تصرفات صبيانية ليست بجديدة على نظام الحمدين، تضاف إلى رصيد التآمر القطري على المنطقة الذي أدى للمقاطعة العربية للدوحة قبل نحو عام ونصف العام من الآن، ولذا لم يكن مفاجئاً قرار الحكومة القطرية بالامتناع عن تسديد مساهمتها في ميزانية جامعة الدول العربية وتخليها عن دعم العمل العربي المشترك؛ فدوحة الإرهاب التي تقدم مليارات الدولارات للتعاون مع جماعات الإرهاب ومنظمات ودول غير عربية في المنطقة ولا تجد في ذلك بأساً أو حرجاً، ما زالت تحاول العبث بالأمن القومي العربي لضرب الوحدة العربية والتنسيق العربي، وإنما قرارها هذا يتطابق مع مواقفها ضد الأمة العربية واستقرار أمنها.
إن التصرف القطري غير المدروس يمسها بسوء وبأكثر مما هي فيه، وبمثابة المسمار الأخير في نعش النظام الداعم للإرهاب والذي سقط قناعه أمام العالم، واختار الارتماء في حضن التكتل الإيراني التركي المريب والهرب من الساحة العربية.
ولم تتجاوز مساهمة قطر نسبة (3 %) من مجموعة ميزانية الجامعة العربية، في وقت أنفقت فيه الدوحة نحو 64 مليار دولار لزعزعة استقرار المنطقة والعبث بها وعقد صفقات مشبوهة مع أبواق الجزيرة من بائعي الولاءات الذين عملوا على تنفيذ أجندة نظام الحمدين وبث سمومه ونشر الفوضى في العديد من الدول.
وقال محمد حامد -الخبير في العلاقات الدولية- لـ"الرياض": إن الموقف القطري كان أمرا متوقعا في هذا التوقيت؛ لأن قطر ترى أن الجامعة العربية لم تلعب دوراً فيما حدث في الأزمة الخليجية، وترى قطر أنها يجب أن تنفصل عن المحور العربي وتركز في علاقتها مع إيران وتركيا لأنها ترى أنهما وقفا إلى جانبها أثناء بداية المقاطعة في العام 2017.
وأكد حامد أن هذا القرار مرفوض، والجامعة العربية لا تنتظر الأموال القطرية، وهناك دول بالتأكيد ستقوم بهذا الدور بدلا عنها، وهذا الموقف القطري يصب في كفة إيران وإسرائيل وتركيا.
وأشار د. إسلام شاهين، الخبير بمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، أن النظام القطري تخطى الخطوط الحمراء وقطع كل أواصر الود بأشقائه العرب بقراراته المتغطرسة الحمقاء، فليس غريباً أن يتخلى النظام القطري عن وقف تسديد مساهماته لميزانية جامعة الدول العربية ونصرة القضايا العربية، في الوقت الذي يعمل فيه على تدعيم الإرهاب التركي الإيراني تارة بالتمويل وتارة ببوق إعلامي ينشر الأكاذيب ويزور الحقائق.
ويرى شاهين أنه يجب إثارة بعض الأسئلة: أليس النظام القطري الداعم الأول للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط؟ ألم يثبت تورط النظام الرسمي في توفير التمويل والسلاح والملاذات الآمنة والمعسكرات والتدريب للجماعات الإرهابية فأصبحت يداه ملوثتين بدماء أشقائه العرب؟ ألم يكن الممول الرئيس والداعم لمحور الشر للنظام الإرهابي الإيراني والتركي والذي يبث سمومه المتطرفة في ربوع الدول العربية؟ ألم يجعل النظام القطري أرضه مباحة للحرس الثوري الإيراني لتدعيم نظامه الفاسد المتورط دوليا؟ فكيف تنسجم المترادفات وتجمع المفردات لنظام لا يمثل بسلوكياته وخيانته لشعبه بل وأمته العربية، ويساعد على عدم الاستقرار للوطن العربي وتحقيق طموحات الدول المتآمرة بالشرق الأوسط وبالدول العربية وخاصة في ظل المحاولات الفاشلة ضد مصر والسعودية في السنوات الأخيرة، بعد أن نجحت المؤامرات الدولية في العراق والسودان وسورية واليمن. وأضاف شاهين أن النظام القطري المارق والذي أدين بدعمه وتمويله وإعلامه القذر وسلاحه الموجه لأشقائه من خلال الحركات والجماعات الإرهابية في مصر وسورية وليبيا واليمن وتونس باتت أيامه معدودة، وفي رأيي أنه يحب العمل على محاور أربعة رئيسة تتمثل في:
مواصلة حصار الرباعي العربي الاقتصادي والدبلوماسي للنظام الإرهابي القطري والذي تلوثت يداه بدماء أشقائه، وطرد النظام القطري المتآمر على الخليج من مجلس التعاون الخليجي، ومحاربة قناة الجزيرة الآلة الإعلامية الحقيرة الإرهابية الناشرة للأكاذيب والمضللة للحقائق لتمزيق استقرار الوطن العربي وتحقيق المؤامرات الدولية بالمنطقة، بإعلام مهني عربي قومي ينشر الحقائق ويرد الفكر العاقل للفكر الإرهابي الواهي، والفصل بين نظام إرهابي حقير ومتآمر كنظام الحمدين.. وبين الشعب القطري الشقيق.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1737790]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]