شهدت المملكة العربية السعودية خلال الأربع سنوات الماضية منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - دفة القيادة، تحولات عدة أحدثت نقلة كبيرة في المملكة والعالمين العربي والإسلامي سياسياً وتنموياً واقتصادياً، أرجعها خبراء إلى الخبرات المتراكمة للملك الذي قرأ الواقع الداخلي والخارجي بعين فاحصة.
وبمناسبة هذه الذكرى المجيدة استطلعت «الرياض» آراء خبراء سودانيين اجمعوا على أنها ذكرى سعيدة تحكي واقع إنجازات تسير على خطى ثابتة برؤية ثاقبة في بلد ظلت على الدوام محط أنظار العالم.
ويرى الخبير السياسي د. محيي الدين محمد محيي الدين، أن التحولات التي شهدتها المملكة في السنوات الأربع الماضية كانت تحولاً كبيراً في توجهاتها، مرجعاً ذلك إلى الخبرات المتراكمة للملك سلمان -حفظه الله- الذي عاصر عدداً من إخوانه*الملوك فوفرت له تلك المعاصرة معرفة متعمقة بالبيئة الداخلية في أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب المهددات والفرص التي تفرضها تحولات البيئة الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي.
ويقول محيي الدين: «هذه القراءة الفاحصة جعلت المراقبين يرون في هذه التحولات تطوراً مهماً في سياسة المملكة تتسق مع وضعها الإقليمي ووزنها الكبير في الحسابات الدولية».
ويشير إلى أن المملكة تمكنت من بناء تحالف متماسك لمواجهة التهديد من إيران والتنظيمات المرتبطة بها.
ويؤكد الخبير السوداني أن هذا النهج حول الاقتصاد السعودي المعتمد على النفط بشكل رئيس إلى منهج التنوع*في الموارد، تلافياً لتأثير الاعتماد على النفط في ظل عالم تتقاطع فيه السياسة بالاقتصاد.
ويضيف، لعل قدرة المملكة على تحقيق قدر من الاستقلال السياسي والاقتصادي والأمني مكنها من توسيع دورها الإنساني في محيطها القريب بزيادة دعمها لجيرانها من الدول التي تعاني من الحروب والاضطرابات من خلال نشاط منظماتها ودعمها الاقتصادي المباشر عبر المنح والقروض.
ويواصل بالقول: «لا ننسى قرار المملكة الأخير بإعفاء ديون تقدر بـ 6 مليارات دولار للدول الأشد فقراً ما يعكس اهتمامها باستقرار دول المنطقة ومحيطها الحيوي في الإقليمين العربي والإفريقي».
من جانبه يقول المحلل السياسي عبدالرحمن غزالي: «خادم الحرمين الشريفين منذ توليه العرش قبل أربع سنوات ظل بخطوات محسوبة تجد القبول والارتياح على صعيد المملكة الداخلي وفي كل دول العالم الإسلامي، وظل يمضي بثبات في طريق تحقيق فجر جديد للأمة الإسلامية قاطبة».
ويشدد على أن الملك سلمان نقل خلال فترة حكمه العلاقات العربية والإسلامية ومشروع الوحدة الإسلامية من مرحلة الأمنيات التي انتظرتها الشعوب طوال السنوات الطويلة الماضية إلى أرض الواقع عبر مبادراته المتعددة في دعم الشعوب المستضعفة وتشكيل حلف عسكري وإسلامي في عاصفة الحزم ثم النقلة الكبرى في الحلف الإسلامي لمحاربة الإرهاب.
وعدّ غزالي الحلف الإسلامي ومناوراته العسكرية الموحدة قد شكلت علامة فارقة في التاريخ الإسلامي الحديث باعتباره أول مشروع وحدة بين الجيوش الإسلامية منذ زمن الخلافة الإسلامية في عصرها الأول.
ويري أن كل مبادرات الملك سلمان -حفظه الله- دعمت الوحدة الإسلامية وأكدت أن حدود حماية المملكة للدين لم تقف عند حدود أمن الحرمين الشريفين وإنما ممتدة لكل العالم الإسلامي.
ويقول غزالي: «المملكة جدار حماية يلوذ إليه العالم الإسلامي في أوقات الشدة لثقلها الديني ودعمها السخي للمسلمين في كل أنحاء العالم، كيف لا وهي قائدة محور الإسلام المعتدل في وجه الطامعين في المنطقة وهي كذلك رأس الرمح في الحرب على الإرهاب».
ويشير إلى دعم القضية الفلسطينية وتبنيها لخط المواجهة ضد جرائم الصهاينة بحق الفلسطينيين، ورفض القرار الأميركي القاضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وفي السياق ذاته يقول المحلل السياسي يوسف الحسن: «المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ظلت تتوالى فيها المسيرة من تقدم إلى تقدم وهي منذ أربع سنوات تعيش عهداً جديداً من التطور والنماء».
ويرى الحسن أن خطط الملك سلمان قامت على رؤية ثاقبة واستراتيجية للحزم والعزم في الإصلاح والتطوير وحفظ حدود المملكة من الاعتداءات الخارجية وصولاً إلى مشروع وطني متكامل يقوم على رؤية 2030.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1723989]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]