صَادِحَ الذِكْرَي

 

 

 

للشاعر :محمدعبدالله - ودابوزيد

 

ألاَ يا صَادِحَ الذِكْرَي تَمَهَّـلْ
وَطُفْ بِالقَلْبِ تَطْبيبَاً وطهِّـرْ
وأيْقِظْ مَيِّتَ السَنَواتِ فينَـا
وصِفْ للنَفْسِ إِعْلانَاً وأَسْرِرْ
وأَرْجِعْ مَا انْطَوَى مِنْهَا قَديمَاً
وأَخْبِرْ مَا انْقَضَى مِنْهَا وذَكِّرْ
وحَدِّثْ مَنْ أَبَى إِلَّا فِرَاقَــاً
بأنَّ الحبَّ لا يُنْسَى ويُهْجَـرْ
وأَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا بِحَالـــي
فَفي القَلْبِ الحَزينِ هَوَىً تحَكَّرْ
وِصَالٌ منْ حَبيبِ الرُوحِ أَضْحَى
طُمُوحُ النَفْسِ واللُّبِ المُدَمَّــرْ
ويَعْلَمُ خَالِقي أَنْ فِيَّ بَحْـــرٌ
بلا قَاعٍ ولا حَدٍّ لِيُعْــــبَرْ
وأَنَّ البَيْنَ لا يُسْلي حَزينـَــاً
ويَبْقى القَلْبُ بالذِكْرَى مُعمـَّرْ
وأَنَّ البُعدَ لا يَشْفي جَريحَــاً
تَفيقُ بِقَلْبه النَجْوَى وتُسْــكِرْ
تُعيدُ لهُ سِنيناً شَادَ فيهـَـــا
هَوَاكِ نَسيمَ حُبٍّ لا يُعفَّـــرْ
وأَنَّ الرُوحَ مُتْرَعَةُ الأَمـــاني
تَتُوقُ الي لِقاءٍ غَيْرَ مُنْظـَــرْ
وأَنِّي لا خَئُونَ ولا نَسِــيٌّ
وأحفظ عهد من أهوى وأذكُر
وأَني في مَودتِكُمْ أُعَـــاني
عليلاً في بُحُورِكُمُ ومُبْحِــرْ
شَهيداً في هُيَامِكُمُ تَمَـــنَّى
فداكُمْ ألفَ نَفْسٍ أَوْ بِأَكْـثَرْ
فَإِن أَنْتُمْ جَهَلْتُمْ ما فَعَلْنَــا
ظَنَنْتُمْ أَنَّ مَسْعَانا تَغَيـَّـــرْ
وإِنْ أَنْتُمْ نَسَيْتُمْ ما حَملْنـــا
شَرَيْتُمْ طِيبَ لُقْيَانا بِمِعْشَــرْ
فَكَذَّبَ مَنْ يَقُولُ لَكُمْ بأّنـَّـا
شَرَيْنا طِيبَ مِعْشَرِكُمْ بآخَــرْ
 

محمدعبدالله - ودابوزيد

 

راسل الكاتب

محراب الآداب والفنون