عالية القطوف
 للشاعرالدكتور بابكر البشير خليفة

 

عالية القطوف


وتسامقت فيك القطوف أأنت لي؟
أم ان وجدك لا محالة قاتلي؟
اشتقت وصلك في مرافئ غربتي
والشوق ألهم انسياب رسائلي
وبقيت مشدوداً إليك بحضرتي
لا لم أكن في النأي منك بغافل
حتى إذا آن الأوان لنلتقي
ويعانق الصدر القوام الناحل
اشتاق وصلك حين أنت بجانبي
وإليك تنشق بالهيام قوافلي
كوني لقلبي يا مناي، فخافقي
يلقى الهزائم رغم بأس جحافلي
والريح تعصف بالمرافئ كلها
ترسو السفائن في سكون سواحلي
إني بذرتك في شجون دواخلي
وسقيت وردك من فرات دواخلي
وشهدتُ أنك بالجوى سويتني
يا من غرستُ براحتيك خمائلي
إني عشقتك والمشاعر غايتي
وبنيتُ من روح القصيد منازلي
ونهلت من قبس الغرام لظلمتي
ونشرتُ دفئك في شتاء فواصلي
عيناك شمسٌ لا حياة بدونها
وبغير عينيك لا تكون سنابلي
قد جئتُ من رحم الصبابة مولعاً
فرضعت من ثدي الزمان الماحل
وحبوت أحلم بالحياة وسحرها
تبت يداي فقدت كل معاولي
كيف الخلاص من التسهّد يا ترى
الحزن ساد وهدَّ صرح تفاؤلي
لا تسأليني إن لقيتك ما الهوى
عيناي تنضح بالجواب لسائلي
فالحب يورق في البيادر بيننا
ويبين في الطرف المشوق السابلِ
والحب تشهده الأنامل كلها
يصغي بنانك لارتعاش أناملي
سبحان ربي.. حين صرتِ فريضتي؛
صار الوجود سواك بعض نوافلي




 

أدنبره
11/12/1990م

 

 

راسل الكاتب

محراب الآداب والفنون