استقبلت الأوساط الاقتصادية في السودان الدعم المقدم من المملكة والإمارات (540 ألف طن من القمح)، لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للشعب السوداني، بحفاوة كبيرة، وأكد خبراء ومراقبون أن الدعم الغذائي يضمن احتياجات السودان من الغذاء، وعدم تأثره بالمرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
ويأتي الدعم انطلاقاً من الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين السوداني والسعودي، ليتحقق الاستقرار الاقتصادي والأمن الغذائي والمالي للسودان.
وكان قد تم إيداع 500 مليون دولار من المملكة والإمارات كوديعة في البنك المركزي السوداني، وذلك لتعزيز مركزه المالي، كما سيتم صرف بقية المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني، من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية واحتياجات الموسم الزراعي.
ويعتقد الكاتب السياسي محمد عبدالقادر أن العلاقات السودانية - السعودية ظلت تحتفظ بدرجة حرارة مثالية لا تؤثر عليها تقلبات الطقس السياسي ولا يهددها تبدل السلطان، ويقول: إنها علاقة تمتلك (وثيقة تأمين) ضد الفتور والتدهور، ويقول عبدالقادر: إن الرياض وقفت مع السودانيين حين قرروا إسقاط النظام السابق وظلت سنداً وعضداً لثورتهم حتى هذه اللحظة داعمة لحقهم في اختيار من يحكم.
ويضيف أن مكرمة القمح تعد استمراراً للمواقف الأخوية لمساندة شعب السودان الشقيق في أزمته الحالية، ولتخفيف العبء عن المزارعين من أبناء السودان وهو موقف تستأثر به المملكة على الشكر والتقدير لإنقاذها الموسم الزراعي.
من جانبه، يؤكد الكاتب الصحافي علم الدين عمر اتفاق الجميع على أهمية العلاقات السودانية السعودية، حيث تجاوزت هذه العلاقات مجرد حسابات المصالح التكتيكية وصراعات التدافع السياسي وتعمقت في الوجدان الشعبي، ويقول: شهدنا كيف بادرت المملكة عبر سفارتها بالخرطوم بدعم مواقف الشعب السوداني وخياراته بكل ما هو متاح لها من جهود، وقد سارعت المملكة للتعبير عن دعمها عبر سفارتها بأدوار واضحة ومرئية متمثلة في الودائع المالية والقروض والمشروعات الاستثمارية.
ويشير عمر إلى أنه لا يستطيع أحد أن ينكر على المملكة هذا الدور الكبير الذي يشبهها ويشبه وزنها السياسي والاجتماعي والديني.
أما الكاتب المحلل السياسي الشيخ يوسف فيرى أن أسعار السلع في السودان التي بدأت تسجل ارتفاعاً مطرداً ليسجل معدل التضخم تصاعداً لافتاً خلال الأشهر الماضية حتى بلغ 52,59 %، يكشف أهمية المنحة السعودية البالغة 540 ألف طن من القمح لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للشعب السوداني لثلاثة أشهر كمرحلة أولى، حيث تم توريد الدفعتين الأولى والثانية وشملت 140 ألف طن من القمح. ويقول يوسف: إن توقيت الدعم السعودي يبرز عدم تأثره بالمرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد، ولتتجاوز الظروف الصعبة وصولاً للاستقرار الاقتصادي وتحقيق الأمن الغذائي، حيث تأتي حزمة المساعدات المقدمة. ويشير إلى أن كميات القمح الموردة للسودان تأتي كجزء من حزمة المساعدات التي أقرتها المملكة، ودولة الإمارات العربية المتحدة في شهر إبريل 2019 والبالغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار أميركي، وذلك لدعم الاستقرار الاقتصادي والمالي للسودان.
1

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1771267]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]