النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: ∆ عبقرية القدح المتهشم∆

     
  1. #1
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    ∆ عبقرية القدح المتهشم∆

    ∆ عبقرية القدح المتهشم ∆

    سمعت الأم صرير زجاج يرتطم ببلاط الأرضية فرف قلبها؛
    و هرعت خشية على صغيرتها هناك.لتجد كوبًا محطما و قد تناثرت أشلاؤه.فسحبت ابنتها عن مجال الخطر.

    ¶ و لكون الماعون مرتبطا بذكرى غالية على قلبها، حرصت الأم على جمع شتات القطع الكبيرة التي يمكن بها إصلاحه مجددا؛ أو بالأحرى ، {إعادة تدويره}. و أما الشظايا المطايرة، فكمدتها في صرة و تخلصت منها بعيدا، بكيس القمانة، كي لا تؤذي عزيزا لديها.

    ¶ ثم نظرا لتمتعها بحسً و موهبة تشكيلية حاذقة، راحت تعكف على ترميم الإناء المعطوب؛ و تتعاهده بإضافة بعض خامات بديلة، و زخارف جاذبة ، حتى صنعت منه { منحوتة أثرية} و لا أبدع.

    ¶ صحيح أنه لم يعد تماما كسيرته الأولى؛ أو يصلح لوظيفته الأم، كقدح لاحتساء المشروبات. و لكن ، لا بأس؛ فسوف تدخره كأيقونة لذكرى خالدة، تسكن سويداء الفؤاد. و قد بنفع كمزهرية صغيرة، مقلمة، طفاية سجائر، أو ما شابه.

    ¶ كذلك ينطبق الحال على كل شيء{ قابل للكسر} في محيط حياتنا اليومية. و منها علاقاتنا الإنسانية. و بخاصة تلك الأثيرة جدا لدى النفس{من جار جنب، أو صاحب بالجنب، أو صديق حميم ؛ إلى زميل لصيق } . فأول إجراء احترازي يتعين توخيه هو تنحية الصغار الأبرياء، و كل من قد يقع في مرمى نيران الأذية. بألا نبقيهم عرضة لتناثر الأقوال الفالتة و الأفعال الغاشمة.

    ¶ من ثمة، يأتي الأهم ، متمثلا في العمل على رتق ما قد يحدثه الدهر من فتق ، لما للشمل والتماسا لما أمكن من عذر؛ بفسح المجال للحسنات كي تمحو السوءات لدينا ، كما لدى الطرف الآخر .

    ¶ و ما تنتفخ اه الأوداج، و تتفلت به الألسنة ؛ فيتطاير به اللعاب، من سخيف الأقوال؛ او يقع عرضا من تراشق بتوافه الأفعال و سفايف الأمور، تحشر بعناية في مظروف أنيق باطنه فيه ثقافة التغاضي؛ و ظاهره من قبله نوايا التصافي و التسامح. ثم يزج به بقمقم كتوم في غيابت النسيان .

    ¶ و ما أمكن استدعاؤه و حشده بدايةً من إيجابيات و مزايا ؛ يُعاد تدوير حطامه هيكلا جديدا، بل خلقا آخر ، ربًما تشوبه بعض الإحن و الثغرات و الذرائع المقدور على سدها، بإعمال إيتيكيت فن التعامل الإنساتي و حسن المعِشْر.
    ¶ مع الاستعانة على كل ذلك باتكائنا على أريكة وثيرة مما قد يحويه جراب ماضينا من رصيد ذكريات ماتعة، لمحاسن تستحق عناء التأمل الإيحائي، ربما جمعت بين طرفي نقيض العلاقة، لسنوات عديدة أو لعقود مديدة.
    " ** "
    زبدة القول :
    ¶ حقيقة ، أنه ما من نصف كوب فارغ ، و إلا تحته نصف آخر مترع بالأمل؛ و يجب النظر إليه بعين رضا كليلة عن كل عيب. فما أكثر و أشد المعمعات بين { مصارين البطن الواحدة}. و انفصام عرى أية علاقة بين رأسين ضماهم سلام، لا يعني نهاية الزمان و لا ينبغي له.
    ¶ إنما هي فرصة سانحة لتخليق أجنة مختلفة من رحم ذات العلاقة. و لا بأس ألا تحمل نفس الجينات؛ إنما تعمل على نبذ ما قد يكون طالحا؛ لإبداله بما هو صالح. و ذاك من شيم الكرام:{أن أبغض غريمك هونا ما ! عسى أن يعود حبيبك يوما ما....} و رب ضارة نافعة!!

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 25-11-2016 الساعة 06:28 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid