ذكرت مجلة "فرونت بيغ" الأميركية أن روسيا تشكل تهديداً جيوسياسياً خطيراً، ولكن على الرغم من ذلك فقد انتهت الحرب الباردة بخسارة روسيا، وهو ما مثل راحة نسبية لعدد من الدول التي كانت جزءاً من الإمبراطورية السوفييتية السابقة، ومن بينها أوكرانيا وجورجيا، مشددة على أنه وعلى الرغم من كل ذلك فإن روسيا ليست مصدر الخطر الحقيقي للولايات المتحدة.
وأضافت المجلة أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أكد أن تنظيم "القاعدة" هو أكثر خطورة من روسيا، مشددة على أن قطر التي وصفتها المجلة بـ "حاضنة الإرهاب" أصبحت أكثر خطورة من أي وقت مضى.
وأوضحت المجلة أنه، ووفقاً لـ "مجتمع المخابرات"، فإن عبدالله بن خالد آل ثاني، وهو أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر، ووزير الداخلية السابق ووزير الشؤون الإسلامية، من أكثر المتعاطفين مع تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وكان من بين من قاموا بإيواء خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وعندما وصل أعضاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى قطر لإلقاء القبض عليه، تم نقله على متن طائرة حكومية قطرية خاصة ذات نوافذ سوداء.
وأكدت المجلة أن النظام القطري بتاريخه المتخم برعاية الإرهاب والمتطرفين لعب دوراً كبيراً في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن قطر هذه الأيام تشكل تهديداً أكثر بكثير مما كانت عليه في الحادي عشر من سبتمبر، مضيفة أن صلاتها الوثيقة بالإرهاب جعلت منها دولة منبوذة في المنطقة.
الراعي للإخوان
وتابعت، أن قطر هي الراعي الرئيس لجماعة الإخوان الإرهابية، إضافة إلى حرصها على أن يكون لها علاقة وثيقة مع النظام الإيراني المزعزع للاستقرار، كما تقوم على نشر الدعاية الإرهابية عبر قناة "الجزيرة"، في الوقت الذي تقوم فيه بالتدخل في شؤون جيرانها، إضافة إلى أنها تسعى للتأثير على السياسة الأميركية من خلال مراكز أبحاث مثل "بروكينجز"، في الوقت الذي تقوم فيه بالتجسس على الأميركيين.
وأكدت المجلة أن دعم روسيا للدور الإيراني في سوريا ولبنان واليمن سبب في زعزعة الاستقرار، ولكن ليس بقدر تدخل قطر في الشأن المصري، وعملها على تردي الأوضاع في ليبيا واليمن والكثير من دول المنطقة من خلال دعم الميليشيات المتطرفة، لافتة إلى أن حلفاء قطر الإيرانيين قد يكونوا استفادوا من كارثة "الربيع العربي"، لكن الدعاية والأسلحة القطرية هي التي أدت إلى نشوب الحروب في المنطقة.
تسليح الإرهابيين
وأوضحت المجلة أنه بينما عملت شبكة "الجزيرة" الإرهابية في قطر على تقويض حكومات دول المنطقة، قامت قطر بشحن كميات هائلة من الأسلحة إلى حلفائها الإرهابيين، مشيرة إلى تواطؤ إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع شحنات الأسلحة القطرية إلى الإرهابيين بإصدار تعليمات لقوات حلف الناتو بعدم اعتراض هذه الشحنات التي انتهى بها المطاف في أيدي الإرهابيين في ليبيا ومالي.
كما نوهت المجلة إلى أن قطر اشترت أسلحة من نظام الإخوان المسلمين في السودان، والمطلوب زعيمه من قبل المحكمة الجنائية الدولية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وشحنتها إلى الجماعات المسلحة في سوريا من خلال تركيا.
وأشارت المجلة إلى تلميح وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في أكثر من مناسبة إلى تمويل قطر للحركات الإخوانية، ولكن مع تمويل قطر للإرهابيين، فإن عمليتها الدعائية الهائلة تحاول أيضاً التأثير على الأميركيين، في إشارة من المجلة إلى حصول إمارة الإرهاب على شبكة "كارنت تي في" الأميركية من نائب الرئيس الأميركي الأسبق "آل غور" مقابل 500 مليون دولار، لكن النظام القطري الراعي للإرهاب فشل في جذب المشاهدين إلى مشروعه الجديد، وتم مقاضاة قناة "الجزيرة" الأميركية بتهمة الاحتيال من قبل آل غور.
ونوهت المجلة إلى المشاكل التي تواجهها القناة في الولايات المتحدة بسبب فيلم وثائقي عن المنظمات اليهودية الموالية لإسرائيل هناك، حيث أثار الفيلم التسجيلي، الذي يتوقع أن يتضمن لقطات صورت سراً من داخل هذه المنظمات، حفيظة نواب في الكونغرس، الذين بدؤوا تداول خطاب يطالب بإجبار "الجزيرة " على أن تسجل نفسها كوكيل أجنبي يعمل في الولايات المتحدة بدعم من حكومة دولة أخرى وهي قطر، كما كشفت المجلة عن أن "الجزيرة" الإرهابية أرسلت رسائل إلى الجماعات الموالية لإسرائيل، لمحاولة الضغط على شخصيات في المجتمع اليهودي لدعم سياسات النظام القطري.
وأكدت المجلة أن "الجزيرة" ليست هي الناقل الوحيد للدعاية القطرية، مضيفة أن مؤسسة "بروكينجز"، وهي واحدة من أكثر مؤسسات الأبحاث المؤثرة في الولايات المتحدة، خاضعة لقطر، وقال باحث في مركز بروكينجز الدوحة: "هناك حظر عندما يتعلق الأمر بانتقاد الحكومة القطرية".
كما أشارت المجلة إلى أن قطر دولة صغيرة مقارنة بروسيا، مضيفاً أنها دولة تتكون من 200 ألف قطري، وأعداد ضخمة من العمال الأجانب الذين يتلقون معاملة "العبيد"، ويواجهون ظروف عمل صعبة تقترب من الموت.
الموضوع الحقيقي
واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أنه عندما نتحدث عن "القاعدة"، وعندما نسمع حديث عن الربيع العربي أو الحرب الأهلية في اليمن، وعندما يتم ذكر انتشار الإرهاب في ليبيا، والقتال في سوريا، فإن الموضوع الحقيقي هو قطر.
كان الرباعي العربي المملكة، ومصر، والإمارات، والبحرين قد قرر منذ يونيو الماضي قطع علاقته مع قطر بسبب تمويلها للإرهاب الذي تسبب في قتل مئات الآلاف من الأبرياء، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول إضافة إلى الحملة الإعلامية المسعورة التي تشنها على مدار سنوات على الحكومات العربية بهدف زعزعة الاستقرار وخلق مناطق للصراع.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1667891]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]