قال رئيس الحسبة وتزكية المجتمع في جمهورية السودان الشيخ عبدالقادر بن عبدالرحمن أبو قرون في حوار لـ"الرياض" إن إيران لن تحرر القدس أو تنهي إسرائيل كما تدعي، وأن الشعارات التي دأبت على رفعها والتشدق بها ماهي إلا جسر لتمرير مشروعها الصفوي الطائفي التدميري، وأن المنساقين خلفها إما طائفيين أو مأجورين حاقدين، داعيا جميع المسلمين إلى الاصطفاف في وجه الصفويين الجدد والاستيقاظ من السبات وقراءة التاريخ جيدا، محذرا من استغلال العاطفة تجاه القضية الفلسطينية لزرع الفتن والقلاقل وتمزيق الشعوب والبلدان.
وأضاف: لا يخفى على أحد العلاقة الباطنية بين اليهود والصفويين، وأعجب لبعض الأحزاب والحركات التي تزعم أنها تقاتل من أجل الأقصى وترتمى في أحضان إيران، ونحن نقول لهؤلاء كما قال الفاروق: " لست بالخب ولا الخب يخدعني".
وعن دور المملكة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونصرة الأقصى قال: هذا الدور لمشرف لكل عربي ومسلم، والشمس لا تغطى بغربال، فالمملكة هي الحامية لمقدسات المسلمين، الداعمة والمناصرة للعالم الإسلامي بأسره في جميع القضايا والأزمات، دأبت على العمل بصمت، تعمل أكثر مما تتحدث، ولا ينكر هذه الجهود إلا مكابر أو جاحد أو طائفي حاقد، وأما الأبواق التي تهاجم المملكة وتتنكر لخيرها فهؤلاء "لا حقا نصروا، ولا باطلا كسروا".
أولوية الدفاع عن المملكة
وحول مشاركة السودان في التحالف لدعم الشرعية في اليمن قال: مشاركة قواتنا السودانية في اليمن ضمن قوات التحالف بقيادة المملكة شرف كبير يسجله التاريخ الإسلامي، والمملكة بلاد الحرمين الشريفين والدفاع عنها دفاع عن مقدسات المسلمين وكلنا نعلم أنها مستهدفة من قبل العدو المجوسي الإيراني الذي كان وما زال العدو الأول للإسلام والمسلمين، والدفاع عنها مقدم على عاصمتنا الخرطوم.
الطائفية فتكت بالأمة
وفي سؤال حول خطورة التطرف والتحزب والطائفية، عد الشيخ أبو قرون التحزبات من أخطر الأمراض التي تعاني منها الأمة الإسلامية والتي فتكت بجسدها، وقال: هي أمراض نفسية لا صلة لها بالتدين الصحيح، فالتطرف ناتج عن أفهام معكوسة وقلوب منكوسة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم سلف هذه الجماعات التكفيرية الخوارج قال: "حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية"، ومن ذلك استدلالهم بالقرآن الكريم وقولهم لا حكم إلا لله، وقد عانت الأمة من هذه الجماعات التكفيرية الداعشية والقاعدية كثيرا، وقد استغل أعداء الإسلام هذه الجماعات لمحاولة لقضاء على الدين بتسليحها وتنظيمها لضرب الإسلام باسم الإسلام، وزرع الفوضى واتهام الدين بالإرهاب، فهؤلاء الحمقى صاروا أشد خطرا وضررا على الإسلام من عدوه الخارجي كما قال عنهم النبي صلى لله عليه وسلم: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان".
جماعات التحزب
وتابع: أما جماعات التحزب الطائفي والسياسي فهم أيضا لا خير فيهم، فقد جلبوا على الأمة الفتن، وذلك بعدم سلوكهم المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله فهم ينادون بما نادت به هذه الجماعات التكفيرية لا حكم إلا لله، ولكن عن طريق السياسة والانتخابات، فإذا وصلوا إلى السلطة نسوا ما كانوا يدعون إليه من قبل، بل قد يصلوا إلى السلطة، ويجعلونها علمانية، ويقول قائلهم بوحدة الأديان وأن الإسلام مجرد راية لا نلزم به أحدا، أو ينشق فصيل باسم الإسلام ويعارض قوانينه ويصبح مع المعارضة العلمانية يطعن في النظام وفى الشريعة أو يصل للسلطة وبكل غباء يسلمها لعدوه ليقتل الآلاف من مناصريه أو يحتموا بأعداء الإسلام، ومع هذا يطعنون من يحسن إليهم ويأويهم ويشنعوا به كما فعلوا بالمملكة التي كانت ومازالت أياديها بيضاء لم تتلطخ بالخيانة والدماء.
مجلس للأمة الإسلامية
واقترح رئيس الحسبة على هامش الحوار تكوين مجلس للأمة الإسلامية مواز لمجلس الأمم المتحدة بقيادة المملكة، وأن يكون مقره عاصمة الإسلام مكة المكرمة، لمواجهة التحديات ومعالجة قضايا الأمة، وأن يكون لهذا المجلس قوة عسكرية مماثلة لقوات الأمم المتحدة، تهدف لمنع الاقتتال، وحفظ السلام، ليتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
عمارة الحرمين
وختم الشيخ أبو قرون حديثه بالإشادة بعناية المملكة بالحرمين الشريفين، وقال: هو أمر مشاهد بداية بتهيئة المكان واستقبال ضيوف الرحمن، وليس من رأى كمن سمع، فكل من شاهد الحرمين الشريفين قال: إن الله عز وجل سيغفر لملوك المملكة نضير ما أنفقوه لخدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي، متضرعا إلى الله سبحانه أن يجزيهم كل خير لما قاموا به من خدمة الحرمين والإسلام والمسلمين.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1683721]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]