيحةَ العُرْي في نَرْجِسيةِقَناعاتِ الفَنِّ بذاتِهِ المتمنعةِ عن الإفصاحِ بالأمرْ..
    فهُنَّ الماهراتُ بدسّ دَسْمِ السُّمِّ في عظامِ( سُرَّ منْ رأَى) ، هُنَّ هُنَّ القادراتُ على سِتْرِ العُرْيِ بضوءٍ يسطعُ من صدورٍ ناهداتٍ،
    ترشحُ حبيباتِ ماءٍ آسنٍ قَذِرْ. في كلِّ بلادٍ الدُّنْيا قطعانٌ هائمةٌ من الغجرِ. و في كل غجريةٍ سِفْرٌ مرتجلٌ. و في كل سِفْرٍ حكايةٌ لا
    تُروَى إلاّ بعد اجتيازِ الذكرَى سنّ الخَجَلْ.. من مصيرٍ حتمِيٍّ منتظرْ..ٍ على سكة وترٍ. إلامَ نظلُّ نهيمُ مع الغجرِ طالَما افترقَ
    المكانُ عنْ زمانِه ، و كلما تَشَرَّّدَ كوكبٌ دُرِيٍّ على دُروبِِ التِّبَّانةِ، سُكّانه الباحثونَ عنهفي ما تبقِّى من روائحَ ،
    هيَ الدليلُ على تناقُصِ العُمُرْ؟! ألهذا يبحثُ النَّاسُ في النساءِ عن فوضَى الجسدِ في شهوةِ رقَصاتِ
    البجعِ ، على حبالِ الهوَى، و تضيعُ أنوثةُ المعانيَ الخواليَ من زركشاتٍ، في الحُبِّ، لدَى
    حُثالاتِ العابثينَ بعُذْريةِ بني البشرْ؟! مع تأسُّفِي الشَّديدِ للإطالة,
    و أية بذاءة غير متعمدة ، (If any)
    *****@@@******صدرَ تحتَ توقيعِي في
    9/5/2016 بكاملِ قِوايَ العقليةِ المعتبرةِ شرعاً و قانوناً

    ود الأصيل/Aabersabeel

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-05-2016 الساعة 09:00 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  4.  
  5. #28
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    قد تنجو بجلدك ذات مرةٍ ، بل و مراتٍ
    من حادثات الدهر ، فقط ، لأن يد عنايةٍ ربانيةٍ
    تأبى إلا أن تتدخل في كل سقطة لتنقذك. و أنا عشت
    شخصياً لأجوب الدنيا من أقصى إلى أقصى في كل مكان
    كمسافرٍ صار مأواه في قاعات الانتظار في مطارٍ ، حيث سرعان ما
    يُرسِلني مطار، كطرد بريدٍ جوّي ، إلى مطارٍ . عابراً حائراً بين اختلاط الهُنا بالهناك ،
    و زائراً متحرراً من واجبات التأكد من أي شيء. هكذا كثيراً ما تمرّ فتيات الغجر
    على بيادر أيامي الخوالي، عبر طريق الحرير من هندو سند و بلاد تركب الأفيال ، إلى
    ما يرد على حاسة التيه من هواجس بلا خرائط أو هوياتٍ.كم هنَّ فاتناتٌ و لكنهنَّ بائساتٌ
    و راقصاتٌ بلا سبب، سوى ما لذوات الدم الحارِّ من نسب إلى إيقاعات الطبول. هُنّ هُنّ،
    سِربُ خيامٍ مهاجرةٍ إلى مغامرةٍ قد يَجدنَ فيها كفافَ حياةٍ في متناول اليد. و لا يودّعن
    شيئاً لئلا يحزنّ، فالحزن مهنةٌ لا تليق بهنّ، فهنّ الحزينات منذ وُلِدن. و لكن يرقصن
    كي لا يتوقف جريان الدم في عروقهنَّ. و يتركن الأمس وراءهن كرمضاءٍ
    من تحت دمنة رمادٍ، و ليست بأية حالٍ أهون من نار غدٍ بئيسٍ،
    لا يفكرن به لئلا يعكّر عليهن التوقع صفو الارتجال.
    اليوم هو اللحظة التي يختزلن فيه الدهر كله.
    **********#####**********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 17-05-2016 الساعة 09:34 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  6.  
  7. #29
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    و نجوت كثيراً لأعيش ككلبٍ بسبع أرواحٍ، فقط ، لأن طلق عيار نارياً عشوائياً كثيراً ما مرّ
    قريباٌ من شحمة أذني، أو من تحت فخذي ،أو تحت ذراعي، دون أن يستقر في ثمرة خافقي. كما لم يَشُجّني جلمود صخرٍ طائشٌ حطه السيل من علٍ على فاخورتي. و نجوت لأن سائق ناقلة جند تنبه ذات وخذة ضمير أفعى و في آخر لحظة، لوجود رضيع يئن بين مؤخرة مجنزرته و بين جدار فصلٍ عنصريٍّ عازلٍ ، توشك على سحقي معه، فحقن دمي خطر محقق؛ ليعيدني ك(تابوت موسى) إلىحجر أمي لأجد قلبها فارغا، تقلب كفيها بأسوأ الفروض على جمر الخوف و الرجاء . فحمداً لمن لا يحمد على مكروهٍ أبداً سواه: إذ كم مرة يموت أحدنا و لم يتنبه. و كلما مات أحدنا و انتبه ، كلما استأنف التهام الحياة كحبة خوخ مخستكة ، أو كتمرة(دفيق) ساقطة .فلا وقت طويلاً لخوف من مجهول، مادامت الحياة، و هي أنثى، مشغولة عن الموتى بتجديد صباهاو فجورها و تقواها، على مرأى من المحرومين فؤ الأرض،،،

    / Aabersabeel
    *****@@@*****
    *****@@@*****

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 20-05-2016 الساعة 02:47 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  8.  
  9. #30
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [COLOR="#4B0082"]
    (11/80)
    //يا ريح أنت ابن السبيل، و لا شيء يعدل زعفران تراب الوطن//
    كأي ابن سبيلٍ يمر ك(همس النسيم الماش)، و كمر السحاب لا ريثٍ و لا عجل(ما لاحقين حاجة).و لربما يختلط لدي الهنا بالهناك و بالهنالك،و قد أكون ما عرفت ما السكن. غير أن لي و طناً(وكت أشتاق لو برحل ليه من غير زاد) ؛ و أدري أن لا شيء عندي يعدل قيمة الوطن.

    #كثيراً ما أجد نفسي منزوياً في ركنٍ قصي على طاولة ّ بأحد المقاهي بالموانئ ، فقدت إحدى سيقانها إثر عراك شرس نشب بين مرتاديه الثملاى؛ أو تجدني أزرع الأرض طولاً بعرضٍ، جيئةً و ذهاباً في إحدى صالات الخطاوي الضائعة(les Salles Des Pas perdues) ؛ بينما أغرق في تفكيرٍ عويصٍ في مدى جدوى رحلتي القادمة: فهل أنا في ذهابٍ أم في إيابٍ؟!!. إذ لا أحد ينتظرني لاستقبالي في محطة إيابي ؛ و لم يكن أحدٌ قد أودع الله ديني و أمانتي، حين تركت العدم خلفي و اليباب أمامي.

    # إن لي أكثر من اسمٍ و أكثر من تاريخ ميلادٍ مُثْبَتةٍ في وثائق سفري منمقة الأغلفة، بألوان الطيف. لكنني حرٌّ أنا في خضم تلك الزحامات المسافرة دوماً ، كسير طاحونةٍ لا ينفك راحلاً. و حيثما مررت بأيما نقطةٍ للعبور تجدني مرفوع الهامة أمشي . حيث إني آمِنٌ أنا ، كسلع الحوانيت المعفاة من رسوم الجمارك ، و محروسٌ أنا بأجهزة الإنذار المبكر. لا أحد يكلف نفسه عناء سؤالي عن هويتي؛ و لا أحد يبدى تعجباً من مشيتي المتلعثمة ، أو من زرارٍ مقطوعٍ في معطفي ، و لا حتى من لطعة دمٍ كذب ٍ يرونها مندلقة على ربطة عنقي.

    #لكأني عميلٌ مزدوجٌ متخفٍّ في روايةٍ لأجاسا كريستي، معروضة في كشكٍ للصحف. متمردٌ أنا على مؤلف روايتي و ناشرها و بائعها و من حملت إليه. و في وسعي أن أضيف أوأحذف أو أجرح أو أعدِّل أو أبدّل كما شئت ؛ و أن أقتُلَ أو أُقتَلَ؛ و أن أمشي أو أجلس أو أطير ؛ و أن أصير كيفما يحلو لي أن أصير؛ و أن أعشق أو أُبغض؛ و أن أعلو أو أهبط ، أو أسقط مردياً قتيلاً من على مقصلةٍ نصبت على قمة جبلٍ. و لا يمسني سوءٌ.
    # لأنني لم أعتدٍ قطُّ على ملكيةٍ فكريةٍ أو حقوق نشرٍ و تأليفٍ لمبدع مأساتي، و ليس لي قول ٌ فصلٌ حول مصيري ، حسبما صوروه ضمن حبكةٍ درامية عنِّي في ألف ليلة و ليلة ، و من ألفٍ إلى ياءٍ.
    ***************@@@@@@***************
    ود الأصيل/Aabersabeel

    COLOR]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 12-07-2016 الساعة 08:51 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  10.  
  11. #31
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    لا أحد يجرؤ على نهي سواحٍ عابرٍ
    و عاشقٍ للترحال، عن الهيام في أرض الله الواسعة،
    و لا عن الإفراط في الخروج من سربٍ قد تمرد على أوضاعه
    المائلة، فقرر التغريد خارجه، حتى وإن على مقربة من مساره الجوي.
    فاسترسل في طرق المعلوم بسندانٍ من فولاذ المجهول، على صفيحٍ ساخنٍ
    من أمرٍ واقعٍ مريرٍ، فتطاير شَرَرُ الممكن من فقه الواقع. و كلما ضاقت به جدران
    الزنازن ذرعاً شعّ كبلّور مكسورٍ في مجازات المساجين. إذاً ، فما معنى أن تجد في نفسك
    في مرفأٍ تالٍ شخصاً غير مرغوب فيه، لافتقار وثائقك إلى ثقافة الربط بين جغرافيا المكان
    و اسماء الأمكنة و ظروف الأزمنة: فمن وُلِدَ في بلادٍ لا وجود لها على الخارطة الحالية
    للكرة الأرضية.. فبأي منطق و بأي حقٍ يحق له الوجود. وإن قلت مجازاً إنك من لامكان
    قيل لك : لا مكان لل/لامكان هنا أو هناك. و إن قلت لموظف الجوازات ،ليس بإمكاني
    أمكن مما قد كان و ما هو كائن، لكون اللامكان في قاموس هويتي هو المنفى،
    زجرك قائلاً: لا وقت لدينا للثرثرة بخطرفاتٍ من محسنات البديع و علوم البيان،
    فاذهب يا هداك الله ،إذا كنتتحبّ الفصاحة لتعودنَّ أدراجك إلى أمهاتا
    الكتب الصفراء عند أبي الأسود الدؤلي و الخليل بن
    أحمد الفراهيدي أو تلميذه/ سيبويه.
    *******@@@@@*******

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 23-03-2016 الساعة 07:57 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  12.  
  13. #32
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    هل رأيت وجهك يوماً في مرآة
    حمامٍ بصالة المغادرين من قطار يرسلك إلى قطار
    آخر و منه إلى مطار و من ثمة مطارٍ آخر مزدحمٍ باللاهثين
    إلى حيث صفقاتهم التجارية و مواعيدهم الغرامية حيث تبذل جهدَ جهيدٍ،
    كمن يفسر الماء بالماء، و أنت تشرح لموظفين لا مبالين و غير معنيين أصلاً، تتلو عليهم نبأَ
    أسطورةٍ حول جيواستراتيجة عصر حداثةٍ كأنما يعود إلى غابر الزمان. عن شعوبٍ تجري العروبة
    منها مجرى الدماء في عروقها. لكنها حين ثارت ذات ربيعٍ ضد رباعية الظلم و الهوان، على أيدي
    جلادين طغاةٍ أو بغاةٍ أو غلاةٍ أو جفاةٍ . إذ تفرقت صفوفهم أيدي سبأٍ .. فصاروا شتاتاً عبر بوابات
    المنافذ بين مطارق المطارد، و سندانات المنافي؟! و لكن هيهات أن يفهمك أحدٌ، أو يمنحك تأشيرةً
    يإذنٍ بالدخول. هل رأيت نفسك هائم الخطى في بيادر غربةٍ كشِعْبِ بوانٍ، وسط أغرابٍ، لو سار
    فيهم نبي الله سليمانٌ لسار بترجمانٍ؟!. حيث تروي هناك لمن تصادف ما قد حلّ بديار
    أهلٍ مطموسي الهوية، مقطوعي الوجه و اليد و اللسان، و مرتهين بصاع من حنطةٍ،
    لأجل شيء لا يمتُّ بشيء إلى كرامة أنسانٍ.و منذ هبطت من بطن أمك هل
    شققت عينيك على غير جرّافة عملاقة تدوس الأوطان لتسوِّى بحطامها
    المكان على مقاس أيقونة مجنزرةٍ؟!ومن لم يكن آنذاك في
    الأسطورة ، فلا مكان لوجوده في هذا الزمان.
    *******@@@@@*******

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-02-2016 الساعة 01:00 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  14.  
  15. #33
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    و أنت منهمكٌ في حالة ترحالٍ مكوكيٍّ دئوبٍ
    ما بين لقاء و وداع.. كَسْير طاحونةٍ هوائيةٍ ، لا ينفك راحلاً
    و بينما تغطس في غفوة عفويةٍ يسمع لها غطيطٌ على أريكة جلديٍّة ؛
    إذ تستيقظ منها على وقع حوافر مسافرٍ متعجلٍ تعثّر بك، فيما أطلق ساقيه
    دون أن يعيرك نظرةُ، معتذراً لك بعذرٍ باهتٍ أقبح من الذنب؛ و كذر الرماد في عيون العِمِي
    تدلف بخطاك الضائعة إلى الحمّام و تغسل ثيابك الداخلية و جوربيك و تحلق ذقنك و تتمغَّى،
    قبل أن ثم تمضي لتتسكع عبر صالة يبدو لك كالوقت إن لم تقطعه قطعك.ثم تعود لتحملق في
    صجف ذاك الصباح باحثاً عبثاً عن بلادٍ من شأنها أن تمنح حق اللجوء لأبناء الأمم المتحدة. و هل من
    بلد مستعدٍ ليجاذف بمصالحه ليقبل بك ضيفاً ثقيلاً؟ لعل الخالق غاضب جداً من فعائل خلقه.حيث قد:
    (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
    فما معنى أن يمضي مسافرٌ ع مره في مطارٍ؟ و لكن ربما بالعكس ربما يغطبني من لو كان مكاني
    ليسجع مدحاً لحرية حراكي بين المطارات حيث ننطلق أنا و ذباب جلدي أحُرّاراً و ثمة حبال ودٍ
    هي تلك المصائب اللائي يجمعن المصابين الذبابة تحنو عليّ/ تحطّ على كتفي و يدي.
    و كأنما تحثنى على كتابة شيء ما/ ثم تطير. و أكتب سطراً: لكأن محطات
    المنافي صارت بلاداً لمن لا بلاد له. و تعود الذبابة بعد قليل/
    لتمحو الرتابة ، ثم تتركني و تطير أخيراً و في عينيها نظرة رثاء لحالي
    و لا فراغ لدى أحد سواها لأجاذبه طرفي حديثٍ ذي شجونٍ
    ************@@@@@************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 05-04-2016 الساعة 08:22 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  16.  
  17. #34
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    في كافتيريا أحد مرافئ الترحال،
    عادةً ما تزوغ عينك لتقع على حسناءً غيداءَ جالسةٍ
    في ركنٍ قصيٍّ قبالة مقعدك تماماً. و حين تراك تحدق بها خلسةً،
    تتشاغل بتنظيف قميصك من قطرة مشروبٍ اندلقت كمفردةٍ شاردةٍ من عبارةٍ
    كنت ستزلقها لها همساً من خلف أذنيها، لو كانت بجوارك. كأن تقول لها: جمالك هذا
    كثير على مثلي(كما السماء بدت لنا و استعصمت بالبعد عنا) فاسدلي رموش كبربيائك قليلاً
    لأتمكن من بثك بوحي. و كلما ترفع عينيك عن صحن الحساء الساخن، تراها تناظرك، لكنها سرعان ما
    تتشاغل برش شذراتٍ من قنينة الملح و الفلفل على طعامها بيد راجفة يفضح الضوء الخافت منها بياضاً كما
    بياض الثلج ، فتخاطبها في سرك: لو كنت مثلي ممنوعةً من الصرف و محظورٌ عليك مغادرة الترانزيت، فقط لو كنتِ
    مثلي! هنا تشعر بأنك أحرجتَها، بأمعانك في استجداء أحاسيسها، فتتظاهر بأنك تخاطب النادل: بينما لؤلؤة من عرقٍ تحبو لامعةً
    على جيدها المرفوع شموخاً، فتخاطبها سراً: لو كنتُ معك للحستُ حبة العرق عنك. خيوط الرغبة راحت تنسج بينكما مكوكاً فضائياً
    عبر طيات الأثير المعطر، لتزرع به الأرض جيئةً و ذهاباً في منطقةً و سطى وهميةٍ قائمةٍ ما بين الجنة و النار. إذ تتلاقى نظرتان شرودتان
    و سرعان تطيران خجلاً فتفترقان ، كفراشين عنيدين حائرين لم يجدا ملاذاً من الرمضاء، سوى الارتماء طوعاً أو كرهاً في أتون ألسنة اللهيب.
    و بينما هي تحتسي جرعة من كأسها التي ذابت فيها حبة العرق. تشعرك بأنها قد استمعت جيداً لبكاء الحوت في قاع سحيق من بحرٍ لجيٍّ
    عميقٍ . و إلا، فما الذي يغرقها في كثافة هذا الصمت الشرود؟ تقول لها في سرك: إذا أعلنوا أن إرهابياً يوشك على تفجير نفسه بحزامٍ
    ناسفٍ على مقربةٍ في قاعة انتظاركما ، فلا تصدقي.. لأني أنا و ليس أحداً سواي من سأفعل ذلك؛ فقط لكي أدنو منك زُلفى لأقترب
    منك و لو قيد أنملةٍ. ثم يخيّل إليك أنها اطمأنت، فرفعت نخب شرابك متلألئاً، و انسلّ عصبٌ رفيعٌ من رغبةٍ جامحةٍ عند أطراف
    أناملها، ليحرك في نخاع حبلك الشوكي، عبر عمودك الفقري نبضاً كهربائياً دافئاً، و هزتك قشعريرة. فتولهت وتأوهت،
    و فاحت رائحة اللافندر من حديقة بابلية معلقٍةٍ بينكما في الهواء، وناحت بلابل دوحها في
    نهاية وصلة هياجٍ صامتٍ ، لم ينهها إلا قرع نعلي النادل عائداً
    و بيده فاتورة المشاريب. يريد منك سدادها
    ********&&&&&********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 29-02-2016 الساعة 08:40 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  18.  
  19. #35
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    لم تعد ثمة جدوى من متابعتها
    بنظرات إعجابك، لأنك بت على شبه يقينٍ
    بأن سهام لحظك سوف لن تجد من قلبها منفذاً خالياً لتتمكنا.
    و حتى على فرضية أنها لو أرادت عبثاً أن تبادلك النظر إليك فهيهات،
    إذ سوف لن تراك ، و قد حلك الضباب على طاولتك الدائخة في ركنك القاصي، من
    فرط ما استدعيت لها من أدوات التشبيه و التقريب و التأويل ، و ما استوحيت لها من
    أوجه كل الكنايات الممكنة ، لا يكفي عشرون مجلداً لإشباعها. لم يكن النادل، بل هي ذاتها من
    ربتت على كتف غفوتك، و قالت:هل كانت وجبتك شهية؟ . و لما جاء دورك لتتلقفها بالسؤال،
    قالت: سعدت بلقائك. هل تذكرني؟ قلتَ: قد يفقد المرء ذاكرته من فرط الدوران بين المطارات.
    قالت: إذن ، لا أقول وداعاً. و لكن إلى لقاءٍ آخر، في مطارٍ آخر. إذاً ، (فلتودع هريرة إن الركب
    مرتحلٌ .. و هل تطيق وداعاً أيها الرجل؟) و قد تسمرت مكانك ، لا تقوى على رؤيتها
    راحلة كسحابة صيفٍ، بلا ريثٍ و لا عجلٍ. و هي تقرع بكعبين عاليين على رخام
    قلبك المنفطر،كمشي الظباء على كثيب رملٍ مهيلِ . و توقظ في سُلامات
    جسدك حنيناً عارماً لتعود إلى أحضان عزلتك. أما اسمها المفقود ،
    و هيهات لذاكرتك الخربة أن تتذكره إلا عند سماعك
    مكبر الصوت، يعلن عن إقلاع رحلتها.
    ********&&&&&*******

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 01-03-2016 الساعة 12:56 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  20.  
  21. #36
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    لا، و سوف لن أسمح لساحرةٍ كرزقاء اليمامة
    و لا لآكلة أكبادٍ كهندٍ بنت عتبةَ- قبل أن تسلم و يحسن إسلامها-
    أن تقهرني بشموخ أنفها فتمزق قلبي كما ورقة لوتس بمذاق حرمانها العسليّ.
    ثم عدْتث أتساءل بينيو بين نفسي، إلى أية وجهة أنا ذاهب بنهاية رحلتي هذه؟!
    ها قد وصلنا و حطت بنا الطائرة في مكانٍ ما..ثم ترجلنا، و هنا أفواجً سياحيةٌ خرجت
    لتجد من يستقبلها بأحضان الترحاب.. ترجلوا من أسطورتهم سالمين، و دخلتَ أنا بلا أهلٍ ،
    و بلا سائلٍ عني و لا مضيفٍ و لا مزعة رغيفٍ.. بلا استعدادٍ كافٍ في بيادر التيه.لا أعرف تماماً
    ماذا تركت ورائي: ربما لا شيئَ سوى ماضٍ غير مدوّنٍ في أرجوزة نشيدٍ ، جئتً هنا كفارسٍ بلا جوادٍ،
    سوى حصان طُروادةٍ خشبيٍّ لا يقدم بي قيد أنملةٍ و لا عن مساره يريد أن يحيد. لا يروى عني شيءٌ إلا ما
    يشاء قوله أعداء أمتي عنها و عني..عن إناسٍ لم يذبحوا بقرةً قطُّ و لم يخطفوا بلداً و لم و لم يوقدو نارا لحربٍ
    أبداً.كم كان أسلافي و ما زلنا طيبين مسالمين، و لا ذنب لنا غير أنهم وُلدوا على سفوح تنزلق إلى درب مؤدٍ إلى
    غابةٍ. كانوا و كنا ما نزال شجعانا بلا سيوف، مسالمين لا نجرؤ على قتل ذبابةٍ، و عفويين بلا خطابةٍ ، فانكسرناأمام
    جندٍ رعاعٍ جبناء مدججين على متن مصفحاتٍ تحرسهن دبابةٍ ، فهُجّرونا و فرقونا أيدي سبأ ثم بعثرونا في مهبّ
    هوج الرياح في أتون الرتابة، و لكن دون أن يفقدونا إيماننا بالشفاء من جراح الهزائم. فمن أنا و من أين ثم إلى
    أين في هذه الرحلة؟ أشاعرٌ طرواديٌّ قد نجا بأعجوبةٍ من مذبحةٍ ليروي كشاهدٍ عيانٍ ما جرى ، أم خليطٌ
    منه و من دمٍإغريقيٍّ ضلّ طريق العودة؟ إن فتنة الأسطورة تجعلك نهباً لانتقاء الاستعارات. فخُذ
    منها ما يصلح لصعود النشيد إلى ختام آخر، يتسع لصوت الضحية الطرواديّ المفقود،
    و لعجز النصر الإغريقي من إعادة الشباب إلى المحارب الذي
    شاخ في ثنائية البيت و الطريق و فقدان الرفيق.
    *********&&&&&*********

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  22.  
  23. #37
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    إلامَ نظل مشدودين بوترٍ كخيط عنكبوتٍ
    بين سنين ماضياتٍ تتسرب من أعمارنا كباسط كفيه
    إلى الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه، و بين غدٍ ما من مجالٍ
    لنستبيّن شيئاً من رؤاه أو نستنبئ عما تخبؤه لنا الأقدار في ثناياه ،
    و بينهما برزخ حاضرٍ راهنٌ جاثٍ على ركبتيه في حالة انتظار في منطقة
    وسطى بين ما هو ليس بجنة و لا نار. و لكن ثمةَ جاذبية أفقية تدفعك بقوة دفعٍ
    رباعية إلى قفزة في جوف الظلام إلى مكنونات الأمام ، من ليلٍ حالكٍ لا يكاد ينجلي،
    و حتى إن فعلها كان بصبحٍ، و ليس الإصباح منه بأمثل، في أبيات قصيدٍ لم تكتمل إلا بنكء
    جراحٍات لا تكاد تندمل، و أضغاث أحلامٍ لا تكاد تحمل أملاً قد يُحتَمل. من قبيل توهمنا لغلب
    المغلوبعلى الغالب. فكان ذاك شأن الحالمين بجدارةٍ، و بلا منازع، حين قلنا: من قال إن فرسان
    طروادةَ لا يقاومون. و فسروا لنا كوابيس أحلامنا قبل أن نراها. و لذا:ما ابتعدنا باعاً إلا لكي
    نقترب ذراعاً، فزجرونا زجرةً واحدةً ، و قالوا لنا: إن تلك كرةٌ خاسرةٌو هي ,وسلة العاجز
    و أسلوب النادم في البوح بسهل الكلام ، بعيداً عن صنع غايات المرام. فهل ندمنا
    حقاً ذات يومٍ على رحلة عبور مشينا خطىً كتبت علينا، و من كتبت عليه
    خطىً مشاها؟ قلتَ: لا أدري ما المصير، و كيف لنا أن نعبر نهراً،
    ما دمنا في بدايات عثرات المسير؟!!
    ********&&&&&*******

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 28-03-2016 الساعة 08:16 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  24.  
  25. #38
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849



    ... و كان عليك أن تختار هامش الأحداث
    لتعرف أين أنت. فالهامش نافذة تطل على العالم،
    فلا أنت فيه و لا أنت خارجه. الهامش زنزانة فضفاضة بلا جدران.
    الهامش كاميرا شخصية تلقط لك من حياة المركز كما تشاء من مشاهد
    منتقاة حيث لا يكون الملك هو الملك. و لا يكون إزميل فدياسَ و لا ناي بتهوفن
    إلا كسهام نظرات عشق روميو تخرق قلب جولييت. هل صحيح أنّ من يدلي بدلوه
    ضمن سياق مأساتهما قبل الآخر ، سيكسب جولة على أرض صراعهما ؟ و لكن لا ننسى
    أن الكتابة تحتاج إلى مخالب جارحة كي تحفر بها في صم الحجارة ، كي تترك لنفسها أثراُ ،
    و لو بعد عين. و قد سَمّوك الحالم حين اخترت الهامش لكي ترى حلمك و يراك مُنكباً على تذكّر
    اسمك القديم الذي يتبعك كما يتبع الظل عوده ، و لا ينطق. لو نطق الظل لأرشدني- قلت لي. أما
    أنا فذهبت إلى الشارع أهتف وأنزف و أهتف بسقوط أقنعة كل الذرائع والأسباب، حتى خيّل لي
    أنني حَررتُ وتَحررّتُ و كَفَّرتُ عن ذنوب لم أرتكبها. وكنت تنظر إليّ من الهامش، لأن المسافة
    كما قلت لي مصفاة و مرآة. و في المساء التقينا، كما هي العادة، فعانقتني،
    و ربتَّ على كتفي وقلت لي: سأمضي غداً معك، ذلك لأن
    دور الهامش يتأمّلُ المشهد فقط و لا و لا يفعل شيئاً.
    **********@@@@@**********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 04-05-2016 الساعة 11:06 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  26.  
  27. #39
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    كم طريقاً سلكناها وهي تعلو بنا و تهبط،
    وهي مهما تتموّج ،أن تتعرّج ، ثم تطول و تقصر،
    فسوف لن تؤدي بنا إلى روما. بل تظل تتفرع إلى طرق
    متوازية لا حصر لها و لا نهاية وقد تتقاطع و لكن هيهات أن تلتقي
    و كم مرة نعيد لبندأ من مربع الصفر تماماً كما يحمل(سجين) صخرة
    عذابه في رواية أسطورة سيزيف للبيرت كاميو. و كم نجونا من موتٍ محققٍ
    وشيك، وهزمنا النسيان، وكم قلت لنفسي:نحن لم نحن ننجو و لا ننتصر. قالت لي:
    أوليست النجاة بحد ذاتها تعدُّ انتصاراً للطريدة على القناص , ألا يكفي شبح القتيل نصراً
    مؤزراً أن يظل هاجساً يغض مضجع قاتله في كل يقظةٍ و في كل سِنةِ نومٍ. فلكونك صامداً
    على قيد الحياة كطائرٍ فنينقيٍّ سمندليٍّ عنيد، إذن ، فأنت باقٍ متشبث بحلاوة الروح و قادرٌ
    على انبعاثك من تحت الرماد كلما أوشت على الفناء من ذي جديدٍ. و لا تهتم كثيراً لكل ما
    يحيطك من هالات غبار نورٍ ذريٍّ ، فلديك ما يمكن أن تتوشح به من أزاهير شقائق
    النعمان،فهي قد لا تعدو كونها ألواناً تجافي في وصفها الموصوف و لكن، ألا يكفي
    أنها تلهب فينا حماسةً بانبعاث بصيص أملٍ أخضرَ في آخر أنفاق التيه
    و العدم؟ألا يكفي أن بصيصٌ أملٍ أوهنَ من خيطٍ عنكبوتٍ ،
    فد يكون لديه قدرة النفاذ من أضيقِ الشقوقِ.
    *********#####*********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-05-2016 الساعة 12:44 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  28.  
  29. #40
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    إن وجود لطعة دمٍ كذب على قميص الضحية
    لدليلٌ كافٍ لطمأنة جلاديهاعلى ذواتهم الخائفة مما فعل بها،
    لا مما قد تفعل بهم. و لكن ألا يكفي شبح القتيل بأساً و شرفاً أن يظل يطارد
    قاتليه ،(يزورهم في النوم أو في الصحيان) ليبدل راحتهم أرقاً و متعتهم نكداً. فالمجازات
    العديدة، والاستعارات السديدة ، و التوريات البعيدة و كل الكنايات الممكنة والعنيدة ، إنما هي
    ظِلالٌ لعود الكلام، فليست صورةُ الشيء كالشيء عينه. و إنما في المجاز مندوحةٌ عن نطقِ الحقيقةِ و لنا
    فيه مآرب أخرى: كأن نترك عواهن الأهازيج على رسلها كشتلة زيتونةٍ لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ، كمسرجةٍ بِلَّورِيةِ
    يكادُ سنا وهجُها يضيئ و لو لم تمسّسْهُ نارً، و تعالج أوضاعها بشيء من سخرية المفارقات. قد سألتُ النفس
    يوماً هل أنا يا نفسُ منكِ؟! سخرت مني و همَّت لتقول شيئاً، لو لا قاطعنا طلقُ عيارٍ ناريٌّ طائش جاء يبحث
    عن هدفٍ مراوغِ. فتخندقنا في مخبئٍ أرضيٍّ. ثم سألتها بسذاجةٍ: عن متى تبحرُ بنا البوارج لتمخبر بنا العباب؟!
    قالتَ: إلى أين؟ قلتُ: إلى (ما لا ندري يا نعسان). إلى مجهول جديدٍ.فما ألعنَ سخريةَ العبثً حينما تأتي في
    غير وقتها ولا مقامها: كأنْ ينتشي المرء في سرادقَ للعزاء، أو يتباكى في صالة لمحفل عُرْسٍ. و كأن يراوحُ
    مجرمٌ مسرح جريمته ، كما يرجعُ كلبٌ في قيئه، و كما تعودُ عرجاءُ إلى مراحها؛ و كما يسقطُ قاتلٌ
    مغشياً عليه في قبرِ سَوءٍ قد حفَرَهُ لأخِيه. ثم عدْتُ أسأل نفسي:هل فهمتِ شيئاً؟
    !قالت: قد يحتاج الفهم إلىٍ آخرَ أبعدَ كي يُدْفنً حتى يتعقم في ملح الأرض.
    فنحن بصدد فصلٍ أخيرٍ على خشبة مسرح إغريقي، لعل عرضه يظل
    سارياً، إلى أن يرث الله الأرض و ما و من عليها.
    ***********$$$$$*********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-05-2016 الساعة 08:53 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid