صفحة 2 من 10 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 26 إلى 50 من 235

الموضوع: التبرك والتوسط من أجل قبول الدعاء

  1. #26
    عضو ماسي

    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    Post شبهةحو الآية(لنتخذن عليهم مسجدا )


    شبهة: هل الآية (( لنتخذن عليهم مسجدا ً)) تجيز بناء المساجد على القبور

    والرد على هذه الشبهة من ثلاثة أوجه :

    الوجه الأول: ورد النهي الصريح من النبي عليه الصلاة والسلام :

    عن عائشة وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصه على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال –وهو كذلك-: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ...


    وما روته عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة –رضي الله عنهما- ذكرتا كنسية رأيتها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تيك الصورة فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة" ...


    الوجه الثاني : أن الآية ليست صريحة الدلالة أن المسجد بني عليهم إذ إن الفتية داخل الكهف فالمسجد بني على كهفهم وهذا أقرب لظاهر اللفظ كما لا يخفى، وهذا القول قال به بعض المفسرين ...


    الوجه الثالث : ليس في الآية ما يدل على الأمر ببناء المساجد على القبور؛ لكونها حكاية لماضٍ وفعل أناس وهذا ما يسمى بالإخبار، فالله يخبر ما حصل لهؤلاء الفتية، وليس في لفظ الآية تقرير هذا الفعل، بدليل كلمة، {غلبوا على أمرهم} كأن فيه مغالبة والذي بيده الأمر والسلطة اتخذ بناء المسجد. فهو من باب الإخبار فقط ....

    الوجه الرابع : على تقدير أن بناء المسجد على القبر مشروع في شرعهم، لَمْ يَلْزَمْ أَنْ يَكُونَ هَذَا شَرْعًا لَنَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَخْبَرَ عَنْ سُجُودِ إخْوَةِ يُوسُفَ وَأَبَوَيْهِ، فهل يجوز السجود للمخلوق بنص هذه الآية أم لا ؟!


    فشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه أو نسخه، ومادام ورد شرعنا بالنهي عن اتخاذ القبور مساجد فلا يجوز ذلك.

    قال الشيخ الشنقيطي رداً على من استدل بهذا الدليل :


    ( إن ما يزعمه بعض من لا علم عنده من أن الكتاب والسنة دلا على اتخاذ القبور مساجد في غاية السقوط. وقائله أجهل خلق الله.

    أما الجواب عن الاستدلال بهذه الآية فهو أن تقول: من هؤلاء القوم الذين قالوا: لنتخذن عليهم مسجداً؟ أهم من يقتدى بهم! أم هم كفرة لا يجوز الاقتداء بهم؟

    وهذا مما اختلف في قائلي هذه المقالة هل هم الذين على دين الفتية أم هم طائفة كافرة؟ فعلى القول بأنهم كفار فلا إشكال في أن فعلهم ليس بحجة.

    قال الشيخ الشنقيطي : وعلى القول بأنهم مسلمون.. فلا يخفى على أدنى عاقل أن قول قوم من المسلمين في القرون الماضية: إنهم سيفعلون كذا لا يعارض به النصوص الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من طمس الله بصيرته ، فقابل قولهم: "لنتخذن عليهم مسجداً" بقوله صلى الله عليه وسلم في مرض موته قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى بخمس: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يظهر لك أن من اتبع هؤلاء القوم في اتخاذهم المسجد على القبور ملعون على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ) .

    مقتبس من متعدد ...
    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر




  2. #27
    عضو برونزي

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مدني الدرجة الثانية
    المشاركات
    675
    جزاك الله خيرا اخي ابو مازن على هذا الايضاح المفيد فعلا يستدل كثير من المتصوفة بما اسلفت توضيحه وهو موضوع في غاية الاهمية
    نسأل اله ان يهدينا الى الطريق المستقيم والنهج القويم الموصل الى جنات رب العالمين
    اللهم أحيني مسلما وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين

  3. #28
    عضو ماسي

    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    Post اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صفاء مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا اخي ابو مازن على هذا الايضاح المفيد فعلا يستدل كثير من المتصوفة بما اسلفت توضيحه وهو موضوع في غاية الاهمية
    نسأل اله ان يهدينا الى الطريق المستقيم والنهج القويم الموصل الى جنات رب العالمين
    نفعنا الله بكم أخي الحبيب أبو صفاء وجزاك الله خيراً على عاطر المشاركة والمداخلة الطيبة ...

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ... وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه ... اللهم آميين يا رب العالمين

    التعديل الأخير تم بواسطة abomazeen ; 18-10-2009 الساعة 10:30 PM
    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر




  4. #29
    عضو جديد

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    20

    مداخلة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

    إن للإيمان حلاوة .. إن للإيمان طلاوة
    لدينا ثقة أن من طلب العلا سهر الليالي

    فهذا يقودني لأمرين :
    ففي الإمور الدنيوية من علم وعمل ووو .. من سعي فيها فإن ذلك سيعود عليه بالنفع والفائدة حسب المجال الذي يسلكه صاحبه .
    أما كدك وسعيك لمعرفة طريق الحق والخير والنجاة فهو كذلك متعلق بمدي إجتهادك ودعائك وإلحاحك بالدعاء ( إن الله يحب العبد اللحوح ) كذلك بدعائك ( اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني إتباعه ) .. فإذا كنت مطمئن ومؤمن تماماً فأن الله سبحانه وتعالي سيستجيب لك دعائك وستلحق بطريق الصالحين لا محاتلة إن شاء الله ، هذا إذا كانت شروط قبول الدعء متوفرة عندك ..
    أخيراً فإن وكما في مقدمة كتابتي هذه إن للإيمان حلاوة وطلاوة لا يحسها ويستشعرها إلا من عبد الله حق عبادته .. وكنت مقيماً للياليه ذاكراً لله سراً وعلانية .. فعندها ستسمو وتعلو روحك وتعيش في الدنيا زاهداً بما فيها كأنما أنت موعود بخير كبير وتكون أشبه كأن تكون في حالة إنتظار .. وقد يكرمك الله ببعض الكرامات بكرمه ومقدرته ..
    لا أريد أن أؤيد أو أنفي ما ذهب إليه صاحب الوست لكن نسألكم جميعاً وبأكف قانته مرفوعة مبتهلة للمولي عز وجل أن : ( يرينا الحق حقاً ويزقنا إتباعه وأن يوفقنا سبحانه وتعالي لمرضاته إن ولي ذلك والقادر عليه إنه علي كل شئ قدير ) آميييين ..

    والسلام
    ،،

  5. #30
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abomazeen مشاهدة المشاركة



    لأهمية الطرح والنقاش المثمر فيه سوف نقوم بتثبت هذا لبوست لفترة


    فنأمل من الأخوة الكرام حُسن المداخلة إثراء للنقاش الطيب .. وبالله التوفيق



    جزاك الله خيرا
    وكلنا طلاب حق ومتي ما وجدناه اتبعناه
    ولي عودة باستفاضة

  6. #31
    عضو ماسي

    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    دوماً نلتقي لنرتقي أحبتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العروابي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    وكلنا طلاب حق ومتي ما وجدناه اتبعناه
    ولي عودة باستفاضة

    مرحباً بكم أخي الحبيب العروابي ومنكم نستفيد وكذا الحال بمداخلات الأخوة والأخوات ... ودوماً نلتقي لنرتقي أحبتي
    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر




  7. #32
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abomazeen مشاهدة المشاركة

    التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أقسام


    مفهـوم التوســل
    يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة التوسل ، ولذا فإننا سنبين مفهوم التوسل الصحيح في نظرنا وقبل ذلك لابد أن نبين هذه الحقائق :
    أولاً :
    أن التوسل هو أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ، فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى ، والمتوسَّل به إنما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن اعتقد غير ذلك فقد أشرك .
    ثانيـاً :
    أن المتوسل ما توسل بهذه الواسطة إلا لمحبته لها واعتقاده أن الله سبحانه وتعالى يحبها ، ولو ظهر خلاف ذلك لكان أبعد الناس عنها وأشد الناس كراهة لها .
    ثالـثاً :
    أن المتوسل لو اعتقد أن من توسل به إلى الله ينفع ويضر بنفسه مثل الله أو دونه فقد أشرك .
    رابعـاً :
    أن التوسل ليس أمراً لازماً أو ضرورياً وليست الإجابة متوقفة عليه بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقاً ، كما قال تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ . وكما قال تعالى :  قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى.

      

    المتفق عليه من التوسل

    لم يختلف أحد من المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحــة ، فمـن صـام أو صلى أو قرأ القرآن أو تصدق فإنـه يتوسـل بصيامه وصلاته وقراءته وصدقته بل هو أرجى في القبول وأعظم في نيل المطلوب لا يختلف في ذلك اثنان ، والدليل على هذا حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسل أحدهم إلى الله ببره لوالديه ، وتوسل الثاني بابتعاده عن الفاحشة بعد تمكنه من أسبابها ، وتوسل الثالث بأمانته وحفظه لمال غيره وأدائه له كاملاً ، وفرج الله عنهم ما هم فيه ، وهذا النوع من التوسل قد فصله وبين أدلته وحقق مسائله الشيخ ابن تيمية رحمه الله في كتبه وخصوصاً في رسالته ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) .
    محل الخلاف :
    ومحل الخلاف في مسألة التوسل هو التوسل بغير عمل المتوسل ، كالتوسل بالذوات والأشخاص بأن يقول : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد  أو أتوسل إليك بأبي بكر الصديق أو بعمر بن الخطاب أو بعثمان أو بعلي رضي الله عنهم ، فهذا هو الممنوع عند بعضهم .
    ونحن نرى أن الخلاف شكلي وليس بجوهري ، لأن التوسل بالذات يرجع في الحقيقة إلى توسل الإنسان بعمله وهو المتفق على جوازه ، ولو نظر المانع المتعنت في المسألة بعين البصيرة لانجلى له الأمر وانحل الإشكال وزالت الفتنة التي وقع بسببها من وقع فحكم على المسلمين بالشرك والضلال .
    وسأبين كيف أن المتوسل بغيره هو في الحقيقة متوسل بعمله المنسوب إليه والذي هو من كسبه .
    فأقول : إعلم أن من توسل بشخص ما فهو لأنه يحبه إذ يعتقـد صلاحه وولايتـه وفضلـه تحسينـاً للظـن بـه ، أو لأنـه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى يجاهد في سبيله ، أو لأنه يعتقد أن الله تعالى يحبه كما قال تعالى :  يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ  ، أو لاعتقاد هذه الأمور كلها في الشخص المتوسل به .
    وإذا تدبرت الأمر وجدت أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسئول عنـه ومثاب عليـه،

    وكأنه يقول : يا رب إني أحب فلاناً وأعتقد أنه يحبك وهو مخلص لك ويجاهد في سبيلك ، وأعتقد أنك تحبه وأنت راض عنه فأتوسل إليك بمحبتي له وباعتقادي فيه أن تفعل كذا وكذا ، ولكن أكثر المتوسلين يتسامحون في التصريح بهذا الأمر مكتفين بعلم من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
    فمن قال : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك . هو ومن قال : اللهم إني أتوسل إليك بمحبتي لنبيك – سواء ، لأن الأول ما أقدم على هذا إلا لمحبته وإيمانه بنبيه ، ولولا المحبة له والإيمان به ما توسل به ، وهكذا يقال في حق غيره من أولياء الأمة .
    وبهذا ظهر أن الخلاف في الحقيقة شكلي ولا يقتضي هذا التفرق والعداء بالحكم بالكفر على المتوسلين وإخراجهم عن دائرة الإسلام سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ .
      
    أدلة ما عليه المسلمون من التوسل
    قال الله تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ  . والوسيلة : كل ما جعله الله سبباً في الزلفى عنده ووصلة إلى قضاء الحوائج منه والمدار فيها على أن يكون للوسيلة قدر وحرمة عند المتوسل إليه .
    ولفظ الوسيلة عام في الآية كما ترى فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالإتيان بالأعمال الصالحة على الوجه المأمور به وللتوسل بها بعد وقوعها .
    ومازال للحديث بقية بالادلة انشاء الله.

  8. #33
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abomazeen مشاهدة المشاركة
    [color="blue"]

    اللهم لك الحمد ... اللهم لك الحمد ... اللهم لك الحمد

    اللهم لك الحمد كما نقول وخيراً مما نقول

    لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك الكريم وعظيم سلطانك لا إله إلا أنت

    اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى اللهم لك الحمد كما تحبه ربنا وترضاه

    سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما اثنيت على نفسك ... اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

    وبعد ...

    التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أقسام :


    الأول : أن يتوسل بالإيمان
    هذا النوع لايوجد فيه اختلاف لذلك لا فائدة من مناقشته
    الثاني :
    أن يتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم أي بأن يدعو للمشفوع له وهذا أيضًا جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله سبحانه وتعالى بالسقيا ؛ فالتوسل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه جائز ولا بأس به ...

    معنى توسل عمر بالعباس
    أخرج البخاري في صحيحه عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه – كانوا إذا قحطوا – استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : [ اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ] .
    وأخرج الزبير بن بكار في الأنساب من طريق غيره هذه القصة بأبسط من هذا
    وتلخيصها : عن عبد الله بن عمر قال : استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة [بفتح الراء وتخفيف الميم] سميت بذلك لكثرة تطاير الرماد لاحتباس المطر بالعباس ابن عبد المطلب ، فخطب الناس فقال : ياأيها الناس إن رسول الله  كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد – فاقتدوا أيها الناس برسول الله  في عمه العباس ، واتخذوه وسيلة إلى الله : أدع يا عباس فكان من دعائه رضي الله عنه : اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة – وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث واحفظ اللهم نبيك في عمه ، فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس وأقبل الناس على العباس يتمسحون به ، ويقولون له : هنيئاً لك يا ساقي الحرمين ، وقال عمر – رضي الله عنه – ذلك : هذا والله الوسيلة إلى الله والمكان منه – وفي ذلك أنشد عباس بن عتبة ابن أخيه أبياتاً منها :
    بعمي سقى الله الحجاز وأهله :: عشية يستسقى بشيبته عمر
    وقال ابن عبد البر : وفي بعض الروايات فارخت السماء عزاليها فجاءت بأمثال الجبال حتى استوت الحفر بالآكام وأخصبت الأرض وعاش الناس ، فقال عمر رضي الله عنه : هذا والله الوسيلة إلى الله عز وجل ، والمكان منه .
    وقال حسان بن ثابت :
    سأل الإمام وقد تتابع جدبنا فسقى الغمام بغرة العباس
    عم النبي وصنو والده الذي ورث النبي بذاك دون الناس
    أحيا الإله به البلاد فأصبحت مخضرة الأجناب بعد الياس
    وقال الفضل بن عباس بن عتبة :
    بعمي سقى الله الحجاز وأهله عشية يستسقى بشيبته عمر
    توجه بالعباس في الجدب راغباً فماكر حتى جاء بالديمة المطر
    وفي رواية: وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين. كذا في الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة العباس .
    وكان الحق لعمر في أن يؤم الناس مستسقياً لهم لكنه تأخر عن حقه وقدم العباس للاستسقاء تعظيماً لرسول الله  وتفخيماً لأهله وتقديماً لعمه صلى الله عليه وآله وسلم على نفسه مبالغة في التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما استطاع ، وحث الناس على اتخاذ الناس لعباس وسيلة إلى الله جل شأنه وكذلك اتخذه هو وسيلة بتقديمه ليدعو ليقيمه بذلك مقام رسول الله  حين كان حياً فاستسقى لهم بالمصلى ليكون أبلغ في تعظيمه والإشادة بفضل أهل بيته.
    وبين عمر ذلك في دعائه حيث قال : [اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا] .. يعني كنا نتوسل إليك بخروجه بالناس إلى المصلى ودعائه لهم وصلاته بهم ، وإذ قد تعذر ذلك علينا بوفاته عليه الصلاة والسلام فإني أقدم من هو من أهل بيته ليكون الدعاء أرجى للقبول وأرجى للإجابة .
    ولما دعا العباس توسل برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
    وقد تقرب القوم بي لمكاني من نبيك أي لقرابتي منه فاحفظ اللهم نبيك في عمه ، يعني اقبل دعائي لأجل نبيك .
    فالقضيـة في الاستسقـاء ولا صلـة لها بالتوسل الذي نحن بصدد الكلام عنه والذي وقع فيه الخلاف وهذا أمر يعرفه كل ذي عينين لأن القصة تدل على هذا بوضوح فقد أصابهم القحط واحتاجوا إلى إقامة الاستغاثة بصلاة الاستسقاء وهذا يحتاج إلى إمام يصلي بهم ويدعو لهـم ويقيـم هـذه الشـعـيـرة الإسـلاميـة الـتي كــان يقيمهـا النبي  لما كان في دار التكليف كغيرها من شعائر الدين من إمامة وجمعة وخطبة فهي وظائف تكليفية لا يقوم بها أهل البرزخ لانقطاع التكليف عنهم واشتغالهم بما هو أعظم من ذلك .
    ومن فهم من كلام أمير المؤمنين أنه إنما توسل بالعباس – ولم يتوسل برسول الله  لأن العباس حي والنبي ميت – فقد مات فهمه وغلب عليه وهمه ونادى على نفسه بحالة ظاهرة – أو عصبية لرأيه قاهرة ، فإنما عمر لم يتوسل بالعباس إلا لقرابته من رسول الله  تلمح ذلك في قوله وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا – وهو بذلك قد توسل برسول الله  على أبلغ الوجوه .
    وقد بعد عن الصواب كل البعد من رمى المسلمين بالشرك بسبب ذلك مع قوله بجواز التوسل بالحي ، فإن التوسل لو كان شركاً ما جاز بالحي ولا الميت – ألا ترى أن اعتقاد الربوبية واستحقاق العبادة لغير الله من نبي أو ملك أو ولي هو شرك وكفر لا يجوز هنا في حياته الدنيا ولا الآخرة .
    فهل سمعت من يقول : إن اعتقاد الربوبية لغير الله جائز إذا كان حياً أما بعد وفاته فشرك .
    وقد عرفت أن اتخاذ المعظم وسيلة إلى الله تعالى لا يكون عبادة للوسيلة إلا إذا اعتقد انه رب كما كان ذلك شأن عباد الأوثان مع أوثانهم فإذا لم يعتقد ذلك فيه وكان مأموراً منه عز وجل باتخاذه وسيلة كان ذلك الاتخاذ عبادة للآمر سبحانه .

    ولي عوووووووووووودة حتي يستبين الحق

  9. #34
    عضو برونزي

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مدني الدرجة الثانية
    المشاركات
    675
    بداية ارحب الاخ العروابي بيننا فيد واستفيد فهذه المنتديات ساحات للعلم والمعرفة

    فمن حديث الاخ العروابي والمدخلات اننا متفقون على ان الاستغاثة شرك انما الاختلاف في التوسل
    وكما ذكر الاخ العروابي ان هناك توسل مشروع وتوسل مختلف عليه الى هنا متفقون والحمد لله
    اريد ان نحصر الحوار والنقاش هل التوسل المختلف عليه من مسائل العقيده ام مسأله فقهية ام بدعة من البدع غير الشركية ام انه لا شئ عليه
    امثلة ذلك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم او التوسل بالعبد الصالح اي التوسل بجاه فلان
    وهكذا
    اللهم أحيني مسلما وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين

  10. #35
    عضو ماسي

    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    Thumbs up فتح الله عيك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صفاء مشاهدة المشاركة
    وكما ذكر الاخ العروابي ان هناك توسل مشروع وتوسل مختلف عليه الى هنا متفقون والحمد لله

    اريد ان نحصر الحوار والنقاش هل التوسل المختلف عليه من مسائل العقيده ام مسأله فقهية ام بدعة من البدع غير الشركية ام انه لا شئ عليه

    امثلة ذلك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم او التوسل بالعبد الصالح اي التوسل بجاه فلان وهكذا



    فتح الله عيك أخي أبو صفاء و أنار طريقك بحــلاوة الإيمان ...

    و دوماً نلتـقـي لنـرتـقــي أحبـتــي الكــرام ...


    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر




  11. #36
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abomazeen مشاهدة المشاركة


    الثالث: أن يتوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم سواء في حياته، أو بعد مماته فهذا توسل بدعي لا يجوز وذلك لأن جاه الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينتفع به إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ...
    وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول : اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو ترزقني الشيء الفلاني ...



    توسل النبي  بحقه وحق الأنبياء والصالحين
    جاء في مناقب فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب إنها لما ماتت حفر رسول الله  لحدها بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله  فاضطجع فيه فقال :
    ((الله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين . وكبر عليها أربعاً وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم)) .. رواه الطبراني في الكبير والأوسط . وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم ، وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح .
    [ كذا بمجمع الزوائد ج9 ص257 ] .
    واختلف بعضهم في [روح بن صلاح] أحد رواته ، ولكن ابن حبان ذكره في الثقات ، وقال الحاكم : ثقة مأمون ، وكلا الحافظين صحح الحديث ، وهكذا الهيثمي في [مجمع الزوائد] ورجاله رجال الصحيح.
    ورواه كذلك ابن عبد البر عن ابن عباس ، وابن أبي شيبة عن جابر ، وأخرجه الديلمي وأبو نعيم ، فطرقه يشد بعضه بعضاً بقوة وتحقيق .
    قال الشيخ الحافظ الغماري في إتحاف الأذكياء ص20 : وروح هذا ضعفه خفيف عند من ضعفه كما يستفاد من عباراتهم ، ولذا عبر الحافظ الهيثمي بما يفيد خفة الضعف كما لا يخفى على من مارس كتب الفن . فالحديث لا يقل عن رتبة الحسن بل هو على شرط ابن حبان صحيح .
    ونلاحظ هنا أيضاً أن الأنبياء الذين توسل النبي  بحقهم على الله في هذا الحديث وغيره قد ماتوا فثبت جواز التوسل إلى الله [بالحق] وبأهل الحق أحياء وموتى .

    توسل النبي  بحق السائلين
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله  : من خرج من بيته إلى الصلاة ، فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة ، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار ، وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، أقبل الله بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك .
    قال المنذري في الترغيب والترهيب ج3 ص119 : رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال ، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن .
    وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار ج1 ص272 : هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد وابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وأبو نعيم وابن السني .
    وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ج1 ص323 عن الحديث : بأنه حسن.
    وقال الحافظ البوصيري في زوائد ابن ماجه المسمى ((بمصباح الزجاجة)) ج1 ص98 : رواه ابن خزيمة في صحيحه .
    وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في المتجر الرابع ص471 : إسناده حسن إن شاء الله .
    وذكر العلامة المحقق المحدث السيد علي بن يحي العلوي في رسالته اللطيفة هداية المتخبطين : أن الحافظ عبد الغني المقدسي حسّن الحديث ، وقبله ابن أبي حاتم، وبهذا يتبين لك أن هذا الحديث صححه وحسنه ثمانية من كبار حفاظ الحديث وأئمته ، وهم : ابن خزيمة والمنذري وشيخه أبو الحسن والعراقي والبوصيري وابن حجر وشرف الدين الدمياطي وعبد الغني المقدسي وابن أبي حاتم ، وهؤلاء منهم
    فهل يبقى بعد قول هؤلاء كلام المتكلم ، وهل يصح من عاقل أن يترك حكم هؤلاء الفحول من الرجال الحفاظ المتقنين إلى قول المتطفلين على موائد الحديث.  أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ  .  فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ  .

    التوسل بقبر النبي  بإرشاد السيدة عائشة
    قال الإمام الحافظ الدارمي في كتابه السنن [باب ما أكرم الله تعالى نبيه  بعد موته] : حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة، فقالت : أنظروا قبر النبي  فاجعلوا منه كوا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل (تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق ، ومعنى كوا أي نافذة). اهـ سنن الدارمي ج1 ص43 .
    فهذا توسل بقبره  لا من حيث كونه قبراً ، بل من حيث كونه ضم جسد أشرف المخلوقين وحبيب رب العالمين ، فتشرف بهذه المجاورة العظيمة واستحق بذلك المنقبة الكريمة .
    تخريج الحديث :
    أما أبو النعمان فهو محمد بن الفضل الملقب بعارم شيخ البخاري ، قال الحافظ في التقريب عنه : - ثقة ثبت – تغير في آخر عمره .
    قلت : وهذا لا يضره ولا يقدح في روايته لأن البخاري روى له في صحيحه أكثر من مائة حديث وبعد اختلاطه لم تحمل عنه رواية ، قاله الدارقطني ، ولا ينبّئك مثل خبير .
    وقد ردّ الذهبي على ابن حبان قوله: (بأنه وقع له أحاديث منكرة) فقال: ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثاً منكراً فأين ما زعم؟(كذا في ميزان الاعتدال ج4 ص.
    وأما سعيد بن زيد فهو صدوق له أوهام ، وكذلك حال عمرو بن مالك النكرى كما قال الحافظ ابن حجر عنهما في التقريب .
    وقد قرر العلماء بأن هذه الصيغة وهي – صدوق يهم – من صيغ التوثيق لا من صيغ التضعيف (كذا في تدريب الراوي) .
    وأما أبو الجوزاء فهو أوس بن عبد الله الربعي وهو ثقة من رجال الصحيحين فهذا سند لا بأس به ، بل هو جيّد عندي ، فقد قبل العلماء واستشهدوا بكثير من أمثاله وبمن هم أقل حالاً من رجاله .
    السيدة عائشة وموقفها من قبر النبي  :
    أما قول بعضهم : بأن هذا الأثر موقوف على عائشة وهي صحابية ، وعمل الصحابة ليس بحجة ، فالجواب هو أنه وإن كان رأياً لعائشة إلا أنها رضي الله عنها معروفة بغزارة العلم ، وفعلت ذلك في المدينة بين علماء الصحابة . ويكفينا من هذه القصة أنها دليل على أن عائشة أم المؤمنين تعلم أن رسول الله  لا زال بعد وفاته رحيماً وشافعاً لأمته وأن من زاره واستشفع به شفع له ، كما فعلت أم المؤمنين ، وليس هو من قبيل الشرك أو من وسائل الشرك كما يلغط به هؤلاء المكفرون المضللون ، فإن عائشة ومن شهدها لم يكونوا ممن يجهلون الشرك ولا ما يمت إليه .
    فالقصة تدمغ هؤلاء وتثبت أن النبي  يهتم بأمته في قبره حتى بعد وفاته ، وقد ثبت أن أم المؤمنين عائشة قالت : كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله  وأضع ثيابي ، وأقول إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر معهما فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة حياء من عمر . (رواه أحمد) .
    قال الحافظ الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ج8 ص26) ورواه الحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يعترضه الذهبي بشيء (ج4 ص7) .
    ولم تعمل عائشة هذا باطلاً بل هي تعلم أن النبي  وصاحبيه يعلمان من هو عند قبورهم .
    وقد قال النبي  لمعاذ لما أرسله لليمن : فلعلك تمر بقبري ومسجدي . (رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات إلا يزيد لم يسمع من معاذ ((كذا في مجمع الزوائد ج10 ص55)) ) فتوفي رسول الله  وجاء معاذ إلى قبر النبي  باكياً . وشاهده عمر بن الخطاب على هذا الحال وجرت بينهما هذه المحادثة كما رواها زيد ابن أسلم عن أبيه قال : خرج عمر إلى المسجد فوجد معاذ بن جبل عند قبر النبي  يبكي ، قال : ما يبكيك ؟ قال : حديث سمعته عن رسول الله  : ((اليسير من الرياء شرك)) . قال الحاكم : صحيح ولا يعرف له علة ، ووافقه الذهبي فقال : صحيح ولا علة له . (كذا في المستدرك ج1 ص4) .
    وقال المنذري في الترغيب والترهيب : رواه ابن ماجه والبيهقي والحاكم وقال : صحيح لا علة له ، وأقره أعني المنذري (ج1 ص32) .
    التوسل بقبر النبي  في خلافة عمر رضي الله عنه
    وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا : حدثنا أبو عمر بن مطر حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي  فقال : يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله  في المنام فقال :
    ((ائت عمر فأقرئه مني السلام وأخبرهم أنهم مسقون ، وقل له : عليك بالكيس الكيس)) ..
    فأتى الرجل فأخبر عمر ، فقال : يارب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه . وهذا إسناد صحيح .
    [كذا قال الحافظ ابن كثير في البداية (ج1 ص91) في حوادث عام ثمانية عشر] .
    وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الداري – وكان خازن عمر – قال : ((أصاب الناس قحط في زمن عمر رضي الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبي  فقال : يارسول الله ! استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر ، الحديث .
    وقد روى سيف في الفتوح : أن الذي رأى في المنام المذكور هو بلال ابن الحارث المزني أحد الصحابة . قال ابن حجر : إسناده صحيح اهـ .
    (صحيح البخاري كتاب الاستسقاء) ، [ فتح الباري ص415 ج2 ](14) .
    ولم يقل أحد من الأئمة الذين رووا الحديث ولا من بعدهم ممن مر بتصانيفهم من الأئمة أنه كفر وضلال ولا طعن أحد في متن الحديث به ، وقد أورد هذا الحديث ابن حجر العسقلاني وصحح سنده كما تقدم ، وهو من هو في علمه وفضله ووزنه بين حفاظ الحديث مما لا يحتاج إلى بيان وتفصيل .
    توسل المسلمين به يوم اليمامة
    ذكر الحافظ ابن كثير إن شعار المسلمين في موقعة اليمامة كان : [ محمـــداه ] ..
    قال ما نصه :
    وحمل خالد بن الوليد حتى جاوزهم وسار لجبال مسيلمة وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا البراز وقال : أنا ابن الوليد العود أنا ابن عامر وزيد ، ثم نادى بشعار المسلمين ، وكان شعارهم يومئذ [يا محمداه](15) ..
    [ البداية والنهاية ج6 ص324]
    التوسل به في المرض والشدائد
    عن الهيثم بن خنس قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل : أذكر أحب الناس إليك ، فقال : يا محمد ، فكأنما نشط من عقال .
    وعن مجاهد قال : خدرت رِجْل رَجُل عند ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال له ابن عباس : أذكر أحب الناس إليك ، فقال : محمد  ، فذهب خدره. [ذكره الشيخ ابن تيمية في الكلم الطيب في الفصل السابع والأربعين ص165].
    فهذا توسل في صورة النداء .
    التوسـل بغير النبي 
    عن عتبة بن غزوان عن نبي الله  قال :
    ((إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل : يا عباد الله أعينوني ، فإن لله عباداً لا نراهم . وقد جرب ذلك)) ..
    رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن يزيد بن علي لم يدرك عتبة .
    وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    ((إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوني يا عباد الله)) ..
    رواه الطبراني ورجاله ثقات .
    وعن عبد الله بن مسعود أنه قال : قال رسول الله  :
    ((إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا. يا عباد الله احبسوا ، فإن لله حاضراً في الأرض سيحبسه)) ..
    رواه أبو يعلى والطبراني وزاد سيحبسه عليكم ، وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف . اهـ . من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي ابن أبي بكر الهيثمي (ج10 ص132) .
    فهذا توسل في صورة النداء أيضاً .
    وجاء في الحديث أن النبي  كان يقول بعد ركعتي الفجر :
    ((اللهم رب جبريل وإسرافيل وميكائيل ومحمد النبي  أعوذ بك من النار)) .
    قال النووي في الأذكار : رواه ابن السني ، وقال الحافظ بعد تخريجه : هو حديث حسن . (شرح الأذكار لابن علان ج2 ص139) .
    وتخصيص هؤلاء بالذكر في معنى التوسل بهم ، فكأنه يقول :
    اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بجبريل إلخ ..
    وقد أشار ابن علان إلى هذا في الشرح ، فقال : التوسل إلى الله بربوبية هذه الأرواح العظيمة . وقد صرح ابن علان في شرح الأذكار ج2 ص29 بمشروعية التوسل فقال معلقاً على حديث ((اللهم إني أسألك بحق السائلين)) : فيه التوسل بحق أرباب الخير على سبيل العموم من السائلين ومثلهم بالأولى الأنبياء والمرسلون .
    التعديل الأخير تم بواسطة العروابي ; 23-10-2009 الساعة 07:28 AM

  12. #37
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صفاء مشاهدة المشاركة

    اريد ان نحصر الحوار والنقاش هل التوسل المختلف عليه من مسائل العقيده ام مسأله فقهية ام بدعة من البدع غير الشركية ام انه لا شئ عليه
    سارد عليك لاحقا حول هذه النقطة
    امثلة ذلك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم او التوسل بالعبد الصالح اي التوسل بجاه فلان
    وهكذا
    اما التوسل بجاه النبي صلي الله عليه وسلم وبالصالحين راجع مشاركة رقم 9+36والمشاركات الاتية تباعا انشاء الله

  13. #38
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    التوسل بالنبي  قبل وجوده
    توسل آدم به :
    وقد جاء في الحديث أن آدم توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحاكم في المستدرك : حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بم منصور العدل حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر – رضي الله عنه – قال :
    ((قال رسول الله  : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يارب ! أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله: ياآدم ! وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يارب ! لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيَّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك ، فقال الله : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إليَّ ، أدعني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك)) .
    أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه [ج2 ص615]( ) ، ورواه الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية وصححه (2) ، ورواه البيهقي في دلائل النبوة وهو لا يروي الموضوعات ، كما صرح بذلك في مقدمة كتابه (3) ، وصححه أيضاً القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية [ج1 ص62](4) ، والسبكي في شفاء السقام ، قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم (مجمع الزوائد ج8 ص253) .
    وجاء من طريق آخر عن ابن عباس بلفظ : فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار . رواه الحاكم في المستدرك ( ج2 ص615 ) وقال : صحيح الإسناد ، وصححه شيخ الإسلام البلقيني في فتاويه ، ورواه أيضاً الشيخ ابن الجوزي في الوفا في أول كتابه ونقله ابن كثير في البداية ( ج1 ص180 ) .
    وقد خالف في ذلك بعض العلماء فتكلم في درجة الحديث ورده وحكم بوضعه كالذهبي وغيره ، وبعضهم حكم بضعفه ، وبعضهم حكم بنكارتـه – وبهذا يظهـر أنـه لم تتفق كلمتهـم علـى حكـم واحـد ، وعليـه فالمسألـة يدور البحـث فيهـا بيـن الإثبـات والنفـي والرد والقبول والتوقف بناء على اختلافهم في درجة الحديث(5) وهذا من ناحية السند وثبوت الحديث ، أما من ناحية المعنى فلنترك المجال لشيخ الإسلام ابن تيمية ليحدثنا عنه .
    شواهد لحديث توسل آدم
    روى ابن تيمية حديثين في هذا الموضوع وأوردهما مستشهداً بهما ، فقال : روى أبو الفرج ابن الجوزي بسنده إلى ميسرة قال : قلت : يا رسول الله ! متى كنتَ نبياً ؟ قال :
    ((لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ، وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام ، وآدم بين الروح والجسد ، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله إنه سيد ولدك ، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه)) .
    وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة ومن طريق الشيخ أبي الفرج حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشيد حدثنا أحمد بن سعيد الفهري حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله  :
    ((لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال : يارب ! بحق محمد إلا غفرت لي ، فأوحى إليه : وما محمد ومن محمد ؟ فقال : يا رب ! إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فإذا عليه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك ، فقال : نعم ، قد غفرت لك ، وهو آخر الأنبياء من ذريتك ، ولولاه ما خلقتك)) ..
    فهذا الحديث يؤيد الذي قبله ، وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة [ اهـ من الفتاوى ج2 ص150 ] .
    قلت : فهذا يدل على أن الحديث عند ابن تيمية صالح للاستشهاد والاعتبار لأن الموضوع أو الباطل لا يستشهد به عند المحدثين ، وأنت ترى أن الشيخ استشهد به هنا على التفسير(6).
    تصحيح ابن تيمية لمعنى هذه الخصوصية

    تكلم الشيخ ابن تيمية عن هذه المسألة كلاماً جيداً نفيساً يدل على عقل وبصيرة واتزان كبير ، فهو وإن كان قد نفى وجود حديث عن النبي  في هذا المعنى [ وهذا حسب علمه في ذلك الوقت ] إلا أنه رجع فأيد المعنى وفسره تفسيراً معقولاً وأثبت فيه صحة القول وهو بهذا يرد رداً واضحاً على من زعم أن ذلك شرك أو كفر وعلى من زعم أن المعنى فاسد وباطل وعلى من زعم أن فيه قدحاً في مقام التوحيد والتنزيه ، وما هو إلا الهوى والعمى وسوء الفهم وضيق العقل فالله ينور بصائرنا ويرشدنا إلى الحق والصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل .
    قال الشيخ الإمام ابن تيمية في الفتاوى (ج11 ص96) :
    ومحمد سيد ولد آدم وأفضل الخلق وأكرمهم عليه ومن هنا قال من قال : إن الله خلق من أجله العالم أو أنه لولاه لما خلق عرشاً ولا كرسياً ولا سماء ولا أرضاً ولا شمساً ولا قمراً ، لكن ليس هذا حديثاً عن النبي  لا صحيحاً ولا ضعيفاً ، ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث عن النبي  بل ولا يعرف عن الصحابة بل هو كلام لا يدرى قائله ، ويمكن أن يفسر بوجه صحيح كقوله تعالى  سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ  ، وقوله تعالى :  وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا  ، وأمثال ذلك من الآيات التي يبين فيها أنه خلق المخلوقات لبني آدم ، ومعلوم أن لله فيها حكماً عظيمة غير ذلك وأعظم من ذلك ، ولكن يبين لبني آدم ما فيها من المنفعة وما أسبغ عليهم من النعمة
    فإذا قيل : فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى ، وكذلك قول القائل : لولا كذا ما خلق كذا لا يقتضي ألا يكون فيه حكم أخرى عظيمة ، بل يقتضي إذا كان أفضل صالحي بني آدم محمد ، وكانت خلقته غاية مطلوبة وحكمة بالغة مقصودة [ أعظم ] من غيره صار تمام الخلق ونهاية الكمال حصل بمحمد صلى الله عليه وسلم . ( اهـ من الفتاوى ) .

    تحليل مهم لرأي ابن تيمية غاب عن عقول أتباعه

    فانظر هداك الله إلى كلام الشيخ ابن تيمية وبعد نظره ، وسعة فهمه في تفسير هذه الخصوصية التي انتشرت واشتهرت ، وجاء فيها حديث توسل آدم الذي رواه الحاكم ، والذي صححه من صححه ، وحسنه من حسنه ، وقبله من قبله ممن تقدم ذكرهم من أئمة الحديث .
    وها هو الشيخ ابن تيمية هنا يقول : إن هذا الكلام له وجه صحيح فأين هذا القول من قول من أقعد الدنيا وأقامها ، وأخرج القائلين بذلك عن دائرة الإسلام ، ووصفهم بالضلال والشرك ، أو بالبدعة والتخريف ، ثم يدعي زوراً وبهتاناً أنه سلفي تيمي ، وهو بعيد كل البعد عن ابن تيمية ، وعن السلفية ، وليس هذا الصنيع منه في هذه المسألة فقط ، بل الملاحظ أنه مع ابن تيمية في كل مسألة إلا فيما فيه تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو تأييد كرامته وعظمته ومكانته ، فإنه يتوقف فيها ويفكر وينظر ، وهنا فقط تظهر عنده حماية مقام التوحيد أو حمية التوحيد ، سبحانك هذا بهتان عظيم .
    الشاهد الثالث لحديث توسل آدم :
    الشاهد الثالث لحديث توسل آدم هو ما أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن محمد بن علي بن حسين بن علي عليهم السلام قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاءه جبريل عليه السلام فقال : ((يا آدم ! هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه ؟ قال : بلى يا جبريل ، قال : قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح ، فليس شيء أحب إلى الله من المدح ، قال : فأقول ماذا يا جبريل ؟ قال : فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير ، ثم تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي)). قال : ففعل آدم ، فقال الله : يا آدم ! من علّمك هذا ؟ فقال : يا رب ! إنك لما نفخت فيَّ الروح فقمت بشراً سوياً أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا وحده لا شريك له محمد رسول الله ، فلما لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك ، قال : صدقت ، وقد تبت عليك وغفرت لك . (كذا في الدر المنثور للسيوطي ج1 ص146) .
    ومحمد بن علي بن الحسين هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين وساداتهم خرّج له الستة ، روى عن جابر وأبي سعيد وابن عمر وغيرهم .
    الشاهد الرابع لحديث توسل آدم :
    الشاهد الرابع ما رواه أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة قال : حدثنا هارون بن يوسف التاجر قال : حدثنا أبو مروان العثماني قال : حدثني أبو عثمان بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه قال : من الكلمات التي تاب الله بها على آدم قال : اللهم إني أسألك بحق محمد عليك ، قال الله تعالى : وما يدريك ما محمد ؟ قال : يارب ! رفعت رأسي فرأيت مكتوباً على عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنه أكرم خلقك .
    فانضمام هذا الأثر إلى حديث عبد الرحمن بن زيد يفيده قوة كما لا يخفى .
    الجنة حرام على الأنبياء حتى يدخلها محمد 
    ومن أمثال هذا التفضل الإلهي على حضرة النبي  ما جاء في الحديث من كون الجنة حراماً على الأنبياء حتى يدخلها نبينا  ، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عن رسول الله  قال :
    ((الجنة حرمت على الأنبياء وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي)) .. ( رواه الطبراني في الأوسط ، وقال الهيثمي : إسناده حسن ) .. [مجمع الزوائد ج10 ص69].
    ارتباط الكون باسمه صلى الله عليه وسلم
    ومن أمثال هذا التفضل الإلهي ما جاء في الآثار من انتشار اسمه محمد في الملأ الأعلى ، قال كعب الأحبار : إن الله أنزل على آدم عصياً بعدد الأنبياء والمرسلين ، ثم أقبل على ابنه شيث فقال : ابني أنت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى ، وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد فإني رأيت اسمه مكتوباً على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ، ثم إني طفت السماوات فلم أر في السماوات موضعاً إلا رأيت اسم محمد مكتوباً عليه ، وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصراً ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوباً عليه ، ولقد رأيت اسم محمد مكتوباً على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى ، وعلى ورق سدرة المنتهى ، وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة ، فأكثروا ذكره فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها . اهـ (المواهب اللدنية ج1 ص186) .
    قال الزرقاني في شرحه : رواه ابن عساكر .
    قلت : وقد ذكر نحو هذا الخبر الشيخ ابن تيمية ، فقال : وقد روى أن الله كتب اسمه على العرش وعلى ما في الجنة من الأبواب والقباب والأوراق ، وروى في ذلك عدة آثار توافق هذه الأحاديث الثابتة التي تبين التنويه باسمه وإعلاء ذكره حينئذ .
    وفي رواية لابن الجوزي عن ميسرة قال : قلت : يا رسول الله ! متى كنت نبياً ؟
    قال :
    ((لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ، وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام ، وآدم بين الروح والجسد ، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله إنه سيد ولدك ، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه)) .
    اهـ (الفتاوى ج2 ص150 ) .
    فوائد مهمة من حديث توسل آدم :
    وفي الحديث التوسل برسول الله  قبل أن يتشرف العالم بوجوده فيه وأن المدار في صحة التوسل على أن يكون للمتوسل به القدر الرفيع عند ربه عز وجل وأنه لا يشترط كونه حياً في دار الدنيا .
    ومنه يعلم أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته في دار الدنيا قول من اتبع هواه بغير هدى من الله .
    حاصل البحث في درجة الحديث :
    والحاصل أن هذا الحديث صححه بشواهده(7) ونقله جماعة من فحول العلماء وأئمة الحديث وحفاظه الذين لهم مقامهم المعروف ومكانتهم العالية وهم الأمناء على السنة النبوية فمنهم الحاكم والسيوطي والسبكي والبلقيني .
    ونقله البيهقي في كتابه الذي شرط فيه أن لا يخرج الموضوعات ، والذي قال فيه الذهبي : عليك به فإنه كله هدى ونور . [كذا في شرح المواهب وغيره] .
    وذكره ابن كثير في البداية واستشهد به ابن تيمية في الفتاوى ، وكون العلماء اختلفوا فيه فرده بعضهم وقبله البعض ليس بغريب لأن كثيراً من الأحاديث النبوية جرى فيها الخلاف بأكثر من هذا وانتقدها النقاد بأعظم من هذا .
    وبسبب ذلك ظهرت هذه المؤلفات العظيمة ، وفيها الاستدلالات والتعقبات والمراجعات والمؤاخذات ، ولم يصل ذلك إلى الرمي بالشرك والكفر والضلال والخروج عن دائرة الإيمان لأجل الاختلافات في درجة حديث من الأحاديث ، وهذا الحديث من جملة تلك الأحاديث( .
    توسل اليهود به 

    قال تعالى :  وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ  .
    قال القرطبي قوله تعالى : ولما جاءهم – يعني اليهود – كتاب – يعني القرآن – من عند الله مصدق – نعت لكتاب ويجوز في غير القرآن نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف أبي بالنصب فيما روى – لما معهم – يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيها – وكانوا من قبل يستفتحون – أي يستنصرون ، والاستفتاح : الاستنصار استفتحت استنصرت ، وفي الحديث كان النبي  يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم . ومنه :
    فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ، والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم : فتحت الباب .
    وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي  قال :
    ((إنما نصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)) ..
    وروى النسائي أيضاً عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله  يقول :
    ((أبغوني الضعيف فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)) ..
    قال ابن عباس : كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فلما التقوا هزمت يهود فدعت يهود بهذا الدعاء ، وقالوا : إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان أن تنصرنا عليهم ، قال : فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان ، فلما بعث النبي  كفروا ، فأنزل الله تعالى :  وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ  أي بك يا محمد إلى قوله :  فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ  . تفسير القرطبي (ج2 ص26 و27)(9) .

      
    التوسل بالنبي  في حياته وبعد وفاته
    عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال : يا رسول الله ! ليس لي قائد وقد شق عليَّ ، فقال رسول الله  :
    ((ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد  نبي الرحمة يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري ، اللهم شفعه فيَّ وشفعني في نفسي ، قال عثمان : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر)) ..
    قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
    وقال الذهبي عن الحديث : أنه صحيح (ج1 ص519) .
    وقال الترمذي في أبواب الدعوات آخر السنن : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي .
    قلت : والصواب أن أبا جعفر هو الخطمي المدني كما جاء مصرحاً به في روايات الطبراني والحاكم والبيهقي ، وزاد الطبراني في المعجم الصغير أن اسمه عمير ابن يزيد وأنه ثقة ، قال العلامة المحدث الغماري في رسالته ((اتحاف الأذكياء)) : وليس من المعقول أن يجمع الحفاظ على تصحيح حديث في سنده مجهول خصوصاً الذهبي والمنذري والحافظ .
    قال المنذري : ورواه أيضاً النسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه . (كذا في الترغيب كتاب النوافل باب الترغيب في صلاة الحاجة (ج1 ص438) .
    وليس هذا خاصاً بحياته  بل قد استعمل بعض الصحابة هذه الصيغة من التوسل بعد وفاته  فقد روى الطبراني هذا الحديث وذكر في أوله قصة وهي أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له ، وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته ، فلقى الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل :
    اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد  نبي الرحمة ، يامحمد ! إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي . وتذكر حاجتك ..
    فانطلق الرجل فصنع ما قال له ، ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة وقال : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ، ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال : ما كانت لك حاجة فائتنا ، ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقى عثمان بن حنيف وقال له : جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فيَّ ، فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله  وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال له النبي  :
    أو تصبر ؟ فقال : يارسول الله ! ليس لي قائد ، وقد شق عليَّ ، فقال له النبي :
    ((إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات ، فقال عثمان ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط)) ..
    قال المنذري : رواه الطبراني ، وقال بعد ذكره : والحديث صحيح . (كذا في الترغيب ، [ج1 ص440 وكذا في مجمع الزوائد ج2 ص279] .
    وقال الشيخ ابن تيمية : قال الطبراني روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر واسمه عمر بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر عن شعبة ، قال أبو عبد الله المقدسي : والحديث صحيح .
    قلت : قال الشيخ ابن تيمية : ذكر تفرده بمبلغ علمه ولم تبلغه رواية روح ابن عبادة عن شعبة ، وذلك إسناد صحيح يبين أنه لم ينفرد به عثمان بن عمر (اهـ . التوسل والوسيلة ص 101) .
    وبهذا ظهر أن هذه القصة صححها الحافظ الطبراني والحافظ أبو عبد الله المقدسي ، ونقل ذلك التصحيح الحافظ المنذري والحافظ نور الدين الهيثمي والشيخ ابن تيمية(10) .
    وحاصـل القصـة أن عثمـان بن حنيـف الراوي للحديث المشاهد للقصة
    علم من شكا إليه إبطاء الخليفة عن قضاء حاجته هذا الدعاء الذي فيه التوسل بالنبي  والنداء له مستغيثاً به بعد وفاته  ، ولما ظن الرجل أن حاجته قضيت بسبب كلام عثمان مع الخليفة ، بادر ابن حنيف بنفي ذلك الظن وحدثه بالحديث الذي سمعه وشهده ليثبت له أن حاجته إنما قضيت بتوسله به  وندائه له واستغاثته به ، وأكد ذلك له بالحلف أنه ما كلم الخليفة في شأنه .
    استعمال آخر وتأييد ابن تيميّة له
    روى ابن أبي الدنيا في كتاب مجابي الدعاء قال : حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول : جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد ابن أبجر فجس بطنه فقال : بك داء لا يبرأ ، قال : ما هو ؟ قال : الدُّبَيْلَة ، وهي خرّاج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً ، قال : فتحول الرجل فقال : الله الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً ، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة  ، يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك وربّي يرحمني ممّا بي . قال : فجس بطنه فقال : قد برئت ، ما بك علة .
    قال الشيخ ابن تيمية : قلت : فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السّلف. اهـ [رواه الشيخ ابن تيمية في قاعدة جليلة ص94] .
    ومعلوم أن ابن تيمية أورد هذا الخبر ليبين به مقصوده ويوجهه كما يريد ، ولكن الذي يهمنا هنا هو أنه أثبت استعمال السلف لذلك وحصول الشفاء به ، وهذا القدر من المسألة هو الذي يهمنا ، أما تعليقه عليه فهذا رأيه هو ، ونحن لا يهمنا إلا ثبوت النص فقط لنستدل به على ما نريد ، وهو له أن يستدل به كما يريد .

  14. #39
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    [ محاولات يائســة ]
    وقد طنطن ودندن بعضهم حول حديث توسل آدم وعثمان بن حنيف وغيره ، وبذل جهده في ردّها بكل ما أوتي من قوة ، وحاول وحاور وجادل وقام وقعد وأرغى وأزبد في هذا الموضوع ، وكل ذلك لا فائدة منه لأنه مهما حاول ردّ الأحاديث الواردة في هذا الباب فقد قال ساداته من العلماء الكبار كلمتهم وهم أوفر منه عقلاً وأوسع علماً وأطول باعاً وأعمق فهماً وأكثر نوراً وتقوى وإخلاصاً ، مثل الإمام أحمد بن حنبل ، وهو يقول بالتوسل كما نقله عنه ابن تيمية والعز ابن عبد السلام ، وابن تيمية نفسه في قول له بالتوسل بالنبي  خاصة ، ثم نهاية المطاف عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي أنكر على من نسب القول إليه بتكفير المتوسلين ، بل وصرح في فتاواه بأن التوسل من الفروع ، لا من الأصول .
    هذا وقد صنف الشيخ العلامة المحدث عبد الله الغماري رسالة خاصة في الكلام عن هذا الحديث سماها ((مصباح الزجاجة في صلاة الحاجة)) ، أجاد فيها وأفاد وأتى بما يشفي ويكفي ويغني ، جزاه الله خير الجزاء .
    التوسل به  في عرصات يوم القيامة
    أما التوسل بع في عرصات يوم القيامة فلا حاجة للإطالة فيه فإن أحاديث الشفاعة بلغت مبلغ التواتر وكل ذلك فيه النصوص الصريحة التي تفيد بأن أهل الموقف إذا طال عليهم الوقوف واشتد الكرب استغاثوا في تفريج كربتهم بالأنبياء فيستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى فيحيلهم على سيد المرسلين حتى إذا استغاثوا به  ، سارع إلى إغاثتهم وأسعف طلبتهم ، وقال : أنا لها أنا لها ، ثم يخر ساجداً ولا يزال كذلك حتى ينادي أن ارفع رأسك واشفع تشفع .
    فهذا إجماع من الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين وتقرير من رب العالمين بأن الاستغاثة عند الشدائد بأكابر المقربين من أعظم مفاتيح الفرج ومن موجبات رضى رب العالمين .


    ونواصل حتي يستبين الحق

  15. #40
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    مشروعية التوسل على طريقة الشيخ ابن تيمية
    يقول الشيخ ابن تيمية في كتابه [ قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ] عند الكلام على قوله تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ  ، فابتغاء الوسيلة إلى الله سبحانه وتعالى إنما يكون لمن توسل إلى الله بالإيمان بمحمد واتباعه ، وهذا التوسل بالإيمان به وبطاعته فرض على كل أحد في كل حال باطناً وظاهراً في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد موته في مشهده ومغيبه لا يسقط التوسل بالإيمان به وبطاعته عن أحد من الخلق في حال من الأحوال بعد قيام الحجة عليه ولا يعذر من الأعذار ولا طريق إلى كرامة الله ورحمته والنجاة من هوانه وعذابه إلا بالتوسل به وبطاعته وهو صلى الله عليه وسلم شفيع الخلائق ، صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون فهو أعظم الشفعاء قدراً وأعلاهم جاهاً عند الله ، وقال تعالى عن موسى :  وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً  ، وقال عن المسيح :  وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ  ، ومحمد  أعظم جاهاً من الأنبياء والمرسلين ، ولكن شفاعته ودعاؤه إنما ينتفع به من شفع له الرسول ودعا له فمن دعا له الرسول وشفع له توسل إلى الله بشفاعته ودعائه كما كان أصحابه يتوسلون إلى الله بدعائه وشفاعته وكما يتوسل الناس يوم القيامة إلى الله تعالى بدعائه وشفاعته صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً .
    وفي الفتاوى الكبرى : سئل شيخ الإسلام رحمه الله هل يجوز التوسل بالنبي  أم لا ؟ فأجاب : الحمد لله ، أما التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك مما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه فهو مشروع باتفاق المسلمين .
    [ الفتاوى الكبرى ج1 ص140 ] .
    قلت : فيستفاد من كلام الشيخ ابن تيمية أمران :
    الأول :
    أن المسلم المطيـع المـحب لرسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتبع لـه

    المصدق بشفاعته يشرع له أن يتوسل بطاعته ومحبته وتصديقه ذلك .
    وإننا إذا توسلنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فالله يشهد أننا إنما نتوسل بالإيمان به وبمحبته وبفضله وشرفه فهذا هو المقصود الأصلي من التوسل ولا يتصور أن يتوسل أحد بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لغير هذا المعنى ، ولا يمكن أن يكون سوى ذلك من جميع المسلمين المتوسلين ، غير أن المتوسل قد يصرح به وقد لا يصرح اعتماداً على المقصود الأصلي من التوسل الذي هو الإيمان بالنبي ومحبته صلى الله عليه وآله وسلم لا غير .
    الثاني :
    مما يستفاد من كلام الشيخ ابن تيمية أن من دعا له الرسول  صح له أن يتوسل إلى الله بدعائه  له ، وقد جاء أنه  قد دعا لأمته كما ثبت ذلك في أحاديث كثيرة .
    منها : عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما رأيت من النبي  طيب النفس ، قلت : يارسول الله ! أدع الله لي ، فقال :
    ((اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر وما أسرت وما أعلنت فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك ، فقال لها رسول الله  أيسرك دعائي ، فقالت : وما لي لا يسرني دعاؤك ، فقال  : إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة)) .
    رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة ، ( كذا في مجمع الزوائد ) ، لذا فإنه يصح لكل مسلم أن يتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بذلك فيقول : اللهم إن نبيك محمداً  قد دعا لأمته وأنا من أفراد هذه الأمة فأتوسل إليك بهذا الدعاء أن تغفر لي وأن ترحمني إلى آخر ما يريد ، فإذا قال ذلك لم يخرج عن الأمر المتفق عليه بين كافة علماء المسلمين ، فإن قال : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد  فقد فاته التصريح بما ينويه وبيان ما ينعقد عليه قلبه وهو مقصود كل مسلم ومراده لا يخرج عن هذا الحد لأن المتوسل بالنبي  لا يقصد بذلك إلا تلك المعاني المتعلقة بذاته  من محبة وقربة وجاه ورتبة وفضل ودعـاء وشفاعـة ، خصوصـاً وأنـه صلى الله عليـه وسلـم فـي بـرزخـه
    يسمع الصلاة والسلام ويرد على ذلك بما يليق ويناسب من سلام واستغفار لما قد جاء في الحديث عن النبي  :
    ((حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، تعرض أعمالكم عليَّ فإن وجدتُّ خيراً حمدت الله ، وإن وجدت شراً استغفرت الله لكم)).
    رواه الحافظ إسماعيل القاضي في جزء الصلاة على النبي  ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وصححه بقوله : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح كما سيأتي.
    وهذا صريح بأنه صلى الله عليه وسلم يستغفر للأمة في برزخه والاستغفار دعاء والأمة تنتفع بذلك
    وجاء في الحديث أن النبي  قال :
    ((ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد السلام)) ..
    رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال النووي : إسناده صحيح . فهذا صريح بأن النبي  يرد السلام على المسلم ، والسلام هو الأمان فهو دعاء بالأمان للمسلم وهو ينتفع بذلك .

      

    مشروعية التوسل بالنبي  خاصة عند الإمام
    أحمد بن حنبل وابن تيمية

    على أن الشيخ ابن تيمية في بعض المواضع من كتبه أثبت جواز التوسل بالنبي  دون تفريق أو تفصيل بين حياته وموته وحضوره وغيابه ، ونقل عن الإمام أحمد والعز بن عبد السلام جواز ذلك في الفتاوى الكبرى .
    قال الشيخ : وكذلك مما يشرع التوسل به صلى الله عليه وسلم في الدعاء
    كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه :
    ((أن النبي  علم شخصاً أن يقول : اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد  نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي ليقضيها فشفعه فيَّ)) ..
    فهذا التوسل به حسن . اهـ ( الفتاوى ج3 ص276 ) .
    وقال أيضاً : والتوسل إلى الله بغير نبينا  سواء سمي استغاثة أو لم يسم لا نعلم أحداً من السلف فعله ولا روى فيه آثاراً ولا نعلم فيه إلا ما أفتى به الشيخ من المنع ، وأما التوسل بالنبي  ففيه حديث في السنن ، رواه النسائي والترمذي وغيرهما : أن أعرابياً أتى النبي  فقال : يارسول الله ! إني أصبت في بصري فادع الله لي ، فقال له النبي  :
    ((توضأ وصل ركعتين ، ثم قل : اللهم أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد يامحمد إني أتشفع بك في رد بصري اللهم شفع نبيك فيَّ ، وقال : فإن كانت لك حاجة فمثل ذلك . فرد الله بصره)) ..
    فلأجل هذا الحديث استثنى الشيخ التوسل به . اهـ
    ( الفتاوى ج1 ص105 )
    وقال الشيخ ابن تيمية أيضاً في موضع آخر :
    ولذلك قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزي صاحبه : أنه يتوسل بالنبي  في دعائه ، ولكن غير أحمد قال : إن هذا إقسام على الله به ، ولا يقسم على الله بمخلوق ، وأحمد في إحدى الروايتين قد جوَّز القسم به ، فلذلك جوَّز التوسل به .
    ( ج1 ص140 من الفتاوى )
    جواز التوسل عند الإمام الشوكاني

    قال الإمام المحدث السلفي الشيخ محمد بن علي الشوكاني في رسالته (الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ) : أما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلب العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي  إن صح الحديث فيه . ولعله يشير إلى الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه والترمذي وصححه ابن ماجة وغيرهم أن أعمى أتى النبي  فذكر الحديث ، قال : وللناس في معنى هذا قولان : أحدهما أن التوسل هو الذي ذكره عمر بن الخطاب لما قال : كنا إذا أجدبنا نتوسل بنبينا إليك فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا هو في صحيح البخاري وغيره ، فقد ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون بالنبي  في حياته في الاستسقاء ثم توسل بعمه العباس بعد موته وتوسلهم هو استسقاؤهم بحيث يدعو ويدعون معه فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى والنبي  كان في مثل هذا شافعاً وداعياً لهم .
    والقول الثاني : أن التوسل به  يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه ، ولا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به  في حياته ، وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعاً سكوتياً لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه ، وعندي أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبي  كما زعمه الشيخ عز الدين بن عبد السلام لأمرين :
    الأول : ما عرفناك به من إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم .
    والثاني : أن التوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة إذ لا يكون فاضلاً إلا بأعماله ، فإذا قال القائل : اللهم إني أتوسل إليك بالعالم الفلاني فهو باعتبار ما قام به من العلم ، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي  حكى عن الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة أن كل واحد منهم توسل إلى الله بأعظم عمل عمله فارتفعت الصخرة ، فلو كان التوسل بالأعمال الفاضلة غير جائز أو كان شركاً كما زعمه المتشددون في هذا الباب كابن عبد السلام ، ومن قال بقوله من أتباعه لم تحصل الإجابة لهم ولا سكت النبي  عن إنكار ما فعلوه بعد حكايته عنهم ، وبهذا تعلم أن ما يورده المانعون من التوسل بالأنبياء والصلحاء من نحو قوله تعالى :  مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى  ، ونحو قوله تعالى :  فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً  ، ونحو قوله تعالى :  لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ . ليس بوارد بل هو من الاستدلال على محل النزاع بما هو أجنبي عنه ، فإن قولهم : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، مصرح بأنهم عبدوهم لذلك ، والمتوسل بالعالم مثلاً لم يعبده بل علم أن له مزية عند الله بحمله العلم فتوسل به لذلك ، وكذلك قوله :  فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً  فإنه نهى عن أن يدعى مع الله غيره كأن يقول بالله وبفلان ، والمتوسل بالعالم مثلاً لم يدع إلا الله فإنما وقع منه التوسل عليه بعمل صالح عمله بعض عباده كما توسل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة بصالح أعمالهم ، وكذلك قوله :  وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ  الآية .
    فإن هؤلاء دعوا من لا يستجيب لهم ولم يدعوا ربهم الذي يستجيب لهم ، والمتوسل بالعالم مثلاً لم يدع إلا الله ولم يدع غيره دونه ولا دعاء غيره معه ، فإذا عرفت هذا لم يخف عليك دفع ما يورده المانعون للتوسل من الأدلة الخارجة عن محل النزاع خروجاً زائداً على ما ذكرناه كاستدلالهم بقوله تعالى : وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ  . فإن هذه الآية الشريفة ليست فيها دلالة إلا أنه تعالى هو المنفرد بالأمر في يوم الدين وأنه ليس لغيره من الأمر شيء ، والمتوسل بنبي من الأنبياء أو عالم من العلماء هو لا يعتقد أن لمن توسل به مشاركة لله جل جلاله في أمر يوم الدين ، ومن اعتقد هذا لعبد من العباد سواء كان نبياً أو غير نبي فهو في ضلال مبين ، وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله :  لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ  ،  قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً  فإن هاتين الآيتين مصرحتان بأنه ليس لرسول الله  من أمر الله شيء وأنه لا يملك لنفسـه نفعـاً ولا ضـراً فكيـف يملـك لغيـره ، وليـس فيهمـا منـع التوسل به وبغيره من الأنبيـاء أو الأوليـاء أو العلمـاء ، وقـد جعـل الله لرسول الله  المقـام المحمـود مقام الشفاعة العظمى وأرشد الخلق إلى أن يسألوه ذلك ويطلبوه منه ، وقال له : سل تعطه واشفع تشفع ، وقيل ذلك في كتابه العزيز بأن الشفاعة لا تكون إلا بإذنه ولا تكون إلا لمن ارتضى ، وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله  لما نزل قوله تعالى :  وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ  : يا فلان بن فلان لا أملك لك من الله شيئاً ، يا فلانة بنت فلان لا أملك لك من الله شيئاً ، فإن هذا ليس فيها إلا التصريح بأنه  لا يستطيع نفع من أراد الله ضره ولا ضر من أراد الله تعالى نفعه ، وأنه لا يملك لأحد من قرابته فضلاً عن غيرهم شيئاً من الله ، وهذا معلوم لكل مسلم ، وليس فيه أنه لا يتوسل به إلى الله فإن ذلك هو طلب الأمر ممن له الأمر والنهي وإنما أراد الطالب أن يقدم بين يدي طلبه ما يكون سبباً للإجابة ممن هو المنفرد بالعطاء والمنع وهو مالك يوم الدين . انتهى كلام الشوكاني .

      
    الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول بجواز التوسل
    سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قولهم في الاستسقاء : [ ( لا بأس بالتوسل بالصالحين ) وقول أحمد : ( يتوسل بالنبي  خاصة ) مع قولهم : إنه لا يستغاث بمخلوق ] ؟
    فقال: فالفرق ظاهر جداً ، وليس الكلام مما نحن فيه ، فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين ، وبعضهم يخصه بالنبي  ، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه ، فهذه المسألة من مسائل الفقه ، وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه ، فلا ننكر على من فعله ، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد ، ولكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإعطاء الرغبـات ، فأيـن هـذا ممـن يدعـو الله مخلصـاً لـه الديـن لا يدعـو مـع الله أحـداً ولكـن يقـول في دعائـه : أسألـك بنبيـك أو بالمرسلين أو بعبـادك الصالحين،
    أو يقصـد قبراً معروفـاً أو غيـره يدعـو عنـده ، لكـن لا يدعـو إلا الله مخلصاً له الدين فأين هذا مما نحن فيه .
    ( انتهى من فتاوى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في مجموعة المؤلفات القسم الثالث ص68 التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) .
    وهذا يدل على جواز التوسل عنده غاية ما يرى أنه مكروه في رأيه عند الجمهور ، والمكروه ليس بحرام فضلاً عن أن يكون بدعة أو شركاً .
    الشيخ محمد بن عبد الوهاب يتبرأ عمّن يكفر المتوسلين
    وقد جاء عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته الموجهة لأهل القصيم الاستنكار الشديد على من نسب إليه تكفير المتوسل بالصالحين ، وقال : إن سليمان بن سحيم افترى عليَّ أموراً لم أقلها ، ولم يأت أكثرها على بالي ، فمنها : أني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري لقوله : يا أكرم الخلق ، وأني أحرق دلائل الخيرات .
    وجوابي عن هذه المسائل : أني أقول سبحانك هذا بهتان عظيم .
    وجاء أيضاً تأييد قوله هذا في رسالة أخرى له بعثها إلى أهل المجمعة يقول فيها : إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها ، منها ما هو من البهتان الظاهر ، وهو قوله : أني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري إلى آخر ما قال ، ثم قال : وجوابي فيها أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم .
    [أنظر الرسالة الأولى والحادية عشرة من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس 12 وص64] .

  16. #41
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    التوسـل بآثـاره 

    ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بآثاره  وهذا التبرك ليس له إلا معنى واحد ألا وهو التوسل بآثاره إلى الله تعالى لأن التوسل يقع على وجوه كثيرة لا على وجه واحد .
    أفتراهم يتوسلون بآثاره ولا يتوسلون به ؟
    هل يصح أن يتوسل بالفرع ولا يصح بالأصل ؟ .
    هل يصح أن يتوسل بالأثر الذي ما شرف ولا عظم وكرم إلا بسبب صاحبه محمد  ، ثم يقول قائل : إنه لا يصح أن يتوسل به ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم ! .
    والنصوص الواردة في هذا الباب كثيرة جداً نقتصر على أشهرها ، فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحرص كل الحرص على أن يدفن بقرب رسول الله  لما حضرته الوفاة فيبعث ولده عبد الله ليستأذن السيدة عائشة في ذلك وإذا بالسيدة عائشة تعلن أنها كانت تريد هذا المكان لنفسها ، فتقول كنت أريده لنفسي ولأوثرنه على نفسي فيذهب عبد الله ويبشر أباه بهذه البشارة العظيمة وإذا بعمر يقول : الحمد لله ما كان شيء أهم إليَّ نم ذلك . وانظر تفصيل القصة في البخاري فما معنى هذا الحرص من عمر ومن عائشة ؟ .
    ولماذا كان الدفن بقرب رسول الله أهم شيء وأحب شيء إلى عمر ؟ ليس لذلك تفسير إلا التوسل بالنبي  بعد وفاته بالتبرك بالقرب منه .
    وهذه أم سليم تقطع فم القربة التي شرب منها رسول الله  يقول أنس فهو عندنا .
    وهؤلاء الصحابة يتسابقون لأخذ شعرة واحدة من شعر رأسه لما حلقه .
    وهذه أسماء بنت ابي بكر تحتفظ بجبة رسول الله  وتقول : فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها .
    وهذا خاتم رسول الله  يحتفظ به بعده أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسقط منه في البئر .
    وكل هذه الأحاديث ثابتة وصحيحة والذي نريد أن نقوله هو أننا نتساءل لماذا هذه المحافظة منهم رضي الله تعالى عنهم على آثار النبي صلى الله عليه وسلم .
    [ فم القربة ، الشعر ، العرق ، الجبة ، الخاتم ، المصلى ] فما مقصودهم من ذلك أهي الذكرى مجرد الذكرى أم هي المحافظة على الآثار التاريخية لوضعها في المتحف ، فإن كانت الأولى فلماذا يعتنون بها عند الدعاء والتوجه إلى الله إذا أصابهم البلاء أو المرض ، وإذا كانت الثانية فأين هذا المتحف ومن أين جاءتهم هذه الفكرة المبتدعة ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .
    لم يبق إلا التبرك بآثاره  للتوسل بها إلى الله في الدعاء لأن الله هو المعطي وهو المسؤول والكل عبيده وتحت أمره لا يملكون شيئاً لأنفسهم فضلاً عن غيرهم إلا بإذن الله سبحانه وتعالى .

      
    التوسل بآثار الأنبياء
    قال تعالى :  وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  الآية من سورة البقرة .
    قال الحافظ ابن كثير في التاريخ : قال ابن جرير عن هذا التابوت : وكانوا إذا قاتلوا أحداً من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره ، فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ، فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم اهـ .
    قال ابن كثير : وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه ، وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور الأنبياء اهـ (البداية ج2 ص .
    وقال ابن كثير في التفسير : كان فيه عصا موسى وعصا هارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ومنهم من قال : العصا والنعلان اهـ .
    [تفسير ابن كثير ج1 ص313] .
    وقال القرطبي : والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم . اهـ . (تفسير القرطبي ج3 ص247) .
    وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلاً بآثار أولئك الأنبياء إذ لا معنى لتقديمهم التابوت بين أيديهم في حروبهم إلا ذلك والله سبحانه وتعالى راض عن ذلك بدليل أنه رده إليهم وجعله علامة وآية على صحة ملك طالوت ولم ينكر عليهم ذلك الفعل .
    التعديل الأخير تم بواسطة العروابي ; 27-10-2009 الساعة 11:52 PM

  17. #42
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    بيان أسماء المتوسلين من أئمة المسلمين(17)
    ونذكر هنا أسماء أشهر من يقول بالتوسل ، أو ممن نقل أدلته – من كبار الأئمة وحفاظ السنة .
    1 – فمنهم الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه [المستدرك] على الصحيحين ، فقد ذكر حديث توسل آدم بالنبي  وصححه .
    2 – ومنهم الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه [دلائل النبوة] ، فقد ذكر حديث آدم وغيره ، وقد التزم أن لا يخرج الموضوعات .
    3 – ومنهم الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه [الخصائص الكبرى] فقد ذكر حديث توسل آدم .
    4 – ومنهم الإمام الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه (الوفاء) ، فقد ذكر الحديث وغيره .
    5 – ومنهم الإمام الحافظ القاضي عياض في كتابه (( الشفا في التعريف بحقوق المصطفى)) ، فقد ذكر في باب الزيارة وباب فضل النبي  كثيراً من ذلك .
    6 – ومنهم الإمام الشيخ نور الدين القاري المعروف بملا علي قاري في شرحه على الشفا في المواطن السابقة .
    7 – ومنهم العلامة أحمد شهاب الدين الخفاجي في شرحه على الشفا المسمى ((بنسيم الرياض)) ، في المواطن السابقة .
    8 – ومنهم الإمام الحافظ القسطلاني في كتابه [المواهب اللدنية] في المقصد الأول من الكتاب .
    9 – ومنهم العلامة الشيخ محمد عبد الباقي الزرقاني في شرحه على المواهب (ج1 ص44).
    10 – ومنهم الإمام شيخ الإسلام أبو زكريا يحيى النووي في كتابه الإيضاح [في الباب السادس ص498] .
    11 – ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في حاشيته على الإيضاح ص499 ، وله رسالة خاصة في هذا الباب تسمى بـ[الجوهر المنظم] .
    12 – ومنهم الحافظ شهاب الدين محمد بن محمد بن الجوزي الدمشقي في كتابه [عدة الحصن الحصين] في فضل آداب الدعاء .
    13 – ومنهم العلامة الإمام محمد بن علي الشوكاني في كتابه [تحفة الذاكرين] ص161 .
    14 – ومنهم العلامة الإمام المحدث علي بن عبد الكافي السبكي في كتابه [شفاء السقام في زيارة خير الأنام] .
    15 – ومنهم الحافظ عماد الدين ابن كثير في تفسير قوله تعالى  وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ  .. فقد ذكر قصة العتبي مع الأعرابي الذي جاء زائراً قاصداً مستشفعاً بالنبي  ، ولم يعترض عليها بشيئ ، وذكر قصة توسل آدم بالنبي  في [البداية والنهاية] ولم يحكم بوضعها (ج1 ص180) .
    وذكر قصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي  وتوسل به وقال : إن إسنادها صحيح (ج1 ص91) .
    - وذكر أن شعار المسلمين يامحمداه (ج6 ص324) .
    16 – ومنهم الإمام الحافظ ابن حجر الذي ذكر قصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي  وتوسل به وصحح سندها في فتح الباري (ج2 ص495) .
    17 – ومنهم الإمام المفسر أبو عبد الله القرطبي في تفسير قوله تعالى :  وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ  (ج5 ص265) .

  18. #43
    عضو فضي
    الصورة الرمزية عبد المنعم فتحي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,606
    ببساطة شديدة
    هناك توسل مشروع
    مثال ذلك ، التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم في حياته
    قال تعالى :
    وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً

    والتوسل بصالح الأعمال كما في قصة أصحاب الغار
    أما استشهادك بشرع من قبلنا فلا يلزمنا إلا بدليل من الله أو الرسول
    وإلا لجاز السجود لغير الله كما أسلفنا بدليل : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً )
    يا أخي أفتينا في هذه المشاهد التي سأوردها لك بالصوت والصورة ؟


    الرجاء الدخول على هذا الرابط لتروا بأم أعينكم إلى أي شيئ يدعونا الأخ العروابي
    http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=29511
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم فتحي ; 21-10-2009 الساعة 05:05 AM

  19. #44
    عضو فضي
    الصورة الرمزية عبد المنعم فتحي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,606
    {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ}
    http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=29511
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم فتحي ; 21-10-2009 الساعة 05:10 AM

  20. #45
    عضو فضي
    الصورة الرمزية عبد المنعم فتحي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,606
    مشاركة الأخ العروابي رقم 38
    سأرد عليها غداً
    حتى لا نرهق المتصفح

  21. #46
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم فتحي مشاهدة المشاركة
    أما استشهادك بشرع من قبلنا فلا يلزمنا إلا بدليل من الله أو الرسول
    وإلا لجاز السجود لغير الله كما أسلفنا بدليل : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً )
    هل في اعتقادك كان يجوز السجود لغير الله سابقا وحرام علي هذه الامة؟ وما معني السجود المذكور في هذه الاية؟
    اخي ارجو الاجابة لاكتمال النقاش

    يا أخي أفتينا في هذه المشاهد التي سأوردها لك بالصوت والصورة ؟

    امامك من الادلة ما يكفيك راجع المشاركة 36+38+40+42 وما يؤسفني انك لم تعقب علي هذه الادلة بدليل ينفيها فنحن هنا طلاب حق نريد البراهين لا كلاما انشائيا فهات ما عندك لكي تقوي حجتك0
    اخي لماذا لم تقتنع بقول قدوتك ابن تيمية ومحمدبن عبدالوهاب الذين اجازوا التوسل ؟
    الرجاء الدخول على هذا الرابط لتروا بأم أعينكم إلى أي شيئ يدعونا الأخ العروابي
    http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=29511
    العروابي ليس له دعوة خاصة خارجة عن الشريعة
    انا هنا مثل ما قلت طالب حق فمن يريد ان يقنعني فلياتي بالدليل وغير ذلك لن ارد علي اي مشاركة انشائية وخارج نطاق التوسل واعتبركم عجزتم
    وتحياتي للجميع

  22. #47
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم فتحي مشاهدة المشاركة
    مشاركة الأخ العروابي رقم 38
    سأرد عليها غداً
    حتى لا نرهق المتصفح
    انتظر ردك غدا
    وفي انتظارك وباقي الاخوة لباقي المشاركات36+40+42

  23. #48
    عضو فضي
    الصورة الرمزية عبد المنعم فتحي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,606

    هل الرسول صلى الله عليه وسلم هو الله؟
    هذا ما تريد أن تثبته لنا أنت أيها العروابي
    فأنت تتحدث عن عقيدة الحقيقة المحمدية عند الصوفية ، ولا أدري هل أنت تعلم بذلك أم أنت تردد ما يقوله سادتك ؟

    يا أخي لا تُلزمنا بقول زيد من الناس ، فنحن مع الدليل ولسنا مع الرجِّال
    وكنت أريد أن أوخر المشاركة ، حتى لا نثقل على القارئ ، ولكن لك ما أردت

    من طامات الصوفية والتي هي من الكذب الذي له قرون والذي لا يتمارى فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان ، ذلك مايعرف بالحقيقة المحمدية ، ونحن سنضع بعضها بين يديك أخي القارئ حتى تنجلي لك الصورة ثم نترك لك الحكم .

    هل حقا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور الله...؟
    وهل حقا أن جميع الكائنات مخلوقة من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟


    إحذر أخي فإن الصوفية يقولون ((من اعترض انطرد))
    وهل تجد أخي المسلم عذراً لمن تقيأ من فمه هذا الهراء ؟

    انهم يتركون آيات القرآن والأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويبحثون عن المكذوب ويدسونه في دين الله، وهم يروون في ذلك كلاما مشهورا باسم حديث جابر وينسبونه كذبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال الصوفية إن بعض الناس يظنون أن جبريل عليه السلام كان الواسطة بين الله تعالى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ظن هكذا فقد دلل على جهله . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام عن عمره (عمر جبريل) فرد جبريل قائلا: (( يارسول الله لست أعلم غير أن في السماء نجما يطلع مرة في كل سبعين ألف سنة، وأنا رأيته سبعين ألف مرة )) . فقال صلى الله عليه وسلم : (( وعزة ربي أنا ذلك الكوكب )) .

    لقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن المكان الذي يأتي منه بالوحي فقال: (( حيثما أكون في أقطار السموات أسمع صلصلة جرس فأسرع إلى البيت المعمور فأتلقى الوحي فأحمله إلى الرسول أو النبي )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اذهب إلى البيت المعمور الآن وأتلُ نسبي )) ، فذهب جبريل عليه السلام مسرعا إلى البيت المعمور وتلا نسب النبي صلى الله عليه وسلم فانفتح البيت المعمور _ ولم يسبق أن فُتح له قبل ذلك _ فرأى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بداخله فتعجب فعاد مسرعا إلى الأرض فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكانه كما تركه مع جابر رضي الله عنه ، فعاد بسرعة خارقة إلى البيت المعمور فوجده صلى الله عليه وسلم هناك ثم عاد مسرعا إلى الأرض فوجده صلى الله عليه وسلم ما زال جالسا مع جابر رضي الله عنه ، فسأل جبريل عليه السلام جابرا: (( هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه هذا )) فقال: (( كلا يا أخا العرب فإننا لم ننته بعد من الحديث الذي تركتنا فيه ))، فقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان الأمر منك وإليك فلماذا تعبي ؟ )) فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: (( للتشريع يا أخي جبريل ))

    وهذا دليل على أن القرآن كان من عند النبي صلى الله عليه وسلم قبل البيت المعمور وقبل أن يخلق جبريل عليه السلام .

    هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم جسدان أحدهما في السماء والآخر على الأرض ؟ أم أن اللاهوت تجسّد في الناسوت كما يعتقد النصارى في عيسى عليه السلام ؟ ولو كان الأمر كذلك ألا يُعتبر محمد صلى الله عليه وسلم إلهاً في السماء ؟ وإذا كان الوحي الذي يأتي به جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .... ألا يعني هذا أن الوحي ليس من عند الله ؟ وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده القرآن قبل البيت المعمور وقبل أن يُخلق جبريل كما يدعون ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
    ويزعم الصوفية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات وأنها جميعا تستمد منه وجودها بما فيهم الرسل والأنبياء والملائكة ، فهم يزعمون ان الذي أتى لسليمان بعرش الملكة بلقيس استمد من مدد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق سليمان عليه السلام .

    وزيادة في التوضيح يستدل الصوفية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات جميعا، ودليلهم هذه المرة أن الله عز وجل وصفه في القرآن بأنه ((النبي الأمي)) فيقولون أن كلمة ((الأمي)) تفيد أنه أصل الأشياء جميعا ، فإن مكة أم القرى ، والفاتحة أم الكتاب والرأس أم البدن .

    وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصرف في هذا الكون تصرفا مطلقا حتى أن اللوح المحفوظ يُنفذ ما يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وإليك أن تستمع إلى هذه الترهات في أشعارهم :

    والخلق تحت سمـا عُلاه كخردل * والأمر يبرمه هنــاك لسـانه
    وتطيعه الأملاك في جو السما * واللوح ينفذ ما قضاه بنانه


    وأن الله عز و جل لما خلق آدم كشف له عن حجرة في باطن العرش فوجد فيها رسول الله محمدا الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعليا ، فسأل آدم ربه : من هؤلاء يا رب ؟ فقال له الله تعالى : هؤلاء أحب خلقي إليّ خلقت من نورهم كل الخلق ، من توسل بهم إلي لا يرد له طلب ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

    يقول أحدهم :
    أحصيت أنفاس الخلائق كلها *** والكل عندي شاهق وزفير
    لولا معرة أن تضيق عقولكم *** ويكـون منكم منكـر ونكيـر
    لمضيت في بيان علم خصني *** ليرد طرف الخاسئين حسير
    لوميض برق من شعاعي لو بدا *** ملأ الصحاف وما له تحبير
    ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم متصف ومتحقق بجميع


    الأسماء الحسنى والصفات العليا التي هي لله عز وجل. مثل: الجبار والخبير والفتاح والشكور والعليم والعلام والأول ولآخر والقوي والولي والعفو والهادي والمؤمن والمهيمن والعزيز إلى غير ذلك من الأسماء الإلهية. ثم يزعمون أن ذلك لا ينقص شيئا من الكمال الإلهي لأن الله تعالى هو الذي سماه بهذه الأسماء.

    ((كان خلقه القرآن)) ، إذا كان القرآن كلام الله ، وكلامه صفته، فانظر كيف جعلت عائشة صفة الله تعالى صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان ذلك إلا لاطلاعها على حقيقته، فرسول الله صلى الله عليه وسلم له كل صفات الله العليا وأسمائه الحسنى لأن الله أقامه مقامه في صفاته

    أطلق أسماء الله الحسنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم – والصوفية لم ينسوا لفظ الجلالة (الله) فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مظهرا لهذا الاسم. واستدلوا بقول الله تعالى: ((وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)) فقالوا : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بعض الحصى بيده فقال الله له: أنني أنا الذي رميت لا أنت يا محمد . ألا يدل ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بجسده مظهرا لهذا الاسم (الله) ؟!

    وهم بذلك يريدون أن يُفْهِمونا أن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم شيء واحد – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – فقالوا إن من الأدلة على ذلك قول الله عز وجل: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله)) فإن الله تعالى قد أقام الرسول مقامه (أي مقام الله) في اسمه ( الله )، ومن هذا المنطلق الذي ساوى فيه الصوفية بين الله ورسوله نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة المطلقة فقالوا: إن قوة محمد صلى الله عليه وسلم بقوة العالم كله، العرش والكرسي واللوح والقلم ومجموع ما خلق الله تعالى وما هو خالق .
    وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات جميعا وأنه مخلوق من نور الله فيقولون أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا كانوا قد خلقوا من أسماء الله الذاتية، وإذا كان الأولياء قد خلقوا من أسمائه الصفاتية، وبقية المخلوقات من أسمائه الفعلية ... فالأصل في ذلك كله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مخلوق من ذات الله، ولذلك فهو كل الوجود وله كل شيء – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
    وكأنهم يريدون أن يؤكدوا لنا مسألة التساوي بين الله ورسوله ، فيذكرون ما يسمونه بمراتب الحب ... حيث أن الحب في الخلق مراتب أولها (الميل) وهو انجذاب القلب إلى محبوبه، فإذا زاد هذا الحب سمى (رغبة) ...وهكذا حتى وصلوا بنا إلى مرتبة من مراتب الحب سموها (غراما) فقالوا بعد ذلك بالنص: فإذا استحكم – يعني الحب- وطفح وظهر و تمكن تمكنا أفنى المحب عن نفسه وعن حبيبه أيضا بحيث يبقى الأمر شيئا واحدا وهو الحب المطلق سمى (عشقا) وهذا آخر مقامات الخلق فيه، فيصير المحب في هذا المقام حبيبا والحبيب محبا فيتلون كل منها بصورة الآخر، وذلك أن العاشق قد تمكنت روحه بصورة المعشوق، فتعلقت بتلك الصورة الروحانية تعلق التمازج فيستحيل الفك والمفارقة والانفصال بينهما كما قيل:
    رق الزجاج ورقت الخمر *** فتشابها فتشاكل الأمر
    فكـأنما خـــمر ولا قــــدح *** وكأنما قدح ولا خمر
    ولنا عودة لنبين لكم عقائد أخرى للصوفية مثل – الحلول والإتحاد ووحدة الوجود _ وكل واحدةٍ من هذه العقائد فيها من البلاء ما الله به عليم


    الرجاء الدخول على هذا الرابط لتروا بأم أعينكم إلى أي شيئ يدعونا الأخ العروابي
    http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=29511
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم فتحي ; 21-10-2009 الساعة 07:59 AM

  24. #49
    عضو فضي
    الصورة الرمزية عبد المنعم فتحي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,606
    الأخ العروابي
    ما قل وكفى خيرٌ مما كثُر وألهى
    الرجاء عدم الإطالة حتى لا يمل المتابع

  25. #50
    عضو مميز
    الصورة الرمزية العروابي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    350
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم فتحي مشاهدة المشاركة
    [/]
    اخي الكريم مشاركتك رقم 48 خارج النص تماما
    ولكن اخي يمكنك فتح موضوع جديد عن الذات المحمدية وسوف نبين لك اعتقاداتنا في الذات المحمدية الشريفة وهذا الموضوع يخص التوسل فقط رجاء لا تدخل عدة مواضيع في موضوع واحد
    التعديل الأخير تم بواسطة العروابي ; 21-10-2009 الساعة 08:06 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •