تستعرض "الرياض" الحلقة الثالثة من دراسة "قطر الكتاب الأسود" الصادر عن المركز العربي الأوروبي لمكافحة التطرف بباريس الذي أعدها فريق من الباحثين، تحليلاً مكثفاً عن دور دولة قطر في دعم الإرهاب، هنا الحلقة الثالثة من الكتاب تتحدث بالتفصيل عن "خلية الدوحة".

«خلية الدوحة» الداعم والممول للتطرف والتشدد لوجستياً وإعلامياً وعسكرياً
حيث أوضحت الدراسة أنه وبعد خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان، قررت المجموعة القطرية العودة إلى البلاد. وبفضل شبكة علاقاتها أثناء التحالف مع الدول الغربية في حرب أفغانستان، لم تجد هذه المجموعات صعوبة في العيش والعمل في بلدان اعتبرت المقاتلين الأجانب في أفغانستان "مجاهدون من أجل الحرية"، ووجد معظم هؤلاء في بريطانيا المأوى الآمن الذي سهل بناء شبكة إعلامية وتنظيمية للتحضير لما بعد الحرب الأفغانية.
حيث كان العديد من "القطريين الأفغان" تحت المجهر لذا قرر تنظيم القاعدة الاعتماد على واجهة سلفية لم تشارك في الحرب الأفغانية، ووقع الخيار في تنظيم "خلية الدوحة" على الشيخ عبد الرحمن بن عمير النعيمي.
أعد الباحث التونسي أحمد المناعي أطروحة باللغة الفرنسية لعبدالرحمن النعيمي نال بها الدكتوراه رغم عدم تمكنه من اللغة الفرنسية، مقابل مبلغ من المال، وأصبح أستاذاً في الجامعة وقام بتأسيس "المركز العربي للدراسات والأبحاث" الذي أصبح اليافطة المصرح بها لخلية الدوحة.
وتابعت الدراسة في جملة معبرة لخص لنا أحد المعارضين القطريين الصورة بالقول: "عملت "خلية الدوحة" على إعادة التأهيل، وعمل "الحمدين" على إعادة التوظيف والتشغيل". بالنسبة لصانعي القرار في الدوحة. لابد من وجود أكثر من جماعة ارتكاز إسلامية حتى لا تكون كل الأوراق في سلة الإخوان (القرضاوي)".
لذا استقبلت قطر الشيخ محمد سرور زين العابدين زعيم ما يعرف بالسرورية، وعباسي مدني زعيم جبهة الإنقاذ الجزائرية التي تخوض حرباً منذ تأسيسها مع الفرع الإخواني في الجزائر، ودعمت مالياً عدة جماعات سنية في العراق من خارج الحزب الإسلامي العراقي (فرع الإخوان في العراق) وحرصت على علاقات متكافئة ودعم متعدد الأشكال لحركة الإخوان المسلمين الليبية والتنظيمات الجهادية والمقاتلة السلفية. ومنذ الأيام الأولى لعسكرة الثورة في سورية وضعت بيادق وعناصر اتصال مباشرة لها مع تنظيم القاعدة وحركة أحرار الشام وفصائل صغيرة متعددة حتى لا تقع أسيرة طرف سوري واحد تكفيري أو إخواني. الأمر الذي يسمح لها بالتحكم بهذه الجماعات.
وتحت عنوان "أهم أعضاء خلية الدوحة.. سيرة ذاتية مختصرة" تتحدث بالتفصيل عن أعضاء "خلية الدوحة"، والدور الذي كان يلعبه كل عنصر من عناصر الخلية لدعم الإرهاب لوجستياً وعسكرياً انطلاقاً من الدوحة مروراً بسورية والعراق وتركيا وإيران ولعل أبرزهم:
عبدالرحمن بن عمير النعيمي
شارك عبدالرحمن بن عمير النعيمي (أبو عمير) في تسهيل وتيسير سفر عناصر القاعدة إلى اليمن، وإعادة تنظيم الخارجين من غوانتانامو، وبناء شبكة تمويل للقاعدة في الصومال عبر السودان واليمن، ودعم السلفيين في قطاع غزة وبناء خلايا في سيناء ثم في اعتبار تنظيم الشباب فرع القاعدة في الصومال، كانت جملة تحركات عبدالرحمن النعيمي بعد 2011 بعلم السلطات القطرية وتسهيل منها، باعتبارها تصب في سياسة "الحمدين" لتغيير النظام في سورية ووجود عناصر تحت السيطرة في مناطق الصراع المسلح.
خليفة بن محمد الربان
من مواليد قطر 1959، نشأ خليفة بن محمد الربان في عائلة ميسورة، وعوضاً عن إكمال دراسته العليا التحق بالجهاد الأفغاني ضمن الحملات التعبوية، وعاد لقطر مشبعاً بالأفكار الإرهابية، وأظهر البيان الذي كتبه بعد قرارات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب حول قطر بساطة خطابه ومحدودية فكره، وغطى الربان نشاطات ومبادرات "خلية الدوحة" الأولى في أوروبا والخليج.
محمد يوسف عثمان العثامنة
ولد محمد يوسف عثمان العثامنة في منطقة "الفضل" وسط العاصمة العراقية بغداد عام 1956، وغادر أبو عبد العزيز بغداد متوجهاً إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الفائت، للقتال ضد القوات السوفييتية هناك، وتعرف إلى أبرز القادة الجهاديين فيها أمثال عبدالله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ثم انتقل وقاتل ضد القوات الروسية في الشيشان، ليعود إلى بغداد أواخر التسعينيات، بعد الهجمات المتتالية وحملات الإعتقال على تنظيم القاعدة في العراق اختفى العثامنة وبقي شقيقه عبدالحكيم قيادياً في التنظيم، لتظهر آثاره في قطر حيث احتضنته "خلية الدوحة" بعلم وتنسيق مع المخابرات القطرية.
خليفة محمد تركي السبيعي
تم إدراج خليفة محمد تركي السبيعي -القطري الجنسية- على لوائح العقوبات الصادرة عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة منذ عام 2008 وذلك لتقديمه الدعم المالي للقاعدة بما في ذلك إلى خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة. كلف السبيعي بمهمة التنسيق مع قيادة القاعدة في باكستان، وقام بنشاطاته التنظيمية والمالية بشكل عادي من الأراضي القطرية، وكان يقوم بإرسال المال ونقل تعليمات القيادة إلى "خلية الدوحة".
عبدالملك محمد عبدالسلام
وصل عبدالملك محمد يوسف عبد السلام إلى قطر مع والده محمد يوسف عبد السلام العثامنة بعد قرار تنظيم القاعدة بمغادرة الأب للعراق والتوجه إلى قطر في 2004 بعد اعتقال وقتل قياديين في التنظيم، وصار يعرف من وقتها باسم أبو عمر القطري وعمر القطري، عهد إليه بادء الأمر مهمة مساعدة خليفة السبيعي وإبراهيم عيسى الباكر، ثم طلب منه الالتحاق بالفريق العامل على سورية.
أشرف محمد عبدالسلام
تم إدراجه على لوائح العقوبات التابعة للأمم المتحدة وحكومة الولايات المتحدة لتقديمه الدعم للقاعدة في العراق وسورية وباكستان، في 20 يونيو 2010، صادرت أجهزة الاستخبارات العامة الأردنية جواز سفره أثناء عبوره نقطة مراقبة عند الحدود الأردنية العراقية، ثم أفرج عنه في 28 سبتمبر من العام ذاته، كانت مهمة أشرف منذ 2012 إيصال المساعدات المالية ووصل العناصر الإرهابية بجبهة النصرة في سورية.
إبراهيم عيسى الباكر
التحق بخلية الدوحة مبكراً وكان من العناصر الأولى التي انكشف أمرها، فقد كلف بعدة مهمات لجمع ونقل الأموال للقاعدة في باكستان منذ أحداث 11 سبتمبر، تم اعتقاله وإطلاق سراحه من قبل المخابرات القطرية بعد الإتفاق على عدم القيام بأي نشاط داخل قطر أو لتجنيد قطريين للسفر لمناطق الصراع.
عبدالرحمن بن عمير النعيمي

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1627368]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]