حاز الشاب السوداني مدني عباس مدني، على ثقة شعبية بعد سنوات من النضال المدفوع بقناعته بأن السودان يستحق ما هو أفضل بعد زمرة النظام السابق التي عرفت بسمعتها الدولية السيئة ما جعل السودان واقتصاده وشعبه معزولين ومحرومين من علاقات دولية صحية قادرة على النهوض بمستوى معيشة الفرد في السودان، ليتم تعيين مدني عباس كوزير للصناعة والتجارة في حكومة رئيس الوزراء السوداني المكلّف عبدالله حمدوك والتي أعلن عنها قبل أيام.
وركّز عباس منذ أن كان طالباً في جامعة الخرطوم على هدف الترطيز على الفساد الذي يتوغل بالمؤسسات السودانية، وبعد أن حاز على شهادة الماجستير في علم الاجتماع الأنثروبولوجي، التحق مدني عباس بالمكتب التنفيذي لمنظمة نداء التنمية السودانية وأصبح مديرها العام، كما كان ناشطاً في حركة التغيير الآن المعارضة للبشير منذ العام 2011، ليكون قيادياً في قوى الحرية والتغيير وأحد المصابين في اعتصامات الشباب في السودان ركناً من أركان حكومة حمدوك.
وبعد إعلان رئيس الوزراء عن تعيين مدني عباس مدني وزيراً للصناعة والتجارة، كشف عباس عن قدرة السودان على إحداث تغيير اقتصادي فعلي من خلال حملة جدية لمكافحة الفساد وإصلاح قطاعي الصناعة والتجارة. ويقول عباس في حديث خص به «الرياض»: «من المؤسف أن بلداً بموارد طبيعية وبشرية غنية ومتنوعة كالسودان لا توجد فيه أصلاً صناعات، ما عدا بعض المعامل التي كانت أداة للمحاصصة بيد وجوه النظام القديم، وتنظيم استثمار هذه الموارد ومكافحة أوكار الفساد المتسلطة عليها من شأنه أن يفتح باباً اقتصادياً جديداً للسودان». وأردف، السودان يملك فرصاً عظيمة كما لديه تحديات عظيمة لينهض باقتصاده ويتخلص من التحديات التي يلمسها المواطن في حياته اليومية، ومن الإيجابيات أن خروج السودان من حقبة النظام القديم الذي كان يجر البلاد للعزلة الدولية قد انتهى وبدأت القوى الدولية المتنوعة تتواصل مع السودان الجديد وتمد يد العون له بينما كانت العقوبات والعزلة تضرب اقتصاد السودان وكافة قطاعاته، وهذا يعطي السودان مجالات للانفتاح التجاري والاقتصادي، ولكن يبقى على السودانيين استغلال الموارد بشكل صحيح والخروج من مرحلة تصدير المواد الخام بينما بإمكان السودان تحويلها الى صناعات تجلب أرباح ومكاسب أكبر للاقتصاد السوداني حيث يزداد الدخل القومي السوداني بتغيير طبيعة الصادرات وحجمها في ظل النظرة الدولية الجديدة والتعامل الجديد مع السودان.
ويرى عباس أن تحديات كثيرة لا تزال قائمة إلا أن محفزات المرحلة قادرة على إيجاد حلول متنوعة مثل خلق بيئة صناعية لاستثمار أفضل لموارد السودان، وتوفير الطاقة وتغيير ماهية القوانين التي كانت توضع على مقاس نظام المحسوبيات والمحاصصة بين وجوه النظام القديم.
وأكد عباس أن ما ميز الحراك للتغيير في السودان وجعله ينجح هو أن الجماعات القائمة عليه ومنها قوى الحرية والتغيير امتلكت منذ البداية رؤية واقعية لمعالجة التحديات الحقيقية التي يواجهها السودان ولم تكتفِ بالشعارات. فمنذ فبراير الماضي أنشأت قوى الحرية والتغيير رؤية متكاملة مع حلول للواقع الاقتصادي والتعليمي في السودان كما عقدت المؤتمرات مع الأمم المتحدة للاستفادة من التجارب والخبرات الدولية لمعالجة التحديات الأساسية. وبين أن مشكلات تأخر الاقتصاد السوداني تأتي بشكل كبير من عزلة النظام السابق، فبينما تغير العالم في الثلاثين سنة الماضية ليتم اكتشاف أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية، كان السودان في ذلك الوقت بالذات معزولاً وممزقاً بصراعات داخلية بسبب نظام البشير ما حرم السودان من الاستفادة من أبسط خيارات وعوامل التقدم العلمي والتكنولوجي وإمكانية التبادل التجاري واقتناص الفرص، بينما يأتي التغيير الآن ليفتح للسودان صفحة جديدة مع العالم قائمة على احترام المواثيق والقوانين الدولية.
واختتم وزير الصناعة والتجارة في حكومة حمدوك حديثه لـ»الرياض» بالقول: «السودان الجديد يتطلع إلى احترام العلاقات الدولية وعدم العودة إلى أسلوب البشير في الحكم وخاصة مع دول الجوار العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي تمثل عمقاً عربياً وإسلامياً ويربطها بالسودان البحر الأحمر، وأهداف ومصالح عربية مشتركة وتاريخ من العلاقات الودية والسياسية والتجارية، وكذلك باقي علاقتها مع دول الخليج إيجابية دائماً، ومصدر قوة لتدعيم الاقتصاد السوداني».

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1775615]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]