عمار هبّار
07-04-2007, 05:32 AM
وأنا أتجول في شوارع تلك العاصمة العربية الكبيرة بين ضجيج السيارات وإزدحام المارة إذا بي أرى طفل يتسلل من بينهم ، يتحسس الطريق بقدماه الحافيتان مترنحاً مثل الذي أفرط في شرب الخمر ، يتسابق اللعاب من فمه إلى الأرض كأنه ملّ البقاء في فم ذلك المسكين ، يلفحه هجير الشمس وما أحرّها في هذه العاصمة الصحراوية ، يرمغ المارة بنظراته عله يستطيع أن يوصف لهم حاله ، ويشكي ألمه الذي عجز لسانه عن البوح به .. فهيهات هو لا يقوى حتى على الكلام ، فحاله بائن لكل من يكلف نفسه وينظر إليه .
سالت نفسي من هو المسئول عن هذا البرئ ؟ وهل هو يتيم أم مجهول نسب ؟!
لم تشفع له كل آبار النفط التي يمتلكها والتي له فيها حق معلوم ، ولم يشفع له وجوده في أكبر دوله عربية ، يتبجح ملوكها بدعمهم للغرب تحت ستار (دعم الحرب ضد الإرهاب وهم الإرهابيين ، ودعم حقوق الإنسان ولا يوجد بها أقل حق لهذا الإنسان) الذي هو إبن من أبناءها وكما يقول المثل عندنا (الزاد كان ما كفا ناس البيت يحرم على الجيران) .. ولكن من يفقه هذا القول وكيف فهم يضعون (عقال البعير) تاجاً فوق رؤوسهم فقد حكى لي أحد الأخوه العرب وهو زميل سابق في العمل وحانق عليهم مثلي أن هذا العقال الذي يتوجون بع رؤوسهم ليس لهم بل سلب من البعير فقد كان الرعاة في الماضي - وما أكثرهم حتى الآن - يكبلون به الإبل وعندما يريدون السير كانوا يضعونه على رؤوسهم ويسيرون ومن هنا جاءت التسيمة والأدهى والأمرّ أنهم لم يغيروا هذا الإسم حتى الآن .
لم يجد ذاك الصبي غيري يعينه وينظر له بعين الشفقة والرحمة ليس لشيئ سوى أنني أملك ريال (صرف) كما يقولون أو (فكه) كما هو عندنا ، سحبته من محفظتي سحباً فهو يرفض الخروج منها فقد طال وجوده فيها وتعود عليها فقد سئمت من منظره وبكل صراحة قلت في نفسي عسى ربي أن يبدلني خيراً منه فهو فال سيئ فمن يوم دخوله جيبي لم يدخل سواه فقررت التخلص منه لأخلص نفسي من هذا (الساجور) ، إشتريت به زجاجة عصير علّها تروي ظمأ ذاك المسكين ، فتحتها له فيداه المرتجفتان لا تقويان على فتحها ولا حملها حتى وأنا مقتنع أنه لن يستمتع بشربها ففمه الذي لم يستطع الإحتفاظ باللُعاب ليرطبه كيف له أن يمرر العصير خلاله إلى بطنه ؟؟ قلت : يلا .. جزء له وجزء لتلك الأرض التي شاخت من قلة الأمطار وجزء للنمل والذباب .. ، مددتها له محاولاً إرضاء ضميري وإرضاء ربي وإزاله بعض من أحزانه ولكنه رفض وبشدة !!! ... ولا أدري لماذا ... هل تعففاً لنفسه الأبية ؟! أم ترفعاً فهو لا يقبل حسنة من عبد أسود كما يقول أهله ؟! .
تركت الزجاجة بالقرب منه ومضيت .... وفي نفسي كثير من التساؤلات .. ماذا لوكنت مكانه ؟! وماذا لو كان أحد من أبناءنا أو إخواننا مكانه ؟! .
فالترحموا من في الأرض كي يرحمكم من في السماء وتعالوا معاً لنجعل يوم اليتيم العالمي سبباً لنتذكرهم وندعوا لهم لو لم نستطع إعانتهم وكفالتهم .. وتذكروا أنه لابد أن يأتي يوماً ونصير مثلهم ..
ولكم التحية والإحترام ..
سالت نفسي من هو المسئول عن هذا البرئ ؟ وهل هو يتيم أم مجهول نسب ؟!
لم تشفع له كل آبار النفط التي يمتلكها والتي له فيها حق معلوم ، ولم يشفع له وجوده في أكبر دوله عربية ، يتبجح ملوكها بدعمهم للغرب تحت ستار (دعم الحرب ضد الإرهاب وهم الإرهابيين ، ودعم حقوق الإنسان ولا يوجد بها أقل حق لهذا الإنسان) الذي هو إبن من أبناءها وكما يقول المثل عندنا (الزاد كان ما كفا ناس البيت يحرم على الجيران) .. ولكن من يفقه هذا القول وكيف فهم يضعون (عقال البعير) تاجاً فوق رؤوسهم فقد حكى لي أحد الأخوه العرب وهو زميل سابق في العمل وحانق عليهم مثلي أن هذا العقال الذي يتوجون بع رؤوسهم ليس لهم بل سلب من البعير فقد كان الرعاة في الماضي - وما أكثرهم حتى الآن - يكبلون به الإبل وعندما يريدون السير كانوا يضعونه على رؤوسهم ويسيرون ومن هنا جاءت التسيمة والأدهى والأمرّ أنهم لم يغيروا هذا الإسم حتى الآن .
لم يجد ذاك الصبي غيري يعينه وينظر له بعين الشفقة والرحمة ليس لشيئ سوى أنني أملك ريال (صرف) كما يقولون أو (فكه) كما هو عندنا ، سحبته من محفظتي سحباً فهو يرفض الخروج منها فقد طال وجوده فيها وتعود عليها فقد سئمت من منظره وبكل صراحة قلت في نفسي عسى ربي أن يبدلني خيراً منه فهو فال سيئ فمن يوم دخوله جيبي لم يدخل سواه فقررت التخلص منه لأخلص نفسي من هذا (الساجور) ، إشتريت به زجاجة عصير علّها تروي ظمأ ذاك المسكين ، فتحتها له فيداه المرتجفتان لا تقويان على فتحها ولا حملها حتى وأنا مقتنع أنه لن يستمتع بشربها ففمه الذي لم يستطع الإحتفاظ باللُعاب ليرطبه كيف له أن يمرر العصير خلاله إلى بطنه ؟؟ قلت : يلا .. جزء له وجزء لتلك الأرض التي شاخت من قلة الأمطار وجزء للنمل والذباب .. ، مددتها له محاولاً إرضاء ضميري وإرضاء ربي وإزاله بعض من أحزانه ولكنه رفض وبشدة !!! ... ولا أدري لماذا ... هل تعففاً لنفسه الأبية ؟! أم ترفعاً فهو لا يقبل حسنة من عبد أسود كما يقول أهله ؟! .
تركت الزجاجة بالقرب منه ومضيت .... وفي نفسي كثير من التساؤلات .. ماذا لوكنت مكانه ؟! وماذا لو كان أحد من أبناءنا أو إخواننا مكانه ؟! .
فالترحموا من في الأرض كي يرحمكم من في السماء وتعالوا معاً لنجعل يوم اليتيم العالمي سبباً لنتذكرهم وندعوا لهم لو لم نستطع إعانتهم وكفالتهم .. وتذكروا أنه لابد أن يأتي يوماً ونصير مثلهم ..
ولكم التحية والإحترام ..