إخوتي الأفاضل هذه بعض الفتاوي و أراء الفقهاء في الأبراج جمعتها من أماكن متفرقة ... أتمني من الجميع الإطلاع عليها و قرأتها بتمعن و إدارك حتى نصل للحقيقة و الهدف المنشود و معرفة حكم ما نقوله و نكتبه
حكم الأبراج الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
السؤال: ما حكم الأبراج وما يكتب عنها في الجرائد والمجلات؟
الجواب: أما الأبراج فلا شك أنها كهانة، والعجيب -حتى نعرف أن هذا كذب ودجل- أن المجلة تطبع -أحياناً- مليون عدد، وفيها هذه الأبراج مثل (الثور أو الميزان) فيقرؤها مليون من البشر، فكيف يكونون كلهم في برج واحد؛ فهل ولدوا كلهم في يوم واحد؟! ويقع لهم الشيء نفسه؟! وهذا دليل واضح على أن هذا كذب، وإنما هو ضحك على الناس فقط لتُقرأ وتشترى هذه المجلة، ثم إنها تكون دائماً بكلام عام، فبعضها يقول: (لا يمكن لك أن تقدم على العمل الذي تريد، أو لا تتردد فيما تتوقع) فهو كلام عام يصلح لكل أحد، فيقول أحدهم: فعلاً -والله- قرأت وما ترددت فكان ذلك، وهذا كذب وبهتان -والعياذ بالله- من هذا الشيطان وأوليائه؛ فهذه من الكهانة وكما في الحديث {ومن اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر } فهذه شعبة من الكهانة ومن التنجيم ومن السحر.
******
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ولي الصالحين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فجميع الاعتقادات في النجوم ، والبروج ، والشهور ، والأيام ، والأماكن كلها باطلة إلا ما ثبت في الشرع المطهر .
ولا شك أن الاعتقادات في النجوم التي يتعاطاها الكهنة ، والمنجمون ، والسحرة ، والرمالون وغيرهم كلها اعتقادات موروثة عن الجاهلية ، والكفرة من العرب والعجم ، وعباد النجوم ، ومن عباد الأوثان والأصنام ، ومن غيرهم ، فإن الشياطين من الإنس والجن يدخلون على الناس اعتقادات فاسدة إذا رأت قلوبهم خالية من العلم النافع ، والبصيرة النافذة ، والإيمان الصادق ، فإنها تدس عليهم علوما فاسدة ، واعتقادات خاطئة ، فيتقبل أولئك هذه الاعتقادات الفاسدة ، وهذه الأعمال السيئة؛ لأن لديهم قلوبا فارغة ليس فيها حصانة ، وليس عندهم علم يردها ويدفعها ، فإن القلوب الخالية من العلوم النافعة تتقبل كل شيء ، ويعلق بها كل باطل إلا من رحم الله ، فإذا انتشرت العلوم النافعة في البلد أو في القبيلة أو في الدولة ، وكثر علماء الخير والهدى والصلاح ، وانتشرت العلوم التي جاء بها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - طفئت نار هؤلاء الشياطين ، وخمدت حركاتهم ، وانتقلوا إلى مكان آخر يجدون فيه الفرصة لنشر ما عندهم من الباطل ، وهذا هو الواقع في كل زمان ومكان ، كلما غلب الجهل كثرت الاعتقادات الفاسدة ، والأعمال الضارة المخالفة لشرع الله عز وجل .
وكلما انتشر العلم الشرعي بين الناس في أي مكان ، أو في أي قرية ارتحل عنها الجهل والبلاء ، وارتحل عنها من يدعو إلى الاعتقادات الفاسدة والظنون الباطلة ، والأعمال الشركية . . . إلى غير ذلك .
وبهذا يعلم أن الناس في أشد الضرورة والحاجة إلى العلم النافع؛ العلم بالله عز وجل ، وبشرعه وبدينه وبكتابه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن التعلق بالنجوم والبروج وغيرهما من المخلوقات أقسام : منها : ما هو كفر أكبر بلا شبهة ، ولا خلاف بين أهل العلم ، وهو : أن يعتقد أن هذه النجوم والبروج - وهي اثنا عشر برجا - أو الشمس ، أو القمر ، أو أحدا من الناس أن له التصرف في الكون ، أو أنه يدبر بعض الكون فهذا شرك أكبر ، وكفر أعظم ، نسأل الله العافية؛ لأن الله عز وجل مصرف الكائنات ، ومدبر الأمور ، لا مدبر سواه عز وجل ، ولا خالق غيره ، كما قال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وقال في سورة يونس : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
فهو سبحانه وتعالى مدبر الأمور ومصرف الكائنات وليس معه شريك في ذلك ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا ولي ، ولا غير ذلك ، ومن زعم أن لله تعالى شريكا في تدبير الأمور العلوية أو السفلية فقد كفر إجماعا .
فهو سبحانه الواحد الأحد ، الخالق الرازق ، ليس له شريك في تدبير الأمور ، ولا في خلق الأشياء ، ولا شريك له في العبادة ، وهو المتصرف في عباده سبحانه وتعالى كيف يشاء ، كما أنه ليس له شريك في أسمائه ولا في صفاته ، وله الكمال المطلق في أسمائه الحسنى وصفاته العليا جل وعلا ، قال تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وقال سبحانه : وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وقال سبحانه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
نقلا عن شبكة شبكة سحاب السلفية
ما حكم قراءة الأبراج مع العلم أني موقنة بأن الله وحده عالم الغيب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
جعل الله النجوم لتزين السماء الدنيا وتكون رجوما للشياطين قال تعالى : {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين } الملك : 5
أما أن تتخذ النجوم والكواكب مادة لإشاعة الجهل في المجتمع وترويج الخزعبلات فهذا مما لا يرضاه الشرع ، فليس معقولا أن تتحد صفات ملايين البشر بل المليارات منهم في صفات معينة ، ثم بعد نرتب على هذا التصنيف أن فلانا يستطيع أن يتعاون مع فلان أو العكس فهذا من الأوهام.
وهذه الأبراج هي نوع من الكهانة لما روى الإمام أحمد في المسند والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
وقراءة هذه الأبراج بدون تصديق من باب سؤال الكهنة والعرافين، وقد روى مسلم في صحيحه عن بعض أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
والله أعلم.
نقلاً عن موقع إسلام أون لاين د
*******
عنوان الفتوى : حكم التنجيم والاعتقاد بتأثير الأبراج
السؤال
ماحكم قراءة كتب الأبراج ..وأنا متاكدة أنها لادخل لها في السحرة ولا الشياطين وأنها علم يدرس تاثير الكواكب بالإنسان....؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز مطالعة كتب الأبراج ولا النظر فيها بدعوى أن لها تأثيراً في حياة الإنسان وأن هذا علم ثابت، فإن الكواكب والنجوم من آيات الله الدالة على عظمته وقدرته، المسبحة له الساجدة لعزته، قال تعالى: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس) [الحج: 18].
وقد جعل الله تعالى فيها منافع لعباده وسخرها لهم بأمره ، قال تعالى: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) [الأعراف: 54].
وقد بين عز ذكره أن من منافع النجوم أنها يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، قال تعالى: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) [النحل:16].
وقال تعالى: (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) [الأنعام: 97].
وأخبر تعالى أنها زينة السماء الدنيا وأن الشياطين ترجم بها، وإن كانت النجوم التي ترجم بها الشياطين من نوع آخر غير النجوم الثابتة في السماء التي يهتدى بها، فإن هذه لا تزول عن مكانها بخلاف التي يرمى بها فإن حقيقتها تخالف تلك، وإن كان اسم النجم يجمعها. قال تعالى: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير) [الملك: 5].
ثم اعلمي- بارك الله فيك -أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر وأمر بالدعاء والاستغفار والصدقة وقال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا حياته" متفق عليه.
وفي رواية لمسلم :"...آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده" فهذا ما قاله وأمر به صلى الله عليه وسلم رداً على قول بعض الناس ـ لما كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي صلىالله عليه وسلم ـ قالوا: إنها كسفت لموته، فبين أن حكمة ذلك تخويف العباد كما يخوفهم تعالى بسائر الآيات كالريح الشديدة والزلازل والبراكين ونحو ذلك، قال تعالى: (فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا) [العنكبوت: 40].
وقال تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) [الإسراء: 59].
فإخباره تعالى بأنه يخوف عباده بذلك يبين أن هذه الآيات ربما كانت مقدمة لعذاب ينزل أو شيء يحدث، فإذا كنت قد أردت بقولك

تأثير الكواكب) ما قد علم بالحس وغيره من هذه الأمور فهذا حق، ولكن الله قد أمر بالعبادات التي تدفع عنا ما تنذر به هذه الآيات من الشرور، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند هبوب الريح: " اللهم إنا نسألك خيرها وخير ما أرسلتْ به، ونعوذ بك من شرها وشر ما أرسلتْ به" رواه مسلم.
وأمر بالصلاة عند الكسوف أو الخسوف، والصدقة والدعاء، فالسنة أن يفعل العبد عند أسباب الخير الظاهرة من الأعمال الصالحة ما يجلب الله به المزيد، ويفعل من العبادات عند أسباب الشر الظاهرة ما يكون سبباً في دفعه ورفعه.
وأما ما يخفى من الأسباب فليس العبد مأموراً بأن يتكلفه ويتكلف معرفته، فإذا فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه كفاه الله مؤنة الشر وهيأ له أسباب الخير قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) [الطلاق: 2، 3].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر" رواه أبو داود.
والسحر محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومعلوم أن علم التنجيم، الذي هو من السحر نوعان:
الأول: علمي، وهو الاستدلال بحركات النجوم على الحوادث، وهو من جنس الاستقسام الأزلام.
والثاني: عملي وهو الذي يقولون إنه القوى السماوية بالقوى المنفعلة الأرضية كالطلاسم ونحوها، وهذا من أرفع أنواع السحر.
وما حرمه الله ورسوله فضرره أكبر من نفعه، (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) [البقرة: 101].
فالنوع الثاني: وإن توهم المتوهمون أن فيه تقدمة للمعرفة بالحوادث، وأن ذلك ينفع فالجهل في ذلك عظيم، والضرر منه أكبر من المنفعة.
إذ مبنى علمهم أن الحركات العلوية هي السبب في الحوادث ، والعلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب، وهذا خطأ عظيم، لأن ذلك لا يكون إلا إذا علم السبب التام الذي لا يتخلف عنه حكمُه، وهؤلاء أكثر ما يعلمون إن علموا جزءاً يسيراً من جملة الأسباب الكثيرة ولا يعلمون بقية الأسباب ولا الشروط ولا الموانع، فهذا مثل من يعلم أن الشمس في الصيف تعلو الرأس حتى يشتد الحر، فيريد أن يعلم من هذا حينئذ أن العنب الذي في الأرض الفلانية يصير زبيبا، على أن هناك عنباً وأنه نضج وأن صاحبه نشره في الشمس وهذا، وإن كان يقع كثيراً لكن أخذ ذلك من مجرد حرارة الشمس جهل عظيم، إذ قد يكون هناك عنب وقد لا يكون، وقد يثمر الشجر وقد لا يثمر، وقد يؤكل العنب أو يعصر أو يسرق، وقد يزبب كذلك.
وفساد هذه البضاعة وحرمتها دل عليها آثار كثيرة، منها قوله صلىالله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" رواه مسلم.
والعراف جاء في تعريفه: أنه اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ممن يتكلم في تقدمة المعرفة والحوادث بهذه الطرق.
واعتقاد المعتقد أن النجم الفلاني أو البرج الفلاني هو المتولي لسعده ونحسه اعتقاد فاسد، بل لو اعتقد أن هذا البرج أو النجم هو المدبر له فهو كافر، وغاية ما يقول الفلكي أن يبنى علمه على مولد شخصٍ مما في طالع معين. وهذا القدر لا يؤثر وحده في أحوال هذا المولد بل غاية ذلك أن يكون جزءاً يسيراً من جملة الأسباب، وهذا القدر لا يوجب ما ذكر، بل ما علم حقيقة تأثيره فيه مثل حال الوالدين والبلد الذي نشأ فيه فهذه مثلاً أسباب محسوسة في أحوال المولود، ومع ذلك فليست بمستقلة لمعرفة حاله.
وقد ذكر عن الأوائل من المنجمين المشركين الصابئين وأتباعهم أنهم كانوا إذا ولد لهم المولود أخذوا طالع المولود، وسموا المولود باسم يدل على ذلك الطالع، فإذا كبر سئل عن اسمه وأخذ السائل حال الطالع، فجاء هؤلاء المنجمون يسألون الرجل عن اسمه واسم أمه يزعمون أنهم يأخذون من ذلك الدلالة على أحواله وهذه ظلمات بعضها فوق بعض، منافية للعقل والدين. والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
المفضلات