راشد حامد
16-10-2010, 04:24 AM
تتعدد الأسباب والوأد واحد .. وما فقده قطاع النسيج بالجزيرة من مؤسسات عريقة ، غصت بمرارته الحلوق . ألهب المشاعر ، وحرك كوامن نفوس أهل الوجعة من شهود عصر هذه المؤسسات الموءودة ، فبادروا للإدلاء بشهادتهم ، توضيحاً للأسباب ، وطرحاً للحلول ، عسى الله أن يخرج من أصلاب ولاة الأمر من يبعث الروح في الموتى من مؤسسات هذا القطاع المكلوم بإذن الله .
http://www14.0zz0.com/2010/10/16/13/515451235.jpg
المهندس تقني / حامد عبد الله بابكر ، معاشي ، عاصر عدد من مؤسسات النسيج بالجزيرة ، بمراحلها العمرية المختلفة ، أرجع أسباب توقف مصنع نسيج النيل الأزرق عن العمل ، إلي سوء الإدارة ، والتمويل ، وعدم التسويق ، وقدم الماكينات ، وضياع الخبرات البشرية ، وتراكمات الديون وحقوق العاملين ، ومنافسة المواد المستوردة للمحلية ، والاستيراد وعدم حماية الصناعة المحلية ، وضعف الدعم من وزارة الصناعة ، والسياسات العامة ، وارتفاع أسعار القطن ، وصعوبة تشغيله لاختلاف ماكيناته وقدمها ، مشيراً إلي إمكانية الاستفادة من هذه الآليات لإنتاج الدمورية ، والدبلان ، والزي ، وبعض المفروشات الصيفية .
http://www7.0zz0.com/2010/10/16/13/996335244.jpg
فيما توقف مصنع نسيج المزارعين ، بفضل عدم وجود الكادر الفني في الأقسام المختلفة ، وعدم إلمام مجلس الإدارة بطبيعة المشاكل ، إضافة لممارسات النقابة في إدارة المصنع ، وعدم وجود خطوط إنتاجية ، وارتفاع أسعار المنتجات عن المستورد ، وطبيعة الماكينات واسبيراتها من شركات محددة عالية الأسعار ، وحوجة بعض الماكينات للإحلال بسبب القدم ، وحقوق العاملين والديون المتراكمة ، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لإنتاج الألياف الصناعية وتجهيزها .
http://www7.0zz0.com/2010/10/16/13/427266355.jpg
أما مصنع C.T.M ، فتمثلت أسباب توقفه في مشاكل الإدارة ، وارتفاع أسعار المنتجات عن المستورد ، وحوجة بعض الماكينات للإحلال والإسبيرات ، والخطط الإنتاجية ، وعدم وجود كوادر فنية ، والخطط العامة ، والحماية . بينما أضرت عدم المواكبة ، وقدم وتقليدية التقنيات ، بمصنع الصداقة ، إضافة لطفو مشكلة الأقطان على السطح ، وبعض مواد التشغيل المستخدمة في إنتاج الدمورية ، والملايات الشعبية والزي . بينما لعبت مشاكل الكهرباء ، والإسبيرات ، والافتقار للتخطيط ، والكوادر الفنية بمختلف أنواعها ، الدور الرئيس في توقف مصنع الحج عبد الله بالغ القدم . وتضاف إلي هذه الأسباب مجتمعة ، عدم وجود مصانع للغزل والتجهيز . ويؤرخ المهندس حامد عبد الله لصناعة النسيج في السودان ومشاكلها قائلاً : بدأ التخطيط لمعظم مصانع النسيج الحالية مع بداية السبعينات ، وذلك بغرض إقامة أكبر مصانع في إفريقيا ، والشرق الأوسط . غير أن الدراسات ، والأهداف لم تكن كافية ، وطغت عليها القرارات السياسية ، عوضاً عن العلمية والفنية ، مما أثر سلباً على تشغيل تلك المصانع ، وما زالت هذه السلبيات تلقي بظلالها القاتمة على هذه الصناعة . وأضاف : في الستينات كان مصنع النسيج السوداني ، هو أكبر ، وأحدث المصانع بجانب مصنع الخرطوم ، وأنذارا بالجنوب ، وبعض المصانع الصغيرة ، حيث كان السواد الأعظم من العاملين بمصنع النسيج السوداني ، من أقاليم السودان المختلفة ، وكانت آثار النزوح ، والهجرة للعاصمة في تلك الحقبة ، مثار انتقاد البعض في الصحف اليومية ، وتزامن ذلك مع فكرة قيام المصانع فأتي القرار بإقامة مصانع للنسيج في الأقاليم بهدف التنمية ، ووقف الهجرات للعاصمة في كل من (نيالا ، كادوقلي ، شندي ، الدويم ، كوستي ، منقلا) ، ويضم كل مصنع 256 نولاً . وكان مفهوم كلمة نسيج هو : أنوال النسيج بدون مصانع الغزل والتجهيز ، وكانت المشكلة الحقيقة بالنسبة لتلك المصانع الستة ، تكمن في توفير الغزول ، وقد تمخضت أفكار المستشارين والخبراء في تلك الحقبة ، عن قيام مصانع للغزل في كل من الحاج عبد الله بحكم موقعها القريب من إنتاج القطن ، وبحري لأنها موقع صناعي ، وبورتسودان لأنها ميناء لتصدير ما فاض عن احتياجات المصانع الستة . ولكن تعثر قيام مصانع الغزل لأسباب تخطيطية ، وفنية ، وحدث أن تم استيراد الغزل من المحلة الكبرى ليتم نسجه بمصنع نسيج نيالا . وأشار المهندس حامد إلي أن القطاع الخاص كان له نصيب من المشاكل تمثلت في التخطيط والسياسات غير المدروسة ، والتمويل . مبيناً أنه ساق الأمثلة السابقة لمصانع القطاعين العام ، والخاص ، حتى يتسنى للباحثين عن مشاكل النسيج ، الإمساك برؤوس خيوط المشاكل المعقدة لهذه الصناعة ، والتي تزداد تعقيداً بسبب التوقف الطويل ، والتغير التقني ، في مجال المعدات ، والخبرات ، والمتطلبات . ولفت لمحاولة المخططين على مستوى القمة حل المشاكل القديمة دون النظر إلي المستجدات العصرية ، ومتطلبات الألفية الجديدة ، وضرورة فكرة إنتاج الدمورية ، والدبلان ، والزي بكميات محدودة ، واللجوء لإنتاج الألبسة الفاخرة ، والملبوسات النسائية ، والمفروشات ، والستائر ، والموكيت ، وغيرها من المتطلبات النسجية التي تنتج حالياً بدول شقيقة سبقناها في هذا المضمار الصناعي بزمان طويل . وإن كنا نعتبر القطن ، أساس لصناعة النسيج بالسودان ، فلا مانع من إدخال خامات أخرى كالألياف الصناعية . ونشير هنا والحديث للمهندس حامد ، إلي أن الجامعات ، والمعاهد ، توسعت في مجال النسيج ، وصارت تخرج العديد من المهندسيين ، والتقنيين الذين يفاجأون بضيق مواعين الاستيعاب والتوظيف ، واستحالة ولوج الأسوار المضروبة حول المصانع المتوقفة ، وإصابتهم بالعجز التام حيل إنقاذ هذا الوضع المتردي للمصانع . وعاد المهندس حامد ليؤكد أن التمويل ليس هو المشكلة الرئيسة لمصانع النسيج المتوقفة حالياً ، وجعله في المرتبة الثانية ، بعد التخطيط ، والتقنية المتغيرة ، والآليات المستخدمة ، والأهداف الإنتاجية ، والنظر لتلك المصانع بمتطلبات الألفية الجديدة ، وليس بخطط السبعينات . وطرح جملة من التساؤلات حول المشاكل الحقيقية لهذه الصناعة ، بقصد مناقشتها ، في وسائط الإعلام ، أو في الندوات العلمية ، أو المؤتمرات العامة ، والاستفادة من خبرات الدول الشقيقة (سوريا ، مصر) في عملية التجديد ، والإحلال للمصانع القديمة ، وذلك لإعادة هذه الصناعة العملية لقيد الحياة ، وإيجاد الحلول المناسبة لها . ما هي الخطط الإنتاجية المطلوبة ؟ وهل تلائم مصانعنا الحالية إنتاج هذه الخطط بالماكينات والتقنية الموجودة حالياً ، والكفاءات البشرية ، ومعوقات الصناعة الأخرى ؟ هل تمكنت مصانعنا إبان عملها بصورة جيدة من تحقيق الأهداف والخطط المنشأة من أجلها بغض النظر عن مصنع الصداقة الذي تميز بوضع ورعاية خاصة من الإخوة الصينيين ؟ ما هي مشاكل القطاع الخاص ، ودورها ، وإنتاجها عندما كانت في أحسن حالاتها ، وهل تتشابه المشاكل وأسباب التوقف ؟ هل سنعالج المشاكل المؤدية للتوقف ، أم سننشئ مصانع حديثة ، أم سنأخذ الخيارين معاً ؟ ما هي الإمكانات العلمية ، والتقنية ، والمالية المتوفرة لدينا لمواكبة العالم في الألفية الجديدة ؟
راشد حامد
16-10-2010, 05:07 AM
شركة نسيج النيل الأزرق .. فقيدة قطاع الصناعة بالجزيرة
تقع شركة نسيج النيل الأزرق , بود مدني حي مارنجان , في مساحة 284310 متر مربع , ويشتمل نشاطها على كافة العمليات المتعلقة بصناعة النسيج من غزل , ونسيج , وتجهيز , وقد تم إيقافها بموجب قرار قضائي أمر بتصفيتها عندما عجزت عن الإيفاء بمستحقات العاملين بها لعدة سنوات . وآثر المهندس بابكر محمد البشير أحمد – في شهادته على عصر الشركة – البداية بتوضيح معنى التجهيز (Finishing) , وقال : هو عمليات تحويل الأقمشة الخام بكافة أشكالها المتعددة إلي أقمشة مطبوعة , أو مصبوغة , أو مبيضة , حيث تتعدد هذه العمليات , وتمر بعدة مراحل , وهنالك ماكينات مخصصة لهذه الأغراض , مذكراً بإسهام الشركة في تصنيع ملبوسات القوات النظامية , والأزياء المدرسية , والمصالح الحكومية , وغير الحكومية عبر ماكينات استجلبت خصيصاً لهذا الغرض , ونجاحها في تصنيع ملايين الياردات من الشاش الطبي منتصف التسعينات وفقاً للمواصفات العالمية , متحسراً على الإمكانيات الإنتاجية العالية التي كانت تتميز بها الشركة , في تلبية احتياجات السوق المحلي , مما أهلها لأن تكون في مقدمة الشركات السودانية . وكشف المهندس بابكر عن اختياره - بواسطة المصطفي العام للشركة - ضمن اللجنة المكلفة بحصر الأصول الثابتة للشركة من ماكينات , ومعدات , وآليات , توطئة لتقييمها , وعرضها للبيع . وأضاف " بحكم تخصصي في مجال التجهيز , فقد اطلعت على إمكانيات مذهلة لهذه الشركة , فهنالك ماكينات للتبييض المستمر (Continuous Bleaching) تعمل بسرعة متوسطة 60-70 متر في الدقيقة , لتبييض الأقمشة , وتحضيرها للعمليات اللاحقة من طباعة , أو صباغة , أو مبيضات , بمعنى أن القماش الخام يدخل في أول الماكينة , وعبر مراحل متعددة من غسيل , وتبخير تحت الضغط لرفع درجة الحرارة إلي 130 ْم , مع استخدام مواد كيميائية بنسب معينة , وعمليات غسيل الزي وعصره (Squeezing) وتجفيف في آخر المراحل , ليخرج القماش وقد أصبح جاهزاً للاستخدام , مؤكداً أن هذه العملية , وهذه الماكينة , معدومة المثيل في السودان , هذا بالإضافة لماكينات الصباغة المستمرة (Continues Dyeing) القادرة على صباغة كافة أنواع الشعيرات من قطن , وبوليستر مخلوط , وتستخدم فيها تكنولوجيا متقدمة , وذلك بالتجفيف الفوري للقماش (Infra – Red Dryer) بواسطة الأشعة تحت الحمراء , والتثبيت الحراري (Thermo fixation) في درجة حرارة تصل إلي 210 ْم , http://www7.0zz0.com/2010/10/16/14/899578481.jpgويتم بعد ذلك تطهير هذه الصبغات في ماكينة تبخير مع استخدام المواد الكيميائية , والغسيل في عدة مراحل قبل التجفيف لتكتمل بذلك عملية صبغ القماش , وتعمل الماكينتان اللتان تقومان بهذه العمليات المتعددة بسرعة متوسطة 30-40 متر/الدقيقة , ولك أن تتخيل – والحديث للمهندس بابكر - كميات الأقمشة التي يمكن أن تنتج خلال يوم واحد , أضف إلي ذلك أربعة ماكينات لطباعة القماش العريض بطرق مختلفة منها ماكينتان للطباعة بالرولات (Roller Printer) , وثالثة للطباعة بالأسطوانات الدائرية (Rotary Screen ) ورابعة للطباعة بالسَّبلونات المسطحة (Flat Screen) , وهذه الماكينات إذا ما تم وضعها بشكل علمي - وهو أمر في حكم الممكن - فمن اليسير أن تفي بطباعة أي كميات من الأقمشة , كما توجد أيضا الماكينات القادرة على تثبيت الألوان المطبوعة , وتجهيزها في المراحل النهائية , هذا مع إمكانيات تجهيز نهائي أخرى كثيرة ومتعددة , بجانب مصنع كامل ملحق بالقسم لصباغة كافة أنواع الخيوط , ويوجد أيضاً قسم ملبوسات مكتمل المعدات سبق له أن قام بعمل زي كامل للوزراء والمسئولين بالدولة . وتطرق المهندس بابكر في حديثه عن شركة نسيج النيل الأزرق , للكادر الفني المتخصص في كل هذه العمليات , ممن اكتسبوا خبرة تراكمية لعشرات السنيين , وقال : هم الآن في عداد الفاقد الوظيفي من واقع ارتباط خبرتهم بتخصص معين نادر المثيل في سوق العمل المحلي , وزاد " نشير أيضاً للكميات الكبيرة من الأصباغ والكيميائيات المساعدة حوالي 13 طن كانت مرصودة وإلي وقت قريب لعمل تجهيزات كبرى , وهذه المواد مستوردة من شركات أوربية في ألمانيا , وسويسرا , وانجلترا , وبأسعار يفوق متوسط الكيلو منها خمسة عشر دولار , ولك أن تتخيل حجم المال والجهد والمتابعة حتى وصلت هذه المواد لمخازن الشركة . وعبر المهندس بابكر عن مخاوفه لمصير أصول الشركة وقال : بعد الرصد والتقييم , جاءني خاطر أنه مهما تم تخفيض قيمة هذا الماكينات , ربما لا تجد مشترين جادين , أو أصحاب عقليات صناعية في قامة المرحوم فتح الرحمن البشير مؤسس شركة نسيج النيل الأزرق , وبالتالي يكون البيع بالكيلو أو الهدم (Knocking Down) وذلك لأنها عملية تصفية , وهنالك حقوق عاملين واجبة الوفاء . وأردف " في حالة اللجوء للقرار الأخير – لا قدر الله – فإني أُذكر كل الشعب السوداني , رؤساء ووزراء ومسئولين كبار ممن زاروا هذا المصنع عبر تاريخه , وكل من شهد وتعجب مما فيه من إنتاج وإبداع وفن , وأذكر القوات النظامية التي وفر لها المصنع ملايين الياردات من الزي الرسمي المطبوع والمصبوغ والأزياء الأخرى , وأيضاً عمداء كليات النسيج بالسودان التي تخرج العشرات من الطلاب كل عام , أُذكرهم بقولي : إن هذا المصنع يمثل معملاً توضيحياً كبيراً لمقرراتهم العلمية , والتقنية , وأفق مستقبلي رحب للعمل فيه . كما عبر المهندس بابكر عن قلقه إزاء (13) طن من الأصباغ والكيميائيات , معرضة لأن تصبح بلا قيمة إذا ما تم بيع الماكينات في شكل حديد خرده بالكيلو , وربما واجهت مصير الرمي في أقرب أرض خالية مما يؤدي إلي تلوث بيئي غير محدود . واعتبر المهندس بابكر عدم الجدية في التعاون مع هذا القطاع من أسباب تدهور وانهيار هذه المؤسسة العريقة , وساق حادثة مدير مصنع نسيج النيل الأزرق الذي كان في حاجة لخطاب ضمان بنكي للشروع في تنفيذ طلبية كبيرة للقوات المسلحة في العام 2006م , لكنه لم يوفق حتى ترك العمل . ومن عوامل تدهور هذه الصناعة – بحسب قوله - أن تنوع الماكينات يجعل قطع الغيار الخاصة بها متنوعة وكثيرة , فمنذ منتصف التسعينات كانت الماكينة الضخمة تتوقف عن العمل بسبب قطع غيار صغيرة (أسيال , وسيور , وبلالي) لأن استجلابها يتم من الخارج , وذلك أدى لخروج ماكينة مهمة جداً من خط الإنتاج بسبب ذلك النقص , ونذكر هنا المثل الإنجليزي (The Battle Was Lost For Lack Of Agnail) , ويواصل حديثه : لم تكن هنالك جدية في معالجة هذه المشاكل وبالتالي أصبحت الماكينات مثل الأشباح ينعق فيها البوم , ويعلو هاماتها العنكبوت . ولا ننسى مشكلة الكهرباء ووقود الفيرنس (Furnace Oil) بعد تصاعد أسعارهما مما أعاق استمرار هذه الصناعة , وإذا ما استشرفنا المستقبل القريب في هاتين السلعتين , نجد أن البحوث مبشرة جداً لإنتاج طاقة بديلة وبأسعار زهيدة , فهنالك شركات عالمية رائدة في مجال الطاقة المتجددة , وتملك أصولاً بمليارات الدولارات تشجعك بقولها : (يمكنك خلال أشهر , وليس سنوات , قياس قدرتنا على إنتاج طاقة شمسية بأسعار منافسة لأنواع الوقود الحفري , وإمكانية إنتاج الكهرباء بنصف سعر إنتاجها من الفحم والغاز الطبيعي خلال عشر سنوات) . كما أن هنالك شركات تولي اهتماماً كبيراً بتطوير الجيل الثاني من الوقود الحيوي الذي يتجنب المنافسة مع المواد الغذائية من خلال إنتاج الإيثانول من – على سبيل المثال – سيقان الذرة وغيرها من فضلات النباتات والأعشاب , ويتوقع أن يكون هنالك ست طرق لإنتاج هذا (الإيثانول السيليولوزي) بأسعار منافسة للبنزين في غضون أربعة سنوات , وكل ذلك يبعث في أنفسنا التفاؤل بأن موضوع الطاقة مستقبلاً لن يكون مرعباً كما في السابق , وبالتالي يجب الحفاظ على هذه الماكينات بأي وسيلة على الأقل لمدة لا تقل عن عشر سنوات , وعنده سنصحو من كابوس الطاقة الذي أفقد هذه الصناعة . ويطرح المهندس بابكر رؤيته لحل المشكلة يقول الحل عندي أن تؤخذ هذه المسألة مأخذ الجد , وأن تقوم القوات النظامية – على سبيل المثال – بشراء المصنع , ودفع مستحقات العاملين , وتؤهل هذا المصنع بما يحتاجه من قطع غيار ومعدات (هنالك خطة تأهيل جاهزة فقط تحتاج لمراجعة وشفافية) وبالتالي نحقق شعار نلبس مما نصنع قولاً وفعلاً , واعتقد جازماً أن القوات النظامية قادرة على ذلك , فقد قامت ببناء مستشفيات , وجامعات , وكليات , وصنعت طائرات , وهي أهل لأن تقوم بصناعة احتياجاتها من الملبوسات وذلك باستغلال الفرصة المواتية الحالية وتجنيب البلاد دماراً وشيكاً لمقدرات هائلة .
بيع مصنع نسيج النيل الأزرق
الجهة: كاش العالمية
التفاصيل: بأمر المصفي الرسمي لشركة نسيج النيل الأزرق المحدودة تعلن كاش العالمية عن بيع المصنع بكامل معداته وملحقاته والأرض عن طريق البيع المباشر.
يحتوي المصنع على 6 أقسام بمساحة كلية 284310 م.م.
1. قسم الغزل عبارة عن جملون بمساحة قدرها 13600 م.م.
2. قسم النسيج عبارة عن قسمين، الأول بمساحة 7040 م.م، والثاني بمساحة 8400 م.م
3. قسم التجهيز الأول عبارة عن جملون بمساحة وقدرها 11765 م.م.
4. قسم التجهيز الثاني عبارة عن جملون بمساحة وقدرها 11790 م.م
6. مباني الإدارة عبارة عن طابقين، بناء مسلح بمساحة 1220 م.م.
المخازن بمساحة 10000 م.م عبارة عن 3 جملونات، مباني التدريب، محطة تبريد كاملة، محطة وشبكة كهرباء، محطة تحلية مياه، شبكة صرف صحي، نادي، وكافتيريا.
شروط المزاد:
1. دفع تأمين 500 ألف جنيه نقداً أو بشيك معتمد يرد أو يكمل لمن يرسو عليه العطاء.
2. الحصول على كراسة المواصفات الكاملة للمصنع + استمارة التقديم + CD مقابل مبلغ وقدره ألف جنيه لا ترد.
3. على المشتري دفع 10% عمولة.
4. يلتزم المشتري بدفع رسوم تحويل الملكية وأي رسوم إدارية أخرى.
5. على من يرسو عليه العطاء دفع 20% من المبلغ خلال أسبوع من تاريخ الموافقة.
6. يتم تقديم العروض بمكاتب الشركة بالخرطوم.
ملحوظة:
جميع ماكينات النسيج تعمل بحالة جيدة.
موقع المصنع بالجزيرة مدني/ مارنجان.
تقديم العروض بمكاتب الشركة بالخرطوم، أو مكاتب المصفي الرسمي بمدينة ود مدني
راشد حامد
16-10-2010, 05:12 AM
فلنلبس مما نصنع
بقلم : حامد عبد الله بابكر
القطن من النعم التي حبا الله بها السودان ، وتميز بها عن سائر أقطار الدنيا ، ويعتبر القطن دعامة أساسية للاقتصاد الوطني . ولكن هل رعينا هذه النعمة حق رعايتها ؟ إنها نعمة أدركت حقيقتها الشعوب المتقدمة ، ونسجت منها ألبستها الراقية ، وصدَّرت لنا الكثير من الأقمشة ، وبنت على أساسها صناعات ضخمة ، وآليات متعددة كان لنا نصيب منها . ورغم اكتشاف العديد من الألياف الصناعية والطبيعية ، إلا أن القطن – باعتقادي – يأتي في المرتبة الأولى من حيث جودة الملبوسات لما يتميز به من خصائص عدة . ولو أن شجرة القطن كانت تنبت في دول العالم الأول ، لما توقفت البحوث لحظة في التحسين والتطوير كما فعلوا بالخامات النسيجية الأخرى ، وكذلك الآليات والماكينات المستخدمة في تصنيعها . ولا يخفى علينا الثوب النسائي السوداني المصنوع من القطن هو الأغلى مقارنة بالثياب المصنوعة من المواد الأخرى ، وهو المفضل كذلك للسيدة السودانية . إما إذا أخذنا شريحة الشباب وعالم الموضة في كل الدول ، نجد أن الجينز المصنوع من القطن هو سيد الموقف وأكثر الملبوسات انتشاراً على نطاق واسع ، ويعتبر أكثر الملابس تحملاً والأنسب في الناحية العملية ، هذا بجانب الملابس القطنية الأخرى والملبوسات الداخلية .
http://www7.0zz0.com/2010/10/16/14/236840118.jpg
إن أساس الملبوسات السودانية كما قال الشاعر "جلابية وتوب سروال ومركوب" مصدر عزتنا وكرامتنا وهنا لا بد لي من الإشارة إلي قماش الدمور الفخيم والذي كانت تصنع منه بدلات المسئولين في السابق . هذه الملبوسات القطنية هي الأنسب من الناحية الصحية ، وتتماشى والطقس السوداني حيث أن اللون الأبيض يعكس الحرارة وضوء الشمس الحارقة . فهذه الملبوسات القطنية تحافظ على تكيف الجسم وتلطيفه بامتصاص العرق ، وينعكس ذلك صحة وعافية . وفي زماننا الحالي تفشت أمراض الحساسية الناتجة عن الملبوسات المصنوعة من الألياف الأخرى وخصوصاً لدى الأطفال .
كانت معظم الاستخدامات عندنا في السودان هي الأقمشة القطنية ، ولكن بظهور تقنيات الأقمشة المستوردة الحديثة والتي تتميز بسهولة الغسيل والمتانة ، أقبل الناس عليها وهجروا القطن الذي لم يجد حظاً في استخدام التقنيات الحديثة والمواكبة داخل السودان في العقدين السابقين مما أثر سلباً عليه حتى قواتنا النظامية كانت تستخدم التيل والأستكوبورت والأقمشة القطنية بجانب البوليستر المخلوط لكنه تلاشى وصارت الغلبة لأقمشة البوليستر المخلوط . والمتأمل لأقمشة الزي التي يمكن أن تصنع من القطن كالتيل والتي يمكن أن تكون في متانة الجينز ، ويمكن طباعتها وصباغتها بتكلفة أقل وجودة تامة لتحول النظر من الإقبال الشديد على البوليستر إلي الخامة الممتازة القطن . وتعود بي الذاكرة لكلمات السفير الكوري لدى زياته لمصنع جيمتكس في الثمانينات الذي قال وبكل جدية : لماذا لا تصدرون هذه الأقمشة في إشارة لقماش قطني أبيض كان في غاية الروعة والامتياز في التصنيع . خلاصة القول هذه دعوة للنظر بجدية في صناعة أزياء من القطن الخالص ، وإنني أثق بإمكانية تصنيعه بالسودان بجودة تضارع البوليستر حيث أننا نمتلك خبرة متراكمة وآلاف المهندسين الخريجين الشباب . وتجدر الإشارة إلي أن الماكينات المستخدمة في تصنيع القطن أقل من ناحية العدة والتكلفة مقارنة بماكينات تصنيع البوليستر ، أما ماكينات الطباعة فهي مشتركة ما عدا طرق تثبيت اللون والتجهيز عليه يمكن تجويد صناعة القطن باستيراد الماكينات الحديثة الخاصة بذلك عوضاً عن استيراد الماكينات الخاصة بتصنيع البوليستر المخلوط والأغلى نسبياً . ويمكننا بذلك تحقيق شعار نلبس مما نصنع ونساهم في إعادة الحياة لمصانعنا المتوقفة .
مهندس تقني
ولاية الجزيرة
راشد حامد
16-10-2010, 05:20 AM
مقترح لتشغيل الخريجين والعاطلين من خلال استغلال طاقات إنتاجية معطلة ومعرضة للضياع
في مجال صناعة النسيج بولاية الجزيرة وبولايات أخرى ، هنالك إمكانيات إنتاجية كبيرة ومعطلة ، والأخطر أنها عرضة للبيع بالكيلو بمعنى أن تخسر البلاد طاقات إنتاجية كبيرة يمكن أن تستوعب عدد مقدر من الخريجين والعاملين العاطلين وتخرجهم من دائرة الفقر والفاقة وتعود على البلاد بالنفع والفائدة وذلك بإنتاج كميات مقدرة من الدمورية والدبلان والشاش الطبي والأقمشة المصبوغة بمختلف الألوان . ومصانع النسيج الكبيرة الموجودة بولاية الجزيرة متوقفة عن العمل ، وجميع آلياتها وماكيناتها معروضة للبيع ، وقد لا يكون هنالك مشترين جادين لاستغلالها في الصناعة مرة أخرى ، بمعنى أن تباع حديد خردة ، ومن هذه الماكينات أنواع يمكن أن تتم الاستفادة منها في النواحي الإنتاجية إذا أسست على نظام وخبرات إنتاجية صغيرة من (10-30) ماكينة لكل وحدة لإنتاج الدمورية . و(6-10) ماكينات لإنتاج الدبلان والشاش والقماش الملون . هذه الماكينات يمكن شراؤها من المصانع المتوقفة وتملك للعاملين وفق اتفاق معين وبالتالي يكونوا مسئولين عنها من الناحية الإدارية والإنتاجية .
http://www13.0zz0.com/2010/10/16/14/829620520.jpg
** تفاصيل بأنواع الماكينات الموجودة :
(1) أنوال (ماكينات) نسيج عرض 90سم وعرض 150سم لإنتاج الدمورية بهذ العرض ، ويتراوح سعر الماكينة الواحدة ما بين ستمائة جنيه للـ90سم وألف جنيه للـ150سم ، ويجب أن توفر الخيوط اللازمة ويتوقع أن تنتج الماكينة الواحدة حوالي مائة ياردة في اليوم .
(2) ماكينات جيقرز (Jiggers) عرض 90سم ، و150سم وأسعارها مابين ثلاثة آلاف جنيه لعرض 90سم ، وأربعة آلاف جنيه لعرض 150سم . وهذه الماكينات يمكن أن تنتج الدبلان والشاش الطبي والمصبوغات القطنية بمختلف الألوان ، ويتوقع أن تنتج الماكينة الواحدة حوالي خمسة آلاف ياردة في اليوم .
(3) ماكينات تسبق وتلي (Before and After) عملياتها العمليات السابقة وهي :
- الغلايات والهواء المضغوط (Boilers and Compressors) .
- تحضير الخيوط (Preparation of Xara) .
- لف الابيام (Beam Warping) .
- تنشيه الخيوط (Sizing) .
- تجفيف القماش (Fabric Drying) .
- تطبيق القماش (Fabric Folding) .
الماكينات أعلاه أيضاً موجودة وبحالة جيدة ويمكن تمليك كل ماكينة لعدد محدد من العاملين يقومون بتشغيلها وصيانتها وإدارتها ، والقيام بهذه العمليات على أساس تجاري ، وأنها وحدة إنتاجية قائمة بذاتها (Profit Centre) . تعمل هذه الماكينات بقيمة متفق عليها بين الوحدات الإنتاجية المختلفة . مثلاً ماكينات الغلايات تمد البخار لوحدات تنشيه الخيوط وتجفيف القماش بقيمة محددة متفق عليها . كذلك تقوم وحدات النسيج ببيع الدمورية والشاش الخام المنسوج لوحدات الجيقرز بالقيمة بمعنى أن كل وحدة إنتاجية عبارة عن (Profit Centre) تعمل بهذا المبدأ وتضبط كل عملياتها من حيث التكلفة والمواد والإنتاج وكافة أوجه الصرف . معروف أن الوحدة الإنتاجية الصغيرة يمكن لها ضبط كافة متطلباتها بصورة أجود من الترهل الموجود حالياً بالمصانع . باختصار الأمر يحتاج لتدابير متخصصين في هذا الشأن ، ولكل وحدة شخص مسئول مشترك معهم في رأس المال ويشرف عليهم إدارياً وفنياً . وعلى العموم إذا وجد المشروع طريقه للتنفيذ فإن هنالك عدداً كبيراً من الخريجين في هذا التخصص وكذلك كوادر فنية بأعداد كبيرة بدون عمل حالياً نتيجة لتوقف المصانع . أيضاً المشروع يمكن أن يفتح آفاق أخرى تشمل طاقات كبرى في مجال صباغة وطباعة الأزياء النظامية بمختلف مسمياتها وخاماتها فقط إذا تم تأهيل هذه الماكينات .
** عدد العاملين بالوحدات الإنتاجية (وحدة واحدة) :
(1) أنوال النسيج (10-20) عامل .
(2) ماكينات الجيقرز (4-6) عامل .
** عدد العاملين بالوحدات المساعدة :
(1) الغلايات والهواء المضغوط 3 عمال
(2) تحضير القماش 2 عامل
(3) ماكينة لف الابيام 2 عامل
(4) تنشيه الخيوط 3 عمال
(5) تجفيف القماش 2 عامل
(6) تطبيق القماش 3 عمال
الوحدات المساعدة يمكن أن تغذي كل وحدة بأكثر من عشرة وحدات إنتاجية في المرة الواحدة ، ويجب أن يكون لها ميكانيكي وكهربائي للصيانة بمعنى أن كل وحدة مساعدة يمكن أن تشغل حوالي سبعين ماكينة نسيج .
أيضاً المشروع يحتاج لإعادة تجميع وترتيب هذه الماكينات في جملونات بالقرب من بعضها البعض . ويمكن للمشروع أن يخلق فرص عمل لأكثر من مائتي عامل قابلة للزيادة في المراحل الأولية لبدء العمل ويجب أن تقدم دعومات مالية بأي شكل من الأشكال للوحدات الإنتاجية الصغيرة لتنفيذ ما يلي :
1/ البنية التحتية لإنشاء الوحدة من تركيب وتوصيل للكهرباء والبخار والهواء .
2/ سعر مخفض للكهرباء في مرحلة العمل الأولى .
3/ إعفاء من كافة أشكال الضرائب والجبايات في المرحلة الأولى .
4/ مساعدة لوجستية ومتابعة إشرافية من أولي الأمر لتثبيت هذه الأعمال حتى يشتد عودها وتؤتي أكلها ويصبح إنتاجها رائجاً ومنافساً .
والله من وراء القصد
مقدمه
بابكر محمد البشير أحمد
0922219382
خالد أحمد الصول
16-10-2010, 07:00 AM
أخي راشد
شكرا جميلا علي هذا السفر الرائع الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا و قد أوردها و هنا تبدوا المهنية العالية ... و الشراكة الزكية التي ننشدها ...
لك عهدا مني أن أعود لك متفرغا لنتناول هذا السفر تحليلا
لك مني كل المني و خالص التشكرات علي هذا
nehroo
16-10-2010, 10:47 PM
أخي راشد حامد
لك الشكر الجزيل
بوست ضافي يسلط الضوء على جانب مهم من حراك مدينتنا افتقدناه
وكانت نتيجته قاسية على أهلنا ومدينتنا والجزيرة وكل السودان
أكرر شكري لك عزيزي.
محمود (أبو وضاح)
17-10-2010, 02:15 AM
سرد وتحليل ممتاز نتمنى أن ينال الدراسة والتحليل بالإفاضة والتدقيق ومعالجة ما يمكن علاجه (وإعادة مصانع النسيج بولاية الجزيرة لسيرتها الأولى) كما يحلو لأهلنا الانقاذيين ، وطالما كانت هناك رغبة فى زيادة مواعين الايرادات والجبايات ما ظهر منها وما بطن الشغل الشاغل للمحليات ، فلماذا لم تبعث فى هذه المصانع الروح الجديدة من خلال الشراكات الجديدة مع الشركات الصينية أو الهندية أو السورية والتركية ؟؟؟ لما لهم من خبرات ممتازة فى هذا المجال ، وبالتالى تدور هذه المصانع من جديد وتوظف جيوش العاطلين وخروج الآلاف من الأسر المهدودة من دائرة الفقر ، دعوة صادقة لحكومة الولاية بتولية الموضوع اهتمامهم الأولى لإعادة تأهيل هذه المصانع (نسيج النيل الأزرق ، مصنع الصداقة بالحصاحيصا ، مصنع غزل الخاج عبدالله) وبذلك تكون الولاية قد ضربت أكثر من عصفور حتى نلبس مما نصنع !!!!
ahmed algam
17-10-2010, 09:02 AM
سرد وتحليل ممتاز نتمنى أن ينال الدراسة والتحليل بالإفاضة والتدقيق ومعالجة ما يمكن علاجه (وإعادة مصانع النسيج بولاية الجزيرة لسيرتها الأولى) كما يحلو لأهلنا الانقاذيين ، وطالما كانت هناك رغبة فى زيادة مواعين الايرادات والجبايات ما ظهر منها وما بطن الشغل الشاغل للمحليات ، فلماذا لم تبعث فى هذه المصانع الروح الجديدة من خلال الشراكات الجديدة مع الشركات الصينية أو الهندية أو السورية والتركية ؟؟؟ لما لهم من خبرات ممتازة فى هذا المجال ، وبالتالى تدور هذه المصانع من جديد وتوظف جيوش العاطلين وخروج الآلاف من الأسر المهدودة من دائرة الفقر ، دعوة صادقة لحكومة الولاية بتولية الموضوع اهتمامهم الأولى لإعادة تأهيل هذه المصانع (نسيج النيل الأزرق ، مصنع الصداقة بالحصاحيصا ، مصنع غزل الخاج عبدالله) وبذلك تكون الولاية قد ضربت أكثر من عصفور حتى نلبس مما نصنع !!!!
اؤيد واثني اقتراح الاخ
محمود (ابووضاح )
بهذا الشأن وعمل شراكات مع شركات لها
امكانيات وخبرات في هذا المجال
=============
نرجو من حكومة الولاية النظر في هذا الموضوع بكل جدية
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir