نواصل فرار فار
خرج سيسي من الحمام وهو يلف جمسه بقطعة البشكير التي قرضها من الحمام قبل يومين وادخلها معه الجحر .. ووجد امه وابوه يتهامسان بالتاكيد في موضوعه هو .. ما ان اقترب منهما حتى ابتسم له والده هازا راسه علامة الرضا .
ابو سيسي : خلاص يا ولدي انا اقتنعت بوجهة نظرك لانه فعلا هنا الحياة كلها مطاردات ورعب ونحن معرضين للخطر في اي لحظة لو نجينا من القطط نتعرض للسم ولو نجونا من السم تجد الشراك في كل مكان .. ونحن لو ما اكتسبنا خبرة كبيره في تفادي هذه الاشياء كان انقرض نوعنا من زمن طويل .. سافر يا ولدي وابحث عن الحياة الامنة ولكن قل لي ما هي خطتك في السفر وكيف ستصل الى السعودية .
سيسي : انا ستبدا رحلتي من اليوم في المساء ساذهب اولا الى البقالة عند اصحابي هناك ومن البقالة سانتظر السيارات التي تنزل البضائع في البقالة واتسلل اليها ,.. ومن هناك سانزل في مستودعات المورد الرئيسي ... والى ان تاتي الشاحنات الكبيره من الميناء استسلل اليها ومنها الى الباخره ..
ابو سيسي : خطتك جميلة ومحكمة يا ولدي ولكن كيف ستعرف الباخره المتجهة للسعودية من البواخر الاخرى .. من الممكن ان تركب لك في باخره متجهة الى الصين او كوريا مثلا هناك سمعنا انه البشر ياكلون الفيران نفسها ويعملوا منها شاورما ..
سيسي : هو دا سؤال يابا ما الباخره المتجهة للسعودية ستجدها تشع منها رائحة الحلومر والطلح كعادة السودانيين هناك وانت عارف انه نحن حاسة شمنا قوية جدا .
في هذه اللحظة دخلت ام سيسي في نوبة بكاء ونحيب لانها شعرت انه هجرة ولدها اصبحت واقعا لا مفر منه .. مما ادخل الاب والابن في مجهود كبير لمحاولة ارضائها واسكاتها وقال لها سيسي : يا امي افضل انك تعتقدي اني هاجرت وعايش في امان مما ياتيك خبري اني التهمني قط مثل اخواني السابقين ناس فرفور والجقر ضحايا الارهاب القططي .
يبدو انه منطق سيسي القوي اقنعها لانها سكتت فعلا ..
اول ما بدا المساء قدم الوالدان ابنهما حتى باب الحوش وهم متسللين ليلا يتلفتون وودعوه وهو يعبر الشارع جريا ناحية البقالة حتى اختفى في الظلام لتبدا رحلة جديدة نحو حياة جديدة .
المفضلات