لإخواننا في شمال الوادي مقولة متداولة وهي ( فلان يغرق في شبر ميه ) والميه كما هو معلوم لديكم هي الماء باللهجة المصرية والمراد أن فلان هذا يفتقر للخبرة والاستعداد مما يجعله يرتبك ويضرب لخمه لأقل شئ مهما كانت سهولته وبساطته
والخرطوم يا سادتي يبدو أنها وبأمر سادتها أصبحت تفتقر للخبرة ولا تجيد السباحة حتى وإن كان العمق شبر
والحديث هنا وإن اختصت به الخرطوم فهو بالضرورة يشمل كل بقاع السودان فإن كانت واجهة البلاد ومحط أنظار العباد ومكان نوم من ينوم وطائرته تقوم تغرق في شبر الميه فما بالك بغيرها من المدن التي قد لا تكون قد سمعت بالسباحة !!
غاث الغيث أرض الخرطوم فصرخت تستغيث ويا حسرتي ما من مغيث ، كيف لا والمغيث المفترض فغر فاه بالدهشة وشلته المفاجأة كله عدا لسانه بالطبع ذلك الذي يحصنه عن كل مفاجأة ويجيد استخدامه إجادة تامه فطفق يشنف به آذان السامعين من الخائضين والمنكوبين وهو يحدثهم في ثبات يحسد عليه عن العده والعتاد وكمال الاستعداد لموسم الخريف ويطمئن كل ملتاع جزع عن أن كل شئ تمام وعلى ما يرام وأن لا سوء سيصيب الخرطوم .
صدقنا وأمنا أوليس المؤمن بصديق وسأل سائل ماذا إذاً عن هذا الدمار وهذا الغرق الذي لا تخطئه عين ولا ينكره إلا مكابر ، وبما أنه ليس بمكابر فلم تطرف له عين ولم يرمش له جفن وهو يجيب إجابة يجب أن تعتمد لأنها من فم معتمد :أن المعضلة في أن ما هطل علينا من كمية أمطار خلال يومين فقط تساوي أكثر من الحصة المفترضة خلال عام ودعم إجابته بالأرقام ( الكمية المفترضة خلال العام 120ملم وما هطل في اليومين الماضيين 70 ملم )
اللهم يا حنان يا منان يا منزل الغيث نسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك أن تنزل علينا من غيثك بقدر استعداد ولاة أمرنا
اللهم سقيا رحمه لا سقيا هدم ولا غرق ولا عذاب ولا فتنه ولا بلاء... آميييين
المفضلات