|
منابع النور
للشاعر :عبد الحليم سر الختم |
بسم الله الرحمن الرحيم
منابع النور من وحي الأراضي المقدسة (مدنية – مكية) الأستاذ/ عبد الحليم سر الختم *
قلبٌ توزع بين الشوق والشغفِ * فراح يضرب في سهل ومنعطفِ يسعى إلى النور يستقصي منابعه * حتى انتهى لمقام النور والشرفِ في ليلة من كتاب العمر عامرة * فيها من العشق والتبريح والدنفِ كابدتها مفعم الوجدان منفرطاً * ممزق النفس مرتجاً من اللهفِ أرنو الى الأفق الساجي أسائله * من ذا لصبٍ شديد الخفق مرتجفِ ويا أيها الكوكب الساري لمنزله * أين المنازل من عمارها السلفِ أين الثنايا على أرجائها احتشدت * زُهْرُ (المدينة) في باهٍ من الطُرَفِ والبدر يطلع من جوف الدنا ألقاً * يجلو ويغسل مافي الكون من جلفِ والمنشد الربعَ أجَّ الدف منتشياً * يزجي المشاعر لحناً غير منعزفِ يسير بالبِشْرِ والترحاب محتفياً * (يا خير داعٍ أتى بالعدل والنَّصَفِ) يا ساري النجم يسمو في مداركه * ماذا لديك من الآثار والتحفِ خبٍّر فإن بلاغاً منك ينفعنا * وانشر على الناس ما خبأت من صحفِ وأسأل (سُراقةَ) عن وجناء صافنة * ساخت بها الأرض حتى ساخ في الأسفِ يجري ويلهث والدنيا طريدته * ثم استبانت له نقشاً على الخزفِ وموكب الحق يمضي نحو غايته * ما كان عن قصده يوماً بمنحرفِ والصاحب البر ما ينفك في وَجًلٍ * "يا ثاني اثنين" لا تفْرَقْ ولا تخفِ ما كل ما يتمنى الشِرْكُ يدركه * إن الحوادث لا تجري على الصدفِ إنا إلى الواحد القهار وجهتنا * أنعم به من كريمٍ طيب الكنفِ ومن تكن في سبيل الله هجرته * هيهات يعبأ بالأهوال والهرفِ عهدٌ من الله حان الآن موعده * وليس في وعد رب الناس من خُلُفِ فهو الوكيل بنا والله حافظنا * والله أكبر من تدبير محترفِ ****** يا ساري النجم كم هيجت ساكنتي * وكم أثرت شجون الخافق الوجِفِ إني أكاد أرى الأحداث ماثلة * والكل يجتذب "القصواء" من طرفِ وفوقها "المصطفى" يفترٌ مبتسماً * لما رأى من زحام القوم بالكُتًفِ "مهلاً دعوها فإن الله آمرها" * لولا المشيئة لم تحفل ولم تقفِ أين المناخ وأين اليوم مبركها * وأين منتجع الأوتاد والعلف!! وكيف بات (أبو أيوب) ليلته * في بوح مبتهجٍ، أم صمت معتكفِ!! والأوس والخزرج والأحبار في جلَبٍ * بين الحصون وتحت الدوح والسُقُفِ كانوا شعوباً وفضل الله ألّفَهم * سبحان مُبْدِلِ أشتاتٍ بمؤتلفِ وأذكر "أبا نجمُ" من بدر ملاحمها * وكيف آل مآل الكفر والصلفِ واصعد على الجبل المحزون متعظاً * من نابلٍ مثقلٍ بالجرحِ مُنكَسِفِ الفوز أشرع في الأجواء رايته * ففيم تُشغل بالأسلاب والنُتَفِ ****** يا ساري النجم عيني منك ذارفة * من ذا يعين على تسكابها الذَرِفِ ويا أيها الحرم الرامي منائره * كأنها في الدجى حقلٌ من النجفِ حتّام أرقب في فجر يماطلني * وأدمن الصبر في حيزٍ من الغرفِ متى المآذن تدعوني صوادحها * وتملأ الأذن بالتطريب والشنفِ أرحني بها يا نَديّ الصوت دافئه * إليك أسعى كمثل البارق الخطفِ عسى المنابر تحنو بي مداخلها * وأدرك الصبح عند الروضةِ الأُنُفِ أجثو وأركع للغفّار مُضّرِعاً * لله من مذنبٍ بالذنبِ معترفِ!! يغري السلام إلى خير الورى نسباً * وخير من وهب الخلاقُ من نُطفِ يا سيدي يا رسول الله كن سندي * أنت الشفيع لخطّاءٍ ومقترفِ صلى عليك الذي بلّغت شرعته * صدقاً وأنجيتنا من وهدةِ الجُرُفِ ****** يا ساري النجم لا تخبو لوامعه * ماذا طرحت لنا من رِفدِك الترف هلا عبرت بنا الميقات منطلقاً * صوب المثابة لا تلوي عن الهدف واستعرض الوادي المعمور في عجبٍ * كم كان من قبلُ في قحطٍ وفي شظفِ هو الدعاء الذي ما رُدَ صاحبه * وليس عن مسمع الدنيا بمنصرفِ من كل فجٍ أتوا من فوق ضامرةٍ * من كل جنسٍ شنيت اللهج مختلفِ والزرعُ يضحك في البستان مزدهراً * والماء زمزم لم يبخل لمرتشفِ واقصد الى الشِعبِ واستنطق حجارته * كم عاش في الشِعبِ من باغٍ ومعتسفِ يا موئل الشر يا مأوى بطانته * دار الزمان على أيامك العُجُفِ أين "الوليد" غدت في الطيّ سطوته * وآب منها بسوءِ الكيل والحشفِ وأين قص "أبو سفيان" قصته * وأين عَظمُ (أبي جهل) من الجيفِ واسترجع الشعر من حسان ملتهباً * يهمي كسهمٍ حديدِ الطرف منقذفِ والنصر جاء، وجاء الفتح مقترناً * فتحاً مبيناً، عزيزاً، باهظ الكُلَفِ دانت له الأرض وارتجت مناكبها * وهلل الجندُ بالأرماح والرُعُفِ لبيك لبيك إن الحمد متصلٌ * من كل مؤتزرٍ وافي.. وملتحفِ وما بكى تائبٌ في الركن منتحباً * وما تعلق بالأستار والسُجُفِ طوّف أيا نجم واستكمل مناسكنا * يا تعسَ من لم يقف عرفات لم يطُفِ يا ربنا آتنا في عمرنا حسناً * ووقنا أرذل الأعمار والخرفِ وهب لنا من لدنك اليوم مرحمة * وامسح لنا وزرنا المرصود في الكُشُفِ أنت "الحليم" ومن "للعبد" يرحمُهُ * غير الحليم العظيم الغافر الرؤفِ "وصلِّ ربِّ" على من حُبَهُ شغلي * وكل ثانية أزدادُ في الكَلَفِ زُلفى تقربني من حوض أمَّتِهِ * وأستجيرُ بها من يومك الأزِفِ يومٌ تشيبُ له الولدانُ من فزعٍ * ولا ملاذَ سوى في ظلِك الورِفِ
|
عبد الحليم سر
الختم |