// درامِياتُ أعمَىً و كسيحٍ ، يَحْمِلُه أصَمُّ أبْكَمُ//
* *****(((((1)))))******
في ساعة متأخرة من ليلة باردة ظلماء،
خرج أعْمَي يشقُّ سكونَ العَتْمةِ بِعصَا خَيْزَرانَ ،
ليلتقيَ قَدَراً، بمجهولَينِ اثنينِ. فسُرعانَ ما دخلَ
الكلُّمن حيثِهم و فورِهم في حوارٍ صامتٍ
بينَ طُرْشَانَ و عُمْيانَ:
*****(((((+)))))*****
بدأ الأعْمَى يُنَاجِي نفسه الأمرة بالسوء:
” تُرى إلى أينَ تقودُني ساقايَ في ظَلَامٍ دامسٍ ،
حيثُ لا أنيسَ لوَحشتي، ثُمَّ إذا سألَني سائل عن وُجهة سيري
على غير هدىً، ماذا تُرانِي قائلٌ له؟!”. بابتسامةٍ خاطفةٍ مشوبة
بحذرٍ، فترقُبٍ. بادرَ بالتَّحية، ثم أردفها مراراً لمن أحسَّهم بجُوارِه :”
أهل الله اللي هناك!”. لم يعانقْ صوتُه أذُنَيْ أحَدٍ .فلا حياةَ هناك لمن يُنَاغِم.
كان أحد صاحبَيه كسيرَ الجناحِ؛ ظل متسمراً على كتفي حامله, أصمُّ أبكمُ ،
و قد كَلَّ متْنُه من ثُقْل حِمْلِه، فلم يشأْ، أو الأحرَى لم يقدرْ أصلاً ليبادلَ مُفاتِحه
بِمِثْلِ التَّحية لا بمثلِها و لا بأسوأَ منها. طفِقَ الأعمَى يمارس هوايته و حقه
في إطلاقِ جحافلِ أسئلةٍ على عواهنِها كخبطِ عشواءَ في جوفِ فراغٍ
عَرِيضٍ: “ما سرُّ لزومِ الصمت هكذا, كما لو كُنَّا في جَبَّانةٍ؟!
ألهذا الحدِّ صِرْتُ ممجوجاً من أول وهلة؟!؟” “
و لكنْ، فلو كان الأمر كذلك، فلِمَ
يُهْرَع المارةُ دوماً للأخذ بيدي
لقطع إشاراتِ المُرورِ”.
*****(((((+)))))*****
المفضلات