المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيلم وثائقي.. إبحار الامكنة ..( احدوثة عن زمن مضى) ®



بورتبيل
01-02-2007, 02:17 AM
المكان: قرية وسط مشروع الحياة (مشروع الجزيرة)
الزمن: وقت مضى .. كساير الازمان ... كان جميلاً
الابطال: بشر .. يمارسون حياتهم .. ويتزوجون ملهمتهم وينجبون منها (يتزوجون الارض)
ضيوف الشرف: ما نألفه في البيوت ويشاركنا (بعض الغربيين .. ياكلون معهم)..(كلاب)
مشاركون: تحب الحياة وتنام مع مغيب الشمس على الرواكيب(دجاجة)
الشرير: جارح ..خاطف.. مباغت حاد البصر..مسافردائماً ومسكون بالحنين
مساعد المخرج: احلام صغيرة .. ودكان .. وراديو قديم.. تجده في المدينة يوم الثلاثاء.
مهندسو الديكور: نسوة بائعات (روب) .. شلوخهن تكشف هوية المكان
المعدات : لا يذكر تاريخ صنعها .. ولكنها تسير فقد كانت صناعة انجليزية متينة رغم السنين
الكمبارس: امام بنايات قديمة يتارصون .. حسب الاعمار.. يلبسون الاردية ويحملون كتب وكراسات. اكبرهم عمراً هو من يدير الطابور.
المخرج: تلاشى .. هيهات ان يعود.. فقد ابحر الى ماضٍ بعيد.

كانت الحياة ذات طعم خاص في مشاهد الإخضرار على (الحواشات) .. ورائحة الطين المبلل تشدو اليها الطيور فتغادر اعشاشها فجراً , واشعة الشمس تتسلل عبر خط الافق معلنة ميلاد يوم جديد.. هكذا تبدأ الحياة مع المزارعين الكل يغادر نحو كسب حلال .. والمياه تتدفق عبر دروبها الازلية لتسقي امل منتظر احاطة به عناية الله .. فكان صدقاً .. وكان فجراً ونبع حياة.
طوابير التلاميذ في المدارس الابتدائية تنشد (اشرقت شمس الضحى *** في السماء في السماء) .. ونسوة يفترشن الخضار .. والفول .. وبعض من البهار .. والاشياء المجففة ..وداخل الجزارة رجل به رائحة خمر.. يهرس في العظام بفاسه ..واخر يداعب الناس وهو يبيعهم اللحم ويستلم مبالغ زهيدة..ودجاجة تسوق صغارها على طرف السوق الصغير ..وكلاب تأنس بعضها بسرد قصص في الليلة الماضية .. وصقر على قمة عامود كهرباء يراقب المكان .. ويراقب الدجاجة.. رجل يمسك مسبحة ويهمهم ( سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم) وشاب يمازح فتاة وهو يحدثها على باب منزل عتيق وراسها مربوط بخرقة بيضاء... واخر يمسك طرف ثوبه باسنانه مهرولاً خلف عربة مترهلة بالية .. تغادر نحو نهاراً سعيد في جوف المدينة.
هكذا كانت مشاهدات زمن مضى .. وتبدل الان.. تكور في قاعه وتقوقع ليكون اكثر خشونة ..يجهض حمل الحقول ..يفند كل افكارها .. تغير النشيد وتغير الفجر فاصبح يجي حاراً خانقاً واشعة الشمس اصبحت اكثر قسوة على الوجوه.. الكل تغير حتى الكلاب اصابها العجز .. والدجاجة بيعت ولكنها قد تركت وراءها سلاسلة.. والصقر سافر الى احدى غابات كينيا .. مات الشيخ حامل المسبحة .. وتزوجت الفتاة واصبح اماً لحفنة من البنات والاولاد .. وهناك من باع كل ما يملك .. وتنازل عن احلامه الصغيرة ..وسافر ليرى الفجر في عواصم اكثر اتساعاً .. واستوعاباً .. وضاقت به الدنيا ..فعاد .. ومارس التغيير وادمن الميول السياسية .. واعتنق الفكر البليد.. وتمرق .. كان هو في ذاك الزمن من يهرول صوب العربة المترهلة.©

بورتبيل
01-02-2007, 04:04 AM
الشكر لكل الذين ساهموا في اخراج هذا العمل .. هذه الاعمال الوثائقية تشعرنا بالخيبة ا عندما تجاهلها بعض من الجهات الاعلامية .. سواء كانت المرئية او المسموعة او المقروءة تتجاهل عن تفاعل حياتنا اليومية .. ( عفواً اذا قلت نحن اكثرية ..) (نحن منطقة وسطى... تحوى ما تحوي من ثقافة سودانية متكاملة.. وتفاعلات حياتية ثرة حافلة بالكثير...) لا نريد ان نجامََل على هذه الاجهزة .. بقدر ما نطالب بوجودنا عليها ... نحن ايضا نريد ان يعرف العالم ماذا اعددنا في حياتنا .... فلماذا التجاهل الذي اصاب حتى حواف الترع .. ودرب الماشية ... وتجاهل اصابنا بالاحباط لدرجات عالية .. وبدانا نسلم بان انسان الوسط شخص اخر ... ليس نحن .. ولا صلة لنا به
انه التوجه الاعلامي .. المسيس .. والمقصود به شرزمة الوطن الواحد
فنحن اغلبية....

اميمه عشريه
01-02-2007, 04:51 PM
بورتبيل قد رسمت هنا احدوثه وقد استنطقتها .. كتبت فجعلت القلم ينزف فوق اطلال زمن جميل مضي .. فواحسرتاه على ما فرطنا فيه فضيعناه وضعنا ..

بورتبيل
02-02-2007, 10:19 AM
اميمه عشرية ... والحسرة تاكل فينا كل لحظة .. تمر علينا..
ومشكورة ايتها الرائعة ..... بس وين انتي ليك زمن ما ظاهرة .. الحاصل شنو
مع الود

بورتبيل
03-03-2007, 09:46 PM
تتكالب الاشياء فينا ... وتغيب معاني الامكنة في غياهب الزمن
هل نحن من يحتاج الرحيل ... ام الرحيل هو الذي يحتاجنا
هل كل شي ترتب فينا حسب الطبائع .. ام طبائعنا ترتبنا حسبم تشاء

سنعود ان كان في الكلام بقية ... مع الود

بورتبيل
12-03-2007, 10:55 AM
يا ليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب

الولاية الشمالية ... وما تلاقيه من اهتمام من الجهات الاعلامية المتخصصة والجهات السياسية في السودان ... يجعلنا نقف كثيرا على ان هذه الولاية لربما .. سوف تكون (سودان اخر .. لشعب اخر)

الجزيرة الولاية العملاقة في كل ضروب الحياة .. تصاب بالاهمال القومي منذ عهود.

ثقافياً كم هو ضعيف هذا الاهتمام بالجزيرة .. وكم هو هزيل جداً متابعة الاجهزة المعنية بالثقافة عن سودان صغير كان ويسظل في قلب هذه الخارطة الخضراء

samah
17-03-2007, 10:17 PM
المكان: قرية وسط مشروع الحياة (مشروع الجزيرة)
الزمن: وقت مضى .. كساير الازمان ... كان جميلاً
الابطال: بشر .. يمارسون حياتهم .. ويتزوجون ملهمتهم وينجبون منها (يتزوجون الارض)
ضيوف الشرف: ما نألفه في البيوت ويشاركنا (بعض الغربيين .. ياكلون معهم)..(كلاب)
مشاركون: تحب الحياة وتنام مع مغيب الشمس على الرواكيب(دجاجة)
الشرير: جارح ..خاطف.. مباغت حاد البصر..مسافردائماً ومسكون بالحنين
مساعد المخرج: احلام صغيرة .. ودكان .. وراديو قديم.. تجده في المدينة يوم الثلاثاء.
مهندسو الديكور: نسوة بائعات (روب) .. شلوخهن تكشف هوية المكان
المعدات : لا يذكر تاريخ صنعها .. ولكنها تسير فقد كانت صناعة انجليزية متينة رغم السنين
الكمبارس: امام بنايات قديمة يتارصون .. حسب الاعمار.. يلبسون الاردية ويحملون كتب وكراسات. اكبرهم عمراً هو من يدير الطابور.
المخرج: تلاشى .. هيهات ان يعود.. فقد ابحر الى ماضٍ بعيد.

كانت الحياة ذات طعم خاص في مشاهد الإخضرار على (الحواشات) .. ورائحة الطين المبلل تشدو اليها الطيور فتغادر اعشاشها فجراً , واشعة الشمس تتسلل عبر خط الافق معلنة ميلاد يوم جديد.. هكذا تبدأ الحياة مع المزارعين الكل يغادر نحو كسب حلال .. والمياه تتدفق عبر دروبها الازلية لتسقي امل منتظر احاطة به عناية الله .. فكان صدقاً .. وكان فجراً ونبع حياة.
طوابير التلاميذ في المدارس الابتدائية تنشد (اشرقت شمس الضحى *** في السماء في السماء) .. ونسوة يفترشن الخضار .. والفول .. وبعض من البهار .. والاشياء المجففة ..وداخل الجزارة رجل به رائحة خمر.. يهرس في العظام بفاسه ..واخر يداعب الناس وهو يبيعهم اللحم ويستلم مبالغ زهيدة..ودجاجة تسوق صغارها على طرف السوق الصغير ..وكلاب تأنس بعضها بسرد قصص في الليلة الماضية .. وصقر على قمة عامود كهرباء يراقب المكان .. ويراقب الدجاجة.. رجل يمسك مسبحة ويهمهم ( سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم) وشاب يمازح فتاة وهو يحدثها على باب منزل عتيق وراسها مربوط بخرقة بيضاء... واخر يمسك طرف ثوبه باسنانه مهرولاً خلف عربة مترهلة بالية .. تغادر نحو نهاراً سعيد في جوف المدينة.
هكذا كانت مشاهدات زمن مضى .. وتبدل الان.. تكور في قاعه وتقوقع ليكون اكثر خشونة ..يجهض حمل الحقول ..يفند كل افكارها .. تغير النشيد وتغير الفجر فاصبح يجي حاراً خانقاً واشعة الشمس اصبحت اكثر قسوة على الوجوه.. الكل تغير حتى الكلاب اصابها العجز .. والدجاجة بيعت ولكنها قد تركت وراءها سلاسلة.. والصقر سافر الى احدى غابات كينيا .. مات الشيخ حامل المسبحة .. وتزوجت الفتاة واصبح اماً لحفنة من البنات والاولاد .. وهناك من باع كل ما يملك .. وتنازل عن احلامه الصغيرة ..وسافر ليرى الفجر في عواصم اكثر اتساعاً .. واستوعاباً .. وضاقت به الدنيا ..فعاد .. ومارس التغيير وادمن الميول السياسية .. واعتنق الفكر البليد.. وتمرق .. كان هو في ذاك الزمن من يهرول صوب العربة المترهلة.©

يالسردك العميق..........وتفاصيله الانيقة.........وتاريخة المجهول..........وشخصياته التي ذكرتني بطفولتي .......بياع اللحم عم عبد الواحد .....بباع الخدار الماحي............وعشة موية ست الويكة........والرشيد العوير ذلك الدرويش...............والمدرسة وجرس لصباح....كنت انسى بعض الاشياء عشان الجرس قرب يضرب ........وبص اب شنب ياخذني في طريقه الي بيتنا.........وهو يحمل الناس الماشة مدني .........ياله من زمن.........ذهب كل شئ وذهبنا معه.........شكرا بورتبيل

بورتبيل
18-03-2007, 04:56 AM
يا له من زمن ... زمن كانت فيه لاشياء معاني .. وللحكاية .. روح .. وللاخرين ..وقع خاص في النفس
تاه ذاك الزمن .. وتناثرت الاشياء .. والحكاية .. بقيت مجردة من الحياة .. والاخرين .. اصبح منه من هو تحت التراب .. والبقية .. تطوي حسرتها في دواخلها.
والكل يمضى .. ولا يبقى هناك احد.

مشكورة سماح

كاظم
22-03-2007, 03:44 PM
الله يسامحك يا بورتبيل ...
لقد حاولت ان امحو هذه الملامح من ذاكرتي بكل ما استطيع من ادوات المحو والنسيان ولكن ذاكرتي تصلبت في هذه المحطات ورفضت تجاوزها الى غيرها ..
اقرأ هذه الكلمات باحساس الذي كان هناك .. احساس الذي كان جزءا من هذه التفاصيل .. ذات التفاصيل التي حاولت محوها حتى لا ينفطر قلبي وانا في هذه الغربة التي تتسلقني كاللبلاب ..
هذه الدفقة من الحنين التي باغتتني وانا اطالع احرفك اربكتني حد الارباك .. (والله العظيم انا بخاف من الحنين) .. الله يسامحك يا جميل
كثير ودي وكن بالجوار

بورتبيل
24-03-2007, 12:09 AM
الله يسامحك يا بورتبيل ...
لقد حاولت ان امحو هذه الملامح من ذاكرتي بكل ما استطيع من ادوات المحو والنسيان ولكن ذاكرتي تصلبت في هذه المحطات ورفضت تجاوزها الى غيرها ..
اقرأ هذه الكلمات باحساس الذي كان هناك .. احساس الذي كان جزءا من هذه التفاصيل .. ذات التفاصيل التي حاولت محوها حتى لا ينفطر قلبي وانا في هذه الغربة التي تتسلقني كاللبلاب ..
هذه الدفقة من الحنين التي باغتتني وانا اطالع احرفك اربكتني حد الارباك .. (والله العظيم انا بخاف من الحنين) .. الله يسامحك يا جميل
كثير ودي وكن بالجوار

الرائع كاظم الزعيم
الكل يحاول ان يمحو ... ولكن كيف وهي اصبحت تجري فينا كالدم
.. اتمنى ان يسامحنا الله .. فيما ضيعنا من تلك الازمنة
واتمنى ان تعود ان لم تكن كلها فجزء منها
على الاقل

بورتبيل
09-04-2007, 06:04 AM
سافرت كل الغايات .. وتهشمت كل انواع الكبرياء
لماذا لم يرحل عنا هذا العناء
الطورية اصبحت اكثر حدة من ذي قبل
هل لانها بقيت طول هذه السنين تنظف الحقل
ام انه الجوع للحشائش

اعرف اخرى قد انكسر عودها .. فركنت ردحاً من الزمن
عن الثالثة لا تسالوني .. لربما بيعت ... لتسد رمق من هذه الحياة!!!

بورتبيل
09-04-2007, 06:08 AM
الغالية : كانت امنيات .. واحلام وردية
تبدلت عندها الايام فاصبح الفجر عندها ساعة الغروب
تقوم مع مغيب الشمس .. لتجهز فساتين السهرة
... وتضع العطور.. وتصفف شعرها

كانت في ماضي ايامها .. (ايام عشقنا الاولى) تقوم مع شروق الشمس
تملا الازيار بالماء .. تكنس الحوش
وتعالج بعض المراتب .. والشراشف

انها اختيارها .. بان تكون مع من يملك المال!!!

بورتبيل
04-09-2007, 12:02 AM
عـــودة للزمــن الجميــل

الشوارع المنهكة والحانات التي تحكي عبق السنـين , والاشخاص الذيـن رحلـوا عنّا وتركوا فينــا الماً وحنيـــن ,, انه عشق الأمكنـــة والنزيف ,, فالتذكــــر احيــاناً قد يكــــون قـــــاســــي عـزيـــــــزتي.

اذاً دعيــنا نحــــــارب التذكـــــار ,, دعيــنا نغــادر الأمكنـــــــة ,, ,, فنحن اقل شــأناً ممن رحلوا.