أسفل نصف المدينة

إثنتا عشر دقيقة ونصف قرن
منذ التصقت بك
وثاقنا الجريح
في مدينتي التي عشقت نصفها التراب
والغضب
تسارعت بها الحقب
عواء ريح
عشرون مقطعاً من الأسى
يئن عند مجمع الغروب في الصباح
يُلامس الشجن
يهتك العروض
في تقافز الشواطيء الرَّضيعة الشجر
خيوطها النِّداء قد تسللت
إلى الرموش
مهبط الشرود
تكاملت على مدارك السفر مؤامرة
تبثها إذاعة الزمن
لتوقف التناسل السحيق في إرادة الوطن
مدينتي الْتَوَتْ تسابق الديار
تجمع الحشائش الجريئة
بإصبعين ترسِم الوسن
مُتَاجَرة
حقوقها البريئة عضها اليَبَاس
بثديها الأسيف إلتقيتُ
والحاكم الجديد قد هطل
كالحريق يلهث
في عيونه بواعث انتحار
وخلف جنده دوائر مبعثرة
حقول سم
صرير اسورة
أراه يحفر السجون يخنق المقل
بالطريق يعبث
رَجْعُ إنحباس
ليس للمدينه صولجان رِقْ
فقهوة الظهيرة
مثل شهوة الصبا
سِلالها المزركشة
شواهد مضت مجندلة
أين أنتِ يا طيورنا المشرَّدة؟
هل انقلبت ملحدة؟
أم الفراق شَدَّ مقلتيك
أيا ترى هو الرَّدى؟
فالجواهر الأبية استحال صمتها شِراك
من أسافل الرياح شعرها المُنَكَّشُ
أصابع جرين إفتضاح
فلا يَلِدْنَ فرحةً
وقد يَقُدْنَ موكب الضباب
إنحناء زهرة الخريف
فَجْرها طلاسم السفر
توشوش
وزرقة الجبل سلالم وابخرة
وظلنا المهفهف الأثر
وعاشق المغيب
عليه أن يضخ صوب مقلتيه أرمله
لتحلب الدجاج مرتين كل عام
وجبة وبضع أسئله
سَرَتْ بها قُبَيْلَ صيحة الغمام
أذرع الدجل
وعند غفوة الملاك لحظتين
راود النهار إبنة الجبل
سطا على الاقاح
جز روحها
واكتفت بوارج الغروب بالصياحِ
انمحت على عجل
بالسيول منذرة