مشاهدة النسخة كاملة : شعوبٌ و قبائلُ و مللٌ ونحلٌ
ود الأصيل
27-04-2014, 01:49 AM
(فلبينيُّون و هنود)
من المسلمات أن
السلوك البشري منتوج طبيعي
و تعبير تلقائي عن الطباع المتأصلة
و العادات المكتسب ظة و العقائد المتبعة.
و لكن بحكم طفشاني لسنين ضوئية ممتدة و احتكاكي
مع شعوب الأرض قاطبة ، فقد توصلت إلى مقاربة متواضعة،
لكنها عجيبة لدرجة أستطيع وضع نفسي على ذروة سنام التحدي
أمام بداهة لا يغالط فيها اثنان و لا يتناطح حولها عنزان. ةهي أن
الشعب الهندي رغم سلوكه الشرقي المائل إلى الاحتشام و سمته
المحافظ إلى حد ما ، إلا أنهم يبدون منغلقي المزاج غربيي الهوى
و غير متناغمين مع برودهم الإنجليزي وطباعهم المتحوصلة حول
ذواتهم. فلا يكاد أحدهم يحس بما يدور حوله، لدرجة أنك لو لقيته
في زقاق مظلم و ألقيت عليه التحية يتردد 100 مرة في
أن يردها عليك ، و إن فعل فبهزة رأس جوفاء و نظرة
بهيمية فارغة ك(حدرة) الزعيم / غاندي و التي كانت
بمثابة سلاحهالماضي في مواجهة الفرنجة الغزاة
مررت على تعليق طريف للأديب أنيس منصور
حول لغة ال(مالاباري) أو (
ما لا يالام) والتي حرفها بطريقته الساخرة
إلى( ما لا يعلم) بمعنى: مألوم نهي أي:
(ما في معلوم)
علماً بأن من قال لا أدري فقد أفتى.
ود الأصيل
01-05-2014, 01:22 AM
هذا على النقيض تماماً من
شعب فلبيني هشوش بشوش، و الذي
حيثما لقيته بائعاً أو سائقاً أو ممرضاً
يلقاك بوجه طلق .. يحيي من يعرف و من
لا يعرف بأريحية تجبر أجعصها عنتر متجهم على
الابتسام و تنزع منه عبارات الثناء رغمأنفه. فهم قوم
شرقيو الطباع و منفتحو المزاج .و رغم ما قد يؤخذ على
سلوكهم الغربي بامتياز من جنوح شديد إلى التبرج و التفسخ
بحمكم خلفيتهم الاستعمارية الإسبانية.و في محاولة مني للفهم
لجأت لاستدعاء علل التاريخ وراء الظاهرة، فعرضت ملاحظاتي
على صديقي العريق عماد الدين موسى محمد ، و الذي
سبق له أن عاش في قلب مانيلا حيث عمل بها داعيةً
لله و صادعاً بالحق لأن اسمها في الأصل يعود إلى
سلطنة إسلامية هي ( أمان الله).
و أن أسماء معظم أسلافهم
فيها مما حمّد و ما عبّد .
النور محمد يوسف
01-05-2014, 11:06 PM
اخي عابر سبيل ، لك التحية ومليون سلام ، أتمنى أن تواصل مثل هذا السرد الثر الغني بالتجربة مع خلاصة ما تصل إليه من نتائج من خلال هذه العشرة والمدافرة التي أنا على يقين انها ستغني الكثيرين مرارة التجربة ومعاناة التجريب
أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه من خلاصة نحو اخواننا الهنود فهم لسبب ما اضحوا فعلا منغلقين على نفسهم حتى إنهم ينسون كل شيء حولهم انغلاق تام في الذات في الداخل .... وهذا شيء ظاهر وملموس فمثلا إذا كنت تسير في طريق معروف أن هذا الطريق للمشاة فمن البديهي انك لو كنت واقفا فيه من غير حركة أن تفسح المجال إلى من هو متحرك فيه فهو يراك من هناك قادما فلا يتحرك يمينا أو يسارا حتى تصل إليه وتعتقد انه سيفسح لك الطريق ...ولكن هذا مستحيل لا يتحرك من تلقاء نفسه الا بعد أن تحركه بيدك يمينا أو يسارا ...... المشغولون بالسعية يفهمون أي انواع القطعان التي تفسح الطريق بمجرد سماع مستخدم للطريق غيرها وتلك القطعان التي لا تفسح لك الا بعد أن تقف امامها وتحرك جميع افرادها من الطريق حتى تتمكن من مواصلة المشوار ... سبحان الله ...العرب فطنوا لتشابه صفات السعية لكثير من خصال الانسان ...لذلك نجدهم كثيرا ما يستخدمون بعضا منها في المدح وفي القدح .. افلحوا حين يصفون انسانا لتمجيده ومدحه فيصفوه "بالجمل" فيقولون فلان جمل إذا ارادوا وصف صبره وتحمله وفلان "ثعلب" في المكر والدهاء وفلا ن "ذئب" في اقتناص الفرص وبغضه للضعفاء وفي حدة النظر يشبهون عينه "بعين الصقر " وفي الغدر يصفونه ب"الحية" وفي الكسل والترخيم "البومة" (طبعا البومة طائر الفأل في الغرب) ..وبالحرباء في التقلب والنفاق .. ولكن إذا ارادوا وصف انسان بالانغلاق فيقولون فلان "خروف" ... طبعا التيس اعلى مرتبة اما الحمار فيكفي انه شعار لاكبر حزب لاقوى دولة في العالم ...ذكي جدا لا كما نعتقد نحن... وولوف
الشعب السعودي شهب ذكي جدا يعرفون كل هذه الشعوب صفاتها وطبائعها ...ففي مرة من المرات شكوت لاحد السعوديين تصرف بعض من افراد الجالية الهندية فقلت له "تعطلت سيارتي في المكان الفلاني وسبحان الله مر على اكثر من مجموعة من الهنود طلبت منهم المساعدة في تحريك السيارة الى طرف الشارع لافتح الطريق... اكثر من ثلاث مجموعات كلهم رفضوا ...بدون كلام ... فقال لي انت لا تعرف ماذا يقول المثل السعودي... قلت لا قال المثل يقول "لو كان في الارز قوة كان عمل للهندي مروة" ..اول مرة اسمع بهذا المثل لا تعرفون كيف ارتحت واراحني هذا المثل ... ويبقى ان بعضهم جميل المعشر وطيب القلب
شكرا اخي عابر سبيل وساتحدث في مداخلة اخرى عن انطباعي عن الفلبينيين ...هذا الشعب الجميل ...آسرني هذا الشعب حتى أني تعلمت لغتهم في بضع شهور ، وبعد ذلك ساتحدث باذن الله عن اليمنيين ، ولكن شريطة أن تكون متواجدا هنا فلا تتركنا....
ود الأصيل
03-05-2014, 08:54 PM
اخي عابر سبيل ، لك التحية ومليون سلام ، أتمنى أن تواصل مثل هذا السرد الثر الغني بالتجربة مع خلاصة ما تصل إليه من نتائج من خلال هذه العشرة والمدافرة التي أنا على يقين انها ستغني الكثيرين مرارة التجربة ومعاناة التجريب
أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه من خلاصة نحو اخواننا الهنود فهم لسبب ما اضحوا فعلا منغلقين على نفسهم حتى إنهم ينسون كل شيء حولهم انغلاق تام في الذات في الداخل .... شكرا اخي عابر سبيل وساتحدث في مداخلة اخرى عن انطباعي عن الفلبينيين ...هذا الشعب الجميل ...آسرني هذا الشعب حتى أني تعلمت لغتهم في بضع شهور ، وبعد ذلك ساتحدث باذن الله عن اليمنيين ، ولكن شريطة أن تكون متواجدا هنا فلا تتركنا....
سلمت يداك أستاذي و أخي نور ، وتربت يداي إذ لم أعثر عليك طيلة عام و نيف أمضته هنا هائماً على وجهي عبر أروقة هذا المنبر الحر، و باحثاً
عن ضالتي في من يصغي لكلامي.. تماماً مثل العم جحا الذي ظل يحمل مسماراً في يده و ينتظر في قارعة الطريق..وكلما سأله احد من المارة أجاب
بأن له بيتاً مغصوباً كان قد جرفه السيل وطمس معالمه و لبيته باب به خابور على مقاس مسماره الذي ما زال بحوزته، وهو بانتظار دورة الأيام
لتعيد له بيته فيضع مسماره في خابوره وهو بمثابة الصك الوحيد الذي يثبت ملكيته إياه. أوعة تقول لي كلام خارم بارم.. وهو ذو مغازٍ بعيدة..
ود الأصيل
03-05-2014, 09:08 PM
شكرا اخي عابر سبيل وساتحدث في مداخلة اخرى عن انطباعي عن الفلبينيين ...هذا الشعب الجميل ...
آسرني هذا الشعب حتى أني تعلمت لغتهم في بضع شهور ، وبعد ذلك ساتحدث باذن الله عن اليمنيين ،
ولكن شريطة أن تكون متواجدا هنا فلا تتركنا....
أثناء عركتي الأخيرة حيث لاحت لي الخاطرة لكتابة هذه السطور فكلما دخل علي هندي يعاملني كسرير رقم(.)
إلى أن دخل علي شاب ذو لحية رفيعةمرسلة فأخرجني من دبرستي حين بادرني بإلقاء تحية الإسلام أن السلام
عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و لكن بلكنة مكسرة. و كان يكرم و فادتي و يحسن رفادتي ، مما دفعي لسؤاله:
من باب الفضول: ما اسمك ؟ قال: ديفد .. و كان حينها قريب لي يجلس بجواري ، فتمعر وجهه و لفظ الاسم في
وجه صاحبه: ديفد؟!! و الذي بدلاً من أن ينفعل هيأ نفسَه لنقاشٍ هادئٍ متحضرٍ : وما بك يا أخي توجست
من ذكر اسمي؟! و ما به ديفد أو ليس هو اسم لأحد أنبياء الله ؟! غير أن عجمةً في لغتي و عقدةً في لساني
تمنعني من نطقه تماماً مثلما تفعلون (داوود)!! أوليست هذه بحد ذاتها نعمة مغبون فيها كثير
من العربان العاربة و المستعربة . ثم إن والدي هو الحاج عبدالله و لي ابن سميته محمد داوود
و لي ابنة سميتها سلسبيل. و كلها أسماء نجد صعوبة شاقة في نطقها و لكننا متمسكون بها
كجزء من عقيدتنا الحنيفية . هنا بهت قريبي الذي كان يهم بسؤالٍ رديف : هل أنت مسلم؟؟
و لكن إجابة ديفد أعلاه كان قد سبق بها السيف العزل وفأغنت عن سؤال كان في غير محله.
هذا علماً بأن الهند شبه قارة بوذية هندوسية تتعبد الأبقار و تحرم عيالها من لبن خالص
لم يتغير طعمه و إن كنا بطبيعة الحال لا ننكر وجود طائفة مسلمة هي الأعظم
على نطاق الأرض بحكم الكثافة السكانية و لكنها رايحة هناك متل شمار في مرقة.
ود الأصيل
03-05-2014, 09:39 PM
Quote=
النور محمد يوسف;724503]
المشغولون بالسعية يفهمون أي انواع القطعان التي تفسح الطريق بمجرد سماع مستخدم للطريق غيرها وتلك القطعان التي لا تفسح لك الا بعد أن تقف امامها وتحرك جميع افرادها من الطريق حتى تتمكن من مواصلة المشوار ... سبحان الله ...العرب فطنوا لتشابه صفات السعية لكثير من خصال الانسان ...لذلك نجدهم كثيرا ما يستخدمون بعضا منها في المدح وفي القدح .. افلحوا حين يصفون انسانا لتمجيده ومدحه فيصفوه "بالجمل" فيقولون فلان جمل إذا ارادوا وصف صبره وتحمله وفلان "ثعلب" في المكر والدهاء وفلا ن "ذئب" في اقتناص الفرص وبغضه للضعفاء وفي حدة النظر يشبهون عينه "بعين الصقر " وفي الغدر يصفونه ب"الحية" وفي الكسل والترخيم "البومة" (طبعا البومة طائر الفأل في الغرب) ..وبالحرباء في التقلب والنفاق .. ولكن إذا ارادوا وصف انسان بالانغلاق فيقولون فلان "خروف" ... طبعا التيس اعلى مرتبة اما الحمار فيكفي انه شعار لاكبر حزب لاقوى دولة في العالم ...ذكي جدا لا كما نعتقد نحن... وولوف
....[/quote]
عذراً أستاذي نور فا"السعية" لا يطلقها على عواهنها هكذا إلا زول غنامي مَقَرَّم يجيد الحلب و الصر مثلي و مثلك تماماً كما يبدو. وسنكتشف كل يوم قاسماً مشتركاً جديداً يجمعنا..تذكرني بأيام حنتوب و كان استاذ الجيلي من جيهة هببنا (غرب الكنار) مدينا درس في باب التصغير و زميلي موسى ملك الدار من العريجاء جنب العزازي فقام الأستاذ طلب مننا الإتيان بتكبير بعض الأسماء المصغرة و من ضمنها (قُفَيل) فالجماعة الحناكيش تممممم صنوا.. و لا زول رفع يدو إلا أنا و صاحبي موسى الأستاذ قال أها شنو تصغيرها قلنا ليه : (قُفُلْ) يا أستاذ (قُفُلْ) قام عمك انتفض ضاحكاً و كأننا ألقينا له طوق النجاة و اتلفت على بقية الفصل و قال: أها شوفو آآ جماعة الغنامة ما ظهروا؟!!!!!!!
لقد أثلجت صدري يا عزيزي و كدت تكسر عنقي أذ رفعتني إلى معالٍ و وترقيت بي متبوءاً صعباً إلى مصافٍ ما أنا بمدركها ، إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه.. و كما قيل إن الكلام يلاقح الكلام و الحديث يستنطق الدر النفيس ، و طالما أن الشيء بالشيء يذكر تخليني بهذه المناسبة أزجي لك بضاعة بائرة كنت جلبتها هنا و لم تجد من يسومها بدراهم ولو معدودة إذ كانوا فيها من الزاهدين.. ألا و هو بوست قديم بعنوان " بين خنزير و بعير" فها هو بين يديك لعله ينال منك الاستحسان.
ود الأصيل
03-05-2014, 09:53 PM
بين خنزير و بعير!!
حق لكل مسلم أن يفتخر و يعدَّ نفسه منتصراً في مقاربة تبدو غير متكافئة مع أهل الغرب و الفرق بيننا (نقطة). فلا ننسى سفه هؤلاء القوم و قلة عقولهم منذ العصور الوسطي حين سيطر عليهم بعبع سطوة الكنيسة و صكوك الغفران مما يعكس حالة الضياع الذي يعيشونه . فقط نصيحتي لكل مفتون بهم أن يعدل عن مسايرتهم بوقع الحافر على الحافر. فهم سفهاء رعاع و(لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد , متاع قليل ثم مردهم إلى أشد العذاب). دعني الآن أدفع ببوست متواض ععله يعيد الأمور إلى نصابها.
بين خنزير و بعير.
تحولت الخنازبر مؤخراً إلى نجوم تغطي أخبارها على منشيتات صحف الدنيا و تطغى تحركاتها على أشرطة أخبار الفضائيات. لعلها فرصة ذهبية هبطت من السماء على صناع الخبر كي يتكسبوا من وراء القيل و القال و اللت والعجن و التحليل.. ولعلها أيضاً فقاعة تطلقها شركات تسويق الدواء من حين لآخر كي تفرغ مخازينها في بطون أغبياء العصر المهلَّعين, فكله جائز. على أية حال دفعتني الظاهرة واللغط الدائر حولها إلى إثارة هذا الحوار المسحوب على لسان الحال لا المقال بين مخلوقين كلاهما براء مما نصنع ..أو قل إن شئت بين ثقافتين أو ملتين, فنحن حينما نتحدث بلسان جنزيرهم و بعيرنا فإننا نثير بطبيعة الحال قضايا شائكة و ننكأ جراحاً غائرة.و سوف أتناول عدة محاور هنا راجياً أن أوفق.
• أولاً معروف عن الجنزير أنه مخلوق لاأقول ناقصاً, فحاش لله الذي تجلت قدرته و اقتضت أن( أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) و(لا نرى من فطور). و لكننا قصدنا فقط لفت النظر لما أودع الخالق في خلقه من صفاتله فيها شؤون و علم سابق وحكمة بالغة .. جل جلاله. فثابت عن هذا الحيوان الخسيس أنه نجس, جُبل على الهوان والرضا من الأمور بأدناها. ألا تراه قد جعلت له الأرض مرتعاً تغطيه مراعٍ مكسوة حلة خضراء و فائضة بكل الخيرات؛ إلا أنه يخلد دون سواه إلى الأوحال و المستنقعات ليقتات على ديدانها و عفنها المثير للقرف؛ أو يفزع إلى القمامات ومكبات الأوساخ ليرتع فيها؟ أو لا تراه وقد رفعت السماء فوق رأسه بلا عمد تُرى، و تجده يرخي عنقه و لا يرفع بصره ليتأمل بديع صنع خالقه. و هو معروف فوق هذا و ذاك بكونه ديوثاً, لا يعرف الغيرة على حريمه و لا يعنيه شأن قطيعه.
•ثانياً: أما الحُوار ابن الناقة فهو طويل النجاد رفيع العماد, كثير الرماد إذا ما شتا . إذ يرسل الجمل عنقه إلى السماء و ينظر أنى شاء و لا أحد يملأ عينه. هو سفينة الصحراء؛ أيقونة للصبر و الجلد والدربة على التصدي لعظائم الأمور ، و رفيقُ عمرٍ للأنسان في أحلك الظروف و أشد الأحوال؛ يحمل أثقانا وأثقالاً مع أثقالتا إلى بلاد لمن نكن ببالغيها إلا بشق الأنفس. تتغذي الأبل من أطايب لحا الأشجار وأ وراقها الغضة النضرة. تشرب من المياه أعذبها الذي يكفيها منه أن ترده مرة في العام لترتوى و تختزن في أكياس في أجوافها. و من صفات حمر النعم الرفيعة الأباء و كره الضيم, فهي لا تقبل الهوان على نفسها و لو من صاحبها و مضمرها ومروضها. لا يرقد الجمل الهادر بغبينة لأحد أبداً و لا يسكت على حقه إذا ما هضم و لو بعد حين, يظل متربصاً بجلاده حتى يظفر به و ينال منه دهساً تحت أضلعه.و هو فوق هذا وذاك لا يدع أجنبياً يتسلل إلى قطيعه الآمن في سربه و النائم في كنف فحله.
ود الأصيل
03-05-2014, 10:04 PM
• ثالثاً نأتي إلى أكلة الخنزير و أكلة البعير وهو مناط الحديث. فشتان. هؤلاء أناس باردون و جبناء .. يخشون البأس. و لا يقاتلون (إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) رغم أنهم الأشد ظلماً و الأبشع فتكاً بالشعوب. نراهم في مناسباتهم الماجنة يديرون الكأس و يبيحون معهامفاتن زوجاتهم و محارمهم بين ضيوفهم وأصدقائهم كي يطبعوا على خدودهن قبلات الانحلال والتهتك والضياع , ولعل ما خفي أعظم. نعرف الكثير من شعاراتهم التي وجدت للأسف طريقها إلى قواميسنا العصرية: "English Pocket" "Hit& forget" إذ لا دين لهم و"الحياة مادة".
لكن أمة البعير لايزال الخير فيها حتى تقوم الساعة إن شاء الله. تلقي السلام على من تعرف ومن لا تعرف.. لا تـأتي البيوت من خلف أسوارها و لادون استئناس أو استئذان. اللهم إلا إذا تعلق الأمر بإغاثة ملهوف أو نصرة ضعيف. على أن أحكم ما سمعت في هذا الصدد ما جاء في الأثر النبوي الشريف من أن أكل لحم الأبل يوجب علىالمتوضيء أن يعيد وضوءه.. ذلك ليس عن نجاسة, بل لحكمة يعلمها الله وعلة استأنسبها أهل العلم, بأن الجمل بهيم غضوب فلعل أكل لحمه ينقل صفته إلى آكله. و لما كان الغضب من الشيطان ينفخ في أوداج صاحبه, كانت حثيات من ماء الوضوء خير ما يُطفأ به لهيب الغضب. أضف إلى ما ذكر أدبياتنا التي ذخرت بإشارات رائعة إلى الجمل كرمز للعزة والمرجلة . لمان حبوبتي تقول ليك: (يا جمل شيلي ).
ود الأصيل
03-05-2014, 10:08 PM
•رابعاً وإخيراً ، لا يقولن لي قائل إن هؤلاء الأنجاس صنعوا لنا التكنولوجيا فماذا صنعنا نحن لهم ؟ سأرد عليه قوله بأن تكنولوجيتهم مقطعة على رؤوسهم إنشاء الله .
فمن أين أتوا بها, إنما سرقوا شفرتها من هنا. رغم أنه لا أحد يعفينا منأن سؤدد هؤلاء بني على أنقاض مجدنا "مثلما ترصع أرشيفهم بلآلئ منتارخينا" لما ضعفنا
و فرطنا في جنب الله وفي حق أنفسنا. منذ يوم أن تفرقنا أيدي سبأ و هان أمرنا على الناس و لانت عرائكنا في أيديهم و دانت رقابنا لعلوجهم..يذبحوننا كالشياه و
يشربون من نخبنا.. حتى تصببت مزاريب بيوتنا دماً حاراً. فنحنالآن أمة جاثية..و حق لهم ذلك علينا يوم أن فقدنا فردوسنا و تقاعسنا عن أسوار بغدادلتنهار و
لحرمات بيت المقدس أن تدنس و تستباح؛ يوم هجرنا قربطة, قرناطة و قصرالحمراء ؛ يوم أن سهل عليهم أن يطئوا قبورنا ويقول سفيههم: "ها قد عدنا يا صلاح
الدين". و ربنا يستر مما هو آت,,,ومن قولهم في حقنا ألآن" الآن نغزوهم"
النور محمد يوسف
08-05-2014, 05:50 AM
الفلبينيون
مهال كيتا فلبينو
أحبكم أيها الفلبينيون
هكذا هم في كلامهم في سلوكهم وفي تجمعاتهم وفي تفردهم
هذا الشعب الاجتماعي البشوش يتربع على عرش النكتة على كل شعوب العالم
يوجد الفرحة من وسط الاحزان ...فالغالب فيهم هو الفرح وما عدا ذلك فهو دخيل وفي نفس الوقت مردود
عرفتهم بالسكن معهم وبالعمل معهم وبالسفر معهم
يعرفون ما معنى أن يكون معك إنسانا قبل أن يعرف انك ستعامله كانسان
هذا الشعب يفرح جماعيا ويبكي جماعيا وتشدهم نحو الحياة صخب الحياة الغربية ونحو التكافل والعدالة الاجتماعية ارتباطهم بالشرق جغرافيا ...
نعم يتكافلون يتراحمون ويسند بعضهم بعضا
في مرة من المرات توفي والد أحد زملائنا (جنسية عربية ) وكان ظرفه صعبا فقررنا نحن مجموعة السودانيين على طريقتنا أن نجمع له بعضا من المال ونسلمها له مساهمة منا في التخفيف عن مصيبته ... انبهرت الجنسيات الاخرى من هذا العمل النبيل وساهم بعضهم معنا ...كان إقدام الفلبينيين واضحا ومنفعلا بشدة متضامنا معنا ومساهما أكيدا بدعم مقبول بالعكس من أفراد جالية الزميل المكلوم فقد رأينا فيهم بعض التردد ...ولكن من باب دفع الحرج ساهموا معنا ...واستلم الزميل الكشف مع التبرعات ...لا تدرون كم هي السعادة التي غمرته...وفرحنا نحن لفرحته وأكثر من فرح فهم الفلبينيون لأنهم وجدوا من شعوب العالم من يتصرف مثل تصرفهم...ومرت الايام ....وهي تحمل خبر وتأكيد مغادرة احد الزملاء من جالية المكلوم ...خروج نهائي ...تفاجأنا بان هذا الشخص يجمعنا ويطلب منا إعادة ما دفعه من تبرع في تلك الوفاة ...ارجعوا لي مالي فقد دفعته معتقدا أنني سأبقى بينكم حتى يموت والدي واسترد ما دفعته مضاعفا مع تبرعاتكم ...أما وقد جاءت مغادرتي قبل موت والدي فإنني أطالبكم برد ما دفعته لكم فصاحبنا ظروفه أتحسنت... أكثر من استهجن هذا السلوك هم الفلبينيون وسرعان ما انبرى واحد منهم ودفع فورا ما تبرع به ذلك الشخص بل بالزيادة ... وطلبوا منا أن يظل هذا الأمر سرا بيننا حتى لا تموت هذه الأخوة التي نشأت بهذا التكافل الجميل .
سألت أحد الأطباء أي الجنسيات تحبون انتم معشر الأطباء أن تعمل معكم كمساعدين وممرضين فأجابني بلا تردد (الجنسية الفلبينية) الممرض الفلبيني أو الفلبينية يقرأ/تقرأ مثل ما نقرأ نحن بل بالزيادة وهم أكثر الشعوب اطلاعا في هذا المجال وملمون بأحدث التطورات في مجال الطب ...انت تحس بالعمل معهم كأنك مستمر في الدراسة وفي كل يوم تكتسب معلومة هذا غير احترام الشكل وحب المهنة .
هم شعب لا يطمئن بسهولة للأجناس الأخرى لانهم يعرفون إنهم ليسوا غربيين لتتم معاملتهم كغربيين ولا شرقيين لتتم معاملتهم كشرقيين لكنهم بمجرد أن يطمئنوا إلى انك تقبل بهم على هيئتهم تلك وبوضعهم هذا فانهم ينطلقون معك إلى ابعد الحدود فلا تكون هناك أصلا حدود بينك وبينهم ...
من أكثر ما يزعجني وما يحزنني في نفس الوقت هو تفشي المقامرة فيهم بشكل خطير ...فكم من شاب وسيم وشيخ كبير هم الآن بين جدراني مستشفيات العلاج النفسي ...نعم هذا عيب كبير فيهم ولكن ظروف الحياة تدعوهم إلى السعي نحو الربح السريع والرجوع إلى حياتهم بين اهليهم هناك بلا قيود ...أحيانا أرى إنهم مرغمون على المقامرة ..يطاردون مباريات صراع الديوك وسباق الكلاب ....فهم في سبيل القمار يتحايلون على كل قانون ويعملون من كل حركة أو تصرف أو سلوك مادة للقمار لا اريد أن اشرح كيف ولكن على سبيل المثال لو انسدت كل الطرق أمامهم للعب القمار عن طريق الشرطة أو المخبرين السريين فانهم لا يحتارون في ايجاد ميدان للقمار حتى في الشارع فارقام السيارات هي مادة غنية وارقام المتصلين بالجوالات مجموع الأعداد المكونة لبرقم الجوال المتصل وهكذا ولي معهم طرائف عديدة اتمنى أن يسعفني صبركم علينا فنقول بعضها في وقت لاحق.
لكنني أتحدث إليكم الآن وفي خيالي منظر هذا الفلبيني الذي يحرس ويشرف ويشغل مولدا للكهرباء في قرية في قلب الصحراء ...كيف وانه يجلس يقرأ كتابا في الساحة امام محطة التوليد وعلى كتفه غرابان وفوق رأسه غراب وأمامه وخلفه أكثر من عشرين غرابا .... صادقته غربان السعودية..ما إن وصلنا إليه حتى طارت الغربان ... غادرناه عادت إليه الغربان ... وعندما ذهب إليه فلبيني لم تطر الغربان ... هذا طائر يعرف من يحترمه وهو طائر وفيٌّ جدا ... كان درسا لنا ... نحن من يصنع الجفوة فقط بالانطباع .
شكرا اخي عابر سبيل وفعلا انت جدا كسب كبير لست المدائن ولنا بان تكون متواجدا هنا ننهل من بحر علمك الغزير
ود الأصيل
11-05-2014, 12:37 AM
هذه قبعتي أرفعها تجلة لشصخك النبيل أستاذي نور.. وكأني بك تقبل عرضي بأن تأجرني ثمانيَ حجج ، إذا مددت لي حبال صبرك الجميل لتقرأ مداخلتي المطولة أدناه:
فكم أنا عاجزو الله عن مجاراتك أخي أيها القلم الرشيق و نحن رفقاء سلاح.. فلا تطوقني بتكليف أكثر لننحت ذاكرتنا ا لخربة المفقودة فننكأ جراحات غائرة لنعتصر شيئاً من خواطرنا المضمخة بالألم. رغم علمي بأن طاحونة المشاغل تظل تلف الجميع بسيرها الحلزوني الذي لا ينفك راحلاً. فإذا بك أخي تخرج عن مضمار صمتك لتتحفنا بسيل بازخمن حفاوات مدهشة. أشهد الله علي شعوري بشرف الانتماء و احداً من منسوبي ضواحي ست المدائن. و شهادتي لهذا المنبر الأنيق بأنه الأنقى و الأطهرظللت باحثاً عن مثلهطويلاً ليقلني على صهوته وأتنقل بين أروقته كي أتعلم "تاتيبة" الثرثرة من فوق جدران صمت قاتل .فما أن عثرت عليه حتى شهقت روحي فرحاً و "تأتأ" لساني يبحث عن نبرةمبحوحة تناسب هيبة اللقاء.فالآن حالي معك أشبه بحال تلك الشهرزاد و هي تهم بالارتماء في أحضان مليكها الشهريار، قبل أن تشرع بالاسرترسال في حكيها إلى أن أسفر الصباح بأشياء لا تباح عن شهبندر التجار . فمن أكون ذاك الفتى حتى تدق الطبول لمقدمي أو تنكس البيارق لغيبتي.فهل تريد منا بوحاً و إفصاحاُ أكثر من هذايا حبيب؟؟ إن عباراتي التي تليق بأمثالك من رقتها ، لتخشي الظهور في دائرة الضوء؛ و تؤثر الاختباء وراء عتمات الأفق البعيد.. و هي ربما مخملية بحيث يزعجها النسيم..في حين كونها عصية جريئة بحيث يستحيي منها الغزل.. هذا رجائي بأن لا يتسرعن أحدٌ بالحكم علينا بأننا أناس منكفئين على ذواتنا أو أننا نفصل ظلنا كخرقة مهترئة على مقاسات جلدنا لكننا نفضل أن نظل هكذا طي الكتمان، ليراني من يرى عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر.. فمثلي لا يعدو كونه مجرد"ابن سبيل" عشت هائما على و جهي و باحثاً عن مزعة لحم من نفسي..كحال شحيح ضاع في الوحل خاتمه.. فلما اشتدت بي و طأة الهجير أويت إلى ظل هذه "النيمة" الشامخة الوريفة في شارع اتجاه واحد و التي أدهشتني بصمودها العجيب في وجه هوج الريح العاتية، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت وافقة.. فلما نظرت أسفل قدمي إذا بي أري وجهي بين وجوه ضائعة و هي تنداح منعكسةً على لجةمن "موية سرف" جارية نظيفة..لكنك إن لم تراني دماً و لحماً فسوف تعرفني كمشاعر جياشة تشاطرك إحساس "غربات ثلاث" في هذه الحياة الدنيا و تلخيصها بين لازمتين فقط1/ ( مم خلق} و 2 / (لا محالية الارتحال) عن دنيا المحال.
النور محمد يوسف
11-05-2014, 12:58 AM
بين خنزير و بعير!!
حق لكل مسلم أن يفتخر و يعدَّ نفسه منتصراً في مقاربة تبدو غير متكافئة مع أهل الغرب و الفرق بيننا (نقطة). فلا ننسى سفه هؤلاء القوم و قلة عقولهم منذ العصور الوسطي حين سيطر عليهم بعبع سطوة الكنيسة و صكوك الغفران مما يعكس حالة الضياع الذي يعيشونه . فقط نصيحتي لكل مفتون بهم أن يعدل عن مسايرتهم بوقع الحافر على الحافر. فهم سفهاء رعاع و(لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد , متاع قليل ثم مردهم إلى أشد العذاب). دعني الآن أدفع ببوست متواض ععله يعيد الأمور إلى نصابها.
بين خنزير و بعير.
تحولت الخنازبر مؤخراً إلى نجوم تغطي أخبارها على منشيتات صحف الدنيا و تطغى تحركاتها على أشرطة أخبار الفضائيات. لعلها فرصة ذهبية هبطت من السماء على صناع الخبر كي يتكسبوا من وراء القيل و القال و اللت والعجن و التحليل.. ولعلها أيضاً فقاعة تطلقها شركات تسويق الدواء من حين لآخر كي تفرغ مخازينها في بطون أغبياء العصر المهلَّعين, فكله جائز. على أية حال دفعتني الظاهرة واللغط الدائر حولها إلى إثارة هذا الحوار المسحوب على لسان الحال لا المقال بين مخلوقين كلاهما براء مما نصنع ..أو قل إن شئت بين ثقافتين أو ملتين, فنحن حينما نتحدث بلسان جنزيرهم و بعيرنا فإننا نثير بطبيعة الحال قضايا شائكة و ننكأ جراحاً غائرة.و سوف أتناول عدة محاور هنا راجياً أن أوفق.
• أولاً معروف عن الجنزير أنه مخلوق لاأقول ناقصاً, فحاش لله الذي تجلت قدرته و اقتضت أن( أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) و(لا نرى من فطور). و لكننا قصدنا فقط لفت النظر لما أودع الخالق في خلقه من صفاتله فيها شؤون و علم سابق وحكمة بالغة .. جل جلاله. فثابت عن هذا الحيوان الخسيس أنه نجس, جُبل على الهوان والرضا من الأمور بأدناها. ألا تراه قد جعلت له الأرض مرتعاً تغطيه مراعٍ مكسوة حلة خضراء و فائضة بكل الخيرات؛ إلا أنه يخلد دون سواه إلى الأوحال و المستنقعات ليقتات على ديدانها و عفنها المثير للقرف؛ أو يفزع إلى القمامات ومكبات الأوساخ ليرتع فيها؟ أو لا تراه وقد رفعت السماء فوق رأسه بلا عمد تُرى، و تجده يرخي عنقه و لا يرفع بصره ليتأمل بديع صنع خالقه. و هو معروف فوق هذا و ذاك بكونه ديوثاً, لا يعرف الغيرة على حريمه و لا يعنيه شأن قطيعه.
•ثانياً: أما الحُوار ابن الناقة فهو طويل النجاد رفيع العماد, كثير الرماد إذا ما شتا . إذ يرسل الجمل عنقه إلى السماء و ينظر أنى شاء و لا أحد يملأ عينه. هو سفينة الصحراء؛ أيقونة للصبر و الجلد والدربة على التصدي لعظائم الأمور ، و رفيقُ عمرٍ للأنسان في أحلك الظروف و أشد الأحوال؛ يحمل أثقانا وأثقالاً مع أثقالتا إلى بلاد لمن نكن ببالغيها إلا بشق الأنفس. تتغذي الأبل من أطايب لحا الأشجار وأ وراقها الغضة النضرة. تشرب من المياه أعذبها الذي يكفيها منه أن ترده مرة في العام لترتوى و تختزن في أكياس في أجوافها. و من صفات حمر النعم الرفيعة الأباء و كره الضيم, فهي لا تقبل الهوان على نفسها و لو من صاحبها و مضمرها ومروضها. لا يرقد الجمل الهادر بغبينة لأحد أبداً و لا يسكت على حقه إذا ما هضم و لو بعد حين, يظل متربصاً بجلاده حتى يظفر به و ينال منه دهساً تحت أضلعه.و هو فوق هذا وذاك لا يدع أجنبياً يتسلل إلى قطيعه الآمن في سربه و النائم في كنف فحله.
أخي الغالي شديد عابر سبيل ....تجدني في كل مرة اسجي لك الشكر أجزله لانك تقتحم مواقع في النفس تجعل من الكلام يتجمع ويتجمع حتى يكاد أن ينفجر فلا يكون امامنا غير البوح ببعضه من اجل التنفيس فعندما تتحدث عن مجتمع الخنزير ومجتمع البعير هنا مع التدافع الكلمي يدخل في الخط التدافع العقدي وكذلك القبلي ...فنحن أبالة من رعاة الابل ...فاذا جاء الحديث عن الابل امتلأت صدورنا كلاما فيها وبوحا عنها ...لانها ببساطة تمثل مدرسة سلوكية واخلاقية بجميع اركانها ....ومعظم أهل السودان من الابالة لذلك لا يتحملون أي طاغوت فاكتوبر وابريل وغيرها تدل على عشق اهل السودان للحرية وبغضهم لاي تسلط مهما طال أمده أو قصر .
لن اتحدث عن الخنزير فيكفيني فقط انه حرام على المسلم بأمر من الخالق الصانع لمكائننا ولا بد أن نتبع كتلوج الجهة الصانعة خاصة إذا أذعنا وأيقنا أنه البديع "أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" ...سأتحدث عن البعير بشيء غاب عن كثير من الناس لعدة اسباب لسنا هنا بصدد ذكرها ....
لن اتحدث عن الجمال انواعها ومراحل نموها ومسمياتها لكنني سأجمل بعضا من صفاتها على العموم :
الجمل لا يموت الا من كبده ....اذا مرض الكبد مات الجمل ....لذلك نجد أن أحلى قطعة في الجمل هي كبده واذا كان الجمل مريضا في كبده فلا تقرب لحمه ابدا فان كل مسببات التسمم تكون فيه فلا تقترب من اكل أي شيء منه خاصة كبده الا بعد التأكد تماما من صحة كبده ....وأخواننا البياطرة يعرفون ذلك بجرة خفيفة بالسكين على كبد البعير وبعدها يقررون هل هذا اللحم صالح للاكل ام به علة .
جاءت ام محمد (زوجتي) من السودان لتضع ابنها محمد هنا بالسعودية ...وبعد أيام راجعنا الطبيب لعمل فحص عام لها ....كانت صدمة كبيرة لنا بأن مستوى الدم عندها (7) فقط ...فهذه كارثة ....كتبوا لنا بعض الادوية والمقويات لنعود بعد اسبوعين كي نعيد الفحص ... تركت كل دواء مكتوب وذهبت إلى الجزارة واشتريت كبدة ابل كاملة وبالطريقة المعروفة صرنا نأكل منها مرتين في اليوم ...بعد اسبوع فقط ذهبنا إلى الطبيب ...نريد إعادة الفحص فنحن غير مطمئنين ...أعادوا الفحص فوجدوا الدم بلغ 14 ...جاءنا الدكتور واعتذر لنا ...نحن متأسفون للخطأ الذي حدث في المرة السابقة ...أعطيناكم تحليلا غير التحليل الخاص بكم .... لا يا دكتور انتم لم تخطئوا ... التحليل هو تحليلنا .... لا ليس تحليلكم ... فاذا كان تحليلكم لماذا ارتفع المستوى من 7 إلى 14 في اقل من اسبوع ... نعم هو تحليلنا فقد استعملنا كبدة الابل .... واعتمدها الطبيب علاجا ناجعا لكل فقر في الدم .
حليب الابل هو علاج لكل الامراض حتى مرض السكري..... بعض الناس يقولون أن حليب الابل يسبب لنا اضطرابات في المعدة واحيانا بعض حالات الاسهال ولكني اقول لهم ...تقول العرب أن حليب الابل هو المقياس لعدم اعتلال معدتك فاذا كانت بها علة فسوف ينظفها تماما واذا لم يكن بها علة فلن تحدث أي ظواهر اضطراب أو مغص أو اسهال فهو إذا مقياس وتيرموتر نعرف به درجة صحة أو اعتلال معداتنا .
من المميزات التي يمتاز بها حليب الابل انك إذا شربته حتى أمتلأ بطنك ولم تستطع حتى التنفس فانك يمكنك أن تأكل وجبتك في هذه الحالة عاديا كأن البطن لا يوجد فيها شيء قط ... كأن الشبع هنا فقط مجرد ايحاء ولا وجود للحليب في داخل المعدة ....سبحان الله يتخزن فين ...لا يدري الناس حتى الآن اين يذهب .
البعير لا يأكل من غصن أكل منه سابقا أو أكل منه أحد رفاقه فأكله دائما طازج الا عند الضرورة فلا تنتقل عدوى الامراض من غيره إليه عن طريق الاكل .
عندما يذهب الفحل إلى انثى تكون معروفة في ذلك اليوم بأن بويضتها قد نزلت إلى قناة فالوب وهي جاهزة للتخصيب يذهب اليها وحدها وبقية الاناث في تلك الاثناء يرقصن ويتقالدن باعناقهن كانها زفة عروس ينقصها الزغاريد حتى إذا ما تم التخصيب لا يأتيها ابدا ولا ترغب هي فيه أو في غيره اطلاقا حتى الانجاب ولا كذلك في فترة الرضاعة .
عندما يهيج الفحل ...وهذه أخطر الحالات في تربية الابل ...فلا شيء يقف امامه الا وأعاقه ...لكن اخواننا اللصيقون بالابل وجدوا أن مكعبا واحدا من (ماجي) مرقة الدجاج يشربه الفحل الهائج فيعود هادئا حملا ودودا ......
الابل حرمها سيدنا اسرائيل على نفسه لا لعلة فيها ولكن لموقف منه ... ولذلك اليهود والمسيحيون لا يأكلونها فنجدها في استراليا تعيش برية بكميات هائلة حتى انها سببت لهم كثيرا من المشاكل ...وانتبه امراء الخليج لذلك وعمل أحدهم للحومها مصنعا من ابل استراليا البرية المجانية الا من تكاليف الترحيل ...
الابل حيوان صيغت عنه في الغرب كثير من الاساطير ومن تلك الاساطير انه مخلوق من بصاق ابليس يوم أن حمل سيدنا نوح من كلٍ زوجين اثنين حمل هذا البعير الذي خلق في تلك اللحظة من بصاق ابليس .....(اسطورة تنفيرية ليس لها من صحة ولا دليل) .
في السعودية يوجد هنا وادي اسمه وادي المنسف (بكسر الميم وتسكين النون وفتح السين) يوجد بين مدينة الصحنة ومدينة حوطة بني تميم جنوب الرياض ...في مساحة طولها 25 وعرضها عشرون كيلو مترا... تكون الاجواء صافية جدا ولكنك بمجرد أن تدخل هذا الوادي لا تكاد ترى امامك شيئا من شدة الغبار والضباب فهو منطقة منخفضة جدا .... يُقال أن أي بعير يضيع عن أهله في كل الجزيرة العربية يجدونه بعد كذا يوم هنا حائما في هذا الوادي .... اسطورة ...لكنها باقية حتى اليوم ولا تكاد تسال عن صحتها الا وينبري لك أكثر من واحد يؤكدها لك .
هنا في السعودية لم يكن الناس يعرفون حفاظات الاطفال ..يسحنون الطور (بقايا الابل) ويضعونها في كيس من القماش المخرم في شكل مخدة رقيقة ويجلس عليها الطفل نائما وصاحيا ومحمولا .... يغيرونها له كل اسبوع فلا تشتم رائحة ولا تتوالد ميكروبات أو جراثيم .
أما بول الابل... فلديهم عادة بان يمسحوا راس الطفل ببول الابل في يومه السابع من ولادته فينبت الشعر ناعما وغزيرا بلا أي امراض أو طفيليات .
الماء ليس لها طعم أو رائحة ....لكن الابل تشم الماء ولذلك يتركون لها القيادة في الصحراء في حالة التوهان فتقودهم إلى الغدير أو الحفير .
سئل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يرحمه الله وهو عاش ومات كفيفا ...سئل ذات مرة "ماذا تريد أن ترى أول شيء اذا رد الله لك بصرك ....فقال فقط أن أرى "الجمل" هذا الذي ذكره الله "أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت" فقط أرى كيف خُلق هذا الجمل ...
بقيت هناك شاردة بسيطة اغتنم هذه الفرصة بأن أبوح بها وهي ذات علاقة بالابل .... اسم قريتنا مشتق من الابل ... وهي التُّرَيْبة المنطقة المنخفضة تحت كتف البعير ...ولان قريتنا منخفضة تغرق عند كل سيل اطلق عليها الابالة سابقا اسم ام تريبات جمع تريبة .
لك التحية اخي عابر سبيل فأتمنى أن أكون قد ساهمت ببعض مما كنت تصبو إليه من تواضع مداخلتي في هذا الموضوع الكبير الدلالة والمضمون (بين خنزير وبعير ) ...لك التحيات العطرات ودمت بخير وعافية وجميع اعضاء منتدانا الكبير .
ود الأصيل
11-05-2014, 01:02 AM
الفلبينيون
مهال كيتا فلبينو
أحبكم أيها الفلبينيون
هم شعب لا يطمئن بسهولة للأجناس الأخرى لانهم يعرفون إنهم ليسوا غربيين لتتم معاملتهم كغربيين ولا شرقيين لتتم معاملتهم كشرقيين لكنهم بمجرد أن يطمئنوا إلى انك تقبل بهم على هيئتهم تلك وبوضعهم هذا فانهم ينطلقون معك إلى ابعد الحدود فلا تكون هناك أصلا حدود بينك وبينهم ...
من أكثر ما يزعجني وما يحزنني في نفس الوقت هو تفشي المقامرة فيهم بشكل خطير ...فكم من شاب وسيم وشيخ كبير هم الآن بين جدراني مستشفيات العلاج النفسي ...نعم هذا عيب كبير فيهم ولكن ظروف الحياة تدعوهم إلى السعي نحو الربح السريع والرجوع إلى حياتهم بين اهليهم هناك بلا قيود ...أحيانا أرى إنهم مرغمون على المقامرة ..يطاردون مباريات صراع الديوك وسباق الكلاب شكرا اخي عابر سبيل وفعلا انت جدا كسب كبير لست المدائن ولنا بان تكون متواجدا هنا ننهل من بحر علمك الغزير
قد أضيف نقطة بسيطة بعد فاصلتك التي تركتها مهملة على السطر.. فلم تعد المقامرة ماركة مسجلة فقط باسم شعب بعينه ، ربما ليس لحب فيها لكن ضغوط الغربة توشك أن تمسي الرجل مؤمناً و تصبحه كافراً فلنفترض مثلاً أنني أو أحدنا كان إنساناً فناناً يعيش في غربة فماذا سيكون شعورك؟! من جانبي سأقول لك:بأن عليه أن يقوم برسم لوحة زيتية لنفسه في "سنة أولى غربة". طبعاً حتلقاه بشعرمسبسب و عينين ناعستين و جضوم نديانة و قوام مربرب ممشوق و كدا..ثم يعاود رسم نفسه كل مرة منذ "سنة تانية .... إلى تاسعة غربة.. و سيفاجأ بأن تغييراً ما بدأ يطرأ عليه؛ كأن يتساقطبعض شعر رأسه أو يغطيه "بياض الثلج ..ثم بعدين (تعال..قبل السنين تجري و تعال قرّب) لتجده نفس الشخصية بذاتها و لكن ليست (بنفس الملامح لا الشبه و لا ا لمشية زاتا وقدلتو).ح تبقى الأمور آخذة في التدهور الشديد و أن الجلحات البسيطة سااارحة وشاااغلة حيزاً لا بأس به من فاخورته لتحيلها إلى "بيت نمل"، ثم و هو في سن اليأس و التقاعد ، يوشك أن يطوي يوبيلاً ذهبياً في الاغتراب إذا ببعض ما تبقى من سبيبه يتدلى من أذنيك لتعبث به الريح فيما يشبه "بوخ اللقمة".. أما إن عشنا لما بعد أرذك العمر فلا يُصدم أحدنا إذا رسم فوجدت بين يديه بقايا نفس تتبخر من حنايا عشق يُحْتَضر
في حطام قرد أعمش ، أفنى عمره بين المطارات و الموانئ والمرافيء و الملاجيء.صورة حالكة السواد لكن..معليش أظن أنها قريبة جداً من الحقيقة..و ليست مجرد هرطقة
و هو كلام قريب مماقاله نبي الله نوح عليه االسلام حين شبهالدينا(دارالغش أم بناياً قش ) ، شبهها ببيت له بابان.. ما لبث أن دخل من أحدهما حتى و جدنفسه
خارجاً من نفاج آخر رغم أنه فعل ذلك خلال رحلة قطعها في ألف سنة إلى خمسين عاماً مما يعدون!!..
النور محمد يوسف
11-05-2014, 03:28 AM
هذه قبعتي أرفعها تجلة لشصخك النبيل أستاذي نور.. وكأني بك تقبل عرضي بأن تأجرني ثمانيَ حجج ، إذا مددت لي حبال صبرك الجميل لتقرأ مداخلتي المطولة أدناه:
فكم أنا عاجز والله عن مجاراتك أخي أيها القلم الرشيق و نحن رفقاء سلاح.. فلا تطوقني بتكليف أكثر لننحت ذاكرتنا الخربة المفقودة فننكأ جراحات غائرة لنعتصر شيئاً من خواطرنا المضمخة بالألم. رغم علمي بأن طاحونة المشاغل تظل تلف الجميع بسيرها الحلزوني الذي لا ينفك راحلاً. فإذا بك أخي تخرج عن مضمار صمتك لتتحفنا بسيل باذخ
من حفاوات مدهشة. أشهد الله علي شعوري بشرف الانتماء واحداً من منسوبي ضواحي ست المدائن. وشهادتي لهذا المنبر الأنيق بأنه الأنقى والأطهر ظللت باحثاً عن مثله طويلاً ليقلني على صهوته وأتنقل بين أروقته كي أتعلم "تاتيبة" الثرثرة من فوق جدران صمت قاتل .فما أن عثرت عليه حتى شهقت روحي فرحاً و "تأتأ" لساني يبحث عن نبرة
مبحوحة تناسب هيبة اللقاء. فالآن حالي معك أشبه بحال تلك الشهرزاد وهي تهم بالارتماء في أحضان مليكها الشهريار، قبل أن تشرع بالاسرترسال في حكيها إلى أن أسفر الصباح بأشياء لا تباح عن شهبندر التجار . فمن أكون ذاك الفتى حتى تدق الطبول لمقدمي أو تنكس البيارق لغيبتي. فهل تريد منا بوحاً و إفصاحاُ أكثر من هذا يا حبيب؟؟ إن عباراتي التي تليق بأمثالك من رقتها ، لتخشي الظهور في دائرة الضوء؛ و تؤثر الاختباء وراء عتمات الأفق البعيد.. و هي ربما مخملية بحيث يزعجها النسيم..في حين كونها عصية جريئة بحيث يستحيي منها الغزل.. هذا رجائي بأن لا يتسرعن أحد بالحكم علينا بأننا أناس منكفئين على ذواتنا أو أننا نفصل ظلنا كخرقة مهترئة على مقاسات جلدنا ؛ لكننا نفضل أن نظل هكذا طي الكتمان، ليراني من يرى عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر.. فمثلي لا يعدو كونه مجرد"ابن سبيل" عشت هائما على و جهي و باحثاً عن مزعة لحم من نفسي..كحالِ شحيح ضاع في الوحل خاتمه.. فلما اشتدت بي و طأة الهجير أويت إلى ظل هذه "النيمة" الشامخة الوريفة في شارع اتجاه واحد و التي أدهشتني بصمودها العجيب في وجه هوج الريح العاتية، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت واقفة.. فلما نظرت أسفل قدمي إذا بي أري وجهي بين وجوه ضائعة وهي تنداح منعكسةً على لجة من "موية سرف" جارية نظيفة..
لكنك إن لم تراني دماً و لحماً فسوف تعرفني كمشاعر جياشة تشاطرك إحساس "غربات ثلاث" في هذه الحياة الدنيا وتلخيصها بين لازمتين فقط1/ ( مم خلق} و 2 / (لا محالية الارتحال).
كل المجال لك اخي عابرسبيل ...بل نحن من يرجوك بأن تطيل هنا البقاء بيننا فلا تتركنا ابدا فيكفي انك وصلت الى هذه ""النيمة" الشامخة الوريفة في شارع اتجاه واحد و التي أدهشتك بصمودها العجيب في وجه هوج الريح العاتية، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت واقفة.. " فأحلتها وريفة نستظل تحتها من حر ولهيب الاغتراب ...وتراني بهبابي تحتها حاكلا رجلا فوق رجل مستمتعا بسلاسة اسلوبك وتهذيب عباراتك وتواضع شخصك بالجلوس معنا بلا مكيف الا من همبريب يدغدغ فينا كل الحنين، الحنين الذي أبدعت حين عبرت عنه بأبلغ ما سمعت من تعبير عن الحنين حين قلت في أحد مداخلاتك هناك في موضوع القناية والدكتور
" الحنين عطش النبع إلى حاملات الجرار, و العكس صحيح
. الحنين يجر المسافة وراء وراء , مع أنه عين التطلع إلى الأمام , وقد سمي أملاً وثاباً , وخاطرةٌ شعرية ومغامرة لفعل مضارع حائر متردد, بل فعل ماضٍ ناقص لا محل له من أعراب. لا بل كزيتونة معلقة على سروة وقفت خلف تلة على ساقين راسختين, مفرهدة أغصانها بأخضرّ داكنٍ, وهي تسترق سمعاً مرهفاً لهبوب الرياح وهي حبلى بزخات الدعاش في حضن حمبل المطر: خير غائب ينتظر من سوداء الضمير
!!"
فانا اخي اتلذذ بقراءة ما تكتبه فأنا من يطلب منك أن تأجرني حججا عديدة مستمعا اليك تلميذا بين يديك أخاف أن تمل جلوسه مربعا يديه مبهورا فلا تطيق مني هذا وتستعجلني الرد فاقوم وأفسد حلاوة هذا الاسترسال منك .
كنت خائفا من لحظة احس فيها أنك ستغادرنا إلى جهة غير منتدانا ...هكذا اسمك يوحي لي بذلك ... لكنني فرحت وفرحتي لا تضاهيها فرحة عندما وجدت أنك كتبت هذه العبارات الجميلة الهدية لكل غيور على ست المدائن وعلى منتداها ... حين كتبت
" أشهد الله علي شعوري بشرف الانتماء واحداً من منسوبي ضواحي ست المدائن. وشهادتي لهذا المنبر الأنيق بأنه الأنقى والأطهر ظللت باحثاً عن مثله طويلاً ليقلني على صهوته وأتنقل بين أروقته كي أتعلم "تاتيبة" الثرثرة من فوق جدران صمت قاتل .فما أن عثرت عليه حتى شهقت روحي فرحاً و "تأتأ" لساني يبحث عن نبرة
مبحوحة تناسب هيبة اللقاء."
لكنني أيضا احترم رأيك وأنت تقول
" لكننا نفضل أن نظل هكذا طي الكتمان، ليراني من يرى عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر.. فمثلي لا يعدو كونه مجرد"ابن سبيل" عشت هائما على و جهي و باحثاً عن مزعة لحم من نفسي "
وهذا وضع اعتقد انه بالقناعة سوف يزول خاصة إذا كان الجميع وانا من بينهم نفتخر بك ابنا لنا وواحدا منا نفقأ به عين كل حاسد مبتور ونجعله في عين كل حاقد على مدينتنا وهي ساعة تمايزت فيها الصفوف وطفقت كل منطقة تبحث في خزائنها القديمة عن تاج لها تفاخر به رفيقاتها وأنت بالنسبة لنا أكثر من تاج....سيأتي اليوم الذي تظهر فيه كل لآلي تاجنا هذا وكل حرف وكل نقطة فيه وتستبين التفاصيل فنُشبعه ضمّاً وقُبَلاً .. فلا يسرقنَّه منا عُقالٌ أو تنٌّور.
ود الأصيل
11-05-2014, 07:32 PM
عندما يذهب الفحل إلى انثى تكون معروفة في ذلك اليوم بأن بويضتها قد نزلت إلى قناة فالوب وهي جاهزة للتخصيب يذهب اليها وحدها وبقية الاناث في تلك الاثناء يرقصن ويتقالدن باعناقهن كانها زفة عروس ينقصها الزغاريد حتى إذا ما تم التخصيب لا يأتيها ابدا ولا ترغب هي فيه أو في غيره اطلاقا حتى الانجاب ولا كذلك في فترة الرضاعة .
الابل حرمها سيدنا اسرائيل على نفسه لا لعلة فيها ولكن لموقف منه ... ولذلك اليهود والمسيحيون لا يأكلونها فنجدها في استراليا تعيش برية بكميات هائلة حتى انها سببت لهم كثيرا من المشاكل ...وانتبه امراء الخليج لذلك وعمل أحدهم للحومها مصنعا من ابل استراليا البرية المجانية الا من تكاليف الترحيل ...
الابل حيوان صيغت عنه في الغرب كثير من الاساطير ومن تلك الاساطير انه مخلوق من بصاق ابليس يوم أن حمل سيدنا نوح من كلٍ زوجين اثنين حمل هذا البعير الذي خلق في تلك اللحظة من بصاق ابليس .....(اسطورة تنفيرية ليس لها من صحة ولا دليل) .
الماء ليس لها طعم أو رائحة ....لكن الابل تشم الماء ولذلك يتركون لها القيادة في الصحراء في حالة التوهان فتقودهم إلى الغدير أو الحفير .
سئل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يرحمه الله وهو عاش ومات كفيفا ...سئل ذات مرة "ماذا تريد أن ترى أول شيء اذا رد الله لك بصرك ....فقال فقط أن أرى "الجمل" هذا الذي ذكره الله "أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت" فقط أرى كيف خُلق هذا الجمل ...
بقيت هناك شاردة بسيطة اغتنم هذه الفرصة بأن أبوح بها وهي ذات علاقة بالابل .... اسم قريتنا مشتق من الابل ... وهي التُّرَيْبة المنطقة المنخفضة تحت كتف البعير ...ولان قريتنا منخفضة تغرق عند كل سيل اطلق عليها الابالة سابقا اسم ام تريبات جمع تريبة .
لك التحية اخي عابر سبيل فأتمنى أن أكون قد ساهمت ببعض مما كنت تصبو إليه من تواضع مداخلتي في هذا الموضوع الكبير الدلالة والمضمون (بين خنزير وبعير) ...لك التحيات العطرات ودمت بخير وعافية وجميع اعضاء منتدانا الكبير .
ساهمت ببعض؟؟!! ماذا تقول يا رجل؟!!
بل حريٌ أن تقول كفيت و وفيت و أتحفت بالكثير
و أفحمت بالشيء المثير. بصراحة بكدا شكلك ح تجرجرني
كدا لحدت ما تكشف نومتي . لأنك ح تضطرني للبوح بأني أبَّالي و غنامي
زول سعية ملحلح أبا عن جد و لا تزال زرائبنا موجودة تصارع من أجل البقاء
أمام زحف غابات الأسمنت المسلح.. و الجمل دا بالذات أنا ركبتو و علفتو ركبتو
كربت بيه لا عند الوعرة و بطانة أب علي (كان سمعت بيها).. لو يوم متفت كراعك
مشيت على سوق ود الركين، ركز كويس بتلقى ليك زول عربي سبابي بسديري
و سكينو في ضراعو بس أمسك فيه سمح..لكن قبل ما أنسى سؤال محرحر لي زمن:
الناس ليه بتقول قدر أم تريبات.. يعني عندك الحوش، المدينة عرب و حاج
عبد الله و بالشرق الشبارقة، الدناقلة ،العريباب، أب حراز و الشرفة ك
لهن بلدات و أشباه مدن.. و لا المثل بقى ساير ساااي
متل قولة (البرجو الله في كريبة ود كنان)؟!
***********^^^^^***********
ود الأصيل
11-05-2014, 07:43 PM
ضمن خواطري( المقلوبة) سبق لي و عقدت مقاربة بين (دابة و راكبها) و استرسلت فيها من جوانب عديدة و هامة جداً..
فكثيراً ما نسمع أحدهم و قد فقد أعصابه و خرج عن طوره و هو يلفظ في وجه صاحبه بأقذع شتيمة من على طرف لسانه: " يا حيْوان"!!
و لكن لو أننا عقدنا مقاربة بسيطة وبمنطق علمي بين سلوك أي دابة و راكبها،لفوجئنا بأنها و للأسف مقارنةٌ ضيزى و غير متكافئة لصالح أنعامنا؛
و الأحرى أنك لو أخذت الإبل كمثال للدواب لتجدنَّ قصب السبق راجحاً بكفتها ، و هي تسجل تفوقاً ملحوظاً على حساب كثير من الناس (و كثير حق عليه العذاب)،
على الأقل من حيث قدرة التحكم في شهويتي البطن و الفرج.و لكي لا نطلق الكلام على عواهنه دعنا،نضرب لذلك أمثلة حية من أرشيف الحياة:-
ود الأصيل
11-05-2014, 07:57 PM
...!!!...
انظر إلى رجل (أشعب أغبر) يتعشى ثم يخرج يتمشى لزوم تجنب عسر الهضم و التخمة.. فإذا صادفه من يدعوه إلى و ليمة، فيها من العضات ما لذ و طاب طعمه و تشكلتموائده..
فيروحأخينا تاني يدبها و يزدرد مجدداً من تلال المأكولات الحادقة منه والحلوة. و يعب منعينات الشراب العذب منها و الغازي و ربما (الروحي) وينسى أن سببخروجه كان أصلاً
للتخلصمن زوائد بطنه، لا أن يحملها مما لا تطيق أثقالاً معأثقالها. و أما البهائم والهوامفإذا تناولت علفها حتى شبعت،أو وردت حوضها حتى ارتوت كانبعدئذٍ العلف و الشراب
ربماأبغض الحلال إلى نفسها. و لو ضُربت بالكرابيج لما زادتعلى مقاس بطنها و لو شربةماء و لما دنت منه قيد أنملة.. استمع إلى قولعز من قائل:{وَ كَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا
ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَ إِيَّاكُمْ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}. و عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,أنه قَالَ : " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَ تَرُوحُبِطَانًا" .
و أنت ترى الإبل تسرح و تمرح في المروج و تجوب الصحاري و لا تحمل على ظهورها متاعاً أكثر من سعة بطنها . بل إن لديها قدرة مذهلة على تحمل على العطش لفترات و أزمنة ممتدة..
. و مثلها الحمير و البغال و هي ترعى من خشاش.فمع قدرتها على الحمل لا تحمل صرةً أو (خرتاية )على اسنمتها أو أكتافها؛
هذا بالطبع فضالاً عن دواب أخرى و هوام دقيقة لا تُرى بالعين المجردة و هي تسعى في الأرض ، ولا تحمل رزفها ربما لأنها لا تقدر على حمله،
أو أنها تقدر و لكنها لا تفعل، فمثلاً الميكروبات والناموس و القمل و البراغيث كلها تتغذى على لحم الإنسان ذي الجبروت و تشرب من دمه على
ضَعْفها و قلة حيلتها و لا تتخذ بنكاً للدم.و تراها إنْ شبعت لا تدخر مؤنةً لغدٍ ، و قد تدوس بواقي حشيشها، أو قد
تتبول عليه و لا تبالي ، حتى إنهم يقولون:لا يعرف الادخار من المخلوقات إلا الإنسان و الفأر و النمل...
ود الأصيل
11-05-2014, 08:03 PM
أما عن شهوة الفرج ولعلها بيت القصيد فحدث و لاحرج، إذ يكفي أن نعلم أنالله قد جعل للرجال من أنفسهم أزواجاً
ليسكنوا إليهن،و سخَّر لهم من نسائهم حرثاً ليأتوا حرثهم أنى و متي شاءوا (ما لم يكنَّ على غير طهارة) ..
و هم يبتغون في ذلك إلى جانب انجاب الولد، كذلكً قضاء الوطر و إعفاف النفس و الزوجة.. غير أن الأمر مع
البهائم مختلف تماماً، فلك أن تصدق أو لاتصدق أن الفحل وبالذات البعير ابن الناقة لا يقرب أنثاه قط،
إذا اشتم في صلبها رائحة (الدُرار) أو الوحم لكونه مجبولاً على إتيانها فقط لإكثار الذريةمن بهيمة
الأنعام و التي بنهاية المطاف ليست هي إلا متاعاً لبني آدم
} وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ{
ود الأصيل
11-05-2014, 09:22 PM
كل المجال لك اخي عابرسبيل ...بل نحن من يرجوك بأن تطيل هنا البقاء بيننا فلا تتركنا ابدا فيكفي انك وصلت الى هذه ""النيمة" الشامخة الوريفة في شارع اتجاه واحد و التي أدهشتك بصمودها العجيب في وجه هوج الريح العاتية، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت واقفة.. " فأحلتها وريفة نستظل تحتها من حر ولهيب الاغتراب ...وتراني بهبابي تحتها حاكلا رجلا فوق رجل مستمتعا بسلاسة اسلوبك وتهذيب عباراتك وتواضع شخصك بالجلوس معنا بلا مكيف الا من همبريب يدغدغ فينا كل الحنين، الحنين الذي أبدعت حين عبرت عنه بأبلغ ما سمعت من تعبير عن الحنين حين قلت في أحد مداخلاتك هناك في موضوع القناية والدكتور
فانا اخي اتلذذ بقراءة ما تكتبه فأنا من يطلب منك أن تأجرني حججا عديدة مستمعا اليك تلميذا بين يديك أخاف أن تمل جلوسه مربعا يديه مبهورا فلا تطيق مني هذا وتستعجلني الرد فاقوم وأفسد حلاوة هذا الاسترسال منك .
كنت خائفا من لحظة احس فيها أنك ستغادرنا إلى جهة غير منتدانا ...هكذا اسمك يوحي لي بذلك ... لكنني فرحت وفرحتي لا تضاهيها فرحة عندما وجدت أنك كتبت هذه العبارات الجميلة الهدية لكل غيور على ست المدائن وعلى منتداها ... حين كتبت
لكنني أيضا احترم رأيك وأنت تقول
وهذا وضع اعتقد انه بالقناعة سوف يزول خاصة إذا كان الجميع وانا من بينهم نفتخر بك ابنا لنا وواحدا منا نفقأ به عين كل حاسد مبتور ونجعله في عين كل حاقد على مدينتنا وهي ساعة تمايزت فيها الصفوف وطفقت كل منطقة تبحث في خزائنها القديمة عن تاج لها تفاخر به رفيقاتها وأنت بالنسبة لنا أكثر من تاج....سيأتي اليوم الذي تظهر فيه كل لآلي تاجنا هذا وكل حرف وكل نقطة فيه وتستبين التفاصيل فنُشبعه ضمّاً وقُبَلاً .. فلا يسرقنَّه منا عُقالٌ أو تنٌّور.
لله درك يارجل و يراعك فائق الإبداع ..يا من يعجز الوصف عن ما تنسج خواطرك و تخط يمناك. فكم عانق الإبداع في وشم حروفك الذهبية على صفحاتي ناصعة البياض و كم فعلتمعانيك بي الأفاعيل و ارتقت بي مفرداتك مرتقاً شاهقاً حد البلوغ بذائقتي إلى مصاف العاشقين لوجودي في معيتك. و لعل سر وجودك هنا أصبح من محفزات ، بل من مبررات وجودي؛لكوني كلما دخلت فرأيت الأنجم بازغة قلت: هذا "نورك"؛ لكن لما سرعان ما توارت قلتُ: لا ، بل هو أبهر . ثم لما رأيت القمرعرجوناً قديماً و نصف بدر ناعساً ؛ و الشمس قرصاً حارقاً قلت بل هذا هو؛ لكنهما لما أفلا قلت كلا، و إني لا أحب الأفلين. ثم حزمت بقجتي و شددت رحلي و رحت باحثا عنك في دوائر الأفاق و حمرة الأشفاق أُسائل أطياف حنابل المطر فلم أجد لك أثراً.. وعذرك غير مقبولٍ لديَّ ، إذ كان عليك أن تكتب لنا و لو حرفاً ساكناً على خرقة من لحا الأشجار أو تنحت لنا قلباً على صم الحجارة،
لأنني صرت أدمن التلهف لانتظار إطلالتك بعنف، فهلا استجبت لنداء استغاثتي؟
ود الأصيل
11-05-2014, 09:59 PM
لكنني أيضا احترم رأيك وأنت تقول:
" لكننا نفضل أن نظل هكذا طي الكتمان، ليراني من يرى عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر.. فمثلي لا يعدو كونه مجرد"ابن سبيل" عشت هائما على و جهي و باحثاً عن مزعة لحم من نفسي"
وهذا وضع اعتقد انه بالقناعة سوف يزول خاصة إذا كان الجميع وانا من بينهم نفتخر بك ابنا لنا وواحدا منا نفقأ به عين كل حاسد مبتور ونجعله في عين كل حاقد على مدينتنا وهي ساعة تمايزت فيها الصفوف وطفقت كل منطقة تبحث في خزائنها القديمة عن تاج لها تفاخر به رفيقاتها وأنت بالنسبة لنا أكثر من تاج....سيأتي اليوم الذي تظهر فيه كل لآلي تاجنا هذا وكل حرف وكل نقطة فيه وتستبين التفاصيل فنُشبعه ضمّاً وقُبَلاً .. فلا يسرقنَّه منا عُقالٌ أو تنٌّور.
و لكن شريطة ألا يكون تقديرك لموقفي من باب كون عين الرضا عن كل عيب كليلة و عين السخط تبدي المساويا..
طبعاً أخوك منفي زمن و لا أضع عصا الترحال.. و حياتي برمتها محطة ترانزيت مداها عمري الرايح سدىً
لدرجة أنهم ينادونني باسم أخوتي. طيب هاك اسمع دي عشان تعرف بس حصاد غربتنا في الحياة دي بعد لئي!
مرة نزلت البلد لاقاني شاب ثلاثيني ببيع بلح في سوق التشاشة جنب زناكي الملجة.. و قفت اشتري منو فلاحظت
إنو بعاين لي مسارقة كل شوية و عامل مدنقر،و كأنو في راسو كلام.. حاولت أطلعو من شطبة الراس، فسألتو: مالك
اللخو رايحة ليك حاجة و لامشبه؟ فرد متردداً و الله ياخي ماني عارف، لاكين كدي أنت من وين أول حاجة؟ قلت ليه أنا؟
من الجيهة الفلانية. طيب نعلك من فريق ناس ود فلان؟ قلت أيوة! قال:" بس، قربتني شديد، طيب داير أسألك ياخي
من حاجة شاغلاني صراحة اتذكرتها هسع ؛ زمان لمان كنا شُفَّع صُغار كان في بيوت ناس ود فلان المقابلاتننا ديل جناياً
وشو محومر كدي و نحيف و طويل كدا متل قشة الكبريت و في راسها زيتونة ، أها الزول دا فجأةً كدي اختفى غتس و ين
ماني خابرو!!" انتهى كلام السائل..و كأن شيئا لم يحدث فقلت أخير أنهي المقابلة و أتخارج أمرق ألحق عربات السوق
طبعاً العبد لله ما نقشت مين المقصود و لما شعرت إنو الحكاية جرت بعيد و جابت ليها ناس ميتين أو محفتفيين من زمن على
أحسن تقدير، ما اهتميت و قلت ليه خلاس ياخي أوزن لي الحاجات عشان أمشي. ثم حاسبت الشاب و ودعته إلى لقاء آخر..
أها بعد مارجعت البيت الشغلانة دي عملت لي سافوتة أنا ظاطي و بقيت سارح أقلب في كلام الولد، وأتململ جاي ثم جاي حتى
بالليل ما جاني نوم. ياجماعة الجنا دا بسأل عن زول كان في بيوتنا ديل!! يكون منو ياربي؟! دا أكيد مننا! يا زول لغايةما ربنا
هداني إنو ذاك السجين الهارب ما هو إلا العبد الفقير إلى الله شخصياً ، لكن بمرور الزمن بشكل لا يمت إلى ذاك الواقع الذهني
بأية صلة تذكر لا من قريب و لا من بعيد.. بعد أن شبع الدهر علي أكلاً و شرباً، و مارس علي كافة صنوف التعرية الجسدية.
النور محمد يوسف
12-05-2014, 05:29 PM
و لكن شريطة ألا يكون تقديرك لموقفي من باب كون
عين الرضا عن كل عيب كليلةٌ وعينُ السخط تُبدي المساويا..
طبعاً أخوك منفي زمن و لا أضع عصا الترحال.. و حياتي برمتها محطة ترانزيت مداها عمري الرايح سدىً لدرجة أنهم بنادونني باسم أخوتي.
أبدأ من حيث انتهيت اخي عابرسبيل ....لترى هذا الحزن الذي اعتراني وأنا أقرأ هذه السطور...ليتني ما استدرجتك وليتني ما نويت اصلا أن أصل بك إلى كشف ما تخاف منه علينا ...فمعذرة أخي الحبيب جدا إلى قلبي ....فنحن اخوتك ونحن اهلك ...واقولها من قلبي إن بيتي هو بيتك وأهلي كلهم هم اهلك في كل وقت وفي كل مكان ....ألم أقل لك أن قلبك كبير وفوق ذلك حبك لنا هذا الذي يظهر في كل سطر تخطه وفي كل خاطرة تكتبها ...فهكذا هم الرساليون ...ينقيهم الله حتى لا يتمسكوا بأي حبال دنيوية فيبقى حبل الله وحده الممدود أمامهم فلذلك يتحدثون ناصحين لا يريدون جزاءا ولا شكورا لأن القلب مليء باليقين ...ومثلما أننا ناطقون فهذا يقينك في المردود من العلي القدير ....ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ...فقد بدأت كل الحبال تتلاشى إلى الابد من أمامه بقدر معلوم فلم ير أباه ثم توفيت أمه ثم جده ثم عمه ...ثم أرغمته مدينته التي يحبها الى مغادرتها وكل متاع فيها ...فما بقي له الا حبل الله المتين ... فما هذا الزهد الذي احسه فيك إلا نابعا من أمل عريض بتقدير حصيف ....سويعات نقضيها هنا ثم إلى صندوق العمل ...لا يهم اين تم حصاد هذا العمل ومتى ولكن كيف وكم ....فليكن همنا ملؤه بالوزن الثقيل بمثل هذا الكلام الذي نطالعه وهذه العبر التي تنداح بها اخي عابرسبيل لا ليومنا هذا بل ستبقى ما حيينا وما نطق اللسان وما كتب القلم ... فهنيئا لك هذه التهيئة التي يعدها لك الخالق لدور كبير أنت أهل له ...وسوف تثبت لنا الايام ذلك ايها الرجل الرسالي الوقور ....فأنا لم اجد أمام كلماتك إلا أن أضع كل شيء جانبا وأسطر لك هذه الاسطر بدمعة في العين ... لهذه الدنيا التي لا تجيد تقييم قدر الرجال ...لكن الرجال يقدرون على قهرها فتأتيهم بإذن الله طائعة ذليلة ....أخي الحبيب إلى نفسي هلا سمحت لي بهنيهة حتى أتمكن من التقاط كل هذه الثمار التي ألقيتها لي وحتى أعود لاكتب عن اخواننا اليمنيين باذن الله ...ولكنك أنت من يؤخر هذه الخاطرة ...بخواطرك المفيدة والكبيرة قدر أم تريبات .
ود الأصيل
12-05-2014, 09:03 PM
أخي المفضال/ نور و عموم أحبتنا في(عدن النيل الأزرق)..أستميحك عذراًلصرفك عن لب حديثنا عن أنماط الشعوب. و كنت
طرقته فقط من وحي وعكتي الأخيرة, لأصحبك بعدها شارباً و ليس حالباً لما ينضح به إناؤك من تجارب ثرة مع أمم الأرض عربيها
و أعجميها. كم شَرُفْتُ بمعيتك بعد أن نلت فيضاً من حسن رضائك . و لا أحمل في قصعتي من الزاد الوفير و لا في جعبتي من
القنا الكثير، إنما هي وقفات مع النفس أولاً لاجترار شيء من التجارب و لسحب شريط تداعي الذكريات. حفنة قصاصات قديمة لا
أخفي عليك متعتي بالدندنة حولها و الفضفضة في الفاضية و المليانة؛ لمجرد طرد (خلوف) الفم جراء طول السكوت..و لا أذيع سراً
بأن بعضها جلب لي كتاحة "الهوى" مصحوبة بذوابع الرعود و الحصىى من حيث أدري و لا أدري، حين حدفت بها الآخرين و غفلت
عن بيتي المشيد من زجاج.. و هأنا ذاأنفض عنها غبار الأنزواء في خزانات ذاكرتي الملأى بكلمات منسية ، مجرباً حظي معك و
آملاً بضوءٍ أخضر لآتيك منها بالمزيد أوأحمر لا قدر الله! لأتوقف نهائياً و أنصرف راشداً. و إصغاؤك لي بمثابة علامة الرضا و يا
له من ترحاب و رسول مودة عامرة بيننا،،،
ود الأصيل
12-05-2014, 09:36 PM
أما مداخلتك الأخيرة أعلاه فقد آثرتُ الاكتفاء الآن بتعليقها قلادة شرف و نوط جدارة على صدري، ريثما
ألتقط أنفاسي و استجمع قوياي لتسعفني بنت عدنان بشوارد من حظيرتها لتليق بمقام و هيبة الرد عليها
و توطئةً لترك المجال لك لتتحفنا بتجاربك عن اليمنيين و غيرهم الكثير ، فهذه لمحات خاطفة عن بعضهم:
أما المصري فلو دخل عليك مأجوراً لممارضتك فلن يؤدي واجبه لرعايتك إلا بآخر نفس من مناخيره. يحدجك
بنظرة المن و الأذى و يستكتر عليك حتى هذه الرقدة التي قد لا تقوم منها حياً ترزق.و كأنك في تكية أبيه الشيخ
سيدنا الشيخ / أحمد البدوي أو مرسي أبو العباس. و لكن للأمانة و التاريخ ، ومع كل ذلك يعد المصري ألين ممن
سواه عريكة و أسهلهم مراساً، مادام في مأمن من أن تعض قلبه أو تمس (رغيفه) و لديهم مثل انتهازي يقول:
(إن كان لك عند الكلب حاجة قول لو يا سيدي) .و أما عنا نحن فيزعجني بشدة عشق أبناء جلدتي بالذات للجلوس على
كرسي المسؤول. حتى صار (لعاب ذبابة التسيتسي) ماركة مسجلة عالمياً باسمنا و رديف لريحة بنت السودان و السيد علي المرغني .
و لو أبيح لي الحديث من بقية لنعرج بها على ربوع وطننا الجريح في عمق المجاهل فحدث و لا حرج. و قد نقل لي فاسق أنباء
عن مرضى يعانون الأمرين من معاملة كوادر طبية مفتقرة ليس فقط لأصول المهنية بل لأدنى أخلاقياتها.. ياخي ديل في
عنبر شيخ العرب لو عايز تلفظ آخر أنفاسك ما يفتحو ليك المروحة دي إلا بتلاتة جنية كل خمس دقائق .. غايتو كان ربنا ودى
الواحد رقد هناك علا يدبر حالو يستف ليه معاه دستة هبابات استعداداً لنقاهة (لا يريدها و لا يحمل براها) أخير منها غوانتنامو...
ود الأصيل
12-05-2014, 11:27 PM
أبدأ من حيث انتهيت اخي عابرسبيل ....لترى هذا الحزن الذي اعتراني وأنا أقرأ هذه السطور...ليتني ما استدرجتك وليتني ما نويت اصلا أن أصل بك إلى كشف ما تخاف منه علينا ...فمعذرة أخي الحبيب جدا إلى قلبي ....فنحن اخوتك ونحن اهلك ...واقولها من قلبي إن بيتي هو بيتك وأهلي كلهم هم اهلك في كل وقت وفي كل مكان ....ألم أقل لك أن قلبك كبير وفوق ذلك حبك لنا هذا الذي يظهر في كل سطر تخطه وفي كل خاطرة تكتبها ...فهكذا هم الرساليون ...ينقيهم الله حتى لا يتمسكوا بأي حبال دنيوية فيبقى حبل الله وحده الممدود أمامهم فلذلك يتحدثون ناصحين لا يريدون جزاءا ولا شكورا لأن القلب مليء باليقين ...ومثلما أننا ناطقون فهذا يقينك في المردود من العلي القدير ....ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ...فقد بدأت كل الحبال تتلاشى إلى الابد من أمامه بقدر معلوم فلم ير أباه ثم توفيت أمه ثم جده ثم عمه ...ثم أرغمته مدينته التي يحبها الى مغادرتها وكل متاع فيها ...فما بقي له الا حبل الله المتين ... فما هذا الزهد الذي احسه فيك إلا نابعا من أمل عريض بتقدير حصيف ....سويعات نقضيها هنا ثم إلى صندوق العمل ...لا يهم اين تم حصاد هذا العمل ومتى ولكن كيف وكم ....فليكن همنا ملؤه بالوزن الثقيل بمثل هذا الكلام الذي نطالعه وهذه العبر التي تنداح بها اخي عابرسبيل لا ليومنا هذا بل ستبقى ما حيينا وما نطق اللسان وما كتب القلم ... فهنيئا لك هذه التهيئة التي يعدها لك الخالق لدور كبير أنت أهل له ...وسوف تثبت لنا الايام ذلك ايها الرجل الرسالي الوقور ....فأنا لم اجد أمام كلماتك إلا أن أضع كل شيء جانبا وأسطر لك هذه الاسطر بدمعة في العين ... لهذه الدنيا التي لا تجيد تقييم قدر الرجال ...لكن الرجال يقدرون على قهرها فتأتيهم بإذن الله طائعة ذليلة ....أخي الحبيب إلى نفسي هلا سمحت لي بهنيهة حتى أتمكن من التقاط كل هذه الثمار التي ألقيتها لي وحتى أعود لاكتب عن اخواننا اليمنيين باذن الله ...ولكنك أنت من يؤخر هذه الخاطرة ...بخواطرك المفيدة والكبيرة قدر أم
تريبات .
هكذا أنت دوماً كلما فسحت لك المجال لتستطرد.وجدتك تريق على شَفَتَيَّ مزيداً من الشهد و رحيق
الورود، لأدندن بأسطوانة أخرى مشروخة لإفاداتي حول عصر بريء نظل نعيبه و لكن العيب فينا
و لا تثريب عليك أستاذي/ النور و لا عليك ممن مثلي: عاشق للترحال و قد اتخذتُ الحزن النبيل نديماً
حتى صار ديدن حظي كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، أو كراماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
بصراحة أطربتني حتى الزهو ثناءاتك أعلاه، و أنت تسبل علي رداء (الزهاد) و تبوئني منزلةً بين زمرة (الرساليّين) .
لعلك تقول فيَّ ما تظن، و ربما لسان حالي يقول شيئاً أخر: و لكن عزائي فيك هو أن لي أخاً في أم تريبات لم تلده أمي
و هذا منك الخير و الفال.. و إنّي محب ،و بعـضُ الحـبِّ قتالُ،
منسوج كياني من روح و صلصال. و قلبي يصيح بصوت من قالوا:
إلاهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد مكان مني.
يظن النس بي خيراً ..و إني لشر الناس إن لم ترض عني
يبقى عشمي أن نظل يداً بيد، همسة في قلوب العاشقين،و قيدَ أنملة على أوتار الحنين. و بقايا ذكرى كامنة مع مر السنين،
سنون العمر تمضي بنا خفافاً، فلا تدع لنا سوى حفنات من تجارب ،و تطوقنا بشريط رفيع من ذكريات، أو بفيضٍ بازخ من أمنيات.
عزيزي نور، أيا نجماً بازغاً في سمائي،و يا زورق ألحانٍ نظل نبحر على متنك ، و يا بساط ريح طيبة تقلنا بجناحين و تترعنا بغمام ملؤه الوداد .
يا ما تتقاصر لنا عمداً بسمهري قوامك، لتؤنسنا بحسن صحابتك عبر حنايا النفوس و أروقة الزمان ..لنجوب سوياً بيادر العز في ربوع البلاد.
من أجل أن نطرح البسمة على شفاه الحزانى و ننعش النبض في أوصال الكادحين . حيث تباح لنا الثرثرة ملياً عن كل شيءمباح. يأخذ بعضنا
بأيدي بعض و نتقاسم عناء الرحلة كما زاد الطريق، ماضين على بركة الله ، فقلبي معك ، و سدد الله على دروب الخير خطانا، مخلصين لله لب
المقاصد فلا نألو على النفس بجهد خير نبثه عبر الأثير،لعل الله يحيي به ضميراً، فيوقظ به غفلة ، و يزرع به بارقة أمل، و يمسح دمعةُ لحزين.
ود الأصيل
13-05-2014, 01:31 AM
أبدأ من حيث انتهيت اخي عابرسبيل ....لترى هذا الحزن الذي اعتراني وأنا أقرأ هذه السطور...ليتني ما استدرجتك وليتني ما نويت اصلا أن أصل بك إلى كشف ما تخاف منه علينا ...بخواطرك المفيدة والكبيرة قدر أم تريبات .
...و لكون الحزن خلفنا و الخوف أمامنا لم يدع لنا بداً من أن نعاود الكرة من حيث بدأنا أولااً العود أحمد...
فما أجود لسانك أخي بكلم طيب و أنت تسجعه علي مسمعي هكذا هينئاً مريئاً على وقع بحر الرجز كما يفعل كابلي:
أنا و الليل ومر جفاك.. مساهرين نحكي للأفلاك
لا خلصت حكاوينا .. و لا لقينا البداوينا
يا مشهيني طعم النوم ..وطيفك في خيالي يحوم
يــــــــــا آســــــــــــــــــر
و أنت تحثو بلور السكاكر على ذقني كي أمد لسان حالي و مقالي فأثرثر لك بالمزيد؛ و سوف أفعلها هذه المرة
من فوق جدار صمت رهيب يسود نفافيج مدني وهي تشكو نحافة الجرذان.إذن خذ عني هذا الكلام الفضفاض:
دعنا تعيش في هذه الدنيا لنرى الكثير المثير ..سوف تتسلل السنون مني و منك كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه..
و قد لا نظفر منها بسوى هباء منثور.. ثم بنظرة متبصرة لوراء في خواء أيامنا وحنايا مهجنا قد تفتش فلا نعثر على سوى رائحة
رماد من أروقة أفراح قد مررنا بها و وسادات خالية سوى من بقايا دموع حزن سكبناها على أذرعٍ حانية طالما عانقناها ثم مضت إلى
حيث تمضي سنن الأولين, و آمالٍ مددناها ثم تلاشت متبخرة إلى حيث لا ندري أين؟! ربما تتنبه لأن أسراب كلماتي المنخنقة و المتردية
و النطيحة باتت تؤثر الاختباء في مقلتيَّ خوفاً من غباء السائلين .. كان الأجدى بنا أن ندع ركب الحياة ليمر هكذا فلا نهتم ونحن نرسم
على رمال غد مجهول، كفافاً من تبسم المستحيل. و قد تعلمنا أن نواري أشياءنا خلف نظرات شرودة فاضحة تغني عن عبارات فضفاضة..
و تثاؤبات بلهاء..لا تنم عن أي شيئَ.. بعدما طوينا قلوبنا على كبرياء اللاشيء.. و بعدما عرفناً أن الناس لا تقرؤنا و لا تُلقي بالاً اصلاً إلا
لما يدغدغ غرور وساوسهم المصبوبة صباً. لذا كثيراً يفزع بعضنا إلى فراش العزلة و نُهرع إلى لحاف الانطواء. رغم وجود هؤلاء و أولئك إلى
جوارنا, لقد فشلنا مراراً في شد انتباهم إلى أننا زاهدون في البوح لهم بشيء دون أن نتحسس مفرداتنا و دون أن ترتبك في حلوقنا عبرات
تلك الأوجاع المرتبة, فلا شيء يستحق. حين نخلو بأرواحنا و ينعس الضوء متكئاً على أجفان المتثاقلين حولنا..فلم يبق لنا سوى أشطان بئر
في غيابت الذكرى ، تسري في جوف النسيان، أو أضغاث أحلام تظل عالقة بكف اليقظة:
في عــــز الليل
ساعة النسمه ترتاح
علي هدب الدغش و تنوم .
..... و أنـــا مســـــــــاهـــر.....
ود الأصيل
13-05-2014, 01:48 AM
هكذا، حينما تنفُض وردةٌ عن جسدها غبار الألوان و قد جادت بعطر شذاها حتى لشر قاطفيها, و تاركة الأشواك لتتشبث بتلابيب الندى دونما فائدة..
حينما تثور دمنة التأمل الإيحائي و قد فاحت بخَبَثها حتى على وجه ساقيها و على جنبات المكان..و حينما تَرْبُتُ الريح على كتف أشرعة استرخائنا
السرمدي ..هنالك فقط قد يجوز لنا أن نبدأ بدندنة العاشقين لا يسمعها سوانا .. وتلك تواقيت لا ننتظرها و هي تعدنا بلا شيء, لكنها لا تأتي إلا هكذا:
فضولية..متسللة.. كنسيب مرتعش في مطلع قصيد على بحر البسيط.. كنـأي مبحوح و هو يترنم أهازيج تسلقت على سفوح المدى..مواعيد تُلحُ دوماً
على أن تتيمم بنا قبلة سراب بالكاد نراه.. ثم لم و لن نجده شيئاً, لكنه على أية حال ساكننا حتى نخاع السكون, و سوف لن يبرحنا بهدوء و لو أكل
الدهر على صمودنا و شرب.. و ما العمر برمته إلا جمهرة من فقاقيع سراب..دقائقٌ و ثوانٍ ما تفتأ تغدو و تروح..و عندما يحين ميقاتً ما أو يغيب، فلا
تحسبنَّه قد أطل خلسة أو سقط سهواً؛ بل وقع قدراً ، لا صدفة.علماً بألا وجود لصدفة إلا في أعذار القاعسين عن عيش الحياة كما خلقت على عواهنها؛
و ليست كما في قواميس من يُسْقَطُ في أيدهم بنهاية المطاف.. و قد شغلوا كثيراً بمناظر الرحلة عن غاية اللقاء..
النور محمد يوسف
13-05-2014, 03:32 AM
اليمن
اليمنيون اليكم التحية والتجلة والتقدير
في الثمانينيات كانت السعودية تعج بعدد غير قليل من اخواني من اليمن الشقيق ... حتى لا تكاد تعرف هل انت بالسعودية ام باليمن ...كان لهم وضعهم الخاص ولهم نكهتهم الخاصة ... كانت المنطقة في ذلك الوقت تعج بموضة الشيشة فهي المتنفس الوحيد والاحب إلى كثير من الناس ...في كل محطة بنزين تجد اخواننا من اليمن تزدهي الاماكن بهم ...المطعم والاستراحة والقهوة ...كان منظر عناقريب الحبل العالية منظرا يشد الانظار ...سرير في شكل كنبة ...للاستعال بالنهار كنبة لشرب الشيشة وفي الليل سريرا للمبيت ....كنت معجبا بهم جدا فهم لا يثقلون عاتقهم بكثير من العفش ...شيء على الكتف مكون من كمبل او لحاف جزء منه يفترشه والجزء الاخر يتغطى به ... ومسواك وقد يكون مصطحبا معه بعض لوازم العمل ...لكنه جاهز للعمل في أي مكان وفي أي شغل ... كانوا غير مشمولين في نظام الكفيل ...فالاخ اليمني له الحق في العمل في المملكة بدون ان يكون له كفيل سعودي وهم يستحقون هذا التميز ...وقد استغلوا هذه الميزة فنجدهم في كل مكان وفي كل نشاط ...حتى ظهرت مشكلة احتلال العراق للكويت ووقفة الحكومة اليمنية مع دول الصمود مع العراق (تلك الفترة غير الحميدة لنا كلنا) ...فقامت المملكة بتطبيق نظام الكفيل على الاخوة الاشقاء من اليمن ...ولم يرضوا بهذا الوضع الجديد ....فقد كانوا يرون فيه نوعا من الاسترقاق ... وبعضهم قد حسبها من ناحية مادية ليست على المدى البعيد ...فمنهم التجار تخوفوا من ان تصبح كل الثروة التي جمعوها تحت يد كفيل سعودي قد لا يكون عادلا معه فيقمطه حقوقه منها ... تلك الشريحة أثرت على بقية الاخوة اليمنيين وقرارهم أصبح شبه موحَّد نحو الرحيل والرجوع إلى بلدهم ... كان منظرا مؤلما ....فالشارع الذي يربط اليمن بالمملكة طريق الجنوب قد امتلا بالسيارات تحمل الاخوة اليمنيين عائدين إلى بلدهم ...كان انقلابا كبيرا في كل الموازين ....منظر الاسر والاطفال في الطريق ومنظر السيارات تحمل اغراضهم فوق ظهورها ...وفي شكل جماعي حزين ....فقد كانت تلك هزة كبيرة وخلخلة لوضع اجتماعي واقتصادي تعودت المنطقة عليه ... وخلال اسبوع او اسبوعين ...خلت محطات البنزين من منظر الشيشة ومنظر السهرات الليلية في افلام المصارعة وخلت البناشر وخلت محلات الاقمشة وخلت الشوارع من العتالة وقلت الايدي العاملة في قطاع الانشاءات ... وكان هناك شبه حزن مكتوم...
تعلمت منهم ان تكون ميكانيكيا لسيارتك تقوم بكل الاعمال التي تخص السيارة من تغيير بواجي وتغيير زيت وتغيير سيور وتصليح الكفر المبنشر وان تكون سباكا وكهربائيا ودهانا (نقاشا) لبيتك وتعلمت منهم تصليح مكائن الخياطة وتصليح مكائن التصوير ... وتعلمت منهم ان تكون جاهزا لاي عمل مهما كان معقدا وفي أي مكان مهما كان قاسيا .
يحترمون جدا الجماعية في العمل وفي التكاتف ولكنهم يحترمون جدا فرديتك في المساهمات والمجاملات ...تجدهم ياكلون في مجموعات تتكون كل مجموعة اكثر من عشرة افراد في صحن واحد ولكن كل واحد منهم يعرف ان عليه ان يدفع قيمة كذا في هذا الصحن ...لا يتنازل عن قرش واحد من نصيبه لاخيه ولا يحق للاخ التنازل عن أي قرش للثاني وغالبا ما تتم المحاسبة فورا بعد الاكل وبطيب خاطر يدفع كل منهم الحق الذي عليه ويعامل الطفل كالكبير بلا فرز.
كنا نعرف الاخ اليمني القادم للتو من اليمن من ذلك المستقر لمدة طويلة في السعودية وذلك لان القادم جديدا من اليمن لا يتنازل عن تنورته بسهولة الا بعد فترة طويلة ....
اكثر الاشياء التي لفتت نظري هي ان شيخ يعقوب محمد الامام (ابن اختي) في اليوم الأول من قدومي إلى المملكة عرض علي ان نذهب انا وهو إلى القهوة اليمنية ونشرب شاي ... فنحن قد تعودنا في السودان ان ياتيك الشاي في كباية .... فنادى يعقوب في الجرسون بالله اثنين براد شاي !!!!
طبعا استغربت جدا كيف ونحن اثنين فقط ويطلب لنا برادين من الشاي ؟؟؟ البراد في السودان يكفي لكل الضيوف ... ولفت نظري ايضا هذا العنقريب العالي زي بتاع القد عندنا ومعمول في شكل كنبة فبدأت الامور متغيرة بإثارة في نظري فبدأت منذ تلك اللحظة أحاول استكشاف المتغيرات التي هزتني ونقلتني نقلة كبيرة من الاجواء السودانية فلفت نظري ايضا منظر هذا الزجاج الفاضي المرمي في الشوارع وكذلك الادوية التي تباع في البقالات والتي بها العمالة 100% يمنيين ....ولفت نظري منظر صناديق مناديل الفاين على طبلون كل سيارة ....ولفت نظري وجود الكباري بدون ماء تحتها ..والمكان الفاضي اليوم وتلقاهو بعد يومين فيهو عمارة من الحجر بناها اليمنيون ...طبعا الآن في السودان اصبح كل ذلك عاديا.
تعلمت من اخواني اليمنيين انك لو اردت ان تكون لك شخصيتك المستقلة ولا يتحكم فيك احد ان تتعلم قيادة السيارة وتكون لك سيارة خاصة بك حتى ولو قرمبع ... وإذا اردت ان تكون موظفا لابد ان تتعلم الطباعة .... بصراحة هم يجهزون انفسهم لكل انواع العمل ...فلو اتيتهم وطرقت باب منزل تسكنه مجموعة من اليمانية فيخرج لك الجميع فقد تكون محتاجا لخدمة او لواحد من الفنيين ...فلو قلت لهم عندي طيارة متعطلة برة وعاوز اسوقها ...تاكد انك ستجد من بينهم من يقول لك انا اعرف عنها كل شيء وان شاء الله طيارتك تدور ...ثم يخرج معك وفي يديه مسطرين..ولكن بطبعهم لا يميلون الى العمل المكتبي ويتجنبون العمل بالراتب ما أمكن .
الاخوة من اليمن مشهورون بالصدق وبالامانة ...لا يغدرون ابدا ولا يكذبون ..نادرا ما يحلفون او يقسمون ..فلو اقسم الواحد منهم فاعلم انه غضبان منك فقد اوصلته إلى تلك المرحلة.
انحسر وجود اخواننا اليمنيين لفترة تقارب العقدين من الزمان... وسوق العمالة كان يتطلب وجودهم بقوة ولكن تم التعويض عنهم تدريجيا بالعمالة من شرق اسيا .... فظهر بعدهم وبقوة اللوبي البنغالي ...استولى البنقالة في البداية على سوق الخضار ثم رويدا رويدا على البوفيهات والمطاعم ثم محلات الاقمشة ...وانتشرت الاعمال الهامشية في الشوارع مثل بيع المياه والاكسسوارات ... وازداد عددهم بصورة ملفتة للنظر حتى ادى ذلك الازدياد إلى ظهور جرائم من نوع جديد وبصورة مقلقة ...وكانت سلطة الدولة وهيبتها دائما حاضرة وطبعا في الاخر فطن السعوديون إلى الظواهر الغرية التي جلبوها معهم وبدأت اكبر حملة في كل الخليج نحو تطهير المجتمع من مثل الجرائم التي أرعبتنا جميعنا في 2010 و 2011 ثم استقر الحال حتى اليوم 2014.
طبعا لم يتم تعويض العمالة اليمنية بالمصريين كما كان متوقعا ... حيث ان مصر وسوريا كانتا في محور دمشق ابان الغزو العراقي للكويت ...وذلك لان اخواننا السعوديين هم اكثر الشعوب معرفة بشخصية اخينا وشقيقنا المصري ولذلك لم تنجح محاولات الاستعاضة عن اليمنيين بالاخوة المصريين بل بالعكس اصبح هناك تناقص ملحوظ في اعدادهم خاصة بعد فترة من الغزو ثم بعد المشاكل والاهانات التي تعرض لها اخواننا السعوديون السواح في مصر خاصة في 2011 بعد مشكلة الطبيب المصري بالقصيم وفي 2012 مشكلة المحامي المصري أحمد الجيزاوي الذي اعتقل فور وصوله مطار جدة بالسعودية وأفرج عنه بتدخل كريم من أعلى سلطة في المملكة ..
ظلت الجالية السودانية محافظة بعض الشيء على عدديتها على الرغم من المراحل التي مرت عليها مستويات التعامل معهم وفقا لمواقف حكوماتنا المتعددة منذ 1985م مدا وجذرا وذلك لان السوداني يمتاز بصفات لا تتغير بتغير المواقف السياسية لحكوماتنا ...واغلب السودانيين الذين يعملون لدى كفلاء سعوديين (افراد) او مؤسسات غير حكومية استطاعوا ان يكسبوا باخلاقياتهم جميع اخواننا الاشقاء السعوديين (وقصة الاخ الطيب الراعي الاخيرة خير دليل) فلذلك لم تتاثر العلاقة بينهما كثيرا بالتقلبات السياسية في السودان ... اما على المستوى الحكومي (الدوائر والخدمات الحكومية) فقد حدثت تغييرات تاثر بها السودانيون من حيث العددية بتلك الكيانات ...لكن لم يكن البديل ابدا غير سعودي .
وظل أخواننا اليمنيون يكنون للجالية السودانية كل الاحترام فما يكاد يبدأ احد الكلام مع أي سوداني إلا وذكر له فضل السودان عليهم في تعليمهم وتكبد المشاق بينهم في اليمن يجوبون كل بقاع اليمن سهولها وجبالها مدنها وقراها ينشرون المعرفة بين اخواننا في اليمن ...وهذه فرصة طيبة نتقدم نحن نيابة عن كل الشعب السوداني بالشكر لتلك الكوكبة من المعلمين السودانيين الذي عملوا في اليمن فتركوا انطباعا طيبا هناك عن السودان وعن السودانيين فلهم منا التحية والتقدير ...وظل هناك ودٌّ دائم بيننا وبين اخوتنا في اليمن وظلت مكانتنا في قلوبهم كبيرة.
مشاققة:
اخي عابر سبيل التحية مرات ومرات اليك وبعد الرد على معظم ما جدت به من حرف سأدلف باذن الله لاتحدث عن اخواننا الباكستانيين فكن كما تعودنا منك حضورا لا نبقى بدونه مرتاحين.
ود الأصيل
13-05-2014, 09:00 PM
اليمن
اليمنيون اليكم التحية والتجلة والتقدير
في الثمانينيات كانت السعودية تعج بعدد غير قليل من اخواني من اليمن الشقيق ... حتى لا تكاد تعرف هل انت بالسعودية ام باليمن ...كان لهم وضعهم الخاص ولهم نكهتهم الخاصة ... كانت المنطقة في ذلك الوقت تعج بموضة الشيشة فهي المتنفس الوحيد والاحب إلى كثير من الناس ...في كل محطة بنزين تجد اخواننا من اليمن تزدهي الاماكن بهم ...المطعم والاستراحة والقهوة ...كان منظر عناقريب الحبل العالية منظرا يشد الانظار ...سرير في شكل كنبة ...للاستعال بالنهار كنبة لشرب الشيشة وفي الليل سريرا للمبيت ....كنت معجبا بهم جدا فهم لا يثقلون عاتقهم بكثير من العفش ...شيء على الكتف مكون من كمبل او لحاف جزء منه يفترشه والجزء الاخر يتغطى به ... ومسواك وقد يكون مصطحبا معه بعض لوازم العمل ...لكنه جاهز للعمل في أي مكان وفي أي شغل ... كانوا غير مشمولين في نظام الكفيل ...فالاخ اليمني له الحق في العمل في المملكة بدون ان يكون له كفيل سعودي وهم يستحقون هذا التميز ...وقد استغلوا هذه الميزة فنجدهم في كل مكان وفي كل نشاط ...حتى ظهرت مشكلة احتلال العراق للكويت ووقفة الحكومة اليمنية مع دول الصمود مع العراق (تلك الفترة غير الحميدة لنا كلنا) ...فقامت المملكة بتطبيق نظام الكفيل على الاخوة الاشقاء من اليمن ...ولم يرضوا بهذا الوضع الجديد ....فقد كانوا يرون فيه نوعا من الاسترقاق ... وبعضهم قد حسبها من ناحية مادية ليست على المدى البعيد ...فمنهم التجار تخوفوا من ان تصبح كل الثروة التي جمعوها تحت يد كفيل سعودي قد لا يكون عادلا معه فيقمطه حقوقه منها ... تلك الشريحة أثرت على بقية الاخوة اليمنيين وقرارهم أصبح شبه موحَّد نحو الرحيل والرجوع إلى بلدهم ... كان منظرا مؤلما ....فالشارع الذي يربط اليمن بالمملكة طريق الجنوب قد امتلا بالسيارات تحمل الاخوة اليمنيين عائدين إلى بلدهم ...كان انقلابا كبيرا في كل الموازين ....منظر الاسر والاطفال في الطريق ومنظر السيارات تحمل اغراضهم فوق ظهورها ...وفي شكل جماعي حزين ....فقد كانت تلك هزة كبيرة وخلخلة لوضع اجتماعي واقتصادي تعودت المنطقة عليه ... وخلال اسبوع او اسبوعين ...خلت محطات البنزين من منظر الشيشة ومنظر السهرات الليلية في افلام المصارعة وخلت البناشر وخلت محلات الاقمشة وخلت الشوارع من العتالة وقلت الايدي العاملة في قطاع الانشاءات ... وكان هناك شبه حزن مكتوم...
تعلمت منهم ان تكون ميكانيكيا لسيارتك تقوم بكل الاعمال التي تخص السيارة من تغيير بواجي وتغيير زيت وتغيير سيور وتصليح الكفر المبنشر وان تكون سباكا وكهربائيا ودهانا (نقاشا) لبيتك وتعلمت منهم تصليح مكائن الخياطة وتصليح مكائن التصوير ... وتعلمت منهم ان تكون جاهزا لاي عمل مهما كان معقدا وفي أي مكان مهما كان قاسيا .
يحترمون جدا الجماعية في العمل وفي التكاتف ولكنهم يحترمون جدا فرديتك في المساهمات والمجاملات ...تجدهم ياكلون في مجموعات تتكون كل مجموعة اكثر من عشرة افراد في صحن واحد ولكن كل واحد منهم يعرف ان عليه ان يدفع قيمة كذا في هذا الصحن ...لا يتنازل عن قرش واحد من نصيبه لاخيه ولا يحق للاخ التنازل عن أي قرش للثاني وغالبا ما تتم المحاسبة فورا بعد الاكل وبطيب خاطر يدفع كل منهم الحق الذي عليه ويعامل الطفل كالكبير بلا فرز.
كنا نعرف الاخ اليمني القادم للتو من اليمن من ذلك المستقر لمدة طويلة في السعودية وذلك لان القادم جديدا من اليمن لا يتنازل عن تنورته بسهولة الا بعد فترة طويلة ....
اكثر الاشياء التي لفتت نظري هي ان شيخ يعقوب محمد الامام (ابن اختي) في اليوم الأول من قدومي إلى المملكة عرض علي ان نذهب انا وهو إلى القهوة اليمنية ونشرب شاي ... فنحن قد تعودنا في السودان ان ياتيك الشاي في كباية .... فنادى يعقوب في الجرسون بالله اثنين براد شاي !!!!
طبعا استغربت جدا كيف ونحن اثنين فقط ويطلب لنا برادين من الشاي ؟؟؟ البراد في السودان يكفي لكل الضيوف ... ولفت نظري ايضا هذا العنقريب العالي زي بتاع القد عندنا ومعمول في شكل كنبة فبدأت الامور متغيرة بإثارة في نظري فبدأت منذ تلك اللحظة أحاول استكشاف المتغيرات التي هزتني ونقلتني نقلة كبيرة من الاجواء السودانية فلفت نظري ايضا منظر هذا الزجاج الفاضي المرمي في الشوارع وكذلك الادوية التي تباع في البقالات والتي بها العمالة 100% يمنيين ....ولفت نظري منظر صناديق مناديل الفاين على طبلون كل سيارة ....ولفت نظري وجود الكباري بدون ماء تحتها ..والمكان الفاضي اليوم وتلقاهو بعد يومين فيهو عمارة من الحجر بناها اليمنيون ...طبعا الآن في السودان اصبح كل ذلك عاديا.
تعلمت من اخواني اليمنيين انك لو اردت ان تكون لك شخصيتك المستقلة ولا يتحكم فيك احد ان تتعلم قيادة السيارة وتكون لك سيارة خاصة بك حتى ولو قرمبع ... وإذا اردت ان تكون موظفا لابد ان تتعلم الطباعة .... بصراحة هم يجهزون انفسهم لكل انواع العمل ...فلو اتيتهم وطرقت باب منزل تسكنه مجموعة من اليمانية فيخرج لك الجميع فقد تكون محتاجا لخدمة او لواحد من الفنيين ...فلو قلت لهم عندي طيارة متعطلة برة وعاوز اسوقها ...تاكد انك ستجد من بينهم من يقول لك انا اعرف عنها كل شيء وان شاء الله طيارتك تدور ...ثم يخرج معك وفي يديه مسطرين..ولكن بطبعهم لا يميلون الى العمل المكتبي ويتجنبون العمل بالراتب ما أمكن .
الاخوة من اليمن مشهورون بالصدق وبالامانة ...لا يغدرون ابدا ولا يكذبون ..نادرا ما يحلفون او يقسمون ..فلو اقسم الواحد منهم فاعلم انه غضبان منك فقد اوصلته إلى تلك المرحلة.
انحسر وجود اخواننا اليمنيين لفترة تقارب العقدين من الزمان... وسوق العمالة كان يتطلب وجودهم بقوة ولكن تم التعويض عنهم تدريجيا بالعمالة من شرق اسيا .... فظهر بعدهم وبقوة اللوبي البنغالي ...استولى البنقالة في البداية على سوق الخضار ثم رويدا رويدا على البوفيهات والمطاعم ثم محلات الاقمشة ...وانتشرت الاعمال الهامشية في الشوارع مثل بيع المياه والاكسسوارات ... وازداد عددهم بصورة ملفتة للنظر حتى ادى ذلك الازدياد إلى ظهور جرائم من نوع جديد وبصورة مقلقة ...وكانت سلطة الدولة وهيبتها دائما حاضرة وطبعا في الاخر فطن السعوديون إلى الظواهر الغرية التي جلبوها معهم وبدأت اكبر حملة في كل الخليج نحو تطهير المجتمع من مثل الجرائم التي أرعبتنا جميعنا في 2010 و 2011 ثم استقر الحال حتى اليوم 2014.
طبعا لم يتم تعويض العمالة اليمنية بالمصريين كما كان متوقعا ... حيث ان مصر وسوريا كانتا في محور دمشق ابان الغزو العراقي للكويت ...وذلك لان اخواننا السعوديين هم اكثر الشعوب معرفة بشخصية اخينا وشقيقنا المصري ولذلك لم تنجح محاولات الاستعاضة عن اليمنيين بالاخوة المصريين بل بالعكس اصبح هناك تناقص ملحوظ في اعدادهم خاصة بعد فترة من الغزو ثم بعد المشاكل والاهانات التي تعرض لها اخواننا السعوديون السواح في مصر خاصة في 2011 بعد مشكلة الطبيب المصري بالقصيم وفي 2012 مشكلة المحامي المصري أحمد الجيزاوي الذي اعتقل فور وصوله مطار جدة بالسعودية وأفرج عنه بتدخل كريم من أعلى سلطة في المملكة ..
ظلت الجالية السودانية محافظة بعض الشيء على عدديتها على الرغم من المراحل التي مرت عليها مستويات التعامل معهم وفقا لمواقف حكوماتنا المتعددة منذ 1985م مدا وجذرا وذلك لان السوداني يمتاز بصفات لا تتغير بتغير المواقف السياسية لحكوماتنا ...واغلب السودانيين الذين يعملون لدى كفلاء سعوديين (افراد) او مؤسسات غير حكومية استطاعوا ان يكسبوا باخلاقياتهم جميع اخواننا الاشقاء السعوديين (وقصة الاخ الطيب الراعي الاخيرة خير دليل) فلذلك لم تتاثر العلاقة بينهما كثيرا بالتقلبات السياسية في السودان ... اما على المستوى الحكومي (الدوائر والخدمات الحكومية) فقد حدثت تغييرات تاثر بها السودانيون من حيث العددية بتلك الكيانات ...لكن لم يكن البديل ابدا غير سعودي .
وظل أخواننا اليمنيون يكنون للجالية السودانية كل الاحترام فما يكاد يبدأ احد الكلام مع أي سوداني إلا وذكر له فضل السودان عليهم في تعليمهم وتكبد المشاق بينهم في اليمن يجوبون كل بقاع اليمن سهولها وجبالها مدنها وقراها ينشرون المعرفة بين اخواننا في اليمن ...وهذه فرصة طيبة نتقدم نحن نيابة عن كل الشعب السوداني بالشكر لتلك الكوكبة من المعلمين السودانيين الذي عملوا في اليمن فتركوا انطباعا طيبا هناك عن السودان وعن السودانيين فلهم منا التحية والتقدير ...وظل هناك ودٌّ دائم بيننا وبين اخوتنا في اليمن وظلت مكانتنا في قلوبهم كبيرة.
مشاققة:
اخي عابر سبيل التحية مرات ومرات اليك وبعد الرد على معظم ما جدت به من حرف سأدلف باذن الله لاتحدث عن اخواننا الباكستانيين فكن كما تعودنا منك حضورا لا نبقى بدونه مرتاحين.
الاخوة من اليمن مشهورون بالصدق وبالامانة ...لا يغدرون ابدا ولا يكذبون ..نادرا ما يحلفون او يقسمون ..فلو اقسم الواحد منهم فاعلم انه غضبان منك فقد اوصلته إلى تلك المرحلة.
مشاققة:
اخي عابر سبيل التحية مرات ومرات اليك وبعد الرد على معظم ما جدت به من حرف سأدلف
باذن الله لاتحدث عن اخواننا الباكستانيين فكن كما تعودنا منك حضورا لا نبقى بدونه مرتاحين.
و الله يا نور( تسمع لي بالاسم حاف بعدما طلعنا أولاد حفرة و برجع ليك لحنتوب دي براها) ، فيا ريتك لو ما شاققت و فضلت مستغرقاً
في سردك المسيل للعاب لكل هذه الأحداث و التقلبات المثيرة، و ليس بغريب على حنتوبي أن يتمتع بذهنية توثيقثة عالية لما يدور
في محيطه و قبل ذلك بحس انساني اجتماعي وقلب يألف و يؤلف. و أنا أتنقل كفراش حاشربين سطورك تخيلتك عايش في اليمن!!
فبسيم الله ماش شاء اله و عيني باردة..
الاخوة من اليمن مشهورون بالصدق وبالامانة ...لا يغدرون ابدا ولا يكذبون ..نادرا ما يحلفون
او يقسمون ..فلو اقسم الواحد منهم فاعلم انه غضبان منك فقد اوصلته إلى تلك المرحلة.
لله درك ياخ، ما خليت ليهم فرضاً نقص و هم بلا منازع قلب العروبة النابض بالخير و أنت تعيد للأذهان سماتهم التي عرفوا بها
عبر القرون منذ هاجر زوج سيدنا إبراهيم عليه السلام لما تركها كيمامة كسيرة الجناح ، في واد غير ذي مرع عند بيت ربه المحرم.ثم
لما فتح الله لهاجر و ابنها إسماعيل عين زمزم كانت قبائل من قحطان و جُرهُم نزلت بجوارهما؛ و كانت العرب أهل حرب يقاتلون على
الماء و الكلأ، بل و لأتفه الأسباب (كداحس والغبراء). لكن اليمن كانوا أهل حكمة وسلم.. فلم يساكنوا أمنا هاجر إلا بمحض إذنها و شرط
أيلولة الأحقية في ماءزمزم لها لابنها.كفى هؤلاء شرفاً مدحهم على لسان نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم و هو لا ينطق عن الهوى
بأن "الحكمة يمانية و الأيمان يمان"
ولما ن ندور نقرق عليهم نقول ليهم ياخي معروفين من زمان ، ما ع ندكم مانع تسلموا زمام لأمركم لامرأة (في إشارة إلى بلقيس ملكة سبأ)
لكنهم يفحموننا بردهم المتأني و بلا تشنج فيقول قائلهم : أو ليس ذلك دليل عظيم و كافٍ على أننا سباقين إلى مبدأ الشورى بيننا؟!!
تخريمة:
أيام غزو الكويت برضو كنت معاصرهم في الخليج وهم هناك معظمهم مجنسين عديل وكانو معنا في اللوبي المشاتر(4m) . ولكن أوضاعهم
مثلنا لم تتأثر كثيراً بمواقف حكومانا الرعناء بفهما الأعرج و المقلوب لمبدأ أنصر أخاك ظالماً ومظلوماً.. ولكن بعض بودار التململ بدأت تظهر
وكانت وراءها مكايد مخابرات مصرية خبيثة، لو لا لطف ربك و جهود قيادات ووجهاء جالينا زمان ناس البروف /إبراهيم الصلحي و الراحل/
الطيب صالح. لكن يبدو أن السحر أبت نفسه اإلا أن تنلقب على الساحر بنهاية المطاف ولم نزدد إلا تمكيناً و لم ينل المصرى إلا حشفاً و سوء كيل.
ياسر عمر الامين
13-05-2014, 11:09 PM
مررت بهذا البوست وتجولت بين شعوبه وقبائله وملله ونحله وهو لا شك موضوع شيق يلقى الضؤ على بعض السلوك الانسانى لبعض الشعوب التى قد يكون كثيرون منا يجهلونها...استوقفنى كثيرا الحديث عن الهنود وبعض عاداتهم وسلوكياتهم "المستهجنة" ولا أخفى عليكم انى هنا لست بالمحايد ولا بالمتخذ منطقة وسطى بين انطباعاتكما اعزائى عابر سبيل والنور يوسف النور ومرد ذلك الى سنين عددا انسلخت من عمرى عائشا بينهم مخالطا لهم انهل من علمهم ارتوى من ثقافتهم...فليس ما ذهبتما اليه صحيحا البته حتى لو صادف سلوكا عابرا من بعض الذين يعايشوننا هنا فى الخليج...فهؤلاء ليسوا فى جملتهم انعكاسا واقعيا ومقياسا حقيقيا لسلوكهم وثقافتهم على ارض الواقع...والهند كما هو معلوم بلد متعدد الثقافات واللغات والعادات والتقاليد فما تجده فى ولاية قد لا تشاهده بالمرة فى ولاية اخرى...وأغلب الذين يأتون للعمل بالخليج هم من ولايات بعينها يغلب عليهم الجهل والفقر ويأتون من اطراف اطراف الولاية فبالكاد يكونوا قد عاشروا اجانب او حتى تقربوا منهم لذلك تجدهم متحفظين غير ابهين بالتواصل الاجتماعى الذى نعرفه نحن السودانيين...وانا أزعم بانى كنت من أكثر الطلاب تطوافا وتجوالا بين مدنها وولاياتها لذلك استطعت أن أتبين هذه الفروقات وألمح تلك التباينات "وأتفهمها"...ويمكننى ان إتسع المجال أن أتحدث عن تجارب شخصية مع الهنود كانت الشهامة ديدنهم والمرؤة خصلتهم...يكفى عندما كنت هناك وحدثت أكبر فاجعة فى حياتى وهى وفاة شقيقتى وزوجها واحدى بناتها فى حادث حركة مشأوم لم أجد غير اصدقائى الهنود أنيسا ولا جليسا ولا موازرا وظلو معى يخففون عنى وطأة المصيبة ويواسوننى هول الفجيعة كأنه مصابهم ولازمونى من مدينة "بونا" حتى المطار فى بومباى وأقسم بالله هم من دفعو ثمن التزكرة وهم من دفعو أجرة التاكسى "ولم تكن رخيصة الثمن" وتكفلو بكل مصاريف الرحلة حتى غادرت وفعلو معى شيئا لا يفعله الا الكرماء والذين تعطى يمينهم بما لا تعلم شمالهم وهو ان احدهم قد وضع فى حقيبة يدى من غير علمى مبلغا من المال لم يحدثنى عنه الا بعد ان دخلت الى صالة المغادرة.
أستاذى عابر سبيل لك العتبى ان كنت قد انحرفت بالبوست لانطباع وتجربة شخصية لكنى أردت أن أريكم جانبا من بعض خصال وسلوك الهنود...وان كانت دولة بحجم الهند بها هذا الكم الهائل من البشر تتسع لكل أنواع السلوك الانسانى سالبه وقويمه...
على فكرة اصدقائى الهنود الذين أتيت بذكرهم لم يكونوا من المسلمين؟؟؟!!!...
ولكم عاطر التحايا...
ود الأصيل
14-05-2014, 01:01 AM
مررت بهذا البوست وتجولت بين شعوبه وقبائله وملله ونحله وهو لا شك موضوع شيق يلقى الضؤ على بعض السلوك الانسانى لبعض الشعوب التى قد يكون كثيرون منا يجهلونها...استوقفنى كثيرا الحديث عن الهنود وبعض عاداتهم وسلوكياتهم "المستهجنة" ولا أخفى عليكم انى هنا لست بالمحايد ولا بالمتخذ منطقة وسطى بين انطباعاتكما اعزائى عابر سبيل والنور يوسف النور ومرد ذلك الى سنين عددا انسلخت من عمرى عائشا بينهم مخالطا لهم انهل من علمهم ارتوى من ثقافتهم...فليس ما ذهبتما اليه صحيحا البته حتى لو صادف سلوكا عابرا من بعض الذين يعايشوننا هنا فى الخليج...فهؤلاء ليسوا فى جملتهم انعكاسا واقعيا ومقياسا حقيقيا لسلوكهم وثقافتهم على ارض الواقع...والهند كما هو معلوم بلد متعدد الثقافات واللغات والعادات والتقاليد فما تجده فى ولاية قد لا تشاهده بالمرة فى ولاية اخرى...وأغلب الذين يأتون للعمل بالخليج هم من ولايات بعينها يغلب عليهم الجهل والفقر ويأتون من اطراف اطراف الولاية فبالكاد يكونوا قد عاشروا اجانب او حتى تقربوا منهم لذلك تجدهم متحفظين غير ابهين بالتواصل الاجتماعى الذى نعرفه نحن السودانيين...وانا أزعم بانى كنت من أكثر الطلاب تطوافا وتجوالا بين مدنها وولاياتها لذلك استطعت أن أتبين هذه الفروقات وألمح تلك التباينات "وأتفهمها"...ويمكننى ان إتسع المجال أن أتحدث عن تجارب شخصية مع الهنود كانت الشهامة ديدنهم والمرؤة خصلتهم...يكفى عندما كنت هناك وحدثت أكبر فاجعة فى حياتى وهى وفاة شقيقتى وزوجها واحدى بناتها فى حادث حركة مشأوم لم أجد غير اصدقائى الهنود أنيسا ولا جليسا ولا موازرا وظلو معى يخففون عنى وطأة المصيبة ويواسوننى هول الفجيعة كأنه مصابهم ولازمونى من مدينة "بونا" حتى المطار فى بومباى وأقسم بالله هم من دفعو ثمن التزكرة وهم من دفعو أجرة التاكسى "ولم تكن رخيصة الثمن" وتكفلو بكل مصاريف الرحلة حتى غادرت وفعلو معى شيئا لا يفعله الا الكرماء والذين تعطى يمينهم بما لا تعلم شمالهم وهو ان احدهم قد وضع فى حقيبة يدى من غير علمى مبلغا من المال لم يحدثنى عنه الا بعد ان دخلت الى صالة المغادرة.
أستاذى عابر سبيل لك العتبى ان كنت قد انحرفت بالبوست لانطباع وتجربة شخصية لكنى أردت أن أريكم جانبا من بعض خصال وسلوك الهنود...وان كانت دولة بحجم الهند بها هذا الكم الهائل من البشر تتسع لكل أنواع السلوك الانسانى سالبه وقويمه...
على فكرة اصدقائى الهنود الذين أتيت بذكرهم لم يكونوا من المسلمين؟؟؟!!!...
ولكم عاطر التحايا...
العتبى لك يا غالي حتى تستغيث من الرضا.. و لا مجال أبداً للمزايدة على شيء مما تفضلت به..و الحقيقة أن أخي نور كان بريئأَ كبراءة ذئب من دم أخوتنا الهنود.
و بصراحة أنا الذي توليت كبري و راودته للخوض في هذا.. و لكنها لم تكن حقائق أو حتى مزاعم لأصر على حبة خردل من حجية أو صدقية في توثيقها؛ و هي أقرب
ما تكون لمجرد انطباعات خاطفة لصورة مائية كنت التقطها بعين عمشاء و ذهنية مشوشة تحت تأثير البنج ، بعيد عنك الشر. وبصراحة رغم الهملة الطويلة، ليست
لدي خلفية كافية عن تلك الشعوب الأسيوية سوى أنها قادمة من بلاد الهند و السند حيث ركوب الأفيال.. عموماً رب ضارة نافعة و إن لم يكن لهذا البوست و لا فائدة
فيكفيه شرفاً إنو استفز لينا رجل بقامتك .. لحدت ما جابك لينا مارق . و شخصياً لا أملك سوى الجولس أمامك متابعاً فقط لسردك حول قوة اقتصادية صاعدة كالهند .
ود الأصيل
17-05-2014, 11:51 PM
أبدأ من حيث انتهيت اخي عابرسبيل..ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ...فقد بدأت كل الحبال تتلاشى إلى الابد من أمامه بقدر معلوم فلم ير أباه ثم توفيت أمه ثم جده ثم عمه ...ثم أرغمته مدينته التي يحبها الى مغادرتها وكل متاع فيها ...فما بقي له الا حبل الله المتين ... فما هذا الزهد الذي احسه فيك إلا نابعا من أمل عريض بتقدير حصيف ....سويعات نقضيها هنا ثم إلى صندوق العمل ...لا يهم اين تم حصاد هذا العمل ومتى ولكن كيف وكم ....فليكن همنا ملؤه بالوزن الثقيل بمثل هذا الكلام الذي نطالعه وهذه العبر التي تنداح بها اخي عابرسبيل لا ليومنا هذا بل ستبقى ما حيينا وما نطق اللسان وما كتب القلم ... أخي الحبيب إلى نفسي هلا سمحت لي بهنيهة حتى أتمكن من التقاط كل هذه الثمار التي ألقيتهابخواطرك المفيدة والكبيرة قدر أم تريبات .
تراني في كل مطار أجوب صالات (الخطاوي الضائعة) أو منزوياً في ركن من مقهىً قصيّ، و أنا أفكّر و أقدر في جدوى رحلتي! إلي أين هي؟!: و هل أنا في ذهاب أم إياب. لا أحد ينتظرني في ذهاب و لا سبب يدعوني أصلاً للإياب. أحمل أكثر من اسم بلا هوية، و أكثر من تاريخ ميلاد في جوازات وهيمة،و بأغلفة مخبوزة بلون الطيف.حرٌّ طليق أنا في كل زحامٍ مسافر، و آمنٌ أنا كبضاعة مزجاة مشمولة بالإعفاءات الجمركية، ومحروس أنا بأجهزة إنذار ذكية. و لا أحد يسأومني ابداً في قضية .. و لا أحد يعبأُ لعرج بّينّ في مشيتي و تلعثم في خطاي المتراجعة، أو يعير بالاً للأزرار المقطوعة من عرى معاطفي الصيف/شتوية، أو بقعة دم كذب عالقة بقميصي منسية. كأني واحد من شخوص عبثية في إحدى الروايات البوليسية المعروضة في أكشاك الجرائد.لا لتهمة ملفقة لي في حق قارئ أو ناشر أن مؤلف. و إنما ربما لتفلتي بأن أضيف أو أحذف..و أن أعدّل أو أبدّل ..و أن أقتُلَ أو أُقْتَلَ، أو أرقص التنين ..و أن أمشي أو أجلس.. و أن أطير أو أصير ما أمكن لي من مصير.. و أن أعشق أو أبغض.. و أن أعلو أو أهبط أو أسقط من قمم جبال المرخية، فلا أصاب بسوء..لأنه و بكل بساطة لم يحدث أن اعتديت ذات يوم على حقوق أحد و لا أجرؤ على خروج من أي نص لمؤلف، لذا فلست بحاجة لهيئة دفاع قضائية.و لا أظن أن أحداً يجرؤ على نهيي حتى و إن تجرأت على الخروج على نصٍ للمؤلف، فاسترسلت في طرق المعلوم على سندان المجهول، فتطاير شَرَرُ الممكن من جرابي.و كلما ضاقت بي الجدران ذرعاً تفرقتُ ايدي سبأ ٍ كشظايا البلّور لأجد نفسي في أحدى نقط العبور شخصاً غير مرغوب فيه، لافتقار ثبوتياتي لفقه الربط بين الجغرافيا و إحداثيات الزمان: فمن وُلِدَ في بلد لا يوجد.فبأي منطق يحق له الوجود. و إن جادلت بأنني من (لامكان)قيل لي: لامكان هنا لمن ليس له شأن. و إن تذرعت لموظف الجوازات: بأن ليس بحوزتي أفضل مما كان ..لكون ال(لامكان) في قاموس هويتي هو المنفى، أجابني بغلظة لأنفض من حوله قائلاً:لا وقت لدينا للثرثرة في علوم البلاغة و سحر البيان .. فاذهب - إذا كنت ضليعاً في الفصاحة و طول اللسان- لتعود أدراجك - الله يهدينا ويهديك- إلى أمهات الكتب الصفراء، حيث سيبويه و أبو الفرج الأصفهان!!!
النور محمد يوسف
19-05-2014, 01:32 AM
ويمكننى ان إتسع المجال أن أتحدث عن تجارب شخصية مع الهنود كانت الشهامة ديدنهم والمرؤة خصلتهم...يكفى عندما كنت هناك وحدثت أكبر فاجعة فى حياتى وهى وفاة شقيقتى وزوجها واحدى بناتها فى حادث حركة مشأوم لم أجد غير اصدقائى الهنود أنيسا ولا جليسا ولا موازرا وظلو معى يخففون عنى وطأة المصيبة ويواسوننى هول الفجيعة كأنه مصابهم ولازمونى من مدينة "بونا" حتى المطار فى بومباى وأقسم بالله هم من دفعو ثمن التزكرة وهم من دفعو أجرة التاكسى "ولم تكن رخيصة الثمن" وتكفلو بكل مصاريف الرحلة حتى غادرت وفعلو معى شيئا لا يفعله الا الكرماء والذين تعطى يمينهم بما لا تعلم شمالهم وهو ان احدهم قد وضع فى حقيبة يدى من غير علمى مبلغا من المال لم يحدثنى عنه الا بعد ان دخلت الى صالة المغادرة.
على فكرة اصدقائى الهنود الذين أتيت بذكرهم لم يكونوا من المسلمين؟؟؟!!!...
ولكم عاطر التحايا...
أخي ياسر نقول أحسن الله عزاءكم في شقيقتك وزوجها وطفلتهما ونسال الله أن يسكنهم الجنة ويغمرهم برحمته فهو القادر على ذلك الرحيم الحليم ، ونشكر اخوتنا الهنود على وقفتهم تلك معك فانت بها جدير وتستحقها، وحقيقة أن هذا البوست يكفيه فخرا ويكفي صاحبه أخي عابر سبيل فخرا أن استفزك وخرجت لنا بحقائق نحن نجهلها بل في حاجة ماسة اليها ، فأنا لم أدع ولا كذلك أخي عابر سبيل بأننا ذهبنا إلى الهند وعاشرناهم هنالك ولكن بالنسبة لي انا وكذلك معظم من بالخليج العربي فإن هذا هو انطباعنا عن الهنود وحتى بالامس القريب بعد أن قرأت ردك حاولت أن استكشف بعضا من المروءة التي ذكرتها ولكن للاسف ترسخ الانطباع أكثر واخشى أن يصبح حقيقة لو لم تسعفنا وتكلمنا عن هذا الشعب ذي الحضارة العريقة في قطر بحجم قارة ... وعند التفكير في هذه العراقة وهذا الصمود يتأكد لنا ما ذهبت إليه من انطباع عنهم ولكننا للاسف هنا نصطدم بنوعية أعتقد انها فعلا من الاطراف ولكنهم أيضا متعلمون لا يمكنني أن اصفهم بالجهل ابدا فهم حملة شهادات عليا .... قبل مجيئي إلى الخليج كانت فكرتي عنهم مقاربة لما ذهبت انت إليه فقد درسونا في اعرق جامعة بالسودان وكان الهنود قمة في العلم والخبرة ولكن ذلك كان في قاعة الدرس ولم اكن اعرف عنهم غير ذلك ولكن حسبت أنني كنت مخطئا عند معاشرتي لهم هنا في مجال العمل ...فرايت منهم حب السيطرة وابراز العضلات في امور لا تستحق ...وأحكي لك مثالا واحدا:
في مستشفى الشميسي بالرياض كانت المسئولة عن الصحة هندية فكانت عندما ترى احد المسئولين السعوديين مارا تظهر فجأة في مجموعة من العاملات وتبدأ تعطي الاوامر بصوت عال وتأمرهن بفعل كذا وكذا وتكاد تضربهن بلا داع..نظفي هنا وهنا مع أن المكان نظيف تم تنظيفه قبل دقيقتين ...وهم يعملون هنا في مجال تقنية المعلومات وفي الهندسة الالكترونية وفي المحاسبة ، قمة التسلط مع كثير من الفساد .... أتمنى أن تنقل لنا صورة مخالفة من واقع معاشرتك لهم في بلدهم ونحن نعرف أن كثيرا من الجاليات الموجودة هنا هي من النوع المقهور في بلده والمهمش ولذلك نعرف انه ليس من الانصاف دبغ كل الشعب باي صفة قد يصدرها نفر من مثل هؤلاء المهمشين المغتربين من ذلك الشعب ... ولكنني عندما أرى نظرة العالم للشعب السوداني وانطباعهم عنه بانصاف من واقع معاشرتهم للجاليات السودانية فانني اصاب بنوع من الاختلال في التفكير فالمعايير يجب أن تكون هي نفس المعايير واعتقد أن ظروفنا شبيهة بظروفهم إلى حد كبير ولكن الثوب والحنة والشهامة والكرامة والصدق والأمانة وطيب المعشر وايثار الغير وكره الظلم والتجبر هي ديدن الراعي السوداني وكذلك الطبيب والمهندس، وكثيرون جاءوا إلى السودان ودهشوا لما راوه لان الواقع السوداني يتمثل في الشعب السوداني باكثر مما اعجبهم في الجاليات السودانية بالمهجر..
نحن في انتظارك اخي ياسر فانا اعرف أن الهند قارة ويمكنك أن تتحدث عنها لعام كامل وهي ليست بغريبة علينا أو عليَّ انا بالذات فقد درس فيها اخي النزير محمد يوسف بجامعة بونا واخي مزمل محمد يوسف بجامعة جبلبور وابن اخي توفيق سعد محمد يوسف بجامعة علي قار وتخرجوا بدرجات عالية وهم يتبئون مناصب عالية وكنت اتمنى لو ينبري لنا واحد منهم ليحدثنا عن الهند وخباياها وعراقتها وريادتها ولكنك قد تكفينا هذا العناء وتحدثنا عن سلوكهم هناك وعيشهم وهل فعلا تم طرد الانجليز من الهند بالتناحة لا بالقتال ؟ فقد قرأت في مرة من المرات أن التناحة هي التي طردت الانجليز حيث صدرت الاوامر من زعيمهم غاندي بان يتصرف كل الهنود وكأن المستعمر غير موجود فيبصقون امام الانجليزي ويقضون حاجنهم اماهه كانه غير موجود لا يلقون له بالا، فزهج الانجليز وغادروا الهند .
اتمنى أن تستجيب لهذه الدعوة وتتحفنا بذكرياتك وانطباعاتك اخي ياسر ، وفقك الله مع خالص التحية لاخي عابر سبيل .
ود الأصيل
19-05-2014, 08:51 PM
لك مني العتبى ثانية أخونا العزيز / ياسر الراجل الكلس/أب سكينا سالها في الخلا و أب ضبيحة جابا و دنكلا،و أب خادماً قعدا هي بتدرش تقول:قضا
لك العتبي مرة ثانية،، مع اعتر افي بتقصيري بحقك..و كعادتك أنت كالمزن لا تغيب إلا لتأتي حبلى بزخات من الغيث و نفحات الدعاش.. بينما
نظل كالتبلدية نتشق روائعك ملء جوفنا لنحفظه لك وداً زلالاً صافياً.. و تفرد لنا ذراعيك مشرعة كما المحيط الهادئ، و تسدل علي قبري ستاراً من
أفقك مترامي الأطراف رحباً،فتمد لنا حبال صبرك الجميل سرمداً. فكم أطرب لوقع كعب نعلي مدك العالي ، و عنفوان بحرك الطويل؛ إذ تبيح لنا
إدمان التسكع على شطآن مناطق وسطى دافئة بعذوبة بيانك ومتصفحات ذائتقك الرفيعة ،لتطبق علي سويداء قلوبنا رموش روحك الشفيقة ، و لو لا
بقيةمن كبرياء حضورك الدائم هنا ،لبقي حبنا لعسيلة البقاء راهباً معزولاً في صومعته و لظلت حروفه جامدة و شموعه خامدة لا تشي بشيء من حتى .
ود الأصيل
19-05-2014, 08:52 PM
فاتني أن أزف إليك أحر مواساتي في فقيدي أسرتك الأكرميسائلاً لهم الرحمة و لك حسن العزاء . فاتني أستاذي النور، وكعاتدته ما نافسته في خير الا سبقني إليه. و بالعودة إلى موضوع حلقتنا..ذكرت لك قبلُ بأنني أوافقك في كل ما ذهبت إليه عن الهنود فذاك عن تجربة لا تقاس بمعرفتي بهم والتي لا تزيد عن مشاهداتي لناس(سبنة و شامي كابور) والتي تبين لي فيما بعد أنها بطولات كرتونية فقط على الشاشة .. بعدما رأيتهم يُمتهنون أيما امتهان لكرامة إنسان و يُضربون على وجوههم و أدبارهم..هذا للأسف شبه واقع راسخ في ذهنية بلاد( البترودينار و درهم وريال ) بصفة عامة..لدرجة أن الخليجيات يميزن بين الراجل و الهندي بحيث لا يتورعن من كشف دقائق عوراتهن حتى أمام ناظر هذا الأخير و هو واقف يهز رأسه (و لا أدري إن كان ذلك علاة للرفض أم الرضا). حتى نحن زاتنا بقينا لمن تجي تدقس ليك زول يقول ليك أنت فاكرني هندي و لاشنو؟! أليس كذلك؟ و مع ذلك فأنا أقدرهم كبشر لسببين: خشية الوعيد الذي جاء في سورة الهمزة بحق الساخرين، ثم لملامح شبه بيني و بين الأسيويين عموماً كثيراً ما يوقعني في ربكة عندما أجد أمامي من يراطنني على أني ابن جلدته و أنا فاتح خشمي لا أفقه شيئاً مما يقول متل (أطرش في زفة) .
ود الأصيل
19-05-2014, 08:56 PM
فاتني أن أزف إليك أحر مواساتي في فقيدي أسرتك الأكرمين سائلاً لهم الرحمة و لك حسن العزاء . فاتني بها أستاذي النور، و كعاتدته ما جاريته في خير الا سبقني إليه.
و بالعودة إلى موضوع حلقتنا..ذكرت لك قبلُ بأنني أوافقك في كل ما ذهبت إليه عن الهنود فذاك عن تجربة لا تقاس بمعرفتي بهم والتي لا تزيد عن مشاهداتي لناس
(سبنةوشامي كابور) والتي تبين لي فيما بعد أنها بطولات كرتوينة فقط على الشاشة .. بعدما رأيتهم يُمتهنون أينما امتهان لكرامة إنسان و يضربون على وجوههم
و أدبارهم..هذا للأسف شبه واقع راسخ في ذهنية بلاد البتردينار و درهم وريال بصفة عامة..لدرجة أن الخليجيات يميزن بين الراجل و الهندي و الذي بحيث لا يتورعن
من كشف دقائق عوراتهن حتى أمام ناظر هذا الأخير و هو وقاف يهز رأسه (و لا أدري إن كان ذلك علامة للرفض أم الرضا). حتى نحن زاتنا بقينا لمن تجي تدقس ليك
زول يقول ليك: أنت فاكرني هندي و لا شنو؟! أليس كذلك؟ و مع ذلك فأنا أقدرهم كبشر لسببين: خشية الوعيد الذي جاء في سورة الهمزة بحق الساخرين، ثم لشبه
بيني و بين الأسيويين عموماً كثيراً ما يوقعني في ربكة عندما أجد أمامي من يراطنني على أني ابن جلدته و أنا فاتح خشمي لا أفقه شيئاً مما يقول.
ود الأصيل
19-05-2014, 10:08 PM
الخرطوم في صيف عام 1939
بعد وصوله للتو من "درة التاج البريطاني" منقولاً للسودان ،و قبل استلام مهامه هنا، خرج كبير الموظفين بالمديرية بشارع النيل
من مكتبه بصحبة مترجمه الخاص/ خريج من كلية غردون ، ليتسكع مستكشفاً معالم مستعمرته الجديدة لأول مرة في مجاهل القارة
السمراء. حيث كان أول ما لفت اتباهه أولئك الأفيال أولي السحنة الداكنة، قوامهم الفارع و بنيتهم الصلبة وعضلاتهم المفتولة.. مما
أغراه بالرغبة في اتخاذ أحدهم دابة للتنقل على متنها عبر طرقات البلدة الصغيرة، دون أن تترنح تحت جتته الضخمة و كرشه السمين.
و قد قفز إلى ذاكرته منظر أخوة المهاتما غاندي بأجسام ضئيلة يكاد يلفحها النسيم الماش.. فقال السير/... لمترجمه و هو يشير إلى أحد المارة:
- اسمع، نادي لي داااك و أصرف ليه أوامري، يشيلني يحوم بيّ الخرتوم! ارتبك المترجم وعلت وجهه ابتسامة صفراء ، لتصوره هول مصير
العلج، إن هو عكس للجماعة مدى تهور مدير مديريتهم الجديد. و لكنه التزم الأمانة على كلٍ في ترجمة ما سمعه، ثم نادى الجهامة المعني:
- اسمع يا زول هيييي تعال اسمع الخواجة دا داير منك شنو!!
الجهامة : مالو شن داير مننا دا كمان الشغيل دا!! برانا دمنا فاير ، لمان ضبان جلدنا ظاتو مابينا!!
المترجم: ياخ الخواجة دا بقول ليك عايز يركب في عنقرتك عشان تدوح بيه يتفسح في شوارع العاصمة!!
الجهامة: قلت شنو؟! يا زول أنت بي صحك و لا برضك كان داير تلفها معانا من صباح الرحمن؟!
المترجم، وهو يترقب ردة فعل عنيفة وحاسمة: والله متل ما بقول ليك و ما على الرسول علا البلاغ المبين!
و لكنها كانت أسرع مما تصور المترجم وخواجته الذي لم يتنبه لنفسه ، إلا وهو كالعرجون القديم تحت وطأة ركلات و رفسات و دفسات ذاك
الوحش الكاسر ، الذي لم يمهله طيولاً ، بل تمكن منه و ركب بالفعل على كتفيه و هي يبطم بكلام غاضب: والله الليلة عاد و قعت ماسميت،
- اسمع يا أنت: قول للعلج الجربوع التحتي دا: أ:اكان مو عارف اليعرف: إنو نحن هنا جمل الشيل بيركب فوق عنقرة الفيل و بدوس السخيل.!!
و لم ينجح المترجم إلا بمعاونة عصبة أولي قوة من المارة ، في تخليص الخواجة من براثن الجاني الذي تم التحفظ عليه في السجن على ذمة التحقيق.
ولما تنامى الخبر إلى مسمع حاكم عام السودان ما كان منه إلا أن أمر بإطلاق سراح السوداني مع إصدار قراره فوراً بنقل المستر/ كلارك نهائياً من
هنا قبل اسدعائه ليفهمه بأن السودان ليس كبقية مستعمرمات أمبراطوريته التي لم تكن تغيب عنها الشمس آنذاك. لذا كان واجب التعامل
مع شعبه أن يتطلب صنفاً مختلفاً من الموظفين، على أن يكونوا أكثر حنكة و حصافةً في أدارة شؤونهم؛ لأنو ببساطة:( ليس المدردم كلو ليمون)
ود الأصيل
19-05-2014, 10:48 PM
لندن خريف 1980
حكى أحدهم أنه أثناء انتظاره ببهو سفارتنا هناك دوره لمقابلة الملحق الثقافي لأمر يتعلق ببعثته، لاحظ وجود عجوز بريطاني بجواره ناهز السبعين يتحين الإذن للدخول للقنصل. يقول الرجل:
-لما كان على أن أقتل الوقت بأية وسسيلة لجات إلى ذاك العجوز الذي لا بد أن شهيته أفتح من للثرثرة في الفاضية و المليانة. و فعلاً لم يكلفني ذلك كثير عناء و لا إشارات مرور أو نقاط تفتيش. فلم أجد صعوبة في يإدارة دفة حديثي باتجاه سؤالي عن سبب مجيئه إلى سفارة تشكو ندرة السياح. فقال إنه يود الاعتذار لشعب السودان بأسره ممثلاً في شخص القنصل! قلت: تعتذر من ماذا؟! أجابني ببرود لطيف/ المستر كلارك ، , و كان ذاك اسمه :
- لقد ارتكبت حماقة لا تغتفر بحقكم جميعاً، في أيام طيش شبابي عندما تم نقلي غلى بلدكم موظفاً إدارياً. وحسبنا تعودت من الشعوب في مستعمراتنا الأخرى حيث جئتكم من(درة التاج البريطاني ) في الهند.. فقد طلبت عبر مترجمي من أحدهم أن يحلمني ليطوف بي شوارع حاضرتكم الخرطوم و لكن ما كان من ذاك العملاق إلا أن اشتاط غضباً و ركبنني شر ركبة ، متغدياً بي قبل أن أتعشى به ، و هو الخاضع لسلطتنا آنذاك. فتلقنت بذلك درساً لن أنساه ما حييت ، خاصة و أن حاكمي العام كان قد خذلني بالوقوف لجانبه..
لقد تنقلت قبل و بعد ذلك في مستعمرات بريطانيا العظمى و فعلت الأفاعيل بأبناء تلك الشعوب ، و لكن لم يصادفني مثل ذاك الوحش . ولا أخفي عليك كنت أعد السنين مترقباً ترقيتي حتى يتم تعييني حاكماص عاما للسودان كي آخذ بثاري من بطل تلك الحادثة ، و التي احتفظت برقم ملف كان يضم محضرها .. و لكن هيهات،، فقد (طمت بطني كلو كلو) و تنازلت بعد ذلك عن كل أضغاث أحلامي إذ لم تبارح مخيلتي ابداً حادثة مصرع السير/ غردون باشا ع لى يد ثوار المهدي.
شـــفـــت كيـــــــف؟؟؟؟!!!!
ود الأصيل
27-05-2014, 09:17 PM
أخي الغالي شديد عابر سبيل ....تجدني في كل مرة اسجي لك الشكر أجزله لانك تقتحم مواقع في النفس تجعل من الكلام يتجمع ويتجمع حتى يكاد أن ينفجر فلا يكون امامنا غير البوح ببعضه من اجل التنفيس فعندما تتحدث عن مجتمع الخنزير ومجتمع البعير هنا مع التدافع الكلمي يدخل في الخط التدافع العقدي وكذلك القبلي ...فنحن أبالة من رعاة الابل ...فاذا جاء الحديث عن الابل امتلأت صدورنا كلاما فيها وبوحا عنها ...لانها ببساطة تمثل مدرسة سلوكية واخلاقية بجميع اركانها ....ومعظم أهل السودان من الابالة لذلك لا يتحملون أي طاغوت فاكتوبر وابريل وغيرها تدل على عشق اهل السودان للحرية وبغضهم لاي تسلط مهما طال أمده أو قصر .
لن اتحدث عن الخنزير فيكفيني فقط انه حرام على المسلم بأمر من الخالق الصانع لمكائننا ولا بد أن نتبع كتلوج الجهة الصانعة خاصة إذا أذعنا وأيقنا أنه البديع "أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" ...سأتحدث عن البعير بشيء غاب عن كثير من الناس لعدة اسباب لسنا هنا بصدد ذكرها ....
شاكرلأفضالك أستاذيالمبجل و والله إنني لا أأنس في نفسي شيئاً مما تتفضل بمدحي به ولكنها عين الرضا دوماً عن عيب كل كليلة.
الحقيقةما دفعني للخوض في هذه القضية بالذات هو ما لمسته مؤخراً فراعني من انجذاب مفزع لدى بعض شبابنا نحو بريق الحضارة
القادمة مما وراء البحار.. خصوصاً أن لعرابيها براعة يحسدون عليها في الجذب و الإغواءو التلون و التخفي وراء التسميات الأخاذة ..فتارة
هي العولمة و أخرى هو لقاح الحضارات و حوار الديانات.. فراحوا يصموننا كما حلا لهم بين (منكسرين و أشد انكساراً).. و رحنا(نتلو) كل
ما يزعمونه عن المقاومة فنسميها (الحدود الدامية) و أما الانصياع التام كحال الميت بيدي مغسله فنسميه (دلعاً) بالاعتدال. فخوفي
عليكم يا أخوتي وأبنائي الصغار..و كأني بكم توشكون أن تأكلوا أصابعكم وراء ذلكم العلقم المدسوس في دسم القرود أكلة الخنازير.
هناتحضرني حكاية بسيطة لا أخفي علي أني سهرت عليها لنسوق بها الحديث على فنجان جبنةمع حبايبنا
في المنتدى"الإسلامي"ولكن دعني أختم بها و نشممك نكهة البن الحبشي..
ود الأصيل
27-05-2014, 09:29 PM
أنه لما هم العدو بغزونا قام بتجييش سرايا من جنده مدججةً بالسلاح و معدةً بالعتاد و قد أمر قائده الميداني بأن يرسل طلائع من عيونه
ليبثها فينا لاستكشاف الخبر. و قدفعلوا وعادوا أدراجهم ليأتوا زعيمهم بالخبر فيقصواعليه ما يدهش حقاً، إذ أنهم لما قدموا على قرية صغيرة
مستهدفة وجدوا عندها طفلاً يافعاً يقف عند جذع نخلة و قد اشطاط غضباً و هو يندب حظه و يحمل نبلاً..وبسؤالهم إياه تبين أنه كان يصوب
نبله على عصفورين فوق تلك الشجرة لكنه أفلح بإصابة أحدهما في مقتل بينما أفلت الآخر و نجا بريش جلده من رمية ذاك الغلام و يا للحسرة.
و على و قع سماع الزعيم لتلك المآثر أيقن أنها مؤشرات خطيرة على أنهم بصدد قومجبارين و أشاوس شداد كالأسود الضارية، مما حدا به للإحجام
عن غزونا في حينه ذاك.. ثم لم يمض سوى عشرين عاماً فقط من الزمان حتى عاود ذاك الماكر كرَّته لتعبئة وحشد سراياه و بعث طلائعه الاستكشافية
كي تأتيه بخبر القوم، و التي ذُهلت تماماً لما رأت من حال قدتبدل و جيل قد تحلل من قيمه و تنازل عن مقدرات ترابه.. إذ وجد العسس نفس النخلة ،
و لكن هذه المرة كان تحتها شاب منعم الخلقة ، مفدع اليدين متغنج مسبسب العينين مكحل الحاجبين و مرخرخ مابين الكفل والمنكبين، و هو ينحب
نحيباًمراً و يلعن يوم ولدته أمه.ثم باستفسارهم إياه حكا لهم بحرقة و قال : إني كنتمواعداً عشيقةً لي للخلوة بها في جلسة رومانسية هنا لنمارس الهوى
في الهواء الطلق و بعيداً عن أعين العزال.. ولكن إذا بها تحنث بوعدها و تخون عهدها فلم تف بالحضور ؛ فهل لكم بمساعدتي في محنتي.ثم عاد العسس
إلى زعيمهم ليبشروه بعثورهم من ضالته على ما يسره من أمرنا و يثلج صدره، حينها أدرك عدو الله و عدونا بأننا إلى أي حدٍ صرنا غثاءً كغثاء السيل
و قد ذهبت ريحنا لما صابنا من وهن فبتنا نعشق الحياة حتى النخاع فيما نبدي كراهة التحريم لمصيبة الموت و أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من ضربنا
نفسياً لا ميدانياً. هنا قالقائلهم: الآن هلموا إلى ديار القوم نغزوهم و لانخشى بأسهم.. فيا له من ا نهزامية و حال يبعث إلى الرثاء من استلاب حضاري.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir