يثبت التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية مصداقيته ومدى انسانيته وهو يكرر استجاباته السريعة والمتواصلة للنداءات الدولية بتمديده لوقف اطلاق النار لمدة شهر، بينما يقابل ذلك تعنت مستمر من قبل الميليشيا الحوثية الاتقلابية المدعومة من إيران.
ولاتنظر الميليشيا للوضع الصعب في اليمن وكذلك تفشيء فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) ليقود لكارثة انسانية محتملة في اية لحظة في اليمن، خصوصاً بعد الإعلان رسمياً عن حالة إصابة واحدة مؤكدة بالفيروس، تم اكتشافها بمحافظة حضرموت في العاشر من الشهر الجاري.
ولا يعني اكتشاف حالة واحدة في رأي خبراء ومسؤولين صحيين محليين وأجانب، خلو البلاد من إصابات محتملة أو لم يتم فحصها أو يتم انتقالها من دول الجوار التي سجلت عشرات من الإصابات المؤكدة.
وأكد مسؤولون دوليون أن إمكانية مواجهة أي انتشار محتمل للوباء في اليمن ستكون "الأصعب" على مستوى العالم كله، حيث تتصاعد المخاوف من أن يؤدي تفشٍ كورونا، إلى تعميق المأساة الإنسانية، في ظل تهالك أنظمة الرعاية الصحية هناك خاصة وان حوالي نصف المراكز الصحية خارج الخدمة والبعض الآخر يعمل جزئيا وبطاقة متدنية.
وتأتي الاستجابة الدائمة للتحالف لنداءات ودعوات المبعوث الأممي مارتن غريفيث، لتؤكد موقف التحالف الداعم للحل السياسي للأزمة اليمنية، ودعم المملكة الواضح والدائم للحل السياسي في اليمن، وإيقاف الحرب للحد من تداعياتها وانعكاساتها الإنسانية على الشعب اليمني.
وينطلق التحالف في استجابته لطلب المبعوث الأممي، من إدراكه لضرورة العمل على تهيئة الأوضاع لتمكين القطاعات الحكومية اليمنية والمنظمات الإغاثية والإنسانية من العمل الميداني في ظروف آمنة، في ظل الظرف الحرج الذي يشهد فيه العالم والاقليم انتشار مخيف لفيروس (كوفيد - 19).
ويرى خبراء أن عدم استجابة الحوثيين لدعوات وقف إطلاق النار، بل واستغلالها لتحقيق مكاسب على الأرض يكشف استهانة هذه الميليشيا بأرواح اليمنيين، مقابل تحقيق أجندتها ومشروعها الإنقلابي والتخريبي.
ويعتقد الخبراء أن شهر رمضان المبارك هو فرصة حقيقية لأن يدرك الحوثيين ضرورة الاستجابة لدعوات الأمم المتحدة وتحالف دعم الشرعية في اليمن للقبول بحل سلمي للأزمة.
ويشدد الخبراء على أن تحالف دعم الشرعية في اليمن ملتزم بوقف إطلاق النار، لكنه لن يقف مكتوف الأيدي إزاء أي هجوم حوثي براً أو جواً أو بحراً، بل ستتصدى له قوات التحالف بالقوة اللازمة للرد والردع عملاً بحق الدفاع المشروع عن النفس، وعلى الحوثيين أن يعوا ذلك جيداً.
ويقول المحلل السياسي السوداني الشيخ يوسف الحسن لـ "الرياض": "تجديد التحالف لإعلان وقف إطلاق وتمديده لمدة شهر هي مبادرة لدعم عملية السلام وتاكيد على أن التحالف يسعي جاهدا لرفع المعاناة عن الشعب اليمني في مقابل تعنت للميليشيا التي لم تراعي الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيش فيها الشعب اليمني والظرف الحرج الذي يعيشه العالم".
ويؤكد الحسن الحسن أن تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر، يأتي لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبناءً على دعوة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتجنب المخاطر الجسيمة للانتشار المحتمل لكوفيد-19 في اليمن.
ويشدد على أن المملكة تسعى دوماً لإنهاء الصراع في اليمن من خلال حل سياسي مستدام، وهي شاركت في كل المحادثات والمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية برعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع.
ويعتبر الحسن أن المبادرة تؤكد استمرار جهود المملكة في التهدئة وتركيز الجهود على معالجة جائحة فيروس كورونا المستجد، وتوفير المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني الشقيق وحمايته.
ويوضح أن التحالف العربي بقيادة المملكة لا يقوم بدور عسكري فقط، بل يساهم في مشروعات إعادة الإعمار والبناء، ويشير الى أن الدعم الإغاثي الذي تقدمه المملكة لجميع المنظمات الإنسانية في اليمن مستمر رغم العدوان المتكرر والتصعيد من قبل الميليشيا، التي تواصل إعاقة وصول المساعدات وتستمر في مغامرتها بدماء وحياة اليمنيين.
وكانت المملكة اعلنت هذا العام عن مساهمة قدرها 500 مليون دولار في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن، منها 25 مليون دولار للمساعدة في مكافحة انتشار جائحة كورونا، ويري الحسن أن ذلك هو*امتداد للأعمال الإنسانية المتواصلة التي تقوم بها المملكة منذ العام 2014.
ويقول: "على الحوثيين أن يظهروا حسن النية والعمل بجدية نحو تنفيذ خطوات من شأنها تخفيف معاناة الشعب اليمني وحماية اليمن من كورونا". ويشدد على أن وقف إطلاق النار في اليمن هو هدف وغاية أولاً للشعب اليمني بكل مكوناته، وثانياً مبادرة مرحباً بها من التحالف، وتجد الرعاية والعناية من ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1818009]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]