الممرضة والسراب والهوا
كنت قاعد في البيت ومنتظر التلفون يرن في اى لحظة .. وطال الانتظار .. لليوم الرابع وانا منتظر لاني كنت عيان بالفشل الكلوى .. كنت منتظر الممرضة تتضرب التلفون .. وتقول لى تعال .. الليله في مكنة غسيل فاضية ..كنت فعلا تعبان .. وكنت شارب موية كتيرة .. وبعد انتظارضرب التلفون وكانت فعلا واحدة من الممرضات .. وقالت لى تعال بسرعة في مريض اليوم غايب .. وفي لمحة البصر كنت في عنبر الغسيل .. مشيت لرئيسة العنبر وكانت غليده وكريهه وكنا المرضانيين الاجانب ما بنحبها .. وقالت لي امشي للسرير رقم 19 .. وفعلا توجهت للسرير رقم 19 .. ومن حسن حظى .. كانت الممرضة هندية واسمها جميلة .. سبحان من خلق .. كانت جميلة فعلا .. جميلة ومؤدبة .. كانت شلة الممرضات من جنسيات مختلفة .. فيهم كورية وهنديه وفلبينية وباكستانية واخيرا جابوا صينييات لكن ما ذى جميله .. كان نظام المستشفي .. الممرضة كل يومين ينقلوها من جهاز الغسيل الى جهاز تانى .. عشان مايكون هناك علاقات شخصية غير علاقة المريض بالممرضة .. جميلة قالت لى امشي معاى الميزان .. عشان اشوف وزنك زاد كم من الغسلة الفاتت .. وبعد ما طلعت الميزان .. قالت لى جميله .. آآآآآآآآآآه ليه شربت موية كتيرة .. كان وزني 87 كيلو وكنت زايد 7 كيلو عن وزني قبل اربعة يوم .. يعنى لازم جميلة تشغل مكنة الغسيل وتسحب 7 كيلو من جسمى خلال اربعة ساعات متواصلة . رجعت انا وجميلة لمكان الغسيل بعد الميزان .. جابت الدفتر وكتبت الوزن قبل الغسيل والضغط .. طبعا رقدت في السرير جنب مكنة الغسيل .. وقعدت اعاين في جميلة وهي بتجهز مكينة الغسيل .. كانت ركبت درب الغسيل في المكنة مع الفلتر وعبتو بمحلول طبي قبل ما اجى .. وقامت شالت ليها ابره غسيل .. كانت من النوع الكبير .. ممكن اقول ليكم ذى المسلة .. وجاتنى عديل ..وسحبت ليها كرسي وجات قعدت جنبى .. ومسكت يدى .. وقامت ربطت لستكة في ضراعى .. عشان الوريد يتنفخ من جرى الدم في الوريد .. وتقوم تركب الابرة الكبيرة .. قامت قالت بسم الله وضغطت الابرة .. آآآآآآآآآآخ سمعت قولة ( تق ) والابرة تدخل في الوريد جنب كفة اليد .. طبعا جميلة حنينة جدا .. كانت متأثرة .. لكن ( هذه هي ابرة الغسيل ) قالت لى معليش .. بكرة تشفي وتبقى ذكريات وركبت الابره التانية بعدها بمسافه .. قامت مشت وجابت الدرب اللى فيهو المحلول .. وركبت طرف الدرب بالابرة المركبة في الوريد .. وشغلت مكنة الغسيل .. كان منظر فظيع .. بدأ دميى يسيل عبر الدرب وهو يطرد المحلول من الدرب .. وجميلة كانت شايلة طرف الدرب التاني وبتكب المحلول في باقة بلاستيك وبعد كدا بترميهو .. كان دمي في الرحلة دى وصل الفلتر .. وبدا لون الدرب يتغير كان لونه ذى المويه وهسي لونو بقي احمر .. وخلاص كان الدرب والفلتر والمكنة جزء منى في الوكت دا .. كان الرابط بينى وبين البلاستيك والحديد والكهربا كانت الممرضة جميلة .. وصل الدم الى آخر الدرب .. وقفت جميلة الكهربا من المكنة .. وركبت الطرف الآخر من الدرب في الوريد عشان يدخل الدم بعد رحلة خارج الجسم بطول مترين ونصف .. يكون الدم مر بي الفلتر . وبعدها شغلت المكنة .. انا لحدى هسه بعاين لجميله وهى بتشتغل بحنية .. جابت جميلة الدفتر .. وكتبت الضغط والحرارة بعد بداية الغسيل .. سحبت الكرسي وقعدت قدامي . وقالت لى شاعر بدوخة .. قلت ليها لا .. قالت لي بالله تاني ما تشرب موية كتيرة لو عطشته قرقش ليك تلج .. في اللحظة دى وانا بعاين لجميلة وهي بتتكلم اذكرت سينما الخواجة في مدني واذكرت الافلام الهندية .. وخاصة فلم جانوار والبطل شامي كابور ومعاهو البطلة ( سبنا ) وهم بيغنوا ويدردقوا في النجيلة .. وكان شامي كابور بيغنى ويقول ( ميرى محبتكهى ) كانت جميلة تشبه ( سبنا ) لكن جميلة كانت حقيقة وسبنا كانت سراب .. وفي اثناء انا ما سرحت في شامي كابور وسبنا وجميلة .. شفت في الدرب فقعات هواء وهي تدخل مع دمي بسرعة شديدة لانها مدفوعة بالمكنة .. وبكل بساطة قلت لجميلة .. ياجميلة شوفي الهواء دا داخل جسمى مع الدرب .. ما اشوف ليك البت والا جرت بسرعة البرق وقفت المكنة .. وبصوت عالى صرخت للممرضات الهنديات وقالت ليهم كلام ماعارفو شنو .. لكن الممرضات كلهم اتلموا فينى .. وقالوا كلام بالهندى .. وكانت تعابير وشهم غريبة .. رئيسة العنبر السمينة في الوكت دا .. بقت طياره .. واتصلت بالدكاترة .. حقيقة انا خفت ونسيت شامي كابور وسبنا وبقيت في روحى .. ما عارف لحصل شنو .. الممرضات كل واحدة بدت تعمل حاجة .. واحدة فكت الابرتين من وريدى وضغطت مكان فتحة الابر بشاشة .. وواحدة رفعت السرير من ناحبة رجولى .. وواحدة شالت المخدة من راسي وجميلة وشها اتغير وقالت لى بالله ارقد على جنبك الشمال .. قامت رفعت القميص .. قلت ليها في شنو ياجميلة .. قالت لى انشاء الله بسيطة .. بدا وصول الدكاترة .. وقال واحد فيهم لجميله اضربيهو في ضهرو .. قامت جميلة وهي تضرب .. جا دكتور تاني .. وقال لى اثناء الممرضة بتضرب على ضهرك .. قح شديد . بصفة متكررة .. ضرب جميلة ما عجب الدكاترة .. كلمو رئيسة العنبر تقوم بالضرب على ضهرى .. ومن فترة لاخرى يقول لى الدكتور شاعر بدوخة او اى حاجة .. اقول ليهو ابدا . مافي حاجة .. الحكاية استمرت لربع ساعة .. الدكاترة قالوا خلاص الازمة راحت .. ورفعوا السرير ذى ما كان .. لكن جميلة كانت متأثرة جدا .. وخاصة عندما فكت الدرب والفلتر من مكنة الغسيل وهم مليانيين من دمي ورمتهم .. وقالت لي انا آسفة .. قلت ليها مافي مشكلة .. فداك دمى .. سالت جميلة قلت ليها الحصل شنو .. قالت لي ربك ستر وكتب ليك عمر جديد .. فعلا في هوا دخل دمك .. وكنا خايفين من الهوا يوقف جريان دمك او يعمل ليك جلطة او كمية الهوا يقيفوا جوه قلبك .. عشان كده كنت بضرب في ضهرك في اثناء انت ما بتقح .. عشان الهوا يتحرك مع دمك حتي يصل لمنطقة الرئة وهو عابر قلبك .. والحمد لله الآن قلبك سليم ما فيه هوا .. ووزعت لي البسمات وانا راجع البيت لكن مع شوية هوا و7 كيلوا مويه


رد مع اقتباس

هههه



المفضلات