بلاد العرب يا معرة الأوطان π√
رائعةٌ لنزار قبّاني.. لكنها كانت محظورة.
{بها تصوير بديع جريء لمحنة گون: المال بيد غشيم ، و السيف بيد جبان)
==========}}}}}===========
لمْ يبقَ فيهِم لا أبو بكرٍ .. ولا عثمان
جميعُهُم هياكلٌ عظمية في متحفِ الزمان
تساقطَ الفرسانُ عن سروجِهم
واعتُقِل المؤذنونَ في بيوتهم
واُلْغِيَ الأذان
جميعُهم قد ذبحوا خيولهم
وارتهنوا سيوفهم
وقدّموا نساءَهم هدية لقائد الرومان
ما كان يدعى ببلاد الشام يوما
صار في الجغرافيا...
يدعى (يهودستان)
اللهْ... يا زمان
...
لم يبقَ في دفاترِ التاريخ
لا سيفٌ ولا حِصان
جميعُهم قد تركوا نِعالهم
وهرّبوا أموالهم
وخلَّفوا وراءهم أطفالهم
وانسحبوا إلى مقاهي الموت والنسيان
جميعهم تخنَّثوا
تكحَّلوا...
تعطَّروا...
تمايلوا أغصان خيْزران
حتى تظنَّ خالداً... سوزان
ومريماً.. مروان
اللهْ... يا زمان...
...
جميعُهم قد دخلوا جُحورَهم
واستمتعوا بالمسكِ، والنساءِ، والرَّيْحان
جميعُهم: مُدَجَّنٌ، مُروَّضٌ، منافِقٌ، مزْدَوجٌ.. جبان

هلْ ممكنٌ أن يَعْقِدَ الإنسانُ صُلحاً دائماً مع الهوان؟
اللهْ... يا زمان..
...
هل تعرفونَ من أنا؟!
مُواطنٌ يسكُنُ في دولة ( قـَمْعِـسْتان)
وهذهِ الدولة ليست نُكتة مصرية
أو صورة منقولة عن كُتُبِ البَديعِ والبيان
فأرضُ (قـَمعـِستان) جاءَ ذكرُها
في مُعجمِ البُلدان...
وإنَّ منْ أهمِّ صادراتِها
حَقائِباً جِلدية
مصْنوعة من جسدِ الإنسان
اللهْ... يا زمان...
...
هل تطلبونَ نُبْذةً صغيرةً عن أرضِ (قـَمعـِستان)
تِلكَ التي تمتدُّ من شمالِ أفريقيا
إلى بلادِ نـَفْطِستان
تِلكِ التي تمتدُّ من شواطئِ القَهرِ إلى شواطئِ
القتْلِ
إلى شواطئِ السَّحْلِ، إلى شواطئِ الأحزان..
وسيفُها يمتدُّ بينَ مَدْخلِ الشِّريانِ والشريان
مُلوكُها يُقرْفِصونَ فوقَ رَقـَبَة الشُّعوبِ بالوِراثة
ويَكْرهونَ الورقَ الأبيضَ، والمِدادَ، والأقْلامَ بالوراثة
وأول البُنودِ في دُسْتورها:
يَقضي بِأنْ تُلْغَى غريزَةُ الكلامِ في الإنسان
اللهْ... يا زمان...
...
هل تعرفونَ من أنا؟!
مُواطنٌ يسكُنُ في دولةِ (قـَمْعـِسْـتان)
مُواطنٌ...
يَحْلُمُ في يومٍ من الأيامِ أنْ يُصبِحَ في مرتبة الحيوان
مُواطنٌ يخافُ أنْ يَجْلسَ في المقهى..
لكي لا تـَطلـَعُ الدولة من غياهبِ الفنجان
مُواطنٌ أنا.. يَخافُ أنْ يقرَبَ زوجته
قُبيلَ أن تُراقبَ المباحثُ المكان
مٌواطنٌ أنا.. من شعبِ قـَمْعـِسْـتان
أخافُ ان أدخلَ أيَّ مَسجدٍ
كي لا يُقالَ أنّي رَجُلٌ يُمارسُ الإيمان
كي لا يقولَ المُخبرُ السِّرِيُّ:
أنّي كنتُ أتْلو سورةَ الرحمن.