رغم سقوط بعض الأنظمة التي كان يدعمها النظام القطري، والتي تشكل معهم حلفاً استراتيجياً ضد المشروع العربي واستقرار المنطقة، إلا أن نظام الدوحة ما زال مصراً على التخريب ودعم الميليشيات المتطرفة، وتأجيج الصراع المذهبي ودعم الإرهاب، حيث أكد تقرير لمركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات أن قطار الصدمات والأزمات حول تنظيم الحمدين يدور في الوقت الراهن بتسارع خطير ينبئ بوقوع تغييرات جسام ستحدث في قطر نتيجة ما لحقت به من خسائر فادحة على المستويين الداخلي والخارجي جراء سياسات النظام القطري الخاطئة والمربكة للدولة والشعب والمضرة بأمن واستقرار المنطقة بأكملها، وأضحت الأزمات التي تضرب الدوحة كالكرة الثلجية المتدحرجة بسرعة كبيرة، بفعل التطورات الإقليمية وخاصة ما شهدته السودان وليبيا، والقرارات المتلاحقة في المنطقة ولا سيما فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب وأدواته، وعلى رأسها وضع واشنطن الحرس الثوري على قائمة الإرهاب.
وأكد التقرير أن تسارع الأحداث الأخيرة في السودان وليبيا وما نتج عنه من سقوط لحلفاء الحمدين في السودان وإضعاف أذرعه الإرهابية في ليبيا، رغم المليارات التي أنفقتها الدوحة في دعمها وتمويلها، أربكت حسابات رموز النظام القطري، وخلقت دوافع انقسامات وخلافات شديدة بينهم بشكل غير مسبوق، قادت مرة أخرى إلى صعود أصوات في الداخل القطري تطالب بوقف السياسات العابثة وقبول مطالب الرباعي العربي فوراً للعودة إلى الصف العربي والجسد الخليجي قبل فوات الأوان. وأوضح التقرير أن رحيل الرئيس السوداني السابق عمر البشير، يشكل في الحقيقة ضربة موجعة للنظام القطري ومشروعات الدوحة وأنقرة وطهران الإقليمية، وهزيمة جديدة لتنظيم الإخوان في المنطقة، وإفشالاً للمخططات القطرية والتركية الإخوانية في هذه الدولة العربية، والتي كلفت الخزينة القطرية مئات المليارات أنفقت لتحقيق مشروعات إخوانية بعيدة الأمد تحت غطاء التنمية والاستثمار والمساعدات وغيرها، فرغم محاولات البشير الحفاظ على مسافة متساوية نسبياً من أطراف الملفات الإقليمية ومنها الأزمة الخليجية القطرية في مايو عام 2017، إلا أنه وحزبه يعد من أهم حلفاء تنظيم الحمدين، وفتح أبواب السودان أمام الأنشطة القطرية والتركية لتسريبها إلى الداخل السوداني وإلى باقي دول أفريقيا، وفسح المجال أمام التدخلات القطرية وسعي تنظيم الحمدين إلى مد نفوذه إلى داخل السودان والدول المجاورة له بهدف تشكيل عصابات وجماعات موالية للدوحة تشكل خطراً على الأمن القومي العربي بما يخدم مصالح تنظيم الإخوان ويهدد مصالح الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب والمحاربة لأنشطة الإخوان وقطر التخريبية في المنطقة. ومع هذا السقوط المدوي للإخوان وقطر وتركيا في السودان، تزايدت الأصوات على الصعيدين الرسمي والشعبي الداعية إلى ضرورة طرد قطر وتركيا وباقي أذرع الإخوان من السودان، وإفشال مخططاتهم وإنهاء أطماع الحمدين وأردوغان في بلادهم عبر استعادة السودان جزيرة سواكن على البحر الأحمر، والتي كان البشير قد أقر تولي تركيا تعميرها وإدارتها لفترة لم يتم تحديدها، عبر مخطط يهدف إلى استغلال الأراضي السودانية عسكرياً واقتصادياً لخدمة المشروع الإخواني في المنطقة.
وأضاف التقرير هذا في الوقت الذي تشن فيه قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حرباً ضروساً ضد قوات حكومة الوفاق الوطني التي تدير “المشروع الإخواني” في ليبيا والمدعوم من قطر وتركيا، ليشكل تزامن سقوط الإخوان في السودان مع تقهقر القوات الإخوانية في ليبيا ضربة موجعة للنظام القطري على الصعيد السياسي والاقتصادي داخلياً وإقليمياً وعالمياً.
واختتم التقرير أن هناك ضربة ثالثة موجعة تلقاها تنظيم الحمدين في الآونة الأخيرة بعد القرار الأميركي بوضع الحرس الثوري وكافة مؤسساته وشركاته ورموزه على قائمة الإرهاب، الأمر الذي شكل أزمة أخرى لها انعكاساتها المؤثرة على الداخل القطري اقتصادياً وأمنياً، إذ شكلت مؤسسة الحرس الثوري التي تهيمن على ما يزيد عن 70 % من القطاعات والشركات الاقتصادية في إيران، نافذة مهمة لخروج النظام القطري من العديد من الأزمات الاقتصادية والأمنية التي واجهته نتيجة مقاطعة الدول العربية للدوحة بسبب أنشطتها التخريبية والإرهابية، والآن ستواجه الدوحة عقوبات أميركية صارمة إذا ما استمرت في تعاملاتها وعلاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الحرس الثوري، ما يشير إلى قرب حدوث انهيار اقتصادي في الداخل القطري كنتيجة حتمية لتتابع الأزمات وتعقيد المسارات أمام الدوحة.
تنظيم الحمدين

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1752679]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]