ودمدني كانت أيام جميلة
الدكتور عبدالرحيم أبوعيسي
==================
في قلب فريق المدنيين وفي المنطقة المعروفة بي فريق العيساب ولد عبدالرحيم محمود محمد أبوعيسي عمر غانم عمران في عائلة مترابطة وتسكن بالقرب من بعض يلتفون حول الجامع والذي يحمل أسم عائلتهم.
أغلب أفراد العائلة يمتهنون مهنة التجارة مما جعلهم من متوسطي الحال وهذا ساعد دكتور عبدالرحيم في إكمال كل مراحل تعليمه دون عناء.
دخل المدرسة الاولية في النهر الاولية وأنتقل الي المدرسة الاميرية الوسطي ومنها الي كلية غردون التذكارية ومن ثم درس الطب في كلية كتنشر الطبية .
تخرج وعمل في مدينته طبيبا للمحتاجين من أهل المدينة والقرى المحيطة بها.
أتذكر أهلي الكبار في السن لايتعالجون الا عند دكتور عبدالرحيم والذي يقابلهم بالابتسامة والكلمة الحلوة والنكتة الظريفة والتي تنسيهم أوجاعهم وألمهم.
لم يكن هدفه من ممارسة مهنة الطب هو جمع المال بل كان همه هو علاج كل مايعرف ومن لايعرف وأجرة الكشف كانت هي الاقل بين أطباء المدينة وفي الكثير من المواقف كان لا يأخها بل كان يصرف لك الدواء مجانا من الصيدلية الملحقة بالمجمع الطبي والذي يملكه.
رجلا تربى في كنف عائلة كبيرة عمه ووالد زوجته الخليفة عيسي محمد ابوعيسي خليفة خلفاء الطريقة الختمية وهو الذي بناء السرايا في قلب حي المدنيين لتكون مضيفة أومنزلة للسيد علي الميرغني.
غير بعيد عن هذا النهج أتخذ الدكتور خطا اتحاديا متمثلا في الحزب الوطني الاتحادي بقيادة أسماعيل الأزهري ورفاقه من الرعيل الأول فكان الدكتور عبدالرحيم من الكبار ضمن هذه الكوكبة.
خدم الدكتور المدينة في الكثير من المواقع كان رئيس المجلس البلدي من عام 1960- 1964م في فترة حكم الرئيس عبود.
خاض انتخابات عام 1968 ممثلا لودمدني في الجمعية التأسيسية وفاز علي الرغم بأن الاتحاديين كان لهم عدد أُثنان من المرشحين في تلك الانتخابات وكان رمزه الانتخابي في هذه الانتخابات الفانوس وأذكر تلك المساجلات والتي كانت تقول الفانوس حرق القطية وهي رمز المرشح الاتحادي الثاني.
في فترة حكم الرئيس نميري أهتم بالعمل التطوعي العام فكان رئيس جمعية فلاحة البساتين بودمدني رجل عشق الاشجار والزهور وكان منزله عبارة عن حديقة غناء بها الكثير من الشجيرات النادرة والزهور الموسمية بمختلف مسمياتها من القلانديولا والي البتونيا والي الانترينيم والماري قولد وغيرهم كثير في زمن كان التنافس كبيرا لعرض كل هذه الزهور في معرض كان يقام سنويا تحت مسمى معرض الزهور وكان الدكتور هو رئيس جمعية فلاحة البساتين والتي تنظم هذا المعرض.
عمل في لجنة تطوير غابة أم بارونة وعضو في مجلس ادارة جامعة الجزيرة ورئيس نادي الخريجين ونادي الجزيرة لمدة طويلة ومدير لمطاحن الجزيرة .
ساهم مع أبناء ودمدني الخيرين في بناء الكثير من المدارس ومن ضمنعا مدارس المؤتمر .
من سنة 1985 والي سنة 1989م كان ممثل دائرة ودمدني في البرلمان القومي عن الحزب الاتحادي الديمقراطي.
تزوج أبنة عمة عيشة الخليفة عيسي ورزق منها بالابناء:-
الفاضل عبدالرحيم ابوعيسي
خليل عبدالرحيم ابوعيسي
مجدي عبدالرحيم أبوعيسي
صلاح عبدالرحيم ابوعيسى
سامية عبدالرحيم ابوعيسى
ماجدة عبدالرحيم ابوعيسي
وصال عبدالرحيم أبوعيسي
أخذه العمل العام وخدمة مواطني مدينته في الالتفات الي الشئون الخاصة بعائلته فنسي أن يسجل المنزل والذي يملكه في تسجيلات الاراضي وهو والذي كان الممسك بكل المفاتيح لم تكن الدنيا همه والمصالح الخاصة هدفه لم يلتفت لها خدم المرضى والمحتاجين ووضع في رصيده من الحسنات الكثير .
عند محاولة تقسيم بيته الكبير بين اولاده اتضح أن المنزل غير مسجل في الاراضي ولاتمام عملية التسجيل لابد من مبلغ كبير لكي يتم التسجيل أسقط في يدهم فكان الخيار الوحيد تقديم طلب للسيد الوالي لحل المشكلة والسيد الوالي ايلا لا يعرف من هو دكتور عبدالرحيم أبوعيسي فحول الطلب الي السيد أمين عام الحكومة معتصم عبدالسلام أبن ودمدني وحفيد التاجر حست السمعة والكلمة الطيبة صالح معلا والذي كتب للسيد الوالي أيلا من هو الدكتور عبدالرحيم أبوعيسي .
أصدر الوالي قرار بتكفل الولاية بتسجيل منزل الدكتور عبدالرحيم أبوعيسي بأسم أولاده.
هذا القرار يمثل تكريما لهذا المناضل الجسور ويمثل تكريما الي أهل مدينة ودمدني ممثلا في أبنهم والذي خدم أجدادهم وأبائهم.
أنه الرصيد البنكي من الحسنات والدعوات الطيبة من المرضى والمحتاجين والذي ادخره المرحوم الدكتور عبدالرحيم أبوعيسي لنفسه في دار الخلود والي أبنائه في الدنيا.
له الرحمة والمغفرة .