بالنظر إلى جدول أعمال وزارة الخارجية الأميركية في أول أسبوع لجو بايدن بعد توليه السلطة، نرى أن الإدارة حديثة العهد تحاول البناء على مكتسبات عهد الرئيس السابق دونالد ترمب في السياسات الخارجية والتمسّك بالتحالفات التاريخية الأميركية والابتعاد عن الملفات الخلافية مع الاهتمام بملف جديد نسبياً على أروقة الوزارة وهو ملف "مكافحة المناخ".
فقبل أن يبدأ الأسبوع الثاني لجو بايدن في البيت الأبيض أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن زيارة مرتقبة لمسؤول رفيع المستوى من الولايات المتحدة إلى السودان حيث سيقضي مسؤول الخارجية الأميركية يومي الثلاثاء والأربعاء في السودان لاستكمال خطوات رفع العقوبات عن السودان ومفاوضات السلام بين السودان وإسرائيل.
كما كانت واحدة من أول البيانات السياسية في عهد جو بايدن، بياناً يتعلّق بالمملكة العربية السعودية حيث أدانت وزارة الخارجية الاميركية الهجمات على العاصمة الرياض متعهّدة بمساعدة المملكة في استقرار المنطقة ضد الهجمات المنتهكة للقوانين الدولية مع التوعّد بمحاسبة المسؤولين عن تقويض الاستقرار في المنطقة.
أما ملف المناخ الذي توليه إدارة بايدن اهتماماً كبيراً وتعتبره من أهم تحديات الأمن القومي الأميركي، فعينت لقيادته الدبلوماسي القديم جون كيري، والذي سيتواجد الأسبوع المقبل في مؤتمر ملحق بقمة باريس للمناخ دعت إليه هولندا.
كما أطلقت وزارة الخارجية في الأيام الاولى لإدارة جو بايدن تطبيق "ZephAir" الذي أعلن عنه الموقع الرسمي لوزارة الخارجية.
ويركّز التطبيق المؤسس من قبل الحكومة الأميركية الجديدة على ما تسميه الوزارة بـ ـ"دبلوماسية المناخ" حيث يمكّن المستخدم من معرفة مستويات تلوّث المناخ في المناطق التي يتنقل بها.
سياسات خارجية لا تعكّر صفو التفاهمات الداخلية
يجمع المراقبون على أن الشعب الأميركي ذهب الى انتخاب جو بايدن وعضوي مجلس شيوخ جمهوريين في جورجيا بسبب استعصاء المشكلات الداخلية التي تمس المواطن الأميركي (الاقتصاد والمشكلات المترتبة على انتشار وباء كورونا وحالة الانقسام الاجتماعي).
استيعاب هذه الحقيقة بدا واضحاً من خلال كلمة تنصيب جو بايدن التي كانت من أكثر كلمات الرؤساء الأميركيين ابتعاداً عن ذكر السياسة الخارجية التي لا ترغب إدارة جو بايدن بجعلها مشكلة اضافية وسبباً جديداً لانقسام المجتمع الأميركي والكونغرس في واشنطن.
وحول ذلك، قال رايان باول، المحلل الاستراتيجي الأميركي في حديث لـ"الرياض": "كل جهود إدارة جو بايدن خلال السنة الأولى ستكون منصبة على إشعار الأميركيين بصوابية خيارهم، إذ يواجه بايدن تحدياً كبيراً يتطلب منه تغيير الواقع الداخلي بشكل يلمسه الفرد الأميركي".
مضيفاً، "لا أحد في الحقيقة ينتظر الآن من جو بايدن حل مشكلات العالم، فعيون الاميركيين على الاقتصاد وتحقيق مهمة اعادة فتح المدارس والمدن الكبرى لا سيما في ظل انتشار الوباء بمعدلات عالية في الولايات المتحدة بسبب السلالة الجديدة من كوفيد-19 التي تفتك بكاليفورنيا وهي من أكبر بوابات الاقتصاد الأميركي".
ويرى باول أن جو بايدن يكرّس الجزء الأكبر من وقته خلال هذا العام لاعادة ثقة الأميركيين بنظامهم الانتخابي وبرامجهم الاقتصادية وقدرة قطاعهم القطاع الصحي الأميركي على النهوض وهذا كله يتطلب مبدئياً تمرير تمويل بقيمة تفوق الترليون ونصف دولار أميركي من قبل الكونغرس، الأمر الذي يعترض لحد الان على الخطة وبالتالي من المستبعد أن نرى بايدن يأخذ أي خطوات خلافية مع الجمهوريين في ملف السياسات الخارجية الذي يعتبر اليوم ثانوياً أمام مشكلات أميركا الداخلية.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1866332]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]