ما كنت متوقع إني في يوم من الإيام أسافر السعودية ، لكن طبعاً دا رزق ، خلصت إجراءاتي ومشيت سواكن ومن سواكن على الباخرة وتاني يوم فجر كنت في ميناء جدة وسط اندهاشة واستغراب اني ماشي بره السودان الحنين وقلت أكيد حا تحصل حاجة يرجعونا تاني السودان ، لسؤ الحظ الرحلة تمت بنجاح ووصلت جدة.
اتصلت على معارفنا ووصفوا لي البيت وكيف اركب المواصلات.. ركبت ووصلتهم وقعدت معاهم خمستاشر يوم بعد ما علموني اكل الدجاج والكبسة والبروست.
سافرت على منطقتي وهي مدينة نجران بالمنطقة الجنوبية وهي جيران لصق لجمهورية اليمن ، المهم بعد 16 ساعة بالباص وصلت المحطة الرئيسية وكنت متوقع ان أجد مضيفي ولكن للأسف لم أجده ، اتصلت على اصدقائي بجدة فأخبروني أنهم اتصلوا وللأسف لا يوجد أحد (قبل ماتظهر الجوالات) واتصلت على مضيفي ولم اجده ، ووجدت احد معارفهم فسألت عنه فأخبرني ان محمد طلع لصلاة الجمعة ولحد الآن ماجاء. قلت ليهو مافي مشكلة بيتكم وين؟ ، قال ليك على شارع الملك عبد العزيز جوار محطة للبنزين ، (اداني اسمها لكن نسيتو). قلت ليه خلاص انا حا أجي هناك ، سالت ناس موقف العربيات من شارع الملك عبد العزيز ولسؤ حظي أيضاً قالوا لي ياهودا القدامنا دا ، قلت معقولة دي ، انا كدا خلاص وصلت (ولم أكن أعلم أن الشارع طوله 22 كيلو متر وهم ساكنين في نهايتو) وللأسف لا أحمل في جيبي إلا ريالين.
المهم قلت خلاص ما دام هم في نفس الشارع امش كداري لحد ما أصل ، وبالفعل مشيت ومشيت ومشيت وأسال من المحطة ، يقولوا لي ما بنعرفها ، اقول اكيد بلقاها قدام ، لمن الساعة جات 2ونص بالضهر وقفت عربية جنبي ونزلوا منها شباب مدني وهم اصحابي اللي انا ماشي ليهم ، وفوجئت بأنهم لم يكونوا يعرفون بأني قادم إليهم وهذا الذي حصل جاء بالصدفة.اتوقعت انهم بهظروا معاي ، ولحد ما ركبت العربية وماشين فاكرهم بهظروا معاي وإنهم عارفني جاي ، في الآخير اكتشفت اني كنت غلطان وهم فعلاً ما عارفني جاي ،قلت ليهم طيب يا شباب انتو هسه ماشين وين؟ قالوا لي اليوم عندنا اجتماع نحن اولاد مدني في غابة (حاجة كدا زي ام بارونة لكن محسنة) عشان نؤسس رابطة مدني بمدينة نجران. وما تنسوا لحد الآن شنطتي معاي في العربية، مشيت طبعاً معاهم وانا مستغرب ، لمن وصلت الغابة ألقى ليك امة لا إله إلا الله كلللللللها موجودة وعلى رأسهم القائد الأممي لمغتربي مدني الأستاذ العملاق حمد النيل حسين وعبد العزيز البربري وعماد ابوتمانية وياسر ود النعمة ومحمد عمر ... الخ كل ناس مدني رجال ونسوان وشفع وصغير وكبير .......... ياااااااااااااااااااااااه ، قلت دي احلى حاجة ، معقولة دي الناس بتلاقوا كدا ، والله حاجة تمام.كنا حوالي 60اسرة والشباب في الحدود دي برضو.وفجأة لقينا 16 عربية من عربيات المباحث محاوطانا من كل اتجاه زي معسكر الإرهابين.والناس داخلة وطالعة وكلام كتييير وانا مافاهم حاجة.
بعد فترة وضحت الرؤية وعرفت من الشباب ان ديل ناس شرطة المباحث قالوا لينا ما نقعد هنا وممنوع حاجة اسمها تجمع او رابطة، وهم عارفين سبب جيتنا دي.
طبعاً الناس كلها مستغربة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وقالوا لازم كلنا نمشي مركز المباحث الجنائية عشان نكتب إقرار على أنفسنا انو تاني ما نعمل حاجة زي كدا، الناس كلها استغربت وبعد حب وتحانيس وافق الضابط المسئول ياخد عشرة يمثلون الجميع ، قال خلاص يلا نمشي، قلنا ليه طيب خلينا نتعدى ونمشي ، وبعد معاناة وعشان خاطر النسوان والاطفال اللي معانا وافق وقال خلاص بعد الغداء الكل يذهب إلى منزله والعشرة يمشوا معانا المركز (بالمناسبة انا وجماعتي كنا من ضمن العشرة) اتغدينا ومشينا وللأسف كتبنا الإقرار انو ما نعمل تجمعات او عمل روابط أو تنظيمات حتى لو كان عمل خيري لانو الحاجات دي ممنوعة في مدينة نجران بالتحديد ،خوفاٌ على المنطقة المضطربة من ثقافة التجمعات والتكتلات الوافدة وخاصة السودانية منها.
ولحد الآن بنعاني من عدم وجود رابطة وبنعتمد على الأخبار من علاقتنا مع بعض نحن أولاد مدني داخل مدينة نجران.
وهكذا انتهت حكايتي يا شباب مع مدني.
المفضلات