بيني وعينيك

 للشاعر : د/هاني أحمد علي قوي

 


لو أنني أحببت قبلا

واكتويت

لما عشقت سواك حبا

لو أنني فكرت دهرا

واستخرت

لما اتخذت سواك عهدا

لو أنني قبلت ثغرا

ثم ذبت

لما ارتشفت سواك شهدا

لو أنني غازلت يوما

ثم تبت

لما ضممت سواك نهدا

ثم أني

لو خلقت بدون قلبٍ

والتقينا دون وعدٍ

لاتخذت هواك قلبا

يا حبيبة …

* * * *

كل يوم نلتقي

تجتاحني حمى اللقاء

فأظل ارقب ساعتي

واعد هاتيك الثواني

كلما يأتي المساء ..

مترقباً وعد النسيم

مع خطاك الى العذوبة

وأمتلئ دفئا وطيبة

وارتقي صوب السماء

يا حبيبة …

* * * *

هذي المسافة بيني وبينك

تنقص شيئاً فشيئا

وكل مساحة بعد أمامي

تلاشت رويداً رويدا

فأذكر صوتك عبر الأثير

فيذهب حزني ويبقى الأمان

فهذي حروفك إذ كلمتني

من القلب للقلب ملء الكيان

تلفتّ حولي لـعلي أراك

كما كنت دوما ملء المكان

فأحسست أني ألامس قلبك

والاحتراق ..

وأنفاس صدرك والاشتياق

فأزداد حباً ..

وشوقي لعينيك ينمو بقلبي

ويهفو لوعدك في الأمسيات

فهذي المواعيد بيني وعينيك

تبقى ملاذي حتى الممات

فهل استقيل من الوجد

خوفاً من الانفلات !

بل استريح بعينيك ألقي

غبار الشجون

وأبقى احبك نبض فؤادي

لأنك لست ككل العيون

لأنك عندي كل النساء

فإما أكون جديراً بعينيك

أو لا أكون ..

يا حبيبة …
 

د/هاني أحمد علي قوي

 

 

راسل الكاتب

محراب الآداب والفنون