المكان: قرية وسط مشروع الحياة (مشروع الجزيرة)
الزمن: وقت مضى .. كساير الازمان ... كان جميلاً
الابطال: بشر .. يمارسون حياتهم .. ويتزوجون ملهمتهم وينجبون منها (يتزوجون الارض)
ضيوف الشرف: ما نألفه في البيوت ويشاركنا (بعض الغربيين .. ياكلون معهم)..(كلاب)
مشاركون: تحب الحياة وتنام مع مغيب الشمس على الرواكيب(دجاجة)
الشرير: جارح ..خاطف.. مباغت حاد البصر..مسافردائماً ومسكون بالحنين
مساعد المخرج: احلام صغيرة .. ودكان .. وراديو قديم.. تجده في المدينة يوم الثلاثاء.
مهندسو الديكور: نسوة بائعات (روب) .. شلوخهن تكشف هوية المكان
المعدات : لا يذكر تاريخ صنعها .. ولكنها تسير فقد كانت صناعة انجليزية متينة رغم السنين
الكمبارس: امام بنايات قديمة يتارصون .. حسب الاعمار.. يلبسون الاردية ويحملون كتب وكراسات. اكبرهم عمراً هو من يدير الطابور.
المخرج: تلاشى .. هيهات ان يعود.. فقد ابحر الى ماضٍ بعيد.
كانت الحياة ذات طعم خاص في مشاهد الإخضرار على (الحواشات) .. ورائحة الطين المبلل تشدو اليها الطيور فتغادر اعشاشها فجراً , واشعة الشمس تتسلل عبر خط الافق معلنة ميلاد يوم جديد.. هكذا تبدأ الحياة مع المزارعين الكل يغادر نحو كسب حلال .. والمياه تتدفق عبر دروبها الازلية لتسقي امل منتظر احاطة به عناية الله .. فكان صدقاً .. وكان فجراً ونبع حياة.
طوابير التلاميذ في المدارس الابتدائية تنشد (اشرقت شمس الضحى *** في السماء في السماء) .. ونسوة يفترشن الخضار .. والفول .. وبعض من البهار .. والاشياء المجففة ..وداخل الجزارة رجل به رائحة خمر.. يهرس في العظام بفاسه ..واخر يداعب الناس وهو يبيعهم اللحم ويستلم مبالغ زهيدة..ودجاجة تسوق صغارها على طرف السوق الصغير ..وكلاب تأنس بعضها بسرد قصص في الليلة الماضية .. وصقر على قمة عامود كهرباء يراقب المكان .. ويراقب الدجاجة.. رجل يمسك مسبحة ويهمهم ( سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم) وشاب يمازح فتاة وهو يحدثها على باب منزل عتيق وراسها مربوط بخرقة بيضاء... واخر يمسك طرف ثوبه باسنانه مهرولاً خلف عربة مترهلة بالية .. تغادر نحو نهاراً سعيد في جوف المدينة.
هكذا كانت مشاهدات زمن مضى .. وتبدل الان.. تكور في قاعه وتقوقع ليكون اكثر خشونة ..يجهض حمل الحقول ..يفند كل افكارها .. تغير النشيد وتغير الفجر فاصبح يجي حاراً خانقاً واشعة الشمس اصبحت اكثر قسوة على الوجوه.. الكل تغير حتى الكلاب اصابها العجز .. والدجاجة بيعت ولكنها قد تركت وراءها سلاسلة.. والصقر سافر الى احدى غابات كينيا .. مات الشيخ حامل المسبحة .. وتزوجت الفتاة واصبح اماً لحفنة من البنات والاولاد .. وهناك من باع كل ما يملك .. وتنازل عن احلامه الصغيرة ..وسافر ليرى الفجر في عواصم اكثر اتساعاً .. واستوعاباً .. وضاقت به الدنيا ..فعاد .. ومارس التغيير وادمن الميول السياسية .. واعتنق الفكر البليد.. وتمرق .. كان هو في ذاك الزمن من يهرول صوب العربة المترهلة.©


رد مع اقتباس


المفضلات