شعراء سودانيون شباب مغمورون
ولكنهم
أشعر من
مشاهير الشعر
العربي
المعاصرين بقلم / عمر حسن غلام الله |
مساكين
أولئك
الشعراء
الشباب
السودانيين
المغمورين؛
فهم في نظري
أشعر من
قباني
والبياتي
والسياب،
ولكن لا أحد
يعرف عنهم
شيئاً ولم
يقرأ شعرهم
إلا القليل،
فبالإضافة
الى التواضع
الجم الذي هو
صفة كل
السودانيين
ومن تربوا في
السودان،
إضافة الى
ضعف الإعلام
السوداني
يساعده بقوة
ضيق ذات اليد..
فلا أحد من
هؤلاء
الشباب
يستطيع
طباعة
ديوانه
وتوزيعه
داخل
السودان
ناهيك عن
توزيعه
خارجه
ليقرأه
العرب
وغيرهم من
النقاد
والمتذوقة
للشعر
الجيد،
والمطابع
وشركات
التوزيع لا
يهمها إلا
الربح -
ومعذورة في
ذلك لانها
مؤسسات
اقتصادية
همها الربح-
ولكني أعيب
على
القائمين في
وزارات
الثقافة
والاعلام
عدم مساعدة
هؤلاء
الشعراء
الشباب،
وربما تكون
تلك
الوزارات
ايضاً فقيرة
في مواردها
أو أن لها
أولويات
أخرى.
وباستعمال
النظرية
الرياضية في
النسبة
والتناسب،
فإن هناك
ألوفاً من
هؤلاء
الشعراء في
السودان، إذ
أن من
سأذكرهم هنا
لي معرفة
شخصية
مباشرة بهم،
فما أدراك
بمن لم
ألتقهم أو
أعرفهم. محجوب
البيلي
زميل دراسة
بالمغرب،
التحق بكلية
الآداب -
جامعة محمد
الخامس
بالرباط-
المغرب سنة 1974م
وبقي هناك
حتى عام 1984م
حيث زار
السودان
لمدة شهرين
أبان حكم
الرئيس
السابق جعفر
نميري فهاجت
قريحته
وأنشد (عزة…
قصيدتي)
والتي لحسن
الحظ وجدت
فرصة للنشر
في جريدة "الشرق
الأوسط"
التي عمل بها
الشاعر
لفترة من
الزمن مما
ساعده على
إبراز
موهبته لغير
قليل من
القراء
العرب، إلا
أنه لم يستطع
نشر ديوان
خاص بشعره
حتى الآن-
حسب علمي- إذ
مازال يعيش
في المغرب
حتى تاريخه.
وقد كتب
قصيدته تلك
في 4/2/1985م أي
قبيل
الإنتفاضة
بشهرين فقط،
إلا أنها
نشرت في "الشرق
الأوسط" بعد
الانتفاضة
في 12/7/1985م،
ومطلعها: شهدناك
في خضرة
الحقل: لون
السلامه وتحت
ظلال الرماح:
الكرامه ألفناك،
كان غناؤك في
هدأة الليل
يسري وفي
أعين
المتعبين،
البنين،
البنات،
الشتات
المهاجر خلف
السراب وفي
أدمع
الأمهات
اللواتي
يسائلن من
ليس يدري وفي
القمر
القروي
الجميل وفي
كلمات رواها
فتى حالم كان
يدعى الخليل ويمضي
في القصيدة
ليصل إلى هذا
المقطع: أسائل
عزة، هل سامر
الليل يرجع؟ وهل
فتية الحي
مازال
واحدهم
كالحسام
المرصع؟ أقول:
لمن طلل
يستحم بشمس
العشية كل
غروب.. ويسأل
عن غائب لن
يؤوب.. ثم: ايا
ضاحك البرق
حيّ نزيل
الخباء ورو
مضارب عزة
بالغيث
دوما، وحدث
عن الراحلين وعن
شجرات
الخلاء ها
أنا في
المدائن
منتشر
أبتغيك،
تجيئين
بالطيبات ودفء
العشيرة وقت
الحصاد أحبك
نيلاً
ونيماً
وعهداً
قديماً
وعشقاً
مقيماً تمدد ما
بين خاصرتي
والفؤاد وما
لي إذا كنت
أعشق هذي
البلاد؟ وأشتاق
عزة، لا
الجند
يمنعني
الشوق
جهراً، وهذا
النهار لنا
والرغائب
دون انتهاء أيا
طائراً من
رماد
الحرائق
منبعثاً
يرفض الموت
قبل الوفاء ثم
يجاهر
بتحديه
للنميري
فيقول: سأدفع
باب المدينة
فجراً واسأل: أما
حان وقت
الرحيل.. أما
آن للقائد
الملهم الفذ
أن يستقيل؟ للمتاريس
موعدها،
والبشائر
آتية في
الصباح وعزة
تشهد أن
المحبين
ماتوا
وهاجسهم، قمرٌ
لسماء بلادي
الحبيبة مطرٌ
للرمال
الجديبة غزلٌ
للمحبين حين
استبيحت
حروف الكلام
المباح زهرةٌ
للشهيد
المسجى على
شارع المجد يستنهض
الجرح حين
تنام الجراح ثم
يختم قصيدته
بتلك
الأبيات: لعزةَ
مجدُ
الجدودِ
الأوائلْ
لعزةَ درعُ
التَّقى
والفضائلْ لعزةَ
ميثاقُ حبِّ
عنيفٍ وعهدٌ
على عاشقيها
البواسلْ لعزةَ
من شمس هذا
النهارِ
بريقٌ ومن
صارمات
النواهلْ وعزةُ
تعرِفُ من
خانها
في
الخفاءِ،
ومن باعها
للقبائلْ وتعرِفُ
أنّ
القِصاصَ
قريبٌ وليلَ
المهانةِ لا
بدّ ..
زائلْ فيا
من شهدناكِ
في خضرة
الحقل
سلماً، وفي
ذهبي
السنابلْ سنأتيكِ
تحت ظلالِ
الرماحِ
بضَعْفِ
المحبِّ ..
وبأسِ
المقاتلْ عبد
الرزاق صالح
الزين خريج
المدرسة
الصناعية
ويعمل فني في
مصنع نسيج ود
مدني، ورغم
نوع دراسته
وعمله فإنه
موسوعة في
اللغة
العربية وفي
الشعر،
مطلعاً على
عيون الشعر
العربي
ودواوينه،
ذات مرة قرأت
له أبيات
قلائل من
نظمي
ليعطيني
رأيه فيها،
فطلب مني
إعادة
تلاوتها مرة
أخرى بعد أن
أتى بطاولة
ليتخذها
كطبلة ومع
تلاوتي
للأبيات كان
هو ينقر على
الطاولة
بإيقاع
معين، فقال
لي هذه من
بحر الرمل،
ثم قرأت بقية
الأبيات
فإذا ايقاع
هذه يختلف عن
إيقاع نقره
على
الطاولة،
فقال لي قد
خرجت من
البحر، أي أن
أبياتي
اختلت. هذا
الشاعر
الشاب لم يجد
من يشجعه قبل
أن ألتقيه
معلماً له في
دورات
التثقيف
العمالي
التي كنا
نقوم بها في
المؤسسة
العامة
للثقافة
العمالية،
وحينما قرأت
شعره شجعته
على إرساله
للصحف
المحلية
وكانت آنذاك
"الصحافة"
و "الأيام"،
وقد تردد في
البداية على
أساس أنه لا
يعرف أحداً
في تلك الصحف
ليساعده في
نشر تلك
القصائد،
فقلت له أن
الإنتاج
الجيد سيفرض
نفسه على
محرري تلك
الصحف- إذا
وصلهم-
وفعلاً سلم
بعض قصائده
الى تلك
الصحف،
وجاءني
مبشراً
يوماً
بنشرها له.
ومن قصائده
الغزلية
قصيدة (تومه)
التي نظمها
في 26/6/1981م:
الدكتور
بابكر
البشير
خليفه خريج
كلية الطب
جامعة
الخرطوم عام
1986م، جاء
لاداء
العمرة مع
وفد طلاب
كلية الطب،
وكنت آنذاك
في مدينة
الطائف
بالسعودية
ولم أعلم
بحضوره
للسعودية،
فوصلتني
رسالة منه
بعد عودته
للخرطوم
علمت منها
بكل شئ، ولم
تكن تلك
الرسالة غير
هذه
القصيدة،
التي حكى بها
عن تلك
الرحلة وعن
محاولته
الاتصال بي
أو الحضور
اليّ في
الطائف ثم
فشله في ذلك
ثم العودة
الى السودان
وكانت
الرسالة/القصيدة
مؤرخة 18/7/1984م:
فأين
صاحب الرسم
بالكلمات من
هذه الرسمة
الجميلة
التي لم يجهد
صاحبها نفسه
فيها كثيراً
فخرجت سلسة
منمقة
ومموسقة؟
أما
بالعربية
الفصحى فلم
تكن رسالته
الثانية
بأقل حيويةً
من سابقتها،
فقد بعث لي
ببطاقة
بريدية
ورسالة
شعرية يطلب
فيها مشورتي
حول ما
يعانيه من
صراع نفسي
قاسٍ واجهه
في رحلته الى
المانيا
الاتحادية (التي
زارها في
اتفاقية
تبادل ثقافي
بين
الجامعات)،
إذ لاقى ما
لم يكن في
حسبانه وهو
الذي تربى في
بيت محافظ
وفي بيئة شبه
قروية في
رفاعة
بالجزيرة،
ولنترك
قصيدته/
رسالته التي
كتبها من
هانوفر
بتاريخ 7/3/1986م
تسرد مشاعره
وأحاسيسه: عزيزي
عُمَر
وبعد
تلك القصيدة
بعث اليّ
ببطاقة
بريدية اخرى
من سويسرا
هذه المرة،
وبعد أن شدته
خيوط الشوق
للوطن ودقت
أجراس
العودة
أهداني من
هناك (ملامح
من قصيدته "أنىَّ
نهاجر")
والتي كتبها
أيضاً
بمدينة
هانوفر في 3/3/1986م
والتي هي
خليط من
الشوق للوطن
والتمرد على
السلطة
والغزل
القيسي:
أما
ناصر محمد
محجوب فقد
وجد الفرصة
في طبع
ديوانه (حروف
في الغربة)
في
السعودية،
إلا أنه واجه
مشكلة
التوزيع
داخل
السعودية،
إذ يطلب
الموزعون
نسبة عالية
من سعر
النسخة، وقد
وجد من يناقش
شعره على
صفحات جريدة
(الخرطوم)؛
إذاً فهو
أكثر حظاً.
وديوانه
بلهجة أهل
شمال
السودان
ونختار
قصيدة في
الديوان
بعنوان (أمل)
نظمها في
أكتوبر 1994م
وهي مرثية،
وقد اقترحت
عليه كتابة
مطلعها على
غلاف
الديوان
ففعل، وأسوق
اليكم جزءاً
منها : يا
صدى الحزن
المسافر
فينا … في طول
الدرب مليّنا
ملّ
الانتظار …
دوامة الوعد
الكِضِب ما
بين محطات
الودار …
والحسرة
فينا بتلتهب بحر
الحزن لاوي
الرقاب …
سايق
المراكب
بالغسب كيف
الهروب
والبر سراب …
والموج هضاب..
والزاد
نِضِب مركب
ضياع شاق
العباب ... لا
ضفة لا قيف
إقترب وين
الدروب
والليل ضباب
… والوجعه
فينا
بِتَنْسكب كيف
العزاء وسهم
المصاب …
غاير مشكن في
القلب والفرحة
في رِحْم
الجُراب
… مطعونة
تنزف وتنتحب شتلة
عشم عز
الشباب …
يحصد
تبيساتا
ويَقِب والله
يا (أمل)
العذاب …
وهدبنا
ورانا العجب كلما
نقول الحزن
غاب … فارق
دريباتنا
وضِهَب طيفك
يزور ما ينسى
باب … يهزم
صَبُرنا
ونِتْغَلِب نبكيك
نكيل فوقنا
التراب …
لامِن يهد
حيلنا التعب دمعاً
خريف يروي
العقاب …
تتبلّ
مأساتنا
وتَشِب يملا
ويفوت حد
النصاب …
يشرق عقاب
الفال يكب |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من
عمر حسن
غلام الله -
جده -
المملكة
العربية
السعودية |