
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
هذه قبعتي أرفعها تجلة لشصخك النبيل أستاذي نور.. وكأني بك تقبل عرضي بأن تأجرني ثمانيَ حجج ، إذا مددت لي حبال صبرك الجميل لتقرأ مداخلتي المطولة أدناه:
فكم أنا عاجز والله عن مجاراتك أخي أيها القلم الرشيق و نحن رفقاء سلاح.. فلا تطوقني بتكليف أكثر لننحت ذاكرتنا الخربة المفقودة فننكأ جراحات غائرة لنعتصر شيئاً من خواطرنا المضمخة بالألم. رغم علمي بأن طاحونة المشاغل تظل تلف الجميع بسيرها الحلزوني الذي لا ينفك راحلاً. فإذا بك أخي تخرج عن مضمار صمتك لتتحفنا بسيل باذخ
من حفاوات مدهشة. أشهد الله علي شعوري بشرف الانتماء واحداً من منسوبي ضواحي ست المدائن. وشهادتي لهذا المنبر الأنيق بأنه الأنقى والأطهر ظللت باحثاً عن مثله طويلاً ليقلني على صهوته وأتنقل بين أروقته كي أتعلم "تاتيبة" الثرثرة من فوق جدران صمت قاتل .فما أن عثرت عليه حتى شهقت روحي فرحاً و "تأتأ" لساني يبحث عن نبرة
مبحوحة تناسب هيبة اللقاء. فالآن حالي معك أشبه بحال تلك الشهرزاد وهي تهم بالارتماء في أحضان مليكها الشهريار، قبل أن تشرع بالاسرترسال في حكيها إلى أن أسفر الصباح بأشياء لا تباح عن شهبندر التجار . فمن أكون ذاك الفتى حتى تدق الطبول لمقدمي أو تنكس البيارق لغيبتي. فهل تريد منا بوحاً و إفصاحاُ أكثر من هذا يا حبيب؟؟ إن عباراتي التي تليق بأمثالك من رقتها ، لتخشي الظهور في دائرة الضوء؛ و تؤثر الاختباء وراء عتمات الأفق البعيد.. و هي ربما مخملية بحيث يزعجها النسيم..في حين كونها عصية جريئة بحيث يستحيي منها الغزل.. هذا رجائي بأن لا يتسرعن أحد بالحكم علينا بأننا أناس منكفئين على ذواتنا أو أننا نفصل ظلنا كخرقة مهترئة على مقاسات جلدنا ؛ لكننا نفضل أن نظل هكذا طي الكتمان، ليراني من يرى عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر.. فمثلي لا يعدو كونه مجرد"ابن سبيل" عشت هائما على و جهي و باحثاً عن مزعة لحم من نفسي..كحالِ شحيح ضاع في الوحل خاتمه.. فلما اشتدت بي و طأة الهجير أويت إلى ظل هذه "النيمة" الشامخة الوريفة في شارع اتجاه واحد و التي أدهشتني بصمودها العجيب في وجه هوج الريح العاتية، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت واقفة.. فلما نظرت أسفل قدمي إذا بي أري وجهي بين وجوه ضائعة وهي تنداح منعكسةً على لجة من "موية سرف" جارية نظيفة..
لكنك إن لم تراني دماً و لحماً فسوف تعرفني كمشاعر جياشة تشاطرك إحساس "غربات ثلاث" في هذه الحياة الدنيا وتلخيصها بين لازمتين فقط1/ ( مم خلق} و 2 / (لا محالية الارتحال).
كل المجال لك اخي عابرسبيل ...بل نحن من يرجوك بأن تطيل هنا البقاء بيننا فلا تتركنا ابدا فيكفي انك وصلت الى هذه ""النيمة" الشامخة الوريفة في شارع اتجاه واحد و التي أدهشتك بصمودها العجيب في وجه هوج الريح العاتية، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت واقفة.. " فأحلتها وريفة نستظل تحتها من حر ولهيب الاغتراب ...وتراني بهبابي تحتها حاكلا رجلا فوق رجل مستمتعا بسلاسة اسلوبك وتهذيب عباراتك وتواضع شخصك بالجلوس معنا بلا مكيف الا من همبريب يدغدغ فينا كل الحنين، الحنين الذي أبدعت حين عبرت عنه بأبلغ ما سمعت من تعبير عن الحنين حين قلت في أحد مداخلاتك هناك في موضوع القناية والدكتور
"
الحنين عطش النبع إلى حاملات الجرار, و العكس صحيح
. الحنين يجر المسافة وراء وراء , مع أنه عين التطلع إلى الأمام , وقد سمي أملاً وثاباً , وخاطرةٌ شعرية ومغامرة لفعل مضارع حائر متردد, بل فعل ماضٍ ناقص لا محل له من أعراب. لا بل كزيتونة معلقة على سروة وقفت خلف تلة على ساقين راسختين, مفرهدة أغصانها بأخضرّ داكنٍ, وهي تسترق سمعاً مرهفاً لهبوب الرياح وهي حبلى بزخات الدعاش في حضن حمبل المطر: خير غائب ينتظر من سوداء الضمير
!!"
فانا اخي اتلذذ بقراءة ما تكتبه فأنا من يطلب منك أن تأجرني حججا عديدة مستمعا اليك تلميذا بين يديك أخاف أن تمل جلوسه مربعا يديه مبهورا فلا تطيق مني هذا وتستعجلني الرد فاقوم وأفسد حلاوة هذا الاسترسال منك .
كنت خائفا من لحظة احس فيها أنك ستغادرنا إلى جهة غير منتدانا ...هكذا اسمك يوحي لي بذلك ... لكنني فرحت وفرحتي لا تضاهيها فرحة عندما وجدت أنك كتبت هذه العبارات الجميلة الهدية لكل غيور على ست المدائن وعلى منتداها ... حين كتبت
" أشهد الله علي شعوري بشرف الانتماء واحداً من منسوبي ضواحي ست المدائن. وشهادتي لهذا المنبر الأنيق بأنه الأنقى والأطهر ظللت باحثاً عن مثله طويلاً ليقلني على صهوته وأتنقل بين أروقته كي أتعلم "تاتيبة" الثرثرة من فوق جدران صمت قاتل .فما أن عثرت عليه حتى شهقت روحي فرحاً و "تأتأ" لساني يبحث عن نبرة
مبحوحة تناسب هيبة اللقاء."
لكنني أيضا احترم رأيك وأنت تقول
" لكننا نفضل أن نظل هكذا طي الكتمان، ليراني من يرى عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر.. فمثلي لا يعدو كونه مجرد"ابن سبيل" عشت هائما على و جهي و باحثاً عن مزعة لحم من نفسي "
وهذا وضع اعتقد انه بالقناعة سوف يزول خاصة إذا كان الجميع وانا من بينهم نفتخر بك ابنا لنا وواحدا منا نفقأ به عين كل حاسد مبتور ونجعله في عين كل حاقد على مدينتنا وهي ساعة تمايزت فيها الصفوف وطفقت كل منطقة تبحث في خزائنها القديمة عن تاج لها تفاخر به رفيقاتها وأنت بالنسبة لنا أكثر من تاج....سيأتي اليوم الذي تظهر فيه كل لآلي تاجنا هذا وكل حرف وكل نقطة فيه وتستبين التفاصيل فنُشبعه ضمّاً وقُبَلاً .. فلا يسرقنَّه منا عُقالٌ أو تنٌّور.
المفضلات