تنطلق في المملكة الهاشمية الأردنية، صباح اليوم الخميس أعمال الاجتماع الوزاري التشاوري والذي يضم ستة وزراء خارجية المملكة والإمارات ومصر والأردن والبحرين والكويت"، لبحث مُستجدات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المُشترك، فضلاً عن التشاور حول سُبل التعاون والتنسيق بين الدول المُشاركة في الاجتماع للتصدي للتحديات المُشتركة الراهنة وتبادل وجهات النظر بغية تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول المشاركة.
ويأتي الاجتماع الذي يعقد في مركز الملك الحسين للمؤتمرات في منطقة البحر الميت (50 كم غرب العاصمة عمّان)، في وقت تمر فيه المنطقة العربية بسلسلة من الأزمات والنزاعات في سورية واليمن والعراق إلى جانب قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية، وقبل أسابيع من انعقاد القمة العربية على مستوى الملوك والقادة العرب التي تستضيفها تونس في شهر مارس المقبل والتي ستكون قمة "استعادة التضامن العربي".
ووفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية: يستضيف وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي نظراءه؛ وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، والشيخ عبدالله بن زايد اّل نهيان، والشيخ خالد بن أحمد اّل خليفة، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وسامح شكري.
وقالت د. أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اجتماع البحر الميت في هذا التوقيت يعد خطوة صحيحة ومطلوبة ليس فقط لطول النزاعات العربية وتفكك العديد من الدول ولكن أيضا لوجود دول أخرى على طريق التفكك والانزلاق إلى الفوضى، بالإضافة إلى أن غياب النظام العربي الجماعي لفترة طويلة أتاح فرص تدخل إقليمي مؤثرة على عواصم مهمة في المنطقة العربية. وأكدت الطويل في تصريح لـ"الرياض" أن هناك حاجة حقيقية لفتح حوار جاد بشأن دعم قدرات ما تبقى من النظام العربي حتى يقاوم الراهن خصوصا أن الأزمة في سورية تحتاج إلى توافق عال وهي أحد أهم عواصم العرب، كما أن التأثيرات الإيرانية في العراق أصبحت غير مقبولة، وتهديد باب المندب على المستوى الأمني ليس للنظام العربي فقط ولكن لمنظومة التجارة الدولية، وأخيراً السودان وموقعه الجيوسياسي الحساس قاب قوسين أو أدنى من تفاعلات غير محسوبة النتائج.
وأشارت الطويل إلى أن أبرز الملفات التي يمكن تناولها خلال الاجتماع؛ عودة سورية إلى الجامعة العربية، وكذلك الوضع في اليمن وطبيعة التحالف مع جهود الحوار بين الأطراف المتصارعة، وأظن أنه مطلوب الآن حركة عربية إزاء ملف السودان ومستقبله السياسي حتى نأمن انزلاق السودان إلى الفوضى.
ووصل ملف اليمن إلى حالة يائسة بعد إحباط الجهود الدولية لإنهاء الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران ضد الشعب اليمني، وبعد أن ترك اتفاق ستوكهولم بصيصا من الأمل للخروج من الأزمة جاءت خروقات الحوثي المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار لتُفشل كل مساعي السلام، بل استهدفت أيضا الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت وأعضاء فريق المراقبين الأمميين، ما دفع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى إعلان تمديد الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاقات السويد حول الحديدة وتبادل الأسرى معللا ذلك بوجود "صعوبات على الأرض".
بينما يشهد العراق حالة من الجدل السياسي حول تواجد القوات الأجنبية، ودعت العديد من الكتل السياسية الرافضة للتواجد الأميركي في العراق، ومن ضمنها تحالف "سائرون" المدعوم من قبل الزعيم الصدري مقتدى الصدر، إلى إنهاء العمل باتفاقية "صوفا" الأمنية بين الجانبين العراقي والأميركي والتي تم توقيعها في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وتحديد مهلة لمغادرة المدربين والمستشارين العسكريين الأميركيين والأجانب من الأراضي العراقية. وفي المقابل أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، دان كوتس، أن تنظيم داعش لا يزال يمتلك آلاف المقاتلين في العراق وسورية، مما يجعله قادراً على تشكيل تهديد قوي في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، كما أن له 8 فروع وأكثر من 12 شبكة وآلاف المناصرين حول العالم، مشيراً إلى أن التنظيم سيستغل تقلص الضغوط ضد الإرهاب لتعزيز تواجده السري وتسريع إعادة بناء قدراته مرة أخرى.
إلى ذلك جددت قوات النظام السوري استهداف مناطق الهدنة الروسية والتركية الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح، ولا تزال الخلافات على الأرض بين الحكومة السورية وقوات سورية الديمقراطية "قسد"، في الوقت الذي تعيش فيه العديد من المناطق أزمات حادة إثر تدهور الأوضاع جراء اندلاع الحرب قبل نحو 8 سنوات.
وأخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها دعم جميع القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتواصل الدول العربية الداعمة لعملية السلام جهودها المستمرة لدفع القضية الفلسطينية نحو تسوية سلمية عادلة تضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الخلافات وتعزيز وحدة الصف باعتبار ذلك ضروريا لمواجهة التحديات الحالية.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1734806]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]