♧ طبق اليوم £:
●شكراً جزيلاً و أستاذنك قارئي لإنعام النظر بقصاصتي هذه الت٩ي بين يديك للعبرة و إبداء رأيك بها قبل النشر حيث صحوت من نومي لأجدها عالقة بذهن عقلي الباطن ،فكتبتها على عجلٍ:
● يُحكى أن طباخاً ماهراً و سُفرجياً (نادلاً)
كانا صديقين حميمين كما يقولون : "الروح ما تروح". و هماعبارةٌ عن فكيين مفترسين بشريين من أكلة لحوم الآدميين ، و العياذة بالله. لدرجة أن أحدَهما لو أدار ظهره لأخيه لنزل في لحمه و شحمه نهشاً و أكله ميتاً و هو كارهٌ لانبعاث رائحته.
● فكانت لديهما مائدةٌ عامرةٌ يجلسان عليها
كل يومٍ (يمخمخان) عليها مالذَّ لهما و طاب من سِيَرِ الأولين و الآخرين ؛ رجماً بالغيبة في شؤون الغائبين و بهتاناً و زوراً نجراً و قطعاً أخضرَ في كتوف الحاضرين ،و مشياً بالنميم في خصوصيات أعراض الغادين و الرائحين.
● على أن أحلى الشمارات الحارًّات المُنكَّهات
و أطيب المُقبِّلات المشهِّيات كانا (يتشلغمان)
بها قبيل الاستمتاع بتناول شطائر تلك الولائم الساخناتِ ، كانت حينما يتعلق الأمر خصوصاً ، بتنكُّب عثَرات الكِرام الغافلين و بالقذفِ بعُروض المؤمنات المحصنات الغافلات و هلٌمَّ جرا !!!!¿
● إلى أن جاء شرُّ يومٍ يُنتَظَر . يوم العاقبة ؛ حيث إن عاقبةَ المجرمين أدهى و أمرُّ . ففي ذات إحدى المرات من المراير ذهب ذاك الطباخ في إحدى خرجاته كدأب صولاته و جولاته عبر أحراش غابةٍ مجاورةٍ.خرج يلتمسُ عِجلاً حنيذاً ليأتي به صيداً سهلاً سميناً، عساهما و لعلهما يقتاتانِ فيُسكتانِبه جوعهما على (طبقِ ) استثنائيٍّ في ذلك اليوم المشهود.
● غير أن هذه المرة لم تسلم الجرَّةُ كما كان العهد بها في كلِّ مرةٍ ؛و لم تأتي الرياحُ مرسلةً بما تشتهي السُّفنُ . حيث عاد الطباخ أدراجه مثلَما تعودُ عرجاءُ إلى مراحِها ؛ و كما يرجعُ كلبٌ ضالٌّ يلهثُ ليلِغَ في قَيئِه ؛ و مثلَما يعاوِدُ صاحبُ سوابقَ ، قتال قُتَلةٍ و مرتادُ سُجونٍ الكرَّةَ
إلى أوَّلِ مسرحٍ لارتكابه أولى جرائمِه.
●
● لقد عادَ ليجِدَ جمهرةً من خلق الله يؤمُّون دارَه و يُحدثونَ جلَبةً صاخبةً و تتعالى أصوات صياحهم بالمناحاتٍ. و رأى جثماناً كعجلٍ جسدٍ
له خوارٌ . رآه مسجًى على آلةٍ حدباءَ محمولاً على أكتاف رهطٍ متشاكسين بين ضفتَي نهر . ليتبين له باديَ الرأي أنه قد طفَجِع في رفيقِ دربِه و صديقِ عُمرِه ، بلْ و شرِّ جليسِ سوءٍ له في زمانِه !!!¿
● و لكن حيثُ إنَّ المصائب إذ يأبينَ إلا أن يجمعنَ المصابينَ ، فلا يأتينَ فرادى؛ فيا ليت الأمور انتهت إلى ذاك الحد . و لكن، هيهاتَ
و كلَّا بلْ رانَ على قلبه همَّ أعظمُ و حلتْ به جائحةٌ أفدحُ حين علِمَ أن صاحبَه قد وافته المنيَّةُ فداهمَه هادم الملذات، مبعثِر الملمَّات و مفرتِق الجماعات ، و هو لمَا يفرغ بعدُ من لملمة فضَلات قُمامة تلكم المائدة اللَّعينة ليكبها في أقرب برميل للزبالة؛
● و أن كلَّ واحدٍ من هذا الحشدِ قد تكشَّف
له المستورُ بأنه كان ضحيةً مغدورةً و فريسةً سهلةً لمخالب هاذين الوحشَين الكاسِرين ، و أنه آن الأوان ليلتقيَ الجمع و الجمعان متجمهرين هناك ، إذ كانوا بانتظار قدومِ أتعس طبَّاخٍ للسُّم الزعاف ، للأخذ منه ، كلٌّ بثأره على جَنْبٍ ؛ حتى يلقى حتفَ أنفِه على أياديهم واحداً تِلوَ آخرَ سفعاً بالنَّاصية و بطْشاً بالكفوف و سحْلاً بالمناكِب ، و ركلاً و دهساً بالاقدام.
▪ تنويهٌ بعد شهقةِ لونٍ و تكيةِ خطٍّ:
●كانت هذه الحبكة أضغاث أحلامٍ من صُنع الخيال لبنات أفكار عقلي الباطن، أثناء تعسيلة صباحية اليوم ليُمليها عليَّ فيبثَها في روعي ما بين نائم و صحيان ، على طبق يومٍ ساخنٍ .
《فاللهمَّ إنِّ ناذرٌ للرحمن صوماً ؛
فلن أُكلِّمَ بعد اليومِ إنسيِّاً و لا جِنِّيَّاً》
♤ ود ااحيشان التلاتة
مؤذن بجزيرة مالطة
المفضلات