أسمحوا لي سادتي أن أجوب بكم في فضاءات رحبة ننثر عبرها عبق سيرة رجل من العظماء فالمقام هنا كبير وأجدني لست أهلاً في خوض هذا البحر العباب ولكن كما يقول أهلنا في التصوف (المحبة تخفي شروط الأدب)، فليتنا نغوص في أعماق هذا البحر العميق لنخوض في غماره، فالغوص في سرائر الرجال بأصعب من الإبحار وراء اللؤلؤ والمرجان.
ولأن الرجل شب بين أحضان مدني السني حيث النشأة والميلاد واهتدى بأنوار أبي حراز وتنفس دعاش طيبة أم قباب فليس عجباً لقائد لركبان سفينة (الصالحية) أن يرفع شعارات تضج بالمعاني النبيلة مثل (الرياضة سلوك وممارسة)، (الانضباط والنظام والعمل) ، (كلنا فائزون)، ثم شعار (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ، وهو بهذا يتمسك بمبادئ ومرتكزات الحركة الرياضية المتمثلة في أهلية وديمقراطية وسيادة القانون والقيادة الجماعية والتنافس الشريف وكل ذلك مما جعلها مركزاً للإشعاع ومنارة يقصدها القاصي والداني.
لا غرو إذن سادتي من كانت هذه (طريقته) أن يكون له (جلب) من (الحيران) و(المريدين)، وهو يحنو عليهم كالأب الحنون يتفقدهم يحس مشاكلهم يهتم بصغيرها وكبيرها حين تجالسه يخال إليك بأنك صاحب الحظوة بين هذه الجموع من المريدين، يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم يغض الطرف عن هفواتهم يرشدهم في أسلوب ذكي لا يجرح مشاعرهم.
إن المشاهد لموقع الرابطة الرياضية (الصالحية) بجوار مقابر العود يدرك مدى زهد (شيخنا) في حطام هذه الفانية فمع تواضع (خلوة) الصالحية إلا أنها تنثر العلم والفن والمعرفة في شتى ضروبها لا يوقفها شح الإمكانيات شعارهم فيها (السايقه واصلة)، تجد جيوبهم تحكي قصة الزهد العفيف وقلوبهم دوماً مليئة بما عند الله الغني العزيز، لذا تجد (قدحهم) في الملمات من أفراح وأتراح يواسون عثرات الضعيف ويخففون أنة المكلوم.
إن شعار الوفاء لأهل العطاء هو ديدن شيخنا فتجده دوماً وفياً لمن عرفه يراعي وداد لحظة ويظل مسكوناً بحب من أزجى إليه معروفاً كيف لا وهو الذي ظل يخاطب اتحاد ودمدني لرفع ظلم يراه وقع على (القطر) حتى يعاود الدوى في أستاد ودمدني والقائمة في ذلك تطول، بيد أن هناك من سمع (بكرامات) ود عبد العال فصار هاتفه لا يصمت عن الرنين ما بين من يريد أن يجد له مقاعد بين الدراسة في الجامعات السودانية ومن يريد تجديد جوازه وإقامته، ومن يسأل عن الاستثمار في السودان والفرص المتاحة، وشيخنا لا يسد (خلوته) للقيلولة فتراه يقيم الليل مع أبناء وطنه يكرمهم ويرفع من قدرهم وشأنهم لأن ديدنه في الحياة أن تزجي الخير للإنسان وهو على قيد الحياة ، إيماناً منه بأن ذلك يدفعه إلى كثير من العطاء ورسالة إلى جيل قادم بأنه قد أفرد لهم مساحة من التواصل ومزيد من الإبداع.
إن محبة الناس من كنوز الدنيا ومن نعم الله لأنه إذا أحب عبداً جعل أفئدة الناس تهوي إليه فلقد سعى شيخنا لكسب قلوب الناس عبر حروفه الندية فتراه يكسو الكلمة جمالا، ويجعل النص حافلاً، ينثر عبق الحديث فترى المريدين وهم (يترجمون) في صفاء روحي يرفعون أكف الضراعة أن يَمُنْ الله على شيخهم بشفاء ابنته وزوجه مؤمنين بقضاء الله بأنه إذا أحب عبداً ابتلاه .. وتراه رغم كل الإحن والمحن منبسط السريرة.. عظيم النفس..فيا لك من مربي.. ويا لك من قائد .. ويا لك من شيخ طريقة.

الأستاذ عبد المنعم عبد العال والحزن النبيل

الأستاذ عبد المنعم عبد العال يطمئن على أحوال الناس في حديث مع المهندس عبد المنعم عمر
الأستاذ عبد المنعم عبد العال يخاطب أبناء قرية الفقراء وهم يدشنون كتاب همس الريف
الأستاذ عبد المنعم عبد العال يكرم الشاعر المحامي الواثق عبد الرحمن
المفضلات