تعتبر العلاقات السعودية -السودانية موغلة في القدم وضاربة في أعماق التاريخ. مستويات التقارب بين البلدين كثيرة. يتمتع البلدان بوحدة في العقيدة الإسلامية واللغة العربية والجوار الجغرافي والتفاعل الاجتماعي والسكاني. أجرت "الرياض" لقاءً مع سفير جمهورية السودان في المملكة عبدالباسط بدوي السنوسي، وذلك في أول حوار له منذ توليه منصبه.
في بداية حوارنا، كيف تصف لنا العلاقات السعودية السودانية؟
علاقة السودان في المملكة علاقة تاريخية، شهدت نقلة كبيرة حالياً عندما جددت قيادة البلدين الإرادة السياسية لخادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير، بنقل العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. لذا يمكن القول بأن العلاقات حالياً ممتازة، وتتجه إلى آفاق رحبة.
ما رأيكم في الدعم المتواصل من المملكة لأشقائها في السودان؟
عُرِفَ عن قيادة المملكة العربية السعودية البعد الإنساني المرتكز على القيم الإسلامية والنخوة العربية الأصيلة. هذا الدور الإنساني مع الأشقاء ليس بالجديد، فالمملكة سباقة في كل الظروف والمراحل لمساندة أشقائها، خاصة خلال الكوارث الطبيعية والنزاعات والحروب. بسطت المملكة يدها للسودان منذ فيضانات العام 1988م وما تبع ذلك من كوارث وظروف طبيعية استدعت المساعدة. وقد جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين إلى مركز الملك سلمان للإغاثة، بالتدخل لتقديم الإغاثة في السودان، وذلك جراء تأثر عدد من المناطق والقرى بزيادات مناسيب نهر النيل وزيادة هطول الأمطار في بعض النواحي. ثم كانت الاستجابة المعهودة بوصول نحو 200 طن من المساعدات من مركز الملك سلمان للإغاثة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وإشراف مستشاره د.عبدالله الربيعة. هذه خصلة تميزت بها المملكة العربية السعودية، وهي صِفَة عربية أصيلة عُرِفَ بها كل أهل الجزيرة العربية في نجدة الملهوف ومساعدة الأشقاء. سواء في السودان أو في الدول الإسلامية الأخرى.

«عاصفة الحزم» مهيأة لتصبح نواة لتأسيس قوات عربية مشتركة
كيف ترى رؤية المملكة "2030" وهل ستشكل دافعاً قوياً لمزيد من التعاون الاقتصادي؟
إن رؤية المملكة العربية السعودية تتسق تماماً مع مبادرة فخامة الرئيس عمر البشير عن الأمن الغذائي العربي حيث تتسق رؤية 2030 مع التطلعات بتوفير الأمن الغذائي للمملكة وتنويع الاستثمارات الزراعية السعودية بالخارج. وقد تم ترشيح السودان من قبل رؤية 2030 كواحدة من الدول الخارجية التي يوجه إليها الاستثمار الزراعي السعودي الخارجي لتوفير الأمن الغذائي للمملكة وذلك لما يمتلكه السودان من موارد طبيعية متنوعة وأراض زراعية خصبة ومياه وفيرة وثروة حيوانية ضخمة.
كيف يمكنكم تذليل العقبات التي يواجهها المستثمر السعودي؟
هناك قانون الاستثمار القومي لسنة 2013م ولائحته التنفيذية تضمن آليات للتعامل مع المشكلات والمعوقات التي تواجه المستثمر الأجنبي بصفة عامة. في سبيل تذليل المشكلات والمعوقات التي تواجه المستثمر السعودي، جرى تعيين وزير دولة مسؤول عن ملف الاستثمارات السعودية وذلك بقرار من رئاسة الجمهورية. كما يوجد مجلس أعلى للاستثمار بعضوية الوزراء المختصين ومجالس ولائية برئاسة السادة الولاة. كما أن القانون ينص على قيام محكمة برئاسة قاضي معني بقضايا الاستثمار بحل النزاعات في مجال الاستثمار في حالة نشوب أي نزاع بين المستثمر والمجتمعات المحلية.
هناك عوائق تواجه المستثمرين السعوديين تتثمل في الفرق بين قوانين الولايات السودانية والقوانين الاتحادية كيف يتم التعامل معها؟
إن اختلاف القوانين الاتحادية والولائية لا يعني التنازع أو التقاطع في الاختصاصات، إذ أن المشرع وضع إطاراً قانونيا يتمثل في الرجوع إلى المحكمة الدستورية أو رئاسة الجمهورية للفصل في المنازعات. كما تم توجيه الولايات بأن تقوم بتحديد الأراضي الاستثمارية الخالية من الموانع ورفعها لرئاسة الجمهورية لكونها جهة الاختصاص في تنظيم تلك الأراضي. كما أن تنفيذ قانون الاستثمار يكون عن طريق الجهة الفنية وهي الإدارة العامة للجمارك وليس الولايات.
هل تتوقعون أن التعاون العربي من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل ممكن أن يشكل نواة لقوات ردع في المستقبل؟
تستند العملية العسكرية "عاصفة الحزم" إلى قوانين ومبادئ جامعة الدول العربية، من خلال معاهدة الدفاع المشترك التي تنص على إنشاء قوة عسكرية مشتركة للحفاظ على الأمن القومي العربي. انطلاقاً من هذا المبدأ، يمكن اعتبارها نواه لقوات عربية مشتركة تعمل على الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية ضد كل ما من شأنه تهديد أمنها كدول أو منطقة كاملة.
هل هناك منح تعليمية بين المملكة والسودان؟
وقّع السودان والمملكة عدداً من الاتفاقيات والمعاهدات في مجال التعليم العالي بشقيه "الجامعي وفوق الجامعي" حيث تربط أكثر الجامعات بين البلدين اتفاقيات تعاون مشترك ينتج عنها توفير الفرص التدريبية والمنح الدراسية الكاملة أو الجزئية بالإضافة إلى ترتيب زيارات أكاديمية ومشاركات علمية بين الطرفين. وفي مجال المنح الدراسية تقوم المملكة بمنح السودان 400 منحة سنوياً وقد ضاعفت العدد في العام السابق بتوجيه من القيادة لتصل إلى قرابة الـ800 منحة. وهذا إنما يدل على كرم القيادة السعودية واستشعارها لرابط الأخوة بين الشعبين الشقيقين.

---
جريدة الرياض
لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا