تلك السيدة

بقلم / أحمد محمد المبارك 

 

تنطلق من نقطة خارج النص لتدخل أعماقه .. يأتيك صدى الرجوع من الاندفاع قويا تهرول بحثا عن منطقة آمنة بين ثناياك... تظل حبيسها حتى تنجلي غمائم العشق المتأني .... تتصارع مع النفس والآخر تغني ليلتها لصبية خائفة مرتجفة متأوهة ... منحازة بشكل استثنائي للدهشة الغائبة... تبكي نفسك عندها ..

 تبكي خروجك المبكر من المشيمة ... تلعن القابلة .. الخاطبة .. تصيح بأعلى صوتك  خطوة .. خطوة  أخرى للوراء لمكان الصيحة الأولى .. لمكان الظلمة الأخيرة  .. تخرج غصبا عنك في ذاك الصباح الأليم ممنيا نفسك بنور ينجلي مع  بواكير الصباح البهي .. بصرخة عارمة .. تهز كيان البنايات القديمة وتلك السيدة الحنونة تلطف عرقها المتصبب من آلام رأسك الكبير ... والعجوز المشلخة تفتر أسنانها فرحة... ممسكة بك مسكة قوية تعصر خلالها تجاربها فيك تعوذك حينها مع آية الكرسي لتحفظك طول السنين ..

 تغتاظ منها ترسل ذكورتك الأولى فيها حارا .. نافذ الرائحة فاقع اللون .. يقطعون تلك الحبال الغذائية ويدفنونها في تلك المدارس القصية لترتبط بها .. حينها تبحث عن وطن آخر تتغذى منه  وترتشف .. تنام ليلتك جائعا تتلوى .. تائها لما كل هذا الجوع أيتها النساء ؟ . تتعجل الاستيقاظ مبكرا مع أشعة الشمس الأولى على قبل الأحبة والجيران .. تضحك رغم جوعك وتنهال عليك القبلات والتعاويذ والنظريات .. تلتصق بك زمنا طويلا غير انقطاع ويأتيك الخير انهمارا من أنهار لا تنضب لبنا سائغا شرابه أبيضا كقلب تلك السيدة التي آلمتها برأسك الكبير ورجليك تسعة أشهر وعشرة ..   

 

راسل الكاتب