شوقي ليك في كل المواسم
في بيت البكا و بعد تجهيز ميتنا
و خروجنا به مسجىً على آلة حدباء كنعش
وطن غريق يحمله رهط متشاكسون بين ضفتي نهر.
رغم أنه يظل يعشش في وجداننا كأيقونة أبدية عصية
على الطمس أو الزوال . وطنٌ يطيب للفرعون/ وردي إجلاسنا
أمامه القرفصاء تجلةً(في حضرة جنابك يطيب الجلوس) بينما الأنيق/
كابلي يحثنا للقيام نوفِه التبجيل (القومة ليك يا وطني، بعزك يا وطني).
تشكاسنا شديداً حول أين ندفن، ثم هل نفرش أم ينتهي العزاء بانتهاء مراسم
الدافنة، ناهيك عن رأي بعض الشباب بأنهائه بقلب آخر صفحة (like)على تويتر!
عدنا و بعض الجلاكين أدراجنا حيث ضُرب سرادقُ للعزاء رغم أنف اليرضى و اليابا،
قالها بعضنا في سره كريح ساخن كتمه بثيابه ك(حبقة) جهل دون الأنف مشمومة
(لمحمد الواثق كما في أم درمان تُحْتَضَر). هناك تجدعنا على البروش نرتشف
المشاريب ساخنة و باردة و نتجاذب أطراف الأحاديث، نمشي بالنميم
و نطاعن يمنة و يسرةً في الغاشي و الماشي و الما يشتري يتفرج.
و بطبيعة الحال ، لما كان هنا للسياسة، ملعون أبو أهلها،
من قصب سبق و وما لها من قدح معلَّا، فلا بد من
حشر أنفها برضو رغم أنف العاجبو و الغالبو
***************************
حيث قال لنا شاعرٌ بالحاصل :
و الله إن تلك لقسمةٌ ضِيزَى:
حيث إقلاع هناك نحو الثريا**و هبوط أضطراري نحو الثرى هــــنا ؛
هناك لل(شهامة) أسهمٌ في عنان السماء و هنا(الكساد) يهري كبودَنا؛
هناك تغريد عصفورتين حلتا على فنن ** و هنا(السُّكَاتْ) بٍتْ المِنَىْ؛
هناك النطاحات قرونها كبد السماء و هنا النواطح لا حيَ أنت و لا أنا!
إذ، بحساب السنين كلنا فقراء إلى الله في الهواء سواء.
و لكن كم من خطأِ شائع كقولنا:(خشم القربة و خشم بيوت)،
خير من صواب مجهول كلزوم قولهم في جزيرة العرب مثلاً:
(ووووب عليا و سجم فمي). فدي أصلها كلو كلو ما جاية
لا شيتين! الشاهد أن الموت بقت ليهو شنة و رنة ينتظره الخشَّامة
زي برامج زمان(ساعة سمر و ما يطلبه المستمعون) مع نشرة تمانية
مساءً. حينما تصبح فشاخرُ قومٍ عند قومٍ أكل عيشٍ و كسبان مصالح.
و افتح يا بلديٍ أبوابك نحن الفقراء.منا من يقضي نحبة كل يوم و منا
من يظل سائراً و لن يصل. و واهم من ظن أن عصي الترحال سلتقى
ذات يومٍ هاهنا، حيث يناخ بعيرٌ أجربُ ،لا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح .
و لقد ضربنا أكباد الأبل بحثاً و تنقيباً و لا حياة لمن تناغم، إلى
أن جربنا كل شيء و ذقنا آخر العلاج في كي الانفصال، إذ
اضطررنا لبتر الغرقرينة و ما زاد أوار الحرب إلا اشتداداً.
و لما استحكمت حلقاها ضاقت و سوف تضيق
و تضيق ، ما دام شيمة كبارنا الرقص ،
و بقية أهل بيتنا بين سائس و
مسوِّس و قارع لطبول الدمار.
*****************
حـاشية لا بد منها:
النطيحة: هي الميتة نطحاً
بفعل شراسة أختها القرناء..
و مثلها المتردية و ما أكل السبع.
و لا يأكل الذئب إلا من غنم
قاصية. و الما معندو ضهر،
ينضرب علي بطنو!!
************