وجدت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للجهات المعنية بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية إسهاماً من المملكة في رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الشقيق، ارتياحاً في كل الأوساط السودانية. وأجمع خبراء تحدثوا لـ "الرياض" ونشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي على أن التوجيهات الملكية الكريمة جاءت في وقتها وستساهم كثيراً في رفع المعاناة عن الشعب السوداني الذي انتفض في وجه الرئيس المخلوع عمر البشير بسبب الضائقة المعيشية التي ألمت به طوال المرحلة الماضية.
وحظي البيان الصادر عن المملكة والداعم للسودان في هذا الوقت الحساس بتداول كبير على مواقع التواصل إلى جانب تغطية كبيرة من الإعلام السوداني، وتعليقات ناشطين تشيد بالمواقف المتواصلة من المملكة تجاه شقيقها السودان.
وكانت المملكة أكدت في بيان صدر أنها تابعت تطورات الأحداث التي يمر بها السودان الشقيق، وبيان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وأنها ومن منطلق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، تؤكد تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني الشقيق حيال مستقبله، وما اتخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني الشقيق. وأعلنت المملكة دعمها للخطوات التي أعلنها المجلس في المحافظة على الأرواح والممتلكات، والوقوف إلى جانب الشعب السوداني. وعبرت عن أملها أن يحقق ذلك الأمن والاستقرار للسودان الشقيق، ودعت الشعب السوداني بفئاته وتوجهاته كافة إلى تغليب المصلحة الوطنية، وبما يحقق تطلعاتهم وآمالهم في الرخاء والتنمية والازدهار.
وأضاف البيان: "المملكة إذ تعلن ذلك فإنها تسأل المولى سبحانه أن يمن على جمهورية السودان الشقيق وشعبه العزيز بالأمن والاستقرار وتجاوز الظروف والصعاب كافة، إنه سميع مجيب".
يقول الخبير والمحلل السياسي د. محي الدين محمد محي الدين لـ "الرياض" إن موقف المملكة تجاه السودان دائماً يشير إلى العلاقة التاريخية والأخوية التي تربط البلدين الشقيقين. ويؤكد أن المملكة هي الشقيق الأكبر للسودان ومبادرتها تسهم في بلورة موقف عربي مساند للسودان في هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها وهذا ما يحتاجه السودان دعماً لحكومته الجديدة لتجد القبول خارجياً، كما وجدت الرضا من جموع الشعب السوداني في الداخل. ويرى محي الدين أن موقف المملكة يشجع ويؤدي إلى موقف عربي موحد تقوده المملكة التي تمثل قيادة عربية وإسلامية مجمع عليها من الكل في دول المنطقة العربية والإسلامية ويوفر بيئة إقليمية ودولية متعاونة لإنجاز التحول السلمي المنشود في السودان، كما أنه يجنب البلاد الفوضى والتشظي ويساهم في رسم مستقبل زاهر للسودان. ويشير إلى أن حزمة الدعم السعودي الإنساني ستساهم في رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الذي خرج لإسقاط النظام البائد بسبب الضائقة الاقتصادية وعجز حكومة البشير عن معالجة القضايا الحياتية اليومية الملحة. ويقول محي الدين أن الدعم السعودي سيمكن الحكومة الجديدة من تجاوز تحديات وسيسد الفجوة التي كانت قائمة في المواد الغذائية والمحروقات وسيخفف غول غلاء الأسعار الذي ضرب السوق السوداني وقاد الشعب للانتفاضة كما أنه سيمكن الحكومة الجديدة من التفرغ للعمل ويوحد القوى السياسية وسيساعد على معالجة المشكلات المزمنة.
من جانبه يثمن الخبير الاقتصادي السوداني البروفيسور عصام الدين عبدالوهاب بوب الأستاذ الجامعي، الدعم الذي قدمته المملكة والذي تمثل في القمح والوقود والدواء في ظل المنعطف السياسي الدقيق الذي تمر به الساحة السياسية السودانية. ويري بوب أن المملكة قرأت الوضع في السودان بصورة صحيحة وهو أن هناك ثورة شعبية وحركة تغيير حتمي لا بد من حدوثه. ويقول إن المملكة قد اتخذت القرار الصحيح بفتح الباب وقبول التغيير واحترام إرادة الشعب السوداني، ويدعو السلطات الحالية في السودان لإرسال وفد للمملكة لتوضيح الموقف السوداني من خلال نقل صورة حقيقية عن أهداف الثورة وآلية التغيير لمواصلة علاقة البلدين الشقيقين التاريخية.
أما المحلل السياسي الشيخ يوسف الحسن فيقول لـ "الرياض" إن المملكة العربية السعودية فوق أنها دولة شقيقة للسودان فهي دولة جارة وشريكة حياة يومية للسودانيين جميعاً فلا يخلو بيت سوداني ليست له علاقة أو اتصال أو مخالطة يومية في السعودية. ويضيف "لهذا فإن المملكة تتأثر بما يتأثر به السودان والسودانيون، وهي شريكة أفراحه وأحزانه، خوفه وأمنه وجوعه ورفاهيته". ويتابع بالقول "لهذا حين تلم الملمات بالسودانيين، كانوا دائماً يتوجهون بأنظارهم تجاه المملكة التي من حقها أيضاً أن لا يكون هناك في السودان ما يعكر أمن المنطقة". ويرى الحسن أنه من هذا المنطلق جاء دور المملكة من منطلق مسؤوليتها ودورها التاريخي تجاه السودان الذي ظلت تؤدية بلا أي مَنٍّ ولا أذى، حيث أسرعت بمد يد العون لأهل السودان وتوفير المشتقات البترولية والقمح، دعماً لمسيرة استقراره وأمنه. ويقول: حتى يتخطى السودان هذه المرحلة الحرجة دون أن ينفلت العقال ويضطرب الوضع بالبلاد، فاستقرار السودان يعد استقراراً للمملكة واضطرابه تهديد لأمن المملكة والمنطقة بأثرها.
المملكة

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1749781]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]