قالت الحكومة الإثيوبية أمس الخميس إن المتمردين ارتكبوا "جرائم خطيرة" بعد تفجر الصراع هذا الشهر في منطقة تيجراي الشمالية، بينما دعا مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى توفير حماية أكبر للمدنيين.
وأودى الصراع بحياة المئات وتسبب في نزوح نحو 30 ألفا إلى السودان وأثار شكوكا في قدرة رئيس الوزراء أبي أحمد على الجمع بين الفصائل العرقية المتشرذمة في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان قبل الانتخابات العامة المقررة العام القادم.
وأشار بيان الحكومة إلى تقارير عن عمليات قتل عرقية في بلدة مايكادرا وثّقتها منظمة العفو الدولية هذا الأسبوع.
وذكر ناجون من الهجوم للعاملين بمنظمة العفو أن ميليشيات تابعة لحكومة تيجراي المحلية قتلت عشرات وربما مئات المدنيين بعضهم من العرقية الأمهرية.
ويستحيل التحقق من المعلومات الواردة من كل الأطراف نظرا لقطع خدمات الإنترنت والهاتف في تيجراي وفرض الحكومة قيودا على دخول المنطقة.
وجاء في بيان الحكومة "ونحن ندخل المرحلة الأخيرة من عمليات إنفاذ القانون في مواجهة هذه الجماعة، نود أن نذكّر زعماءها بأن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها قواتهم والموالون لهم في مواقع مثل مايكادرا تمثل جرائم خطيرة سواء بموجب القانون الإثيوبي أو القانون الدولي".
ولم يصدر رد من جانب الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي تقود التمرد.
ودعا أنتوني بلينكن مستشار بايدن للسياسة الخارجية اليوم الخميس إلى توفير حماية أكبر للمدنيين.
وكتب على تويتر "نشعر بقلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية في إثيوبيا وتقارير العنف العرقي المستهدف والخطر الذي يكتنف السلام والأمن بالمنطقة. على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي والسلطات الإثيوبية اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء الصراع وتمكين العملية الإنسانية وحماية المدنيين".
وجاء بيان الحكومة الإثيوبية بعد يوم من إصدار مذكرات توقيف بحق 76 من ضباط الجيش قالت الحكومة إنهم ينفذون "أجندة" الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وقال دبلوماسي يتابع الصراع إن القوات الاتحادية الإثيوبية تحاول التقدم على طرق رئيسة من الجنوب إلى الشمال الغربي من ميكيلي وأصبحت على بعد 200 كيلومتر تقريبا عن عاصمة تيجراي.
واتهم الجيش الإثيوبي مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الخميس بمحاولة شراء أسلحة وحشد الدعم الدبلوماسي للحزب السياسي المهيمن في إقليم تيجراي الذي يقاتل القوات الاتحادية.
وقال رئيس أركان الجيش الجنرال برهانو جولا في بيان بثه التلفزيون "هذا الرجل عضو في تلك المجموعة وهو يفعل كل شيء لدعمها".
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إنه ما من تعليق فوري على الاتهام الموجه إلى تيدروس.
وتيدروس إثيوبي ينحدر من إقليم تيجراي وعمل وزيرا للصحة ووزيرا للخارجية في حكومة ائتلافية سابقة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي من 2005 إلى 2016.
وحكمت الجبهة البلاد لعشرات السنين بوصفها أقوى تكتل في الائتلاف إلى أن تولى رئيس الوزراء أبي أحمد منصبه قبل عامين.
وقال برهانو "ماذا تتوقع منه عندما تدخل جبهته وأمثاله الحرب؟" ووصفه بأنه مجرم يجب عزله من منصبه في منظمة الصحة العالمية.
وأضاف "نحن لا نتوقع منه الوقوف إلى جانب الإثيوبيين وإدانة هؤلاء الناس. فهو يفعل كل شيء لدعمهم بل دعا الدول المجاورة لإدانة الحرب".
ولم يذكر برهانو تفاصيل أخرى عن اتهاماته لتيدروس.
وكان تيدروس (55 عاما) اختير في مايو أيار 2017 ليصبح أول مدير عام أفريقي للمنظمة وبرز دوره على المستوى العالمي خلال جائحة كوفيد-19.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1854524]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]