دان مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات أي اعتداء على المقدسات الإسلامية، وخاصة قبلة المسلمين مكة المكرمة إذ اعتبر المجتمعون أي مساس بمكة المكرمة يعد خطاً أحمر لقاطبة المسلمين.
جاء ذلك في إعلان باماكو الذي صدر في ختام أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي بدأت أعمالها يوم الجمعة الماضي في العاصمة المالية باماكو.
وجدد إعلان باماكو التأكيد على القرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الصادر بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 17 صفر 1438 هـ الموافق 17 نوفمبر 2016 بشأن إطلاق صاروخ بالستي باتجاه مكة المكرمة.
وأكد المجتمعون أن اعتماد الكونغرس الأميركي لقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي ويتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة القائمة على احترام مبدأ المساواة في السيادة والحصانة السيادية للدول، وما أكدت عليه مبادئ وأحكام محكمة العدل الدولية حول احترام السيادة وسمو القانون الدولي على القانون الداخلي منذ عام 1949 م واتفاقية الأمم المتحدة لحصانة الدول وممتلكاتها من الولاية القضائية الصادرة بقرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة(38/59) في ديسمبر 2004 .
وشدد إعلان باماكو على أن من شأن قانون (جاستا) التأثير سلباً على علاقات الدول بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأعرب المجتمعون عن الأمل في أن تسود الحكمة وأن يتخذ الكونغرس الأميركي الخطوات اللازمة لتجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على العمل بهذا القانون.
وأكد إعلان باماكو الالتزام بتفعيل وتحقيق أهداف ومبادئ الاتحاد الهادفة إلى تحقيق السلام والديموقراطية والاستقرار في العالم الإسلامي، لبناء عالم متطور وآمن ومستقر يؤمن الرخاء والسعادة للبشرية جمعاء.
وشدد إعلان باماكو على محورية القضية الفلسطينية والقدس بالنسبة للأمة الإسلامية مشددين على أن تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل للقضية الفلسطينية يتضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، واعتبر إعلان باماكو أن ذلك يعد شرطاً مسبقاً لاستتباب السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وكان مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قد اختتم أعماله أول أمس السبت في باماكو بصدور بيان ختامي بعد أن ناقش التطورات والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي.
ورحب البيان الختامي بقرار الإدارة الأميركية السابقة القاضي برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على السودان مثمناً الدور الذي قامت به المملكة العربية السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي لإصدار الإدارة الأميركية هذا القرار.
واستذكر المجتمعون في بيانهم مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله- للحوار بين أتباع الأديان السماوية والحضارات والثقافات التي توجت بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار في العاصمة النمساوية فيينا.
وثمن البيان الختامي اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334 الصادر بتاريخ 23 ديسمبر الذي أكد على عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتأكيده على الوقف الفوري والتام لكل الأنشطة الاستيطانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني (إسرائيل) في الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشريف.
وطالب البيان الختامي مجلس الأمن الدولي بالعمل على تنفيذ هذا القرار دونما إبطاء. وذلك إحياءً لعملية السلام في المنطقة بالاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية القاضية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

---
جريدة الرياض
لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا