أين أنت ؟


 للشاعر :حامد عبد الماجد النور

 

أين أنت ؟

 كلمت باكية أزفها إليك . . . تحية قلبية صادقة . . . من موقع البعد والحرمان .

محل يسيل .. سحابة تتمنع
فكـآبة تغشى الأسى وتروع
نأت العيون ففي اليباس وجدتني
والحزن يعصف بالفؤاد وينزع
ضاقت علي الأرض سالت حسرة
وسئمت نفسي فالخطى أتصنع
مرت حياتي لوعة وتحجرت
فوقفت أرتفد الخيال ... أطوع
فصدودك النفق الهجير يحفني
وغيابك العدم الحضيض الموجع
***
ظمأ بروحي يا فتاة أحسه
قلق يحاصر مهجتي ويزعزع
في خاطري شوق إليك وهاجس
في خافقي حب يغرد… يسجع
مطرا أتيت وسكة وسكينة
وطلاقة تأتي الشتات فتجمع
عيناك في التعب : الطريق وسادتي
شفتاك شريان الحبور ، المنبع
كالغيث يأتي بالحياة بهية
فتعانق اليأس الحطام فتدفع
***
شيدت لقياك الديار فأشرقت
وأردت جلستنا وشعرك مخدع
في طرفك الليل البهيم هوية
مدن من الأفراح تدعو .. أتبع
قمر توشح بالظلال وهالة
تعفي الأسير من الحضيض فترفع
خفق الفؤاد ومن غرامك حلقت
روحي وهز النفس فيَ المطلع
فتكلمي جودي علي فها أنا
غنيت من الم اكتم … يوجع
***
ورحلت عن عيني فاطرق خافقي !
من لوعة ترك النوى يتصدع
باك وهذا الصمت يزعج وحدتي
وخطاي من يأس يحاصر ترجع
ضيعت أحلاما نسجت وريدها
فالنفس يؤسفها غيابك… يفجع
عبرى تحرقها السموم تلفها
وتدوس عاصفة الأنين وتقلع
الذل يتبعها فتحلم بالنوى
والأمس يمنعها المسير ويصفع
***
حرض أنا بعد الرحيل بقية
في غربة وسط الورى أتسكع
فجع الهوى ، منع الوصال ؟ فها أنا
تحت الأسى ، فوق الكآبة أوضع
ساهرت اكتب قصتي وقصيدتي
بخواطر كلمى اصبر … تجزع
عبرى حروفي بالحداد توشحت
تبكي المنى ، تبكي الغرام .. تشيع
ذهبت صفية مهجتي وترحلت
فجلست ارتقب الصباح ، أيرجع؟
***
مهلا ورفــقا بالفؤاد حبيبتي
فاليوم يحترق الفؤاد … أودع
عجلى مررت فأطرقت وتقطرت
نفسي وصمتك جفوة وترفع
رحل الصباح ففي الظلام وجدتني
متفردا اصحو إليك واهجع
رحل الغمام ففي الهجير وجدتني
والبيد يغمرها السراب فيخدع
ابكي علي وقد بكيت ندامة
فالدمع يشفيني وصوتك يشفع







 

حامد عبد الماجد النور

 

 

راسل الكاتب

محراب الآداب والفنون