إخلاص الصادقين والصديقين

يرى الشيخ أبو الحسن الشاذلي أن الإخلاص ينقسم إلى قسمين إخلاص الصادقين وإخلاص الصديقين، نرجو من فضيلتكم شرح كل مقام وما الفرق بينهما؟

هذا أمر واضح لا لبس فيه, أما الصادقين فإنهم يراعون في كل حركاتهم وسكناتهم وأحوالهم وأفعالهم وأنفاسهم أن تكون خالصة لله، ليس فيها شائبة للدنيا، ولا طلب رياء، أو المنزلة، أو السمعة، أو أي شيء من الخلق، فهم يجاهدون في الإخلاص، وهؤلاء يسمون المقربين أو الخواص.

فإذا جاهدوا في الإخلاص، وأصبحوا فعلاً من عباد الله المُخْلِصِين، نقلهم الله إلى مقام الصديقية، وأصبحوا في مقام المُخْلَصِين: {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} الحجر40

ففي البداية يجاهدون ليخلِّصوا الأعمال من شوب الرياء والحظ والهوى ومراعاة الخلق، فإذا وصلوا واتصلوا وأقامهم الحق في مقام الصديقية، فإن الله يتولى بذاته حركاتهم وسكناتهم وأقوالهم وأفعالهم، يتولاها بحفظه وصيانته، ويكون في مقام الحفظ الإلهي؛ يحفظهم الله أن تمر على قلوبهم خواطر لغير إلههم في أي توجه يتوجهون به إلى الله، لا يستطيع الإنسان أن يحفظ نفسه إلا إذا أعانه ربه بعونه وحَفِظه: {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} يوسف64

هذا هو الفارق بين الاثنين، عبد يجاهد نفسه، وعبد يتولاه ربه، فهذا مقام وهذا مقام أعلى، ولا بد من الاثنين معًا، لا بد من البدايات حتى يفوز بالعطاءات في النهايات.

منقول من كتاب {إشارات العارفين} للشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط على الرابط لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً


http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...1%D9%8A%D9%86/