أخيراً جنت دولة إريتريا ثمار الجهود السعودية الخالصة التي انتجت اتفاقية جدة للسلام بينها وجارتها إثيوبيا الموقعة في 16 سبتمبر الماضي، بعدما وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على رفع حظر أسلحة وعقوبات دولية ظلت مفروضة عليها منذ قرابة عقد من الزمان.
وتمكنت المملكة من تذويب جبل الجليد في العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا من جهة، وإريتريا وجيبوتي من جهة لتفرض بذلك واقعاً جديداً في المنطقة الملتهبة دفع مجلس الأمن لرفع عقوباته عنها.
ويدعو القرار الدولي إريتريا وجيبوتي للعمل نحو تطبيع العلاقات وحسم أي نزاع حدودي بينهما، ويطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يرفع تقريراً للمجلس بشأن التقدم بحلول 15 فبراير ثم كل ستة أشهر بعد ذلك.
وفُرضت العقوبات، التي تضمنت منعاً للسفر وتجميداً لأصول بعض الأفراد والكيانات، على إريتريا في عام 2009، بعدما اتهم خبراء في الأمم المتحدة إريتريا بدعم جماعات مسلحة في الصومال.
ونجحت الوساطة السعودية في توقيع «اتفاقية جدة للسلام» بين إثيوبيا وإريتريا، بحضور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد.
ويقول الخبير السياسي السوداني الشيخ يوسف الحسن أن الوساطة السعودية كرست لمرحلة جديدة في منطقة القرن الافريقي عموماً تقوم على التعاون والتكامل وحسن الجوار، والعمل المشترك بين الجيران للبناء والتنمية، بدلاً من الصراعات وتغذية العداوة والشقاق.
ويقول الحسن إن الوساطة السعودية فرضت واقعاً جديداً في المنطقة نقل العلاقات بين دولها من مربع الحروب والتوتر نحو السلام والتعاون والتكامل مما يثبت أن السعودية بالفعل بلد يخدم الإنسانية وتقدم خيرها للجميع وهي تسعى للسلام والأمن بين المتخاصمين.
ويعتبر الحسن أن هذه الصراعات انعكست سلباً على الدول المجاورة كالسودان والصومال، وسمحت بقيام فراغ أمني كبير استغلته منظمات إرهابية كالقاعدة، وداعش، وحزب الله، والحوثي، فازدهرت تجارة السلاح والإرهابيين عبر باب المندب، وجزر البحر الأحمر إلى اليمن، ومنها إلى دول الخليج، وهو ما ينعكس بدوره على الأمن الإقليمي لمنطقة بالغة الأهمية خليجيًّا وعربيًّا ودوليًّا.
ومن جانبه يقول المحلل السياسي السوداني عبدالرحمن غزالي أن الاتفاقية التاريخية في جدة كانت نتاجاً لدبلوماسية سعودية هادئة فتحت أبوابًا واسعة للتعاون بين دول المنطقة ودول الخليج ومن ثمارها أيضاً قرار مجلس الأمن الأخير.
ويشدد غزالي على أن انعكاسات اتفاقية جديدة الإيجابية عديدة ولا يمكن حصرها وهي خطوة سعودية مهمة جدا ومباركة قطعت الطريق أمام المحاولات الإيرانية المتكررة لإيجاد موطئ قدم على الجانب الآخر من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، مستغلة الجماعات الإرهابية التي تدعمها، كما فعلت في اليمن عن طريق الحوثيين.
*وفي السياق ذاته يقول المحلل السوداني عماد حسن إبراهيم إن اتفاقية جدة ساعدت دولاً أخرى على حل مشكلاتها مع إريتريا كالصومال وجيبوتي، فضلاً على أنها ساعدت دولة جنوب السودان على حل مشاكلها الداخلية. واستفادت إريتريا من التجارة الإثيوبية، ليس فقط عبر ما تقتضيه من رسوم لاستخدام موانئها وتسهيلات تلك الموانئ، ولكن في الحصول على احتياجاتها من السلع الإثيوبية بأسعار تفضيلية.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1718585]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]