ود الأصيل
01-04-2013, 09:54 PM
ضمير الأفعى!!
________________________________________
استيقظ ضمير الأفعى فجأة ذات يوم وأرادت أن تكفر عن ذنوبها السابقة، وقررت أن تتوقف عن إيذاء الآخرين فسعت إلى حكيم تستفتيه عن أقصر الطرق إلى ذلك.
فنصحها الحكيم بأن تتجه إلى مكان معزول في الغابة، و أن تحاول الانكفاء على نفسها مع الاكتفاء بأقل قدر ممكن من الطعام. ضمير الأفعى الصادق دفعها إلى فعل ذلك، لكنها ما إن فعلت و بعد أن سكنت طويلاً و راحت هناك تدفن رأسها في رمال باردة و تغط في بيات شتوي عميق حتى ظن بعض الصبية فيها الضعف، فأصبحوا يرجمونها بالحجارة كل يوم لمجرد متعة اللهو و هواية العبث، و لم تشأ الأفعى لترد على حماقاتهم لانهماكها في الاستغفار مشفوعاً بالضراعة والندم لعل الله يكفر عنها ذنوبها ويعفو لها عما سلف . ولكن توهم الناس كاد يصبح حقيقة و تكررت حماقاتهم وتمادوا في إهانة الأفعى التائبة حتى زادت عن حدها، الأمر كاد يقتلها، فذهبت للحكيم و شكت له ما تعانيه فقال لها "عليك بالنفث في الهواء مرة واحدة أو مرتين كلما ناوشوك و لكن بعيداً عن وجوهم، أنما تفعلينه فقط كنوع من أبراز العضلات.. عليك أن تظهري قدرتك على العفو عند المقدرة ، فلعل اللبيب بالإشارة يفهم يوماً ما .. تحاملت الأفعى على نفسها وعملت بنصيحة الحكيم ولو على مضض شديد، و لم يعد الصبية منذ ذلك اليوم أبداً لمضايقتها
العبرة المستنبطة هي: أنه لا بأس أن نكون طيبين ومتسامحين جداً مع الأخرين، و لكن ليس لدرجة تسمح لهم باغتصاب حقوقنا بل لا بد من و لو جرعة تململ ودفن الجزرة لنرفع العصا و لو مرة أو مرتين في وجه الجبناء.
لقوله تعالى" ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور"
أي ذلك الأمر الذي قصصنا عليك . قال مقاتل : نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم فقالوا : إن أصحاب محمد يكرهون القتال في الشهر الحرام فاحملوا عليهم ؛ فناشدهم المسلمون ألا يقاتلوهم في الشهر الحرام ؛ فأبى المشركون إلا القتال ، فحملوا عليهم فثبت المسلمون ونصرهم الله على المشركين ؛ وحصل في أنفس المسلمين من القتال في الشهر الحرام شيء ؛ فنزلت هذه الآية . وقيل : نزلت في قوم من المشركين ، مثلوا بقوم من المسلمين قتلوهم يوم أحد فعنف عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم. فمعنى من عاقب بمثل ما عوقب به أي من جازى الظالم بمثل ما ظلمه ؛ فسمى جزاء العقوبة عقوبة لاستواء الفعلين في الصورة ؛ فهو مثل وجزاء سيئة سيئة مثلها . ومثل فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم . وقد تقدم . ثم بغي عليه أي بالكلام والإزعاج من وطنه ؛ وذلك أن المشركين كذبوا نبيهم وآذوا من آمن به وأخرجوه وأخرجوهم من مكة ، وظاهروا على إخراجهم . لينصرنه الله أي لينصرن الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ؛ فإن الكفار بغوا عليهم . إن الله لعفو غفور أي تجاوز وعفا عن المؤمنين ذنوبهم وقتالهم في الشهر الحرام مضطرين وهم مأجورون غير مأزورين بإذن الله.[/b]
________________________________________
استيقظ ضمير الأفعى فجأة ذات يوم وأرادت أن تكفر عن ذنوبها السابقة، وقررت أن تتوقف عن إيذاء الآخرين فسعت إلى حكيم تستفتيه عن أقصر الطرق إلى ذلك.
فنصحها الحكيم بأن تتجه إلى مكان معزول في الغابة، و أن تحاول الانكفاء على نفسها مع الاكتفاء بأقل قدر ممكن من الطعام. ضمير الأفعى الصادق دفعها إلى فعل ذلك، لكنها ما إن فعلت و بعد أن سكنت طويلاً و راحت هناك تدفن رأسها في رمال باردة و تغط في بيات شتوي عميق حتى ظن بعض الصبية فيها الضعف، فأصبحوا يرجمونها بالحجارة كل يوم لمجرد متعة اللهو و هواية العبث، و لم تشأ الأفعى لترد على حماقاتهم لانهماكها في الاستغفار مشفوعاً بالضراعة والندم لعل الله يكفر عنها ذنوبها ويعفو لها عما سلف . ولكن توهم الناس كاد يصبح حقيقة و تكررت حماقاتهم وتمادوا في إهانة الأفعى التائبة حتى زادت عن حدها، الأمر كاد يقتلها، فذهبت للحكيم و شكت له ما تعانيه فقال لها "عليك بالنفث في الهواء مرة واحدة أو مرتين كلما ناوشوك و لكن بعيداً عن وجوهم، أنما تفعلينه فقط كنوع من أبراز العضلات.. عليك أن تظهري قدرتك على العفو عند المقدرة ، فلعل اللبيب بالإشارة يفهم يوماً ما .. تحاملت الأفعى على نفسها وعملت بنصيحة الحكيم ولو على مضض شديد، و لم يعد الصبية منذ ذلك اليوم أبداً لمضايقتها
العبرة المستنبطة هي: أنه لا بأس أن نكون طيبين ومتسامحين جداً مع الأخرين، و لكن ليس لدرجة تسمح لهم باغتصاب حقوقنا بل لا بد من و لو جرعة تململ ودفن الجزرة لنرفع العصا و لو مرة أو مرتين في وجه الجبناء.
لقوله تعالى" ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور"
أي ذلك الأمر الذي قصصنا عليك . قال مقاتل : نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم فقالوا : إن أصحاب محمد يكرهون القتال في الشهر الحرام فاحملوا عليهم ؛ فناشدهم المسلمون ألا يقاتلوهم في الشهر الحرام ؛ فأبى المشركون إلا القتال ، فحملوا عليهم فثبت المسلمون ونصرهم الله على المشركين ؛ وحصل في أنفس المسلمين من القتال في الشهر الحرام شيء ؛ فنزلت هذه الآية . وقيل : نزلت في قوم من المشركين ، مثلوا بقوم من المسلمين قتلوهم يوم أحد فعنف عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم. فمعنى من عاقب بمثل ما عوقب به أي من جازى الظالم بمثل ما ظلمه ؛ فسمى جزاء العقوبة عقوبة لاستواء الفعلين في الصورة ؛ فهو مثل وجزاء سيئة سيئة مثلها . ومثل فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم . وقد تقدم . ثم بغي عليه أي بالكلام والإزعاج من وطنه ؛ وذلك أن المشركين كذبوا نبيهم وآذوا من آمن به وأخرجوه وأخرجوهم من مكة ، وظاهروا على إخراجهم . لينصرنه الله أي لينصرن الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ؛ فإن الكفار بغوا عليهم . إن الله لعفو غفور أي تجاوز وعفا عن المؤمنين ذنوبهم وقتالهم في الشهر الحرام مضطرين وهم مأجورون غير مأزورين بإذن الله.[/b]