المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا مالايعرفه الناس عني (مذكرات انثى غامضة)



الملكة اسماء ( ام محمد )
25-03-2011, 09:30 AM
قصة
في حياة انثى تعشق الخيال وتكره الواقعية
عاشت صاحبتها لحظات وهم وكانت هي الضحية
حدثت هذه القصة في مكان ما من هذه الدنيا
صاحبتها اختفت في ظروف غامضة بعد ان استطاعت الهرب من حراس مستشفى المجانين

قصة كتبتها واعطيتها عنوان (هذا مالايعرفه الناس عني)
فيها افترض ان صاحبة هذه القصص او شخصية البطولة هي انا

لذلك ستلاحظون ان معظم السرد على لساني باعتبار انني اقراء ماكتبت تلك المراءة

الملكة اسماء ( ام محمد )
25-03-2011, 09:36 AM
كاي فتاة من بنات جيلها عاشت (س) حياة عادية جدا وطفولة اكثر من عادية بين والدين شبه منفصلين فقد كان والدها الذي تزوج من اخرى يزورها وامها مرة كل شهر لا بهدف وصال امها لابل ليشعر الصغيرة (س) بانه قريبا جدا منها رغم اختلافه وامها

وحين بلغت (س) سن المراهقة كانت في اشد حاجاتها لوالدها لتتعلم منه اشياء كثيرة لكن انانية زوجة ابيها حرمتها ذاك الحلم البسيط بوجود رجل تتعلم منه فن الحياة الكريمة في زمن كثر فيه عدد الذئاب وقل فيه مسمى ابناء الحلال



\س) التي بداءت بكتابة مذكراتها في سن الثانية عشر عاما اقوم بكتابة قصتها بالإنابة عنها
وكلي امل في ان ينال سردي لهذه القصة اعجابكم اعزائي






فصل اول وعام اول من الاحزان

اليوم استيقظت صباحا لافاجئ بعدد كبير من الناس حولي يبكون ونساء ينحن حزنا
سؤال حار بذهني للحظات قبل ان ادرك انه الموت
اجل الموت
فقد فاجاء الموت عمي والحزن خيم على حياة والدي الذي جاء لزيارتنا بالامس كعادته في كل شهر
لا تبدو امي حزينة فقد بدت شارة الذهن
لا اعلم ماذا اصابني فقد جف الدمع عن مقلتاي وانا التي اعتدت البكاء بلا اسباب احيانا كثيرة


وماهي الا ساعات وتفرقت جموع الناس واصبحنا ووالدي وامي وحيدين في بيتنا الكبير
نظر والدي لوالدتي نظرة واثقة وقال لها
لقد آن الاوان

اليوم تذهب (سارة )لتعيش معي

رفعت امي راسها ناظرة لابي بغضب وقالت له : ومنذ متى وانت والدها او حتى تعرف عنها شياء
لا لن تذهب سارة معك فهي اشد حوجة لي في هذه السن

لم يكترث والدي لكلام والدتي ونظر الي بنظرته الحادة قائلا : سارة هل تريدين الذهاب معي ام ترغبين في البقاء مع امك

اجبته بكل ثقة

اريدكما معا , اريد ان اعيش بينكما , فهل لي بذلك ؟

يتبع

الملكة اسماء ( ام محمد )
25-03-2011, 08:43 PM
لم احظ باجابة من والدي
او حتى امي
بل تبادلا نظرات صامته يشوبها شي من العتاب على ماحصل
لم يكن ذنبهما بل ذنب اهل والدي الذين تدخلوا بينه وبين امي التي استسلمت لامر الطلاق الصادر من والدته رحمها الله

كانت لحظة اتذكر معالمها جيدا فقد علا صوت والداي يومها واشتد علوه لتاتي جدتي لابي مسرعته وتقول له
طلقها يامحمد
طلقها فهي امراءة ناشذ وصوتها مرتفع
طلقها
ان كنت تريد عفوي ورضاي
طلقها

لم ينطق والدي بحرف بل نظر لوالدتي نظرة حزن ورضوخ لامر والدته وقالها بكل استسلام
انت طالق يااميمة

طالق
طالق


توقفت بينهما والدمع يغطي وجهي
ترجيتهما
لم اكن افهم ان كل شي انتهى

بابا يلا قول لماما اسف وخلينا ننام مع بعض زي كل يوم

ماما يلا بوسي راس بابا وخليه يبطل نرفزة ويزعج حبوبة

وفاض دمعي دون توقف
فقد ادركت من دموع والدتي ودمع تحجر في عينا والدي بان هذا المنزل الجميل قد سقطت اركانه وتبعثرت جدرانه

وكان يوم لن انساه

وافق والدي على ان اذهب مع والدتي لبيت اهلها لحين بلوغي سن الثانية عشر

اظنه اليوم الموعود فقد بلغت 12 عاما منذ يومين

وهاهو والدي يتذكر ذلك التاريخ الذي يقرر فيه مرة اخرى حرماني من سعادة الفتها

ولكنه قدري

اعلم انه قدري



هناك في بيت والدي تعرفت على زوجته التي احبتني جدا وعاملتني بلطف غير معهود لدى زوجات الاباء عادة

وكبرت

كبرت وبدت معالم الانثى علي تعلن عن ميلاد انثى طاغية الجمال
تجعل منها دون قصد فريسة وهدف للكثيرن ممن يعرفون انها بلا ام تراعيها او ترشدها جيدا لخطورة هذه المرحلة من عمرها وضرورة محافظتها على نفسها من اللاهثين والطامعين فيها من الرجال


الى ان جاء ذلك اليوم
الكارثة

اسميه يوم الكارثة
لان ماحدث فيه كان كارثة دمرت ثقتي في كل منهم حولي وحتى نفسي

يتبع

abomazeen
25-03-2011, 10:28 PM
كعادة هذا القلم سوف أمني نفسي وانا متابع له
بموجات بين مد الحرف شوقاً لما سيتبع القصة
وبين جزر التشوق والإثارة لاحداث لا نتوقعها
هذه هي الملكة حين تكتب تأسـر الحرف
فنجلس ونحن وقوف بين يدي قلمها
فلا تطيلي علينا فيكفي ما بنا
من شوق لتنابع ما تبقى
والله يكضب الشينة

محمد الجزولى
25-03-2011, 11:24 PM
ويمتد شوقنا الى كتابات الملكة اسماء على إمتداد مساحات الابداع والتشويق لقلمها
ولا يسعنا إلا الجلوس والمتابعة في إنتظار ما ستسفر عنه الأحداث

الملكة اسماء ( ام محمد )
31-03-2011, 09:21 AM
جاء لزيارتنا شقيق زوجة ابي ومعه شابان وسيمان
احدهما كان اسمه مازن
اعجبته
واظنني لاحظت لنظراته الغير مطمئنة

اختبئت عن الانظار الى ان غادر الضيوف

لم تفلح محاولتي في تجاهل تلك الابتسامة التي اخفت ورائها مكر واضح حين ارتسمت على وجه مازن ولا تلك النظرات اللماحه
فقد استطاع ان يقنع شقيق زوجة ابي بكذبة انه نسى هاتفه المحمول لدينا

وعادا في ساعة متاخرة في تلك الليلة لاخذ الهاتف المزعوم تواجده في بيتنا

لم يكن هناك هاتف منسي في بيتنا
بل كان هناك هاتف محمول هدية تمكن مازن بخبث من دسها باحكام تحت كرسي كبير وسط صالة استقبال الضيوف في منزلنا

وفي صباح اليوم التالي
عاد مازن
ولكنه لم يدخل لعلمه بعدم وجود ابي وزوجته

بل وضع ورقة صغيرة امام منزلنا ورحل بعد ان تاكد اني موجودة واني سوف ارى الورقة

هذا ماحدث حقا
فقد وجدت الورقة التي تصف مكان وجود هاتف محمول تحت الكرسي

كان اهداء من مازن لي

لم افهم في بدء الامر سر الهاتف الهدية
بل قررت ان اخبر عنه شقيق زوجة ابي دون ان اعلن عن تلك الورقة وحضور مازن في غياب الجميع

ولكن

فتحت العلبة التي لف مازن بداخلها الهاتف

فضولا مني لا اكثر

وكانت المفاجاءة الهاتف يعمل

رن جرس الهاتف!!!

ارتبكت

لم افهم ماذا يحدث في بدء الامر ظننت الامر مجرد نغمة تشغيل حين لمست الهاتف

لكنه كان اتصال من مازن

اعاد الاتصال
وازددت توترا وارتباكا

ماذا افعل
هل اجيب
ام اهمل الاتصال


بيني وبين نفسي احتاج سؤالي عن مغزى الفكرة ,وقت طويل
فقد زاد حيرتي وفضولي


اجبت بثقة
رغم ارتجاف شفتاي

الو
نعم

كان هو : مازن

القى علي التحية وقال لي بلا اي تردد

لاتعرف عليك اكثر اهديتك هاتف, لعلمي بقلة اوقات خروجك وعدم امكانية لقائي بك
ثم اردف: اعجبتني جدا سارة ..اليس هذا اسمك؟

اجبته : نعم انا سارة , ماذا تقصد بانك اهديتني الهاتف؟هل تعني انه اصبح ملكي؟!!

اجاب على الفور: اقصد انه اصبح ملكك , لكي انتي فقط , ويجب الا يعرف احد بامره والا اخذوه منك , فهمتني ؟
اجبته: فهمتك , لكن لماذا؟

فقال لي : اعلم انك ربما لاتجدين كل ماتطلبين في منزل زوجة والدك او انهم قد يتجاهلون اهمية شعورك بانك الان بنت كبيرة ويحق لك امتلاك هاتف , خاصة وان امك ليست معك , اقصد انك قد تخجلين من طلب كل شي من والدك او زوجته

لا اذكر المزيد من تلك المحادثة
لكني اذكر انها استمرت لساعة على الاقل تبادلنا خلالها الاراء حول بعض المواضيع , الدراسة , الجامعة , صداقة الجنس الاخر .....
اخرجني مازن يومها من دائرة التعرف على الفتيات فقط لدائرة التعرف على الفتيان

ومن هناك كانت بداية قصتي مع مازن
وبعضا من اوجاع ماضي ارتسم فيما بعد على وجه حياتي كلها

لي عودة باذن الله)

mahagoub
01-04-2011, 10:50 PM
ملكة اليراع
اجمل ما فيك
تملكين قوة الجذب فى اسلوب الكتابه
اوقفت كل شئ وبدأت وتوقفت هنا
حيث انقطع انهمار المطر
فواصلى

محمد الجزولى
04-04-2011, 09:58 PM
ومن هناك كانت بداية قصتي مع مازن
وبعضا من اوجاع ماضي ارتسم فيما بعد على وجه حياتي كلها

لي عودة باذن الله)




كثيرة هي آلامنا وجراحاتنا
نحملها رغم مضي الشهور والسنين
نستعذبها احيانا ... ونضيق بها احيانا أخرى
ولكنها تحتاج الى ماهر كي ينسجها حروفا تقرأ
ونحن هنا في حضرة الملكة أسماء نستمتع بجمال السرد وحبكة القصة
ولسان حالنا يقول ( عفوا هذا القارئ داخل نطاق سيطرة الدهشة )

ساريه
05-04-2011, 02:20 AM
مشيتى وين يا الملكه ؟
عودى فقد ملكتى الحواس والقلب بسردك الجميل و المشوق....
منتظرين ....

ساريه
05-04-2011, 02:26 AM
كثيرة هي آلامنا وجراحاتنا
نحملها رغم مضي الشهور والسنين
نستعذبها احيانا ... ونضيق بها احيانا أخرى
ولكنها تحتاج الى ماهر كي ينسجها حروفا تقرأ

قراءه ثانيه ممزوجه بدهشة لهذا الطعم الذى اتذوقه الان وانا اردد هذه الكلمات ...
سلمت يا الجزولى وشكراً

الملكة اسماء ( ام محمد )
24-07-2011, 10:11 PM
من اجلك , ومن اجل كل هذي الاقلام هنا
عدت لاواصل ,,,, فعذرا لغياب السرد



وصباحكم , خير

الملكة اسماء ( ام محمد )
24-07-2011, 10:16 PM
الحضور الغالي , اعذروني لطول الغياب , ولي عودة باذن الله لكل مداخلاتكم هنا

والان , نواصل باذن الله

الملكة اسماء ( ام محمد )
24-07-2011, 10:22 PM
استمرت محادثاتي السرية مع مازن الى ان تمكن من الاستيلاء على عقلي وقلبي معا
فاصبحت لا اطيق غيابه او عدم سماعي لصوته بين الحين والاخر

احس مازن بتعلقي الشديد به فشرع في طلب المزيد!!!
اجل ...فقد طلب مني الاكثر من مجرد حديث هاتفيا دافئ او كلمات عشقا تصف حال قلبي منذ عرفته

وفي ذات ليلة علم مازن بغايب والدي وزوجته عن المنزل وذهابهما لحضور حفل عشاء لدى احد الاصدقاء
فجاء لمنزلنا وطلب مني فتح الباب
رفضت الفكرة
فغادر ولكن... بعد ان قرر عقابي بحرمانه لي من سماع صوته الذي اصبح بمثابة شعاع نور اتمسك به كل يوم اكثر

لم اكن اتوقع ان يغضب مني لتلك الدرجة
او يقاطعني فلا يتصل او يجيب على محادثاتي

كان يعلم اني اعشقه حد الجنون
وكم حاولت ان اعرف اخباره بشكل غير مباشر من شقيق زوجة والدي دون جدوى

وبعد محاولات يائسة و في ذات ليلة اتصلت به هاتفيا فاجاب بصوت حزين:
ماذا تريدين ياسارة بعد ان حطمتي قلبي؟
اجبته على الفور: لا ياحبيب العمر والله لا اقصد تحطيم قلبك لكنك تعلم ماذا قد يحصل ان فتحت لك الباب

فرد علي بغضب: وماذا تتوقعين اني فاعل بك ؟ هل جننتي ؟ ايعقل ان اؤذيك وانتي نور عيناي ؟ لا ياسارة لست هكذا ابدا ..
يبدو انك لم تفهميني بعد

فقاطعته : لا لا يا حبيبي انا لا اقصد انك قد تؤذيني بل اقصد ماذا سيفعل ابي ان وجدك معي في غيابه ؟
وماذا سيقول عنا الجيران ؟ هل ترضى ان اكون محور حديثهم ؟

فاجابني: في هذا لك الحق.. اعتذر ان نسيت كل ذلك حينها .. لكن عليك ان تفهمي ان عشقي لك يفوق حد المنطق والمعقول

وماهي الا ثوانِ حتى عاد بوحنا الشفيف وعادت المياه بيننا لمجاريها
وقبل ان ينهي مازن حديثه معي قال لي:
بمناسبة حديث الجيران وراي والدك ان وجدني ما رايك لو خرجنا معا لمكان لا يعرفنا فيه احد ؟
اقصد قد يكون ذلك حل افضل لي ولك فلا نذهب لمكان نتوقع فيهو حضور احد نعرفه ولا جار يعرفنا


انهيت المحادثة بعد ان وعدته بان افكر في الامر

شغلت بالي تلك الفكرة واخذت اقلبها يمنة ويسرى
مازن يحبني فلا يمكن ان يؤذيني ...
لو خرجنا لمكان لا يعرفنا فيه احد كما قال سوف نحقق شيئين هامين جدا
سوف اراه فلا يغضب او يظن اني لا اتمنى رويته كما يتمنى
وسوف لن يرانا احد فيغضب او يعترض على قصة حبنا


وبعد اسبوع من التفكير قررت ان اخرج بصحبة مازن
معللة خروجي لوالدي باني ساذهب لزيارة صديقاتي وقد نخرج معا لزيارة صديقة لنا ترقد في المستنشفى
وقد كان ان وافق ابي لعلمه اني لا اخرج الا قليلا وفي حدود

خرجت من منزلنا في تلك الليلة ولم اعود

ابـــــــداًًً



http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/154675_158113070899279_157353297641923_289871_3584 384_n.jpg

الملكة اسماء ( ام محمد )
24-07-2011, 10:32 PM
امام باب منزلنا وقفت لبرهة افكر في مدى خطورة مااقوم به
لكن قطع تفكيري وقع سير احد جيراننا بالقرب مني
لم التفت اليه بل سرت مسرعة صوب ساحة قريبة اوقف فيها مازن عربته منتظرا وصولي بفارق الصبر

ركبت معه
لم الق عليه التحية بل طلبت منه ان يتحرك بسرعة قبل ان يرانا احد

انطلق مسرعا تلبية لطلبي

وصلنا , حيث انتظرني قدر لم اتوقعه ابدا

طلب مني مازن ان انتظره لحين يتاكد من سلامة المكان
كانت لحظات انتظاري له تشبه لحظات انتظار خروج روح احدهم

بتوتر شديد كنت اراقب الساعة الملفوفة في معصمي كثعبان
وطوق القلق رقبتي حتى كدت اختنق

عاد مازن وطلب مني ان انزل بهدوء والا احدث ضجة اثناء دخولي للشقة التي اعطاني مفاتيحها وصفها لي في عمارة متوسطة الطول
صعدت السلم في قلق وخوف شديدين بينما كان مازن قد وعدني بان ياتي بعدي مباشرة فهو يريد ان يضمن انه مامن احد سيرانا معا

فتحت باب الشقة وكلي امل في اين يمر هذا اليوم على خير

دخلت بسرعة واغلقت الباب من بعدي
اتخذت من اريكة قريبة مكانا مناسبا لانتظار مازن ومراقبة الاحداث حولي

شي من الخوف اعتراني
ورغبة في التراجع عن تلك الخطوة تملكني

لكن وقع خطوات اقدام قادم نحو الباب استوقفت تفكيري
فهرعت مسرعة لافتح الباب
فتحته
ظننا مني انه مازن

لكنه لم يكن .... مازن

صمتا اوقف عاصفة تفكيري المتسارع قبلها بلحظات
و... و ... لم اشعر بقدماي ..فلم تعودا قادرتين على حملي ابدا

كان هو

شقيق زوجة والدي

لوهلة احسست بان كل شي حولي يسقط
واني اسقط
لكنه امسكني قبل ان اصل للارض

حملني
وهناك وضعني
وجلس يراقبني الى ان افقت من اغماء دام لدقائق

ثم سالني : لماذا ؟ لماذا لم تخبريني بمايحدث بينك وبينه ؟ هل احببته ؟ ماذا فعل بك ؟

سيل من الاسئلة .. وانا لا اقوى على شي سوء البكاء بالم

اتبع اسئلته: هل لمسك...
قاطعته : لا لا لا لم يحدث , لم يفعل بي شيء

فاردف قائلا: لن اصدقك ابدا ,فمازن صديقي ويستحيل ان يتركك وانتي تزورينه في بيته ..عادا ان يكون ليس برجل..

فقلت له: ربما احضرك القدر لانقاذي فقد ترددت كثيرا ولم اكن ارغب في المجيء الى هنا , لكنه اراد ذلك, وان كان حقا كما تقول عنه فاخرجني بربك من هنا

ابتسم وهو ينظر لمازن القادم بخطوات واثقة نحونا
ظننت ان مازن لن يجي حين يعرف بوجود شقيق زوجة والدي في الشقة , وظننت شقيق زوجة ابي سوف ينهال عليه ضربا حين يراه

ولكن....

كنت مجرد مشروع تحدي وفوز بالسبق بينهما
فقد تراهنا على من يستطيع ان يجي بي ليفعلا بي ما كانا ينويانه

وقبل ان يبداء حربهما على جسدي الهزيل قال لي شقيق زوجة والدي: "كنت اعلم ان مثلك لا يستحق مشاركة اختي البيت والميراث والشرف"
وماهي الا لحظات حتى ....
قتلاني وانا على قيد الحياة
جرداني من كل مايجعل امراءة تعيش كريمة في هذه الدنيا

كشفا عن كل جارحة اخفيتها حتى عن نفسي
مارسا كل اشكال العنف التي يمكن ان تمارس على امراءة رغما عن انفها

صورا , كل ماجرى بيني وبينهما
واحتفظا بشعار اقتحامهما حصوني , لا تخفيه السنين ولا البكاء

قاومت
دون جدوى

صرخت , لم يستجب لندائي احد

فقد كان بناء مهجور كما عرفت فيما بعد


وفي ختام جرمهما
هدداني باني لو نطقت بحرفا يكشف عما جرى سوف يقدما الشريط لوالدي

واني لو عدت لوالدي بعد انتصاف الليل لابد انه سيقتلني
فمن الافضل الا اعود

لم يكونا يعلما باني لن اعود
فكيف اعود وانا موصومة بالعار

كيف وقد ضاع مني كل ما املك


فقد صدق شقيق زوجة والدي : فمثلي لا يستحق الميراث والشرف

مضيت بخطوات تحيطها الحسرة والالم
بكيت وتاسفت على عمري حيث لم ينفعني الندم

ركضت دون توقف بلا وجهة ولا مكان اقصده
فقط ركضت
وركضت
وركضت


http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/156552_159005440810042_157353297641923_294522_2861 001_n.jpg

الملكة اسماء ( ام محمد )
26-07-2011, 12:27 AM
افقت صباح اليوم التالي لاجد نفسي ممدة بجوار حاوية اوساخ كبيرة يبدو اني وسط الارهاق والحزن وجدتها مضجع افضل !!
تلفت يمنة ويسرى لعلي اعرف اين وصل بي مطاف الخيبة والرذيلة
لم اعرف اين انا
ولا حتى كم الساعة من نهار ذلك الليل المشؤوم

حشرت نفسي بين الحاوية والجدار الكبير خلفي كي لايراني احد وشرعت في بكاء طويل
ونحيب كسر صمت المكان حولي
مر شريط ذكريات الامس بعقلي حتى كاد يذهبه

تبا ... ماذا فعلت بنفسي
لماذا حدث بي كل ذلك؟
هل انا احلم ؟ اهو حلم مزعج ساصحو منه حين تخرج الشمس

لا وربك ياسارة انها حقيقة فلا يزال الجرح ينبض ببدايات النهاية
ولا ازال ارى اثار جرمي في حق نفسي

يالسخرية القدر!!
وانا التي كنت اتلحف الحرير وريش النعام. انام اليوم على ارض قاسية متسخة وطئتها الاوساخ قبلي؟!!!

ياالله
كم انا ضائعة ..اين انت ياامي ؟ ليتك معي ياحبيبتي ... ليتك تعلمين بماجرى لي
ليتك هنا الان لارتمي على احضانك وابكي كما كنت افعل وانا صغيرة , اشكو لك , واحكي لك عما يضايقني
ضااااااااقت بي اليوم ياامي
فابنتك بلا شرف ولا بيت يتحمل اثمها

ليتك معي ياامي

بكيت , بكيت , بكيت حتى جف دمعي ولم يعد مايمثل حزني غير وصمة عار وحزن طبعت على جبيني للابد

فجاءة دارت ببالي فكرة عما قد يحصل اذا علم ابي , واذا لاحقني سوء الحظ واصبحت حاملا من احد الوغدين

ياللهي
ياللهي

ردتتها بيني وبين نفسي وانا اتلفت كالمجنونة خشية ان يراني احد
فقد اصبحت اشعر بان اثمي سيعرفه الجميع وتشتم رائحته وحوش البشر من اللاهثين خلف امراءة بلا عنوان مثلي

حملت نعلاي بيدي وركضت بلا وجهة معروفة , ركضت بسرعة شديدة
لم اكن اعرف الى اين اذهب
فقط ركضت

الى ان وصلت الى مدرسة لم تكن بعيدة عني
هناك وقفت اراقب دخول بعض الطالبات للمدرسة
عندها فقط احسست بعظم مصابي وكبر فجيعتي في نفسي باني اليوم (امراءة بلا سلاح) واني الان لا امتلك شياء غير اسمي البائس(سارة)

كنت متفوقة في دراستي . اتذكر تماما غيرة زميلاتي من مستواي الاكاديمي واشادت معلماتي بي
والان اين انا من فتيات اخترن العلم سلاحا والاخلاق قاعدة ليجدن مكانا مناسب وسط عالم لايدرك الذلات ولا يفهم الاخطاء ولا عذر لمن تخلف عن الركب

وانا وسط حزني وصدمتي لواقعي المرير خشيت ان يراني احد يعرفني فهربت مسرعة ابحث عن مكان اكثر بعدا عن انظار المارة


وهناك توقفت امام منزل مهجورا كما بداء لي في ظاهر الامر
ترددت كثيرا وانا افكر في الدخول اليه
ولكني وجدت انه الحل الافضل للاختباء بعيدا عن الناس وذئاب البشر ممن تستهويهم ملامح الانثى التائهة

كان منزلا صغيرا لا يبدو ان هناك من سكنه في وقت قريب
فالمنزل الخالي من الاثاث كان متهالك الجدران
مسكونا بمجمعات من العناكب والحشرات الصغيرة
ورائحة القطط تعج بداخله حتى كادت تخنق انفاسي

جلست في احد زوايا ذلك المنزل افكر في كيفية جعله ماوئ مؤقت لي حتى ارتب افكاري المتضاربة ونفسي المكسورة لعلي اجد حلا لما آل اليه حالي بين ليلة وضحاها

لم يكن الجوع واحساس العطش يؤلماني بقدر احساس الم فاق حد التصور بداخلي
فكل مابداخلي يبكي وكل حواسي تبحث عن مخرج من ذنب كبير وجرم خطير

عدت لموجة البكاء التي ادركت اخيرا انها لن تنفع


غابت شمس ذلك اليوم مودعتا ميلاد حزني الاكبر
الذي ولد مع مغيب شمس الامس
وضاع معه امل العيش بانفة وكبرياء
معلنةبداية اعوام من التعاسة
والحزن و الشقاء

سكن الليل
ولم يبقى غير اصوات صفير صرصار الليل
والكثير من عواء الكلاب الضالة

ارتعش جسدي خوفا
و جوعا وعطش

لم اغمض جفناي في تلك الليلة
ولم يرهقني غير التفكير
ولم يزعجني غير احساس العطش والجوع الذي يقطع تفكيري في كل لحظة

فكرت في الخروج خلسة للبحث عن بعض الطعام والماء
وجدت حديقة بالقرب من المنزل المهجور
اسرعت صوبها فقد كنت اشعر باني قد اسد رمق جوعي هناك
فوجدت بعض الطعام والماء على مقاعد تلك الحديقة

كنت اركض صوب مااراه من فضلات طعام اراها
واكلها بشراهة غريبة
فقد بدوت كمن حرم الطعام اعوام واعوم

وخرجت مسرعة بعد ان وجدت قنينة ماء زجاجية شربت منها حتى ارتويت وحملت الباقي معي
متجهة صوب المنزل المهجور الذي اتخذته مضجعا لاحزاني

وحين وصلت سمعت صوت وقع اقدام بالداخل

خفت للحظة وارتعشت مفاصلي
لم ادرك ماذا افعل
بل تسمرت امام الباب اترقب خروج مابداخل المنزل الذي كنت قد تركته فارغا

يتبع باذن الله
http://a3.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/155415_160234164020503_157353297641923_300318_6867 358_n.jpg

محمد الجزولى
26-07-2011, 08:57 PM
امام باب منزلنا وقفت لبرهة افكر في مدى خطورة مااقوم به
لكن قطع تفكيري وقع سير احد جيراننا بالقرب مني
لم التفت اليه بل سرت مسرعة صوب ساحة قريبة اوقف فيها مازن عربته منتظرا وصولي بفارق الصبر

ركبت معه

http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/156552_159005440810042_157353297641923_294522_2861 001_n.jpg


يا لهذه القلوب الرقيقة عندما تسيطر عليها العواطف
فتقودنا معصوبي العينين الى هلاكنا

محمد الجزولى
26-07-2011, 09:10 PM
امام باب منزلنا وقفت لبرهة افكر في مدى خطورة مااقوم به
ظننت ان مازن لن يجي حين يعرف بوجود شقيق زوجة والدي في الشقة , وظننت شقيق زوجة ابي سوف ينهال عليه ضربا حين يراه

ولكن....

كنت مجرد مشروع تحدي وفوز بالسبق بينهما
فقد تراهنا على من يستطيع ان يجي بي ليفعلا بي ما كانا ينويانه





لا حول ولا قوه الا بالله
ويحي لهذا الزمن الذي ( عميت) فيه القلوب
وتشاركت المصالح لاغتيال كل ما هو بريء
سعيا وراء ماده لن تدوم
وشهوات محرمه
سرد رائع ملكة الإبداع ( ام محمد )
في انتظارك دوما هنا

خالد علونى
27-07-2011, 05:03 AM
ملكة حروف المنتدى



اعذرى حروفي ولكنها في حضرتك تكتفي بالسكوت



لذلك سأكتفي فقط بتسجيل حضور ومتابعة


كوني دوماً بكل الخير

الملكة اسماء ( ام محمد )
28-07-2011, 08:29 AM
وقفت انتظر خروج من بالمنزل المهجور وقد تجمدت الدماء في عروقي خشية ان يكون ذئبا بشريا اخر لحق بي وانا اتجول خلسة في الشارع

فكرت في وسيلة للدفاع عن نفسي وعصف حزنا بداخلي وانا استرجع هجوم الوغدين علي لسلبي اعز مااملك , فقمت بكسر القنينة الزجاجية لاصنع منها اداة حادة للدفاع عن نفسي

فجاءة صمت الصوت المنبعث من الداخل , واظن ان من في الداخل سمع صوت كسري للزجاجةترقبت خروجه للحظات لياتيني صوت طفل صغير متسائلا : سعد هل اتيت ياصديقي؟!!

وقفت في دهشة وحيرة لصوت الطفل الذي بدد خوفي وبداءت اختلس النظر برفق حتى رايته ,طفل يبدو في العاشرة من العمر جالسا القرفصاء وقد وضع امامه كومة خبز مفتت وقليل من بقايا مشروبات متهالكة الحاويات ,رمقني بنظرة متسائلة وخائفة جدا
ترك كسرة الخبز التي كانت في يده وسالني: من انتي ؟ وماذا فعلتي بصديقي سعد؟
اجبته على الفور: انا سارة ؟ ولكن من انت ومن هو سعد ؟ اقصد لماذا انت هنا الان في هذا الليل المخيف؟

فابتسم الصغير بعد ان شرع في تناول كسرة الخبز وقال لي: فهمت فهمت انتي متشردة مثلنا انا وسعد ولا عجب ان قلتي لي انك بلا والدين اصلا

فقاطعته على الفور: لا لا انا لدي والدان ,وهما على قيد الحياة ايضا

ثم تنهدت بحزن وادرفت: لكنهما منفصلان ولا اظنهما يعلمان كم اشتاق لاحضانهما الان

فاشار لي الصغير يدعوني لتناول بعض الخبز ان اردت , لكنني اخبرته باني قد اكلت قبل قليل

تبادلنا اطراف الحديث انا والصغير الذي اخبرني ان اسمه عبد الله وانه بلا والدين فمنذ فتح عيناه للدنيا وهو بلا ديار ولا اهل ,وان دار للايتام وفاقدي الوالدين كفلته لكنهم اخرجوه بعد ان اصبح عمره تسعة اعوام ليعتمد على نفسه ويشق طريقه في الحياة !!!

اصابتني الدهشة وانا اسمع قصة عبد الله المثيرة

فباغتني بسؤال مؤلم: وانتي ياسارة ماهي قصتك ؟

لم اجبه بل اعتدلت في جلستي وقلت له : قصتي ياعبد الله لا تصدق او لنقل لا تحكى ,ولعلني استطيع ان احكيها لك يوما ما , لكن دعني استوعبها في بدء الامر

قطع حديثنا وقع اقدام شخصا قادم فقال لي عبد الله : اطمئني انه سعد , فانا اعرف طريقة مشيته خاصة وانه ...
ليقطع حديثه صوت سعد الذي وقف امامنا في ذهول بعد ان شرع في القاء التحية ,لم يكن سعد بالشي المفاجئ لي فعبد الله قد اخبرني من قبل ان له صديق يعيش معه هنا, لكن ماجعلني انظر لسعد بصمت بالغ هو ان سعد كان مبتور الرجل اليمنى ولا زلت اذكر كيف انه بذكاء بالغ ثبت عصا كبيرة في مكان رجله المقطوعة !!!

فقطع عبد الله صمتنا معرفا سعد بي ومعرفني بسعد اكثر
واردف قائلا: سعد هذا مثلي لكن يبدو ان الكلاب الضالة لم تفلت قدمه حين وجدته عاجز عن الدفاع عن نفسه بعد ان رمته امه في كومه اوساخ لتلتقطه سيدة تبيع الشاي وتذهب به لذات الدار التي كنت فيها


لم اشعر بغير الدمع ينساب على خدي حزنا واسافا لحال عبد الله وسعد
ودار بخلدي سؤال بلا اجابة : ماذا كان ليكون حال طفلا انجبه انا بلا قصد ؟؟

يا الله , كم هي قاسية نهاية الاشياء

جلس سعد وتبادلنا اطراف الحديث ثلاثتنا بعد ان اتفقنا على ان نعيش معا بما اننا لا نمتلك ديار مناسبة

فاخترت حجرة وتركت الاخرى لسعد وعبد الله بعد ان اتفقا معي على الا اغادر المنزل ابدا خوفا علي من الطامعين ووعداني بان يحضرا لي كل مااحتاجه شريطة ان لا اسبب لهما المتاعب


تمددت تلك الليلة على الارض بعد ان توسدت قطعة قماش اعطاني اياها عبد الله ,لم انم في تلك الليلة بل شرعت في تفكير طويل وانا استرجع قصتي المشؤمة وقصة عبد الله وسعد
وفي بالي سؤال حائر: وماذا بعد ؟
http://a3.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/69572_161895900520996_157353297641923_308611_31989 67_n.jpg

الملكة اسماء ( ام محمد )
28-07-2011, 08:31 AM
ود الجزولي
علوني

وجودكما الدائم ومتابعتكما اللصيقة تجعل لسردي احساس رائع

فشكرا صديقاي

اميمه عشريه
28-07-2011, 08:47 AM
فضلت ان ابعث اليك بتعليق خاص في رسالة خاصه جدا ولكن احزنني انهم قالوا لي ان الملكه لا تحتمل الازعاج وفضلت عدم تلقيها اي رساله من اي كائن كان ...!!!!؟؟
فاضطررت للكتابه هنا حيث الجمع الغفير والمعجبين ....
فاعلمي يا صديقتي انني هنا ارقبك بعين الاعجاب ...وانتظر الاحداث لاتلقاها وهي ساخنه طازجه

دمت لاختك اميمه عشريه

آلاء عبد الرحمن
30-07-2011, 10:12 AM
متابعين


^_^

الملكة اسماء ( ام محمد )
30-07-2011, 10:37 AM
ظللت على تلك الحال اشهر طوال خلالها تعرضت لمحاولات تحرش عديدة غير ان اخواي في العذاب والتشرد سعد وعبد الله لم يتركا خطر يتجاوز مجرد التهديد لحياتي وماتبقى من كبريائي كامراءة

اصبحت لا اطيق البعد عن سعد وعبد الله واترقب لحظة عودتهما بفارغ الصبر
وفي ذات ليلة وبينما اختلس النظر للشارع لارى ان كانا قد عادا وجدت جمع من رجال الشرطة يطوقون المكان ويبحثون عن شيء لم اعرف ماهو حتى صاح (احدهم لا اظن انهما قد جاءا الى هنا هيا يارجال) غادر رجال الشرطة بعد ان بحثا في كل مكان الا انهم لم يصلوا للبيت الذي اختبى فيه

وبعد لحظات من مغادرة رجال الشرطة عاد سعد وعبدا الله مسرعين الخطى وقد بدت على وجهيهما بعض ملامح الخوف والهلع\
شكرا الله لاني لا ازال بالمنزل ثم اخباراني بان رجال الشرطة يمسحون المنطقة بحثا عن المشردين امثالنا

ظللنا الليل كله نفكر في طريقة لنحمي انفسنا من مصير تخبئه لنا ايدي رجال الشرطة ان امسكوا بنا

مكثنا في المنزل بضع ليال حتى ظننا ان الوضع قد اصبح امنا لنخرج من جديد بحثا عن قوت يسد رمق جوعنا
ويكفينا شر تشرد نعيش فيه

وفي يوما من الايام وبينما سعد وعبد الله غائبين عن المنزل
, طرق احدهم الباب
ترددت كثيرا قبل ان اسال الطارق عن هويته
غير ان صوت الطارق اتاني خافتا يقول( افتحي الباب ياسارة رجال الشرطة سياتون هنا بعد قليل) اسرعت الخطى نحو الباب لافتح لصاحب الصوت
فاذا بها فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها السابعة او اقل ترتدي ملابس رثة
جاءت لتحذرني من رجال الشرطة بعد ان ارسلها سعد وعبد الله لتخبرني بان رجال الشرطة قد امسكوا بهما هم ومشردين اخرين كانوا يجوبون الشوارع معا بحثا عن الطعام

لبست نعلاي وامسكت بيد الصغيرة وهربنا بلا وجهة محددة
حتى وصلنا لمكان امن لم يصل اليه رجال الشرطة اليه بعد
وهناك اخبرتني الصغيرة بانها وبرفقة فتيات اخريات قررن تسليم انفسهن لدار رعاية خاصة بدل ان يقعن في ايدي رجال الشرطة ولا يدرين ماذا قد يحدث لهن عندها

اعجبتني تلك الفكرة فلم اشاء ان اصبح فريسة سهلة وصيد وفير لاحدهم مرة اخرى

سرنا حتى وصلنا لحيث يقمن بقية الفتيات ,و هناك تحركنا صوب دار رعاية كبيرة رحبت بنا صاحبتها و وافقت على بقائنا في الدار شريطة الا نسبب لها المتاعب او نؤذي بقية الفتيات في الدار

وهناك تغيرت حياتي كثيرا وعادت الي ثقتي في نفسي واصبحت من افضل فتيات الدار سمعة واخلاقا ,غير ان سؤال ظل يتردد ببالي دائما عذبني كثيرا وهو ( ترى ماذا حدث لسعد وعبد الله يومها؟)
يتبع باذن الله
http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/65421_163271680383418_157353297641923_315595_56547 36_n.jpg

الملكة اسماء ( ام محمد )
30-07-2011, 10:40 AM
استاذتي : اميمة عشرية
غاليتي : وآلاء عبد الرحمن

وجودكما يسر قلبي كثيرا.. حبيباتي
فلا تطلن الغياب عن صفحاتي

محمد الجزولى
30-07-2011, 09:42 PM
وهناك تغيرت حياتي كثيرا وعادت الي ثقتي في نفسي واصبحت من افضل فتيات الدار سمعة واخلاقا ,غير ان سؤال ظل يتردد ببالي دائما عذبني كثيرا وهو ( ترى ماذا حدث لسعد وعبد الله يومها؟)
يتبع باذن الله

ونحن أيضا في المتابعة أختي الملكة
( سلم هذا القلم المدهش )

ساريه
30-07-2011, 10:55 PM
ملكة القلوب ...


حضور ومتابعه ..

همسات
30-07-2011, 11:26 PM
الصديقه الغاليه ملكه الحرف الجميل
ظللت أتابع في صمت وانبهار
لهذا الاسلوب المدهش السلس
المتمكن جدا ..........
اشكرك كثيرا جدا علي هذه
اللوحه الجميله حرفا وكلمه
قصه وعبره .........
لك اسجل بصمة أعجاب
تحياتي

الملكة اسماء ( ام محمد )
02-08-2011, 01:22 AM
لم اجد اجابة لسؤالي رغم اني سمعت من بعض الفتيات في الدار ان هناك بعض الصبية قد تم اعتقالهم ونقلهم لدار خاصة بالاصلاح لتاهيلهم

تمر الايام سريعا ويكبر حلمي كاي فتاة في الارتباط وتكوين اسرة غير ان ذلك الحلم ظل حبيس نفسي وكسير الجناح بداخلي فانا اعلم ان مثلي لا مستقبل لهن بعد ان اضعن اغلى مايمكن ان يجعل رجل يقبل ويدفع عمره ليناله

لم اكترث لذلك الحلم الذي ظل يراودني كثيرا وفضلت ان امضي قدما في حياتي بعيدا عن الاحلام المستحيلة
كانت تطلب مني صاحبة الدار قراءة الصحف اليومية واعطائها ملخصا بما ورد فيها لانها علمت بمقدرتي على القراءة

الى ان اتاحت لي فرصة لاكمال تعليمي حين علمت اني لست كباقي الفتيات اللاتي لم يكن متعلمات ولا يعرفن القراءة

وفي ذات يوما وبينما انا اطالع الجرائد وجدت خبر عن عائلة فقدت ابنتها وابلغت الشرطة للبحث عنها ولا اخبار حتى اليوم عن الفتاة التي اختفت في ظروف غامضة ولا جثة او حتى دليل على انها لاتزال على قيد الحياة

انها انا , اعلم اني المقصودة
تمنيت بيني وبين نفسي ان اكون قد مت وقد وجدوا جثتي ليرتاح قلب والداي ويقطعا الامل في ايجادي يوما ما
لكن يبدو انهما لا يعرفان باني غياب مثل غيابي قد يطول مالم يصبح ابديا

وفي احد الايام وبينما انا اذاكر في بعض الكتب التي اعطتني اياها معلمة خصصتها صاحبة الدار لتاتي كل يوم وتساعدني على اجتياز المرحلة الثانوية

امسكت بقلمي وشرعت اكتب , مذكراتي
لم اكترث لشي غير الم بداخلي اجتاح صدري واحتجت ان اخرجه
وفعلت
كتبت قصتي بادق تفاصيلها

وحين حان موعد النوم خبئت تلك القصة بعيدا حيث لن يعرف احد بمكانها غيري

كنت في كل يوما اتوق لوقت اختلائي بنفسي لاكتب واسرد قصتي لعل الم بداخلي يخرج فبما اني لا اجرو على حكيها لاحد سوف الورق

وهكذا ظللت على تلك الحال اياما واشهر

وفي ذات يوما
لم اجد مذكراتي , بحثت في كل مكان ولم اجدها
هنا وهناك
وفي كل الدار

لم اجدها
اصبت بحالة ذعر وخوفا من ان تكون قد سقطت بين يدا صاحبة الدار التي لم اخبرها يوما عن قصتي الحقيقة
واثناء بحثي وجدت احد الصغيرات في الدار تجلس في زاوية قريبة وتشخبط على شيء اسرعت نحوها فوجدتها تشخبط على مذكراتي!!
غضبت جدا وودت لو باستطاعتي ضربها في تلك اللحظة لكني تمالكت نفسي وسالتها: كيف وجدتها , ومن اذن لك بدخول غرفتي ؟

فابتسمت الصغيرة واخبرتني انها ارادت ان تعرف ماذا يشغلني وقد لاحظت انشغالي عنهم بهذا الدفتر لذلك قامت بالشخبطة عليه

ابتسمت رغم حزني على بعض الصفحات التي طالتها يد الصغيرة بشي من التخريب

ومنذ تلك اللحظة توقفت عن كتابة مذكراتي لحين ارتب موعدا خاصا لا يشغلني عن بقية الفتيات في الدار


وبعد ان اعددت نفسي ورتبت كل مواعيدي اخترت الليل كافضل وقت لاخلو فيه بنفسي واكتب كل مايجول بخاطري
وفي ذات ليلة ...

يتبع
http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/168617_171835766193676_157353297641923_365121_2221 358_n.jpg

الملكة اسماء ( ام محمد )
02-08-2011, 01:24 AM
سارية
همسات
عزيزات قلبي
حضوركن يعني الكثير ومتابعتكن تحث قلمي على المزيد

فكن دائما حضورا وتشجيع وادهاش في احيان كثيرة
وكن بالف خير

احمد ابو امنة
02-08-2011, 03:14 AM
اسلوب شيًق و سهل ممتنع
هل تعلمى يا أم محمد (الملكة اسماء) ...... أنتى ملهمتنا عندما تولد الحروف قسراً
أو نحاول تأليف حكاية
شكرى

احمد ابو امنة
02-08-2011, 03:29 AM
متابع
و
مشنوق على حبل الأنتظار
عسى تهل علينا الملكة

طائر النورس
03-08-2011, 04:16 PM
لامست هذه القصة الوجدان

ولذلك

اتابع في صمت

آلاء عبد الرحمن
03-08-2011, 11:29 PM
متابعين
وين اختفيتي
:)

الملكة اسماء ( ام محمد )
03-08-2011, 11:41 PM
ففي ذات ليلة قمت بكل واجباتي اتجاه فتيات الدار ممن يحتجن لمساعدتي وشرعت في البحث مكان هادئ استطيع فيه ان استجمع ذكريات ايام انقطعت فيها عن الكتابة لادونها في مذكراتي الخاصة
في تلك الليلة صدر صوت غريب قادم من خارج الدار ظننت في البدء انه ربما يكون لصا ظن ان في هذه الدار نفائس تستحق ان يخاطر بحياته من اجلها

استرقت النظر عبر نافذة بجواري لاجدها احدى الفتياة تحاول الخروج خلسة لملاقاة شاب وقف لها بجوار سور الدار
لم اتمالك نفسي ووجدتني اصرخ فيها بعد ان فتحت النافذة على مصراعيها وطلبت منها ان تعود للداخل

عادت الفتاة للداخل مسرعة وقد غطت وجهها كي لاعرف من هي
اسرعت صوب الباب لاعرف من كان الشاب الذي انتظرها امام السور
لم افلح في كشف هويته
عدت مسرعة للداخل لاعرف من كانت الفتاة وحتى اثنيها عن قرار الخروج برفقة احدهم خارج الدار لكني لم اعرف من هي ايضا
حيث انها افلحت في تغطية وجهها في البداية وافلحت في تمثيل دور النائمة وسط مجموعة الفتاة الاخريات

عدت لاكمل كتابة مذكراتي التي تبعثرت بعض افكاري فيها بين خوفي على بنات تلك الدار وبين ماض وصم على جبيني حزن لا ينسى وعار لا ينمحي

في تلك الليلة غرقت في بحر من الدموع فقد شرعت في بكاء شدديد حين مر شريط ذكريات جرحي امام عيناي مرة اخرى
وجدت نفسي اسجل زيارة مفاجئة لماضي حياتي
ومر بذاكرتي والدي
ووالدتي
صديقاتي في المدرسة
واصدقائي من ابناء الشوارع
وبلا شك الذئاب التي وصمتني بالعار للابد

لم اتمالك نفسي ولا الحزن الذي سكنني من جديد

عقدت العزم على الرحيل
فقد احسست بان في حياتي صفحة لم تطوئ بعد
وكانت بمثابة ماض يعاوده حنين الالم في كل ليلة


ثار غضبي على كل شي حتى نفسي

اخذت ورقة وشرعت في كتابة رسالة لصاحبة الدار احكي لها فيها عن سر بحياتي يجعلني اهرب
وعن مستقبل لن يشرق ولو ظنت هي ذلك فهو موشوم بالعار منذ زمن طويل

هربت دون ادنى تفكير
اغلقت عقلي على فكرة واحدة وهي ان هناك حسابات لم تنتهي بعد وان حياتي رهن بظهور احد ابطال فصولها الاولى

كان كل همي لحظتها هو الا يلاحظ احد خروجي لحين اتمكن من الذهاب لابعد مكان حيث لا يعرفني احد


نجحت في الهرب
ووجدت اول خيط يوصلني لنقطة البداية

منزل اهل زوجة والدي اي بيت الذئب البشري الذي قتلني يوما ما شقيق زوجة ابي

كانت الساعة الاولى من فجر ذلك اليوم الذي اعلن ميلاد خروجي للابد من دائرة الحزن لدائرة اوسع وهي دائرة الهروب الابدي للمجهول

اتخذت من جذع شجرة عملاقة حائط يخبئني من اعين المارة لحين شروق الشمس لعلي استوضح شكل المكان واتآكد من وجهتي

اظنني غفوت فقد ايقظتني سيدة طاعنة في السن تحمل بيدها اغراض وتتجه صوب منزل زوجة والدي

اوقفتها وسئلتها : هل تعرفين اين تسكن ابنت صاحب هذا المنزل اقصد التي تزوجها رجل مطلق
فاجابتني انها في الداخل فقد مات زوجها منذ شهرين !!

ظننت لوهلة انها تقصد شخص آخر حتى استدركت الامر انه والدي

والدي هو ذاك الزوج الذي مات

http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/198948_183923678318218_157353297641923_438421_5654 690_n.jpg

ساريه
04-08-2011, 09:31 AM
موجودين ومتابعين ومنتظرين .... تابعى يا ملكة القلوب ..

تغريدا
11-08-2011, 09:12 AM
كما هو الحال عادة أقف مكتوفة الأيدى حائرة ويقف حرفى صامتاً ساكناً لايقوى ان ينبث حتى ولو بحرف واحد أمامك أيتها الملكة وذاك الشعور الذى أخبرتك عنه كلما قرأت لك أى حرف ينتابنى وهو أننى أنا من سطرت تلك الحروف أو هو شعور لا أدرى ماكنهه ؟
عزيزتى أجد الراحة والسلوى والملاذ والتأمل فيما تكتبين وعذراً أن أتيت متأخرة وهاأنا ذى أبدأ الأبحار بسفينة مفرودة الشراع فى بحرسطحه يتسم بهدؤ الأمواج وقاعه بنفائس اللؤلؤ و الدرر المراجين
حضور ومتابعة

تغريد
14-08-2011, 02:26 AM
\وقل فيه مسمى ابناء الحلال



:d:d:d:d:d:d:d:d:d

تغريد
14-08-2011, 02:31 AM
من اجلك فقط تنصب سراداقات الكلمة أحتفاء بهذا النص الكامل


ومن أجل (س) نلملم أطراف الحرف حتي يبقي حبيسا لزاوية الدهشة

الله علي هذه الكلمات يا غالية

مست فينا كل زاوية للحنين

ولامست فينا كل أوتار الصدق

كسرت (س) بكل ما لاقته فينا شئ من الغرور

فأين س وأين نحن

وأين احرفنا وأين تلك الاحرف الغالية

دمتي بود يا غالية

بنت الرفاعي
14-08-2011, 08:26 AM
:):):)
..............
.........
.....
..
.
:):):)

وما زلنا في إنتظارك غاليتي أسماء.:)


:):):)

الملكة اسماء ( ام محمد )
21-08-2011, 01:29 PM
بكيت مرارة فقداني لوالدي الغالي الذي ايقنت انه توفي بغيابي حزنا على اختفائي احسست بان آخر امالي في الحياة قد تلاشى ووجدتني اعانق الشوارع التي اصبحت كئيبة ,حزينة كحزني على ما آلت اليه حياتي

كنت افكر في وسيلة توصلني لمكان اقامة والدتي او اي خيط يدلني عليها , فلعلني اجد حضن يلملم شتاتي بعد ضياع او يداوي جرح عميق بداخل قلبي المكلوم

عدت ادراجي متوجهة لديار اهل والدتي , كنت اعرف المكان جيدا لان والدتي اخذتني كثيرا لتلك المنطقة , ووصلت بعد عناء لوجهتي

سالت كل المارة واصحاب المحلات التجارية في تلك المنطقة عنها , لم يدلني احد عليها حتى ظننت بانني قد ضللت الطريق, حتى سمعت امراءة طاعنة في السن تبيع الخضر تناديني : هي انت .. يا فتاة .. هل تبحثين عن ام سارة
هرعت صوب السيدة و فاجبتها على الفور : نعم نعم ياخالة .. نعم انا ابحث عن ام سارة

فقالت لي : كانت امراءة لا مثيل لها في الاخلاق , غير ان المرض تغلب عليها بعد اختفاء ابنتها سارة , وماتت بحسرة قلبها حزنا على ابنتها

لهول المفاجئة لم اتمالك نفسي وسقطت مغشي علي , لم يكن ببالي حينها غير ان العالم اكتسى بلون السواد واني اصبحت وحيدة في هذه الحياة

افقت بعد لحظات لاجد نفسي في سرير بحجرة صغيرة لتدخل علي ذات السيدة التي اخبرتني بوفاة والدتي
اقبلت السيدة نحوي وهي تحمد الله على سلامتي فيبدو انها قد خشيت علي كثيرا بسبب سقوطي المفاجئ على الارض , وقالت لي : الحمد لله على سلامتك يا ابنتي, يبدو انك جائعة , احضرت لك بعض الطعام
نظرت للطعام والغصة تخنقني ,فسالت السيدة : هل كنت تعرفين والدتي ؟

نظرت الي السيدة بدهشة وسالتني: من هي والدتك يا ابنتي ؟
فاجبتها والدمع يحرق خدي : ام سارة .. ام سارة هي والدتي ياخالة ..

نظرت الي السيدة بدهشة وقالت لي: سامحك الله يا ابنتي .. ااااااااه لو تعلمين كيف حزنت والدتك عليك .. وماذا اصابها بغيابك , ووالدك ايضا لم يتحمل قلبه المسكين غيابك وفارق الحياة بعد والدتك بايام , لم يترك اعمامك مكان الا وبحثوا فيه عنك , واظنهم يبحثون الان عنك لتاخذي نصيبك من ميراث والديك , وسمعت بانهم كتبوا اعلانات بالصحف غاية البحث عنك , سامحك الله , لما هربت , لما قتلتي والديك حسرة وحزن لغيابك ؟

عانقت عيناي دمعها المنهمل وقلت وانا احاول التماسك امام هول اسئلة تلك السيدة واجبتها : لم اهرب ياخالة , بل اجبرني القدر على الهروب , كنت اعلم بان لكل شي ثمن وكان ثمن غياب والدتي عني هو حياتها وحياة والدي وحياتي انا ايضا

نهضت من السرير وانا احاول التمسك بطرفه ونظرت للسيدة اشكرها على انقاذها لحياتي , ثم اخبرتها انه قد جاء دوري الان لادفع الثمن



http://3rbycool.com/article/images/1248371429_S.jpg

الملكة اسماء ( ام محمد )
21-08-2011, 01:32 PM
حبيبات قلبي , تغريد وتغريد ومرام
تسعدني دائما متابعتكن واشعر بان لما يخطه قلمي وقع جميل لذلك اتابع السرد دون ملل

الله لا يحرمني طلتكم
كن بالف خير

الملكة اسماء ( ام محمد )
21-08-2011, 02:34 PM
في تلك الليلة ادركت انني ليس لدي المزيد لاخسره , وكنت اعلم ان اعمامي لا بيحثون عني من اجل الميراث بل من اجل ثأرئهم لشرف اخيهم الذي توفي حسرة علي , نعم ليس لي المزيد لاخسره فانا فتاة فقدت حق الحياة الكريمة , وفقدت والديها , وفقدت اصدقاءها الذين عرفتهم خلال ايام التشرد والهرب للمجهول فقد خانتهم بهروبها من الدار , ادركت اليوم اني بلا عنوان, لكن قصتي تحمل عنوان الآلم والضياع والندم

عدت ادراجي لاقف امام منزل زوجة والدي (رحمه الله )و شرعت اراقب المكان جيدا لاعرف ان كان شقيق زوجة المرحوم ابي لايزال يعيش معهم , وفجاءة رأيته
نعم , انه هو , هو ذات الذئب الذي سلبني اغلى ما املك ,هو وذاك الذي ظننته حبيبي

كان يخرج من المنزل واثق الخطى متوجها صوب عربة فارهة وخلفه خرجت فتاة جميلة مسرعة الخطى لتلحق به, وتمسك بيده في علامة واضحة لقربها الشديد منه , ربما تكون زوجته , رددتها بيني وبين نفسي وبداخلي قلاع الحزن تهتز لهول المنظر , فكيف استطاع ان يبداء حياته وقد ختم على نهاية حياتي

وحين ركبا المركبة , كنت قد وقفت امامهما والشرر يتطاير من عيناي , لم يرني شقيق زوجة والدي حينها بل انتبهت الفتاة التي كانت برفقته لوجودي فصرخت في عبر نافذة المركبة: لو سمحتي , ابتعدي عن الطريق ..

فنظرت اليها وقلت : لا , لن ابتعد ..
كان شقيق زوجة والدي قد رآني حينها, ويبدو انه قد تعمد انكار معرفتي فقال: من انتي وماذا تريدين ؟ لو سمحتي ابتعدي عن الطريق..

لم اجبه

فنزل من المركبة غاضبا ووقف امامي ممعنا النظر لعيناي وقال لي هامسا : ابتعدي عن طريق يا ..... صمت برهة ثم قال : ابتعدي بهدوء ولا تعودي لهذا المكان والا ...
حينها قاطعته قائلة : لا لن ابتعد يا ... حقير , اجل انت حقير وجبان
ثم اردفت وانا ارفع صوتي لتسمعني الفتاة في المركبة .. مات والداي بسبب غيابي ولا اظن الجميلة التي تركب معك تعرف السبب .. هل تريدني ان اخبرها بالسبب ؟ ام انك تريد ان تبدو امامها شهم ونبيل وذو سمعة تشرفها , هل تريدني ان احكي لها عن جريمة ارتكبتها انت وصديقك في حقي .. هل تريدني ان اخبرها باني دفعت ثمن غبائي على يديك وانك ستدفع الثمن ...

وسددت طعنة لقلبه وانا امعن النظر لعيناه اللتان الجمتهما الدهشة قلت له بصوت احسست للمرة الاولى بانه يعبر عن الم بداخلي صدقا : ضاعت حياتي بسبب انانيتك انت ومازن , وقد آن الآوان لتدفع حياتك ثمنا ايها ..الجبان




سارة سارة , سارة ... استيقظي
فتحت عيناي لاجد اناس ضخام يلبسون ثياب بيضاء يلتفون حول سريري , حاولت النهوض لكني لم افلح , لاعلم لحظتها اني مقيدة لسرير ابيض , فاتى رجل نحوي وسالني : هل انتي بخير ؟
ادهشني سؤاله ودار بذاكرتي شريط ماحدث قبل تلك اللحظة لاستدرك فجاءة اني مقيدة لسرير في مشفى , سمعت بعض الممرضات حولي يحكين قصة وفاة شاب اثر طعنة سددتها لقلبه , اردكت اني قد قتلت .. احد الذئاب البشرية, شقيق زوجة والدي, نعم قتلته , فاحسست بنشوة انتصار لم احسها من قبل وشرعت في موجة ضحك كانت هي ماجعلتهم يؤكدون على تشخيص حالتي .. بالجنون



يتبع باذن الله

http://www.el-awael.com/news/images/up/407725214a.jpg

كاظم
21-08-2011, 07:57 PM
حضور دائم ومتابعة

الملكة اسماء ( ام محمد )
23-08-2011, 06:50 AM
حضور دائم ومتابعة

وانا سعيدة لانك تتابع ويكفيني شرف توقيعك هنا ..سيدي

ساريه
23-08-2011, 08:45 AM
قاعدين وبنقرأ بصمت وإهتمام وإندهاش ......

لك كل الود يا ملكه الحروف ....

حاتم عمر
23-08-2011, 11:23 AM
شدني جمال القصة والسرد ومنتظر الباقي بشوق مع التحية للملكة وللمتابعين

Amin Idries
24-08-2011, 12:02 AM
لا تتأخري علينا يا ام محمد
فقد شدتني القصة لاتابعها حرفا حرفا
جميل اختيار الصور الملائمة

الملكة اسماء ( ام محمد )
02-09-2011, 09:58 PM
مازن
مازن
مازن

كنت اردد هذا الاسم وانا اعض على كم قميصي الابيض الذي يشبه ماتلبس نساء ذاك المكان فيما عدا المقاسات
اقتربت مني احدى الممرضات وسالتني بلطف: من هو مازن يا سارة ؟
رمقتها بنظرات حذرة وانا احاول الاجابة عليها وقلت : اتعرفينه ؟
فاجابتني: لا , فان كنت اعرفه لما سالتك من هو ؟
فقلت لها : لا يجب ان تعرفيه , فهو مارد جبار يطارني في كل مكان , وحتى هنا اجده بين الاسرة والستائر ,في الساحة ,وفي المطعم , اخبريني .. لماذا هناك كل هذا العدد من الحراس؟
فاجابتني : لان هناك نزيلات حاولن الهرب كثيرا وهن خطر على المجتمع في الخارج , لذلك شددنا الحراسة . لما تسالين ؟
فاجبتها : لا , لا للشي بل لاني اشعر بانكم تبالغون قليلا , فانا اكره ان اشعر باني سجينة .
فقالت لي : لكن هذه الحراسة تخفف حين يكون هناك زائر من حقوق الانسان


غادرت الممرضة وهي تنظر الي بنظرات دهشة وحيرة وكانها تتسال ان كنت حقا , مجنونة ... بينما عدت اردد اسم ذلك الذئب اللعين الذي ظل طيفه حبيس ذاكرتي بالالم حتى كاد يفقدني صوابي بحق, وفكرة تجول بعقلي حول موعد زيارة فرد من لجنة حقوق الانسان لنا ..

تعرفت على فتاة في المشفى عاشت نفس القصة لكن مع رجل احبته وسلمته نفسها ظننا منها انه سيكون أمينا عليها فوهبها طفل فضح امرها وهرب تاركا اياها تعاني ظلم مجتمع لا يعرف الرحمة فجن جنونها والقى بها اهلها في المشفى منذ اعوام مضت , حين علمت بقصتي كانت سعيدة بجريمة القتل التي ارتكبتها وكانت تتسائل عن مصير مازن , الذي سلمني لمصير مؤلم , ثم اخبرتني باني استطيع ان انفس عن غضبي باختيار احد الانشطة المقدمة في المشفى فاخترت الكتابة


في تلك الليلة امسكت كراسة كبيرة اعطاني اياها الطبيب وطلب مني ان اكتب مايجول بداخلي ان شعرت بالملل

كنت اكتب حتى ادرك الطبيب اني دون غيري كانت شراهتي للكتابة تعبر عن غضب بداخلي لا يعلم سره احدا

كتبت وكتبت وكتبت , حتى جف مداد ذاكرتي التي اعماها الحزن , فطفقت ابحث في اروقة اخرى لعلي اتذكر شي يرشدني لخيط خروج من تلك القلعة
http://up.arab-x.com/Dec09/Xbp91562.jpg


اليوم الخامس والعشرون من شهر تموز بعام الخروج من دائرة الصمت , لن اوضب حقائبي فلست بحاجة لها , وكل ما احتاجه اشارة من صديقتي الواقفة في الخارج بانتظار خروجي متجاوزة الحراسة الخاصة بي مدعية حاجتي للذهاب لدورة المياه , بوجود بعض افراد حقوق الانسان لدينا اليوم


عذرا لكل من يتابع حالتي هنا , فلست مجنونة كما ظننتم بل انا انسانة بكامل قواي العقلية , نعم فقدت صوابي ذات مرة , فقدته حين اعطيت مفتاح الولوج لعالمي لرجل لم يخشى الله في, وفقدت عقلي حقا حين لم ارتب اموري جيدا قبل وصولكم لي , فقد كان حري بي ان اتآكد ان جرح قلبي لن يعاود النزف , فما زال من اشهر خنجره المسموم في وجه حياتي للابد طليق , يتجول في شوارع المدينة يبحث عن فريسة اخرى

عذرا اطبائي .. لست مجنونة , ولست من بدت امامكم ضعيفة تهذي بكلمات غير مفهومة , لست الا ..سارة .. التي جردها رجال من عذريتها وجردتموها انتم من حق الانتقام لحقها المسلوب
عذرا ساغدركم الليلة , ولن اعود الا بعد ان انتقم لكل جرح بداخلي

انتهى



خاتمة :
اعيدت سارة للمشفى مرة اخرى بعد ثبتت ادانتها بجريمة قتل اخرى بعد ان افلتت من حراسة المشفى , وقامت بقتل شاب يدعى (مازن) وقد اكد الاطباء هذه المرة انها فاقدة للعقل حقا , فيبدو ان نشوة انتصارها فاقت حد استيعاب عقلها واصبح الجنون حتميا لفتاة عاشت سنوات من الالم ختمتها بجريمتي قتل نالت فيهما شرف غسل عارها بالدم ..

لم تعد سارة مجرد نزيلة في المشفى بل اصبحت الاشهر بين النساء هنا , فقد اصبحت عبرة لكل امراءة تفرط في اغلى ماتملك .. طوعا
فما اصعب ان نفقد كل شي لاجل .. لا شي
وما اصعب ان نبيع السعادة والحرية والرضا بلحظات .. ضعفنا ولهثنا المحموم خلف وهم كبير اسمه .. الحب


تمت ....




http://www.qatarp.com/files/44/(1006).jpg

محمد الجزولى
02-09-2011, 10:36 PM
[quote=الملكة أسماء (ام محمد]

وما اصعب ان نبيع السعادة والحرية والرضا بلحظات .. ضعفنا ولهثنا المحموم خلف وهم كبير اسمه .. الحب


تمت ....




/quote


الملكة اسماء
عيدك مبارك
وكل عام وانت بخير
هذه طلة اولى بعد رمضان لهذا البوست
وراجع لهذا المكان الذي يضج بالدهشة والجمال

آلاء عبد الرحمن
02-09-2011, 10:43 PM
قصة رائعة ومعبره

فهنالك الكثير ممن يتحدثون باسم الحب وتكون نيتهم لشي اخر

حمانا الله واياكم من تلك الذئاب البشرية

بنت الرفاعي
03-09-2011, 09:17 AM
:):):)


ما شاء الله وتبارك الله،
قمة الإبداع
.......
.....
..
.

:):):)

الملكة اسماء ( ام محمد )
30-09-2011, 08:51 AM
وراجع لهذا المكان الذي يضج بالدهشة والجمال


في انتظار عودتك ,,, لازلت

تغريد
30-09-2011, 03:43 PM
[quote=الملكة أسماء (ام محمد);627064]


فما اصعب ان نفقد كل شي لاجل .. لا شي
وما اصعب ان نبيع السعادة والحرية والرضا بلحظات .. ضعفنا ولهثنا المحموم خلف وهم كبير اسمه .. الحب



كلمات مست شغاف قلبي وغاصت عميقا في سويداء الفؤاد يا همسة

أهدت الينا حقيقة كبيرة في قالب كلمات صغيرة

جردت لنا معاني قد تمر علينا الاف المرات دون ان ننتبه لها

وضعتنا نصب معني من معاني الأخلاق و الفضيلة


و كانت خير ختام لقصة أبحرنا معك فيها

فكنت خير ربان لخير سفينة

طفنا معا في عالم غريب

صدقيني لو قلت لك أني كنت كثيرا ما ارجع الي بداية القصة

لالتقط شيئا من أفكاري اللاهثة خلف حروفك

ولأستجم من زخم الكلمات هنا

حقيقة يستحي القلم ان يسطر كلمة اخري

ويكفيني شرف الحضور والأستمتاع لكل هذا الجمال

همسة

كوني بخير كما اتمناك

وعودي لما بأحرف اخري تحرق ما تبقي من لفافات صبرنا أشتياقا

تحياتي