كان يجلس معها ذهب بعد برهة ليشترى لهما كوبان من عصير المانجو...
وجد صبيا يبيع الورود فأشتري لها وردة حمراء ووضعها بجانب كوبها وهو منتشى من فرحه بها..والسعادة تملأ جانبى كوبها...وكوبها يتمايل فرحا لأنها ستشربه...أُنثى يشربها عصير المانجو الرطب...اتى وإبتسامته تعلو محياه...اقترب منها لمسافة قدمين....ذهلت الفتاة....تلفتت يمنة ويسرى تبحث عن شخص اخر عله ينقذها من موقفها...تمنت فى تلك اللحظة ان تجد فتاة اخرى يقصدها بمناداته وهو يحمل كوباه ووردة ...للأسف لم تجد احدا...قال لها :-
:- اعذرينى حياتى ... تأخرت عليك..
لم ترد عليه اصابتها صدمة...شخص يناديها ((حياتى)) قالت بعد ان جمعت قواها :-
:- احترم نفسك !!! انا متزوجة وزوجى هنالك قادم الى .اذهب من هنا يا وقح...
اصابته رجفة ...وقعت على اثرها الوردة وتبعتها اكواب العصير وسحقت الوردة...
تلطخت ملابسه من هول الفاجعة واثر العصير...لم يصدق ما تراه عيناه...أان من يعشقها ويحبها منذ ثلاث سنوات متزوجة !!!...لماذا تتصرف معه بتلك الطريقة الفظة...اهو فعلا وقح...ماذا دهى تلك الفتاة...
قطع عليه سيل افكاره فى تلك اللحظة اقتراب زوج المرأة التى كان يكلمها...بدأ عليه الارتياب فبادره قائلا :-
:- هل من خطب ؟؟؟..
فبادرته زوجته قائلة :- لا لا يوجد شئ عزيزى فقط تعثر ووقع منه العصير...
لملم الشاب شتات افكاره وصدمته المبعثرة وصرها مبتعدا عنهم ...غير مصدق لما يجرى حوله...
اخذ اقرب تاكسى فى طريقه واتجه صوب منزله وحين وصل الى مكانه اعطى صاحب التاكسى مبلغا... ضحك صاحب التاكسى طويلا ...حتى اصابه بالذهول ..لماذا يضحك.اتراه مخبول ؟؟!.
.لم يأخذ صاحب التاكسى منه النقود تركه وذهب دون ان يجادله فى الامر...
مر ببقالة جانب بيته يتناول مسكنا للصداع الحاد الذى اصابه....
:- لو سمحت اعطنى مسكنا للالم يا عثمان ...
:- استغرب صاحب ((محل تصليح السيارات)) من الطلب الغريب ...شخص لا يعرفه...ويناديه بإسم اخر ...ومن ثم يطلب منه بندول مسكن !! ...
رد عليه متعجبا :- يا سيد هذا محل تصليح سيارات وليس لتصليح البشر ....
الصداع الحاد كاد ان يفتك به ازداد الالم كثيرا الان ....
ولى هاربا على غير هدى فى اتجاه منزله .....
فى الطريق الى منزله رأى صديقه المقرب اليه...ابن عمه ..والفرحة تتصاعد الى رأسه ...بدأ يفيق من اثر الصدمة التى المت به ... فأخيرا رأى ان هنالك من يبثه ما رآه فى هذا اليوم الغريب من تشويش وتشابك احداث ....
ناداه بأسمه....:-
:- ياسر ...
.لم يلتفت اليه ياسر !..
:-.ياسر ياسر ....لم يلتفت...
:- .ياااااااااااااااااااااااااسر......
بدأ رأسه يتأكل من الصداع ....
اختار ان يعرج الى بيته فلم يعد هنالك من يحكى له ما اصاب العالم من حوله....كان العالم من حوله يسير كما يشتهى واكثر.....امنياته كانت حبلى بكل ما يسر قلبه ....
وقف بجانب باب بيته....خاف اكثر ....(أأطرق الباب ام ادخل بدون ان اطرق)....اخيرا قرر ان يدخل دون ان يطرق ....أيطرق باب بيته !!!.... (انه لم يفعلها فى حياته) !!!...
دفع الباب بيده ولكنه لم يفتح....حاول بكلتا يديه ولم يفتح ايضا .... انه يعانده .... رفع رأسه الى اعلى عله يجد اخيه الصغير فى الفناء فيناديه كى يفتح له الباب...
رفع رأسه....وجد رجلا وامرأة ....فى وضع لا يسمح له بالنظر....ازدادت دهشته...!!!ماذا يفعل هؤلاء الاغراب فى بيته....طرق الباب بعنف طرقات يائسة ....بعد برهة اتى اليه ذلك الرجل....اتاه بوجه مكفهر ....اتت بعده المرأة منزعجة....سأله الرجل بغضب ...:- ماذا تريد وماذا تريد ......
:-.أ أ أ أأ اليس هذا بيتنا.؟؟؟؟
نظر اليه الرجل نظرة احتقار .....اغلق الباب فى وجهه...انهمرت دموعه فى تلك اللحظة....لم يعد يستطيع ان يسيطر على نفسه...
:-.ليتنى اجد من يستمع الى...يدلنى من انا....احس بكرات من اللهب تنهش رأسى....تتقاذفنى...وانا بينها تائه....لم اعد اعرف شيئا ....ليتنى اجد من يدلنى على...ترى من انا ...وكيف حدث ما حدث....كيف لم اعرف بيتى....ان كان اهلى قد باعوا بيتنا صبيحة هذا اليوم الا انهم لم يخبرونى...ترى الى اين اذهب....ابنة عمى تزوجت وانجبت بينما اجلب انا كوب عصير ووردة لها...والبقالة التى اشترى منها عادة سجائرى اصبحت تباع فيها اسبيرات السيارات بدلا عن مسكنات الالم....يا اللــــــــــــــــــــه....
اخيرا قرر الذهاب الى النهر ...عله يرد عليه ويقول له من هو....ذهب فى الاتجاه نفسه الذى تعود ان يمشى فيه....ولكنه لم يجد نهرا !!....فقط رمال لا اول لها ولا اخر...يا الله ...حتى النهر قد تبدل ....
فكر لم لا يكون هو نفسه من تغير ....وقرران يعيش بهذا الواقع الجديد....واقع انه غريب عن كل شئ....وكل شئ غريب عنه ...جلس فى كومة مرتفعة من الرمل....اخذ يحصى عددها....خلع ثوبه ليعد فيه عدد ذرات الرمل....تفاجأ عندما وجد ان ثوبه الذى يرتديه فقط خرقة صغيرة هى التى كانت تستره !!!!...
ترى اين ذهب هندامه....كان يهتم جدا بملابسه ...ضحك فقط على حاله ...وارتدى خرقته مرة اخرى....
سمع صوتا يناديه وبالقرب منه...لم يعره التفاتا....شخصين انيقين....رجل وفتاة يناديانه....بكت الفتاة بحرقة حين رأت منظره....لم يتمالك الرجل نفسه فكفكف دموعه خفية..وهو يضحك فقط ....يضحك لمرآهما ..يضحك لحالهما ...يضحك لرداءهما ...
.قالت الفتاة مشفقة بوهن واضح للرجل الذى معها ..
:- إنه ابن عمى كان يحبنى كثيرا...ويقدسنى ايضا....رفضه ابى لعدم اكمال دراسته .. فى اخر مرة جلسنا فيها معا فى الحديقة المقابلة للجامعة التى ادرس بها...اخبرته عن ان ابى قد قبل خطبتك لى .... حينها لم يتمالك نفسه....واصيب بنوبة بإغماء...وبعد ان افاق ببرهة ذهب ليشترى لى كوب عصير....ووردة....عل الوردة تكون تذكارا منه لى تعيننى فى بقية حياتى معك....بعدها سمعت ان اهله قد اخذوه الى المصحة النفسية وشفى تماما....وفى اول يوم ذهب الى الحديقة واشترى كوب عصير ووردة....وبعدها عاد الى جنونه مرة اخرى....رفضه اهله....واهلى ...لم يعد يهمه شيئ .....غير ان يشترى كوب عصير ووردة فى كل يوم ....ويبحث عن فتاة فى الحديقة...تكون هى انا .فيهديها اياها )...
...اخرجت الفتاة من حقيبتها وردة حمراء جافة ....اعطتها له....نظر اليها بغضب....واحتقار.....اخذ منها الوردة...ويديه ترتجف....وذهب مهرولا فى اتجاه الحديقة عله يجد انثاه فيهديها وردة....او ان يجد انثى وردة.....تعيده الى ما كان عليه....وما زال يجرى كل يوم ...حديقة... وردة .وكوب عصير .....ومنزل اخر لم يعد يملكه....


رد مع اقتباس










المفضلات